أصداء

الزواج "السياسي"المؤقت

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الزواج كما هو معلوم عقد اجتماعي بين الرجل والمرأة لتكوين اسرة وانجاب ذرية ومصالح اخرى مشتركة تأتي على مر الايام، والزواج انواع ؛ زواج طويل الامد وهو الشائع عند كافة الشرائح البشرية والشرائع السماوية، وزواج قصير الامد، مؤقت، قد يدوم لساعات او ايام اواسابيع بحسب الظروف، وهو مايعرف عند اخواننا الشيعة بزواج المتعة، يكفي هذا الزواج ان يتبادل الطرفان المعنيان بعض الاعجاب"الجنسي طبعا" ليتم في التو واللحظة وفي أي مكان يشاءان من دون كتابة نفقة او مهر او عدة او اضاعة وقت في اخذ الموافقة الاصولية من الاهل والاقارب او صرف الاموال في اقامة حفلات العرس واجراءات روتينية من هذا القبيل، وهذا الزواج لا يختلف كثيرا عن الزواج المعمول به في الدول الغربية الذي يسمى بزواج الاصدقاء ( friend)والذي يقضي باقتران الرجل بالمرأة والعيش معا تحت سقف واحد (كاصدقاء ) بحجة دراسة طبائع البعض بشكل عملي وقد ينجبان ويملآن البيت اولادا واحفادا وهما ما زالا يدرسان البعض"ايضا كاصدقاء"من دون الالتزام بقيود الزواج التقليدية"البالية" لفترة قد تطول او تقصر بحسب اختيار الطرفين وعلى ضوء فترة الاختبار"test"يقرران نوعية العلاقة التي يريدانها مع مراعاة الفارق الكبير بين طبيعة المجتمعين ؛ ففي المجتمعات الغربية راجت هذه العادة واصبحت احدى معالمها الحضارية منذ عشرات السنين في حين مازال زواج المتعة يجد رفضا قاطعا من جانب مجتمعاتنا الاسلامية، على الرغم من انتشاره الواسع في ايران وفي بعض مناطق العراق كما يقال..

و كذلك يوجد زواج اخر يتم بين المرأة"الغانية"وبين الرجل"الزبون"الهدف منه افراغ الشهوة الجنسية"عند الرجل" والتجارة و التكسب"عند المرأة"، وهذا الزواج قديم قدم الانسان، اقدم مهنة مارسها الانسان..

وثمة نوع اخر من الزواج لا يختلف كثيرا عن الانواع الاخرى التي ذكرناها وان بدا مختلفا بعض الشيء"في الممارسات الشكلية فقط" وهو الزواج"السياسي" وهذا الزواج يتم بين الاحزاب و الحركات والكتل والائتلافات السياسية بدافع المصلحة بانواعها، وعلى ضوء هذه المصالح المشتركة ترتفع وتنخفض العلاقات بينها، وقد تستمر تلك العلاقات لفترة محدودة كما في زواج المتعة، ثم تبدأ المنازعات في الظهور وقد تنتهي بكوارث مثال ذلك ما جرى بين رئيس الوزراء "نوري المالكي" وبين جيش المهدي الذي يرأسه"مقتدى الصدر"عام 2005 بعد ان كانا اكثر من سمن على عسل تربطهما علاقة عقائدية و سياسية جيدة، فجأة تدهورت تلك العلاقة ودخلا في نزاع دموي شديد بسبب تعارض مصالحهما"النفطية"و"الانتخابية"في البصرة، وللعلم ان معظم العلاقات السياسية بين الاحزاب العراقية هي علاقات مؤقتة على الطريقة الشيعية، لا يوجد بينها زواج دائمي يقوم على اساس الاحترام المتبادل و المفاهيم المشتركة و القيم الوطنية العليا، بل مجرد نزوة عابرة او هوس طائفي او عرقي مؤقت ينتهي بانتهاء المصلحة، حتى بين الاحزاب التي تحمل نفس الشعارات وتدعو لفكرة واحدة، ومن بينها الاحزاب الدينية والاحزاب الكردية، ونجاح الزواج بين هذه الاحزاب من عدمه مرهون بالمتغيرات التي تطرأ على قواعد اللعبة السياسية التي ارساها الكبار في المنطقة، وهي قواعد صارمة لا يمكن لاحد من هذه الاحزاب ان يتجاوزها او يتجاهلها مهما ادعت الوطنية او رفعت شعارات ثورية فارغة، ندعو الله ان لا يطرأ تغيير كبير على هذه القواعد لننعم بالسلام"الهش" لاطول فترة..

خلاصة القول ان الزواج السياسي في العراق بين الفرقاء و الاحزاب مثله مثل الزواج "الاجتماعي"قائم على مصالح ولكن مع فارق بسيط ان الزواج السياسي لا يشترط فيه القبول والرضى والحب في بعض الاحيان كما في الزواج الاعتيادي، بل يشترط فيه الخضوع والتسليم للامر الواقع ومراعاة مصالح المنظومة السياسية في المنطقة والدخول الاجباري في اللعبة السياسية التي يديرها الكبار يعني "الزواج بالاكراه"، وهذا الزواج يعتبر عند الفقهاء والمشرعين باطلا "من ساسه الى راسه"، ويفتقد اهم اركان الزواج الصحيح وهي الحرية في الاختيار و التكافؤ والود المتبادل والعيش الطبيعي المشترك من دون حقد او ضغينة او تربص...وهو ما لا نجده عند الكثير من الفرقاء السياسيين العراقيين....

m.wany@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
بل زواج سياحي
احمد الفراتي -

اسهب السيد الكاتب في تناول زواج المتعه ووصفه بمشابهة العلاقه الغير شرعيه عند الغرب. وانا لست في محضر مناقشه هذا النوع من الزواج ويكفي انه غير شائع ولم ارى من يعمل به في العراق بل اننا كغيرنا من العرب نعتبره امرا غير مقبول ولكن واه من اللكن هل هو حلال او حرام. هناك ادلة كثير من القران والسنه تذهب الى تحليله وهذه ليست مشكلتنا ان قلنا ان الله حلله, وارجع الى اللكن وهي محاولة التسقيط عن السيد الكاتب السني الذي تحدث كثير عن زواج المتعه ووصفه بمشابعه الزنا عند الغرب وتناسى هذا السيد الكاتب السني ان يتطرق الى انواع الزيجات المقرفه والتي هي عباره عن زنا مشرعن عند اهل السنه ومسمايتها المقززه الكثير فزواج الفريبند هو ليس عند الشيعه بل عند السنه اما الزواج السياحي فمن اسمه يدل على العار الملحق به اما زواج المصياف او المصطاف او اللملقاف فحدث ولاحرج . هنا يتناسى اهل السنه شرفه وعرضهم وتقنن الدياثة اما عندما يتحدثون عن زواج واحد هو كباقي زيجاتهم المتعدده فانهم يصبحون غيورين شرفاء شجعان كغيرة درع الجزيره . وعلى كل حال ان من لايرد زواج من اهل السنه ويريد قضاء وقتا للهو البسيط فعليه ان يلجا الى رضاعة الكبير ويرضه اي وحده يشوفها بالشارع استنادا الى فتاوى جاهزه لهذا الغرض .

بل زواج سياحي
احمد الفراتي -

اسهب السيد الكاتب في تناول زواج المتعه ووصفه بمشابهة العلاقه الغير شرعيه عند الغرب. وانا لست في محضر مناقشه هذا النوع من الزواج ويكفي انه غير شائع ولم ارى من يعمل به في العراق بل اننا كغيرنا من العرب نعتبره امرا غير مقبول ولكن واه من اللكن هل هو حلال او حرام. هناك ادلة كثير من القران والسنه تذهب الى تحليله وهذه ليست مشكلتنا ان قلنا ان الله حلله, وارجع الى اللكن وهي محاولة التسقيط عن السيد الكاتب السني الذي تحدث كثير عن زواج المتعه ووصفه بمشابعه الزنا عند الغرب وتناسى هذا السيد الكاتب السني ان يتطرق الى انواع الزيجات المقرفه والتي هي عباره عن زنا مشرعن عند اهل السنه ومسمايتها المقززه الكثير فزواج الفريبند هو ليس عند الشيعه بل عند السنه اما الزواج السياحي فمن اسمه يدل على العار الملحق به اما زواج المصياف او المصطاف او اللملقاف فحدث ولاحرج . هنا يتناسى اهل السنه شرفه وعرضهم وتقنن الدياثة اما عندما يتحدثون عن زواج واحد هو كباقي زيجاتهم المتعدده فانهم يصبحون غيورين شرفاء شجعان كغيرة درع الجزيره . وعلى كل حال ان من لايرد زواج من اهل السنه ويريد قضاء وقتا للهو البسيط فعليه ان يلجا الى رضاعة الكبير ويرضه اي وحده يشوفها بالشارع استنادا الى فتاوى جاهزه لهذا الغرض .

اللهم استر
محمود مرزا -

لا أدري الكثير ولست عالماً لأفتي في موضوع الزواج ولكن الفطرة الإنسانية تؤكد بأن هدف الزواج هو بناء أسرة ومجتمع أولاً ثم قضاء الرغبات الجنسية. أما الذين ينظرون إلى الزواج بكونه قضاء للرغبات الجنسية أولاً فيخوضون في أشياء لا تسمح له الفطرة الإنسانية السليمة. والله أعلم.

بل زواج سياحي
احمد الفراتي -

اسهب السيد الكاتب في تناول زواج المتعه ووصفه بمشابهة العلاقه الغير شرعيه عند الغرب. وانا لست في محضر مناقشه هذا النوع من الزواج ويكفي انه غير شائع ولم ارى من يعمل به في العراق بل اننا كغيرنا من العرب نعتبره امرا غير مقبول ولكن واه من اللكن هل هو حلال او حرام. هناك ادلة كثير من القران والسنه تذهب الى تحليله وهذه ليست مشكلتنا ان قلنا ان الله حلله, وارجع الى اللكن وهي محاولة التسقيط عن السيد الكاتب السني الذي تحدث كثير عن زواج المتعه ووصفه بمشابعه الزنا عند الغرب وتناسى هذا السيد الكاتب السني ان يتطرق الى انواع الزيجات المقرفه والتي هي عباره عن زنا مشرعن عند اهل السنه ومسمايتها المقززه الكثير فزواج الفريبند هو ليس عند الشيعه بل عند السنه اما الزواج السياحي فمن اسمه يدل على العار الملحق به اما زواج المصياف او المصطاف او اللملقاف فحدث ولاحرج . هنا يتناسى اهل السنه شرفه وعرضهم وتقنن الدياثة اما عندما يتحدثون عن زواج واحد هو كباقي زيجاتهم المتعدده فانهم يصبحون غيورين شرفاء شجعان كغيرة درع الجزيره . وعلى كل حال ان من لايرد زواج من اهل السنه ويريد قضاء وقتا للهو البسيط فعليه ان يلجا الى رضاعة الكبير ويرضه اي وحده يشوفها بالشارع استنادا الى فتاوى جاهزه لهذا الغرض .

مقال سياسي
سالم الحاج -

أعرف السيد (محمد واني) عن قرب..ولا أعتقد أنه يقصد بحديثه عن زواج المتعة التشنيع على الشيعة بقدر ما اتخذ هذا الموضوع ركيزة للتشنيع على ما يجري على الساحة السياسية العراقية من علاقات وتحالفات وارتباطات لا تبتغي سوى المصلحة القصيرة والضيقة والآنية.. فالموضوع سياسي وليس فتوى في الدين أو المذهب..ولكن لكل كاتب أسلوبه!

مقال سياسي
سالم الحاج -

أعرف السيد (محمد واني) عن قرب..ولا أعتقد أنه يقصد بحديثه عن زواج المتعة التشنيع على الشيعة بقدر ما اتخذ هذا الموضوع ركيزة للتشنيع على ما يجري على الساحة السياسية العراقية من علاقات وتحالفات وارتباطات لا تبتغي سوى المصلحة القصيرة والضيقة والآنية.. فالموضوع سياسي وليس فتوى في الدين أو المذهب..ولكن لكل كاتب أسلوبه!

مقال سياسي
سالم الحاج -

أعرف السيد (محمد واني) عن قرب..ولا أعتقد أنه يقصد بحديثه عن زواج المتعة التشنيع على الشيعة بقدر ما اتخذ هذا الموضوع ركيزة للتشنيع على ما يجري على الساحة السياسية العراقية من علاقات وتحالفات وارتباطات لا تبتغي سوى المصلحة القصيرة والضيقة والآنية.. فالموضوع سياسي وليس فتوى في الدين أو المذهب..ولكن لكل كاتب أسلوبه!