العراق: حين تكون الديمقراطية المدّعاة لعنة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
من يتابع مجريات الصراع السياسي في العراق، يلحظ كم كان الحديث عن الديمقراطية سابق لأوانه وبعيد عن طبيعة الكتل المتصارعة، وعياً وسلوكاً، ويدرك الى اي حد كانت مشاعر التفاؤل بعراق جديد تنتمي الى عالم النوايا الحسنة الغائبة عن المشهد السياسي، برلماناً وحكومة ورئاسة.
وكلما استعدت تجربة الإنتخابات، اتذكر ملحوظة ساقتها طالبة كانت تدرس القانون في لندن وعينها على العراق، شاركت في أول اقتراع، بهرتها فرحة الناس، لكنها توقفت عند قول احدهم بان بلادنا اصبحت ديمقراطية حقاً، قالت لا ان الإنتخابات ليست الا خطوة اولى في مسار الديمقراطية الطويل، وان العراق ابعد ما يكون عن الديمقراطية الحقيقية.
لقد أصابت تلك الشابة فيما أخطأ فيه كثيرون، فالسياسيون عندنا يتصرفون كما لو كانوا في المرحلة ما قبل الابتدائية في مدرسة الحوار، وتداول السلطة في معرفتهم هو التوافق على توزيع المناصب والغنائم ونفي كل نتائج الانتخابات حتى لو كانت خالية من التزوير.
ويلاحظ على ديمقراطية الحكام في العراق، الخاصة جداً، إنها تنطوي على ثنائيات متقاربة أو متماهية احيانا، فالحكومة والبرلمان توافقيان، رئيس جمهورية كل العراق ورئيس إقليم كردستان يتشاركان في نظرتهما البعيدة لعائدية مدينة كركوك الغنية بالبترول.
ـ إرهاب وتطرف على كلا الضفتين الشيعية والسنية - بنسب متفاوتة - لكن كلاهما يسعى لغاية واحدة هي ربط العراق بمرجعيات اقليمية، وغير ذلك كثير.
في المقابل تستوقفنا ثنائيات متضّادة حتى العظم، واليكم بعضاً منها :
ـ شعب يمتلك النفط في الدستور ويجوع، وممثلوه في مجلس النواب، والحكومة والرئاسة متعبون من تراكم الملايين في جيوبهم.
ـ تخمة في الكهرباء والماء والأمن في المنطقة الخضراء، وشحة من كلها في العراق بعامة، رائحة الحرائق والنفايات في الشوارع، ونعيم مكيفات الهواء والأشجار والزهور في قصور أركان السلطة.
ـ رجال دين أثرياء، ومؤمنون يفترشون الأرض في صلاتهم ومعاشهم، وليس لهم غير الدعاء لله وشفاعة أهل البيت.
ـ مستقبل مضمون لمسؤولي السلطة ومحازبيهم واقربائهم، وبطالة وضياع لمعظم القادرين على العمل أوعقود مؤقتة لقلّة منهم.
ـ نساء مترفات في البرلمان ودوائر الحكومة العليا، لا تشكو المحجبات منهن من التصاق جلابيبهن وخمرهن فوق أجسادهن كنظيراتهن في الشوارع والمكاتب العامة المتواضعة، وملايين من العراقيات الكادحات يحملن اسطوانات الغاز فوق رؤوسهن ومئات ألتار مياه الشرب، حتى تنطوي ظهورهن.
ـ معاملات تنقضي بدقائق او بهاتف بواسطة حزب اومسؤول، وأنفاس لاهثة تطلقها أرامل لتحصيل راتب تقاعدي زهيد، تستغرق إجراءاته شهورا طوال، وكذلك حال الرجال المستحقين للتقاعد.
ـ رواتب لا تكفي حاجات الناس ومتطلبات الغلاء وجشع التجار، وأناس يتقاضون راتبين أو أكثر باسم الشهداء والسجناء.
ـ شهداء ضحوا بارواحهم من أجل الوطن والكرامة، وتجار يصادرون تاريخهم ويحصدون المكاسب.
ـ مراقد أئمة أطهار عاشوا زاهدين متصدقين، ومراجع وآيات الله وحجج يرفلون بنعيم المال ولايملّون من تراكم ثرواتهم.
ـ فقراء يأكلهم الجهل والمرض، يرمون الدنانير في أضرحة الأولياء، وفاءً لنذورهم، واستغاثة من بؤسهم، ومرجعيات دينية تجمعها ولا تنفقها في سبيل الله .
ـ هيأتا وقف تتضخم أموالهما بدون حسيب او رقيب، وجلّهما من عطايا الحكومة، ومؤمنون من شتى المذاهب ما عليهم سوى التعفف وخدمة المذهب ورجال الدين.
ـ جامعات كثيرة، عامة وخاصة، وطلاب يتكاثرون، لكنها تضع تطور العلوم في خانة النسيان، ولا تأبه لطاعون الشهادات المزوّرة.
ـ حديث دائم عن الحرية والديمقراطية، واغتيال متواصل لحرية الرأي، إن بالإعتقال أو بكواتم الصوت.
ـ رئيس الوزراء يتصدر قائمة تحمل اسم دولة القانون، وبرلمان يضم إرهابيين من مكونين رئيسين.
ـ رئيس قائمة دولة القانون، يتصدى للخارجين عنه في ولايته الأولى فيحصد تأييد الناس وثنائهم، وفي ولايته الثانية يصافحهم، ويسعى اليهم في منافيهم ليطلب الصفح منهم ومن أسيادهم في الجارة الشرقية، بينما كان بامكانه الأبقاء على رصيده الشعبي والإكتفاء بشرف المعارضة القوية في البرلمان.
ـ قائمة اسمها العراقية، تدّعي العلمانية او الليبرالية - على ضبابية المصطلحات في العراق - لكنها تجمع الوانا شتى، بعضها ضارب بجذوره في أرضية الطائفية، وبعضها موصول الخيوط ببعثيين إرهابيين، وحاشا من هذا الوصف ملايين من الوطنيين العراقيين الذين اجبروا على مبايعة حزب البعث بقيادة صدام، الذي كان يقول بأن العراقيين كلهم بعثيون.
ـ صراع بين القائمتين المذكورتين خارج اية لغة تتعلق بالديمقراطية، تستعمل فيه كل الوسائل، بما فيها المفخخات وكواتم الصوت (يعلم الله من البادئ فيها)، الى جانب كلام عن الدستور والحقوق المكفولة فيه للقوائم الفائزة في الانتخابات.
ـ وزارة متضخمة بعدد وزرائها، وخدمات مختصرة او غائبة.
ـ رئيس لكل العراق حيناً، ولإقليم كردستان فقط حين تقتضي مصلحته القومية ومصلحة أشقائه في قيادة الإقليم.
ـ ومن الثنائيات المتضّادة المتعلقة بالسياسة الخارجية للعراق، يمكن الإشارة على سبيل المثال الى : تهذيب الخطاب مع ايران ، وتشديده مع الكويت، فلا حديث الا ما ندر عن تحويل ايران لأنهار في ارضها تصب في العراق، ما يفضي الى حرمان البلاد من حقها في المياه المكفول في الاتفاقيات الدولية، بينما يتعالى الإحتجاج ضد الكويت بشأن ميناء مبارك، وليس في هذا تبرئة للجانب الكويتي، فهناك من البرلمانيين السلفيين لديها، ممن يحرضون ضد العراق بدوافع طائفية، والقصد ان ميناء مبارك قضية قابلة للتفاهم، بينما نفوذ ايران المستشري في العراق أمر في غاية التعقيد ولا ينبغي السكوت عنه.
ـ هناك ايضا أحاديث عن حسن الجوار والمصالح المشتركة مع الكويت، وتشبث لدى بعض السياسيين بعقلية صدام الاستقوائية ضد دول الجوار.
ـ ونحو ذلك ايضا، تعاطف اعلامي عادي مع الحركات الاحتجاجية في مصر وتونس واليمن، ومبالغات في تأييد لاحتجاجات البحرينية وإلباسها رداءً طائفيا ليس من مصلحتها، فضلا عن التوجه بمفردات عالية النبرة ضد الحكومة البحرينية، هذا مع تقدير عدالة المطالب الشعبية البحرينية، وواقع القمع التي ووجهت به، بصرف النظر عن محاولات ايران استغلالها، لاننا لابد ان نفصل بين دسائس النظام الايراني، وبين مشروعية الحقوق السياسية لشيعة بلدان الخليج بشكل عام.
ـ وأخيرا استعيد من مواقف الرئيس، تمسكه بعلاقته مع الاشتراكية الدولية، وإهماله لعدالة مطالب الشعب من الكرد والعرب في الاقتصاص من صدام (ظهر هذا جليا في رفضه التوقيع على قرار اعدامه) هذا على سبيل المثال وليس الحصر.
نتعب فعلاً حين نعدد مظاهر التناقض والتخبط في مجرى السياسة العراقية، خارجية كانت ام داخلية، لكن هذه الحالة كما يقول البعض هي إحدى نتائج "الديمقراطية"، فهل هذا النظام الجديد علينا أصبح لعنة؟ وكيف السبيل الى الخلاص منها، هل ينفع دعاء المؤمنين الصادقين وليس المتسيسين، هل نطالب بالغاء العملية السياسية واللجوء الى حكومة طوارئ، وهل هذا قابل للتطبيق في ظل تغول الاحزاب وميزانياتها الهائلة ونفوذ ايران المتزايد والداعم لبعضها. قد يكون في الغائها مصلحة العراق لفساد الطبقة السياسية بشكل عام، وانغماسها في العمليات المشبوهة لسرقة مليارات من المال العام، لكن الوسائل الى ذلك غير متاحة، بخاصة وان الراعية الاميركية تقترب من الرحيل، وستحكم الاحزاب الكبيرة قبضتها على العراق اكثر فاكثر. وهل يكون الحل بالانقلاب؟ البعض يقول ان هذا مستحيل لأن القيادة الاميركية مازال بيدها القدرة على تحريك القوات العراقية. باعتقادي ان الاهم هو تطور حركة الاحتجاج التي مازالت في مهدها، وزيادة وعي الشباب، لكي تخرج منهم نخبة سياسية تتصدر الصراع ضد الحكام الفاسدين، وتجبرهم على رأب تصدعاتهم وإعادة بعض ما استحوذوا عليه من المال العام، او في الاقل تصحيح مسالكم والتوقف عن النهب. وبعد فان الديمقراطية التي حملها الينا مبكرا، الغباء الاميركي أوالجهل بطبيعة المجتمعات التي خضعت عقودا للحكم الاستبدادي، تحتاج الى مؤسسات تحميها وهي ما لا تتوفر العراق، في الشكل هي قائمة لكن الموضوع غائب في عقلية الحكومة والبرلمان والرئاسة، فالكل ما زال يعيش في أفق المعارضة السابقة ومؤتمرها الذي عقد في لندن قبيل الغزو الاميركي، برعاية السفير الاميركي خليل زاد، وساد خلاله الصراع على المكاسب والحصص، ولم يتوافقوا على القسمة الا بعد منتصف الليل بساعات. ومازالوا يقتسمون البلاد ويتفرجون على مأساة شعبهم. جزء مهم من الحل يكمن في ترشيد الوعي الديني، وإبعاد الدين عن هيمنة "السلطة الكنسية" المستحدثة في ديار المسلمين (معظم رجال الدين). ولا نغفل هنا تضخم تاثير العشائر ودور رؤسائها تاريخيا في التطاول على القانون، وبالطبع فان الحد منه يقتضي تزايد قوة الدولة بوصفها الحاضنة لكل بنات العراق وابنائه، وليس لعشائر او قبائل معينة، والأمل معقود على تطور الوعي الاجتماعي، وهذا يتطلب سنوات من الانتظار، آمل ان لا تطول.
التعليقات
تقسيم=الحل
Rizgar -مشاكل العراق يعرف الانكليز الخبثاء وحدهم كيف زرعوها، بلصق قوميات ومذاهب وتوجهات متناقضة في كيان لم ولن ولا رابط له غير العنف والاجبار والأنفال. فالشيعة لايرون في السنة غير مغتصبين لحكم هم اولى به، والسنة لايرون في الشيعة الا طارئين على العراق لايحق لهم التحكم بعراقهم، والكرد لايرى في كليهما الا وريثا لمحتل طال مكوثه على ارضهم التاريخية بسبب خيانة الانكليز لهم، فلمَ يجب لصق كل هؤلاء الاعداء وزجهم في كيان لن يستقر له المقام الا باسقلال كل فئة منهم في كيان خاص به، في حين ان السياسات العالمية تحافظ على كيانات عشائرية ضئيلة هزيلة لا تضاهي محافظة واحدة من محافظات الشيعة او السنة او الكرد، وكذّب من يشبه الحلبة بسلة من الزهور المتنوعة، وسيحكم التجربة بفشلها ا
صحيح ولكن
حميد -كل ما تفضلت به الاخت الكاتبة صحيح ، وقد تنطبق كثير من الحالات على دول أخرى كثيرة مجاورة ومتباعدة وهذا هو سلوك البشر ، لكن كانت عندها غصة في عدم التركيز على الأسباب الحقيقة لهذه الأخفاقات ، منها على سبيل المثال نست أو تناست بقايا البعث وبقايا الصداميين اللذين استفادوا من هذه الديمقراطية ، حيث بدأت خطاباتهم الوطنية الزائفة ، وأشكالهم الاسلامية المزورة ، لكن قلبهم الحاقد والأسود بفقدانهم إمارتهم هي سبب بلاء الكرد والسنة والشيعة على حد سواء ، لا استقرار ولا ديمقراطية حقيقية تتطور مع الزمن إلا بالقضاء على البعث والصداميين اللذين لا يريدون الخير للعراق والمنطقة وسيرتهم السابقة تشهد على ما أقول ، تمنيت من الاخت الكاتبة أن تسلط الاضواء أكثر على هذه النقطة ، ولم تطرح خيارات أخرى كما ورد في ماقالها من القول التالي : الديمقراطية"، فهل هذا النظام الجديد علينا أصبح لعنة؟ وكيف السبيل الى الخلاص منها، هل ينفع دعاء المؤمنين الصادقين وليس المتسيسين، هل نطالب بالغاء العملية السياسية واللجوء الى حكومة طوارئ؟
تقسيم=الحل
Rizgar -مشاكل العراق يعرف الانكليز الخبثاء وحدهم كيف زرعوها، بلصق قوميات ومذاهب وتوجهات متناقضة في كيان لم ولن ولا رابط له غير العنف والاجبار والأنفال. فالشيعة لايرون في السنة غير مغتصبين لحكم هم اولى به، والسنة لايرون في الشيعة الا طارئين على العراق لايحق لهم التحكم بعراقهم، والكرد لايرى في كليهما الا وريثا لمحتل طال مكوثه على ارضهم التاريخية بسبب خيانة الانكليز لهم، فلمَ يجب لصق كل هؤلاء الاعداء وزجهم في كيان لن يستقر له المقام الا باسقلال كل فئة منهم في كيان خاص به، في حين ان السياسات العالمية تحافظ على كيانات عشائرية ضئيلة هزيلة لا تضاهي محافظة واحدة من محافظات الشيعة او السنة او الكرد، وكذّب من يشبه الحلبة بسلة من الزهور المتنوعة، وسيحكم التجربة بفشلها ا
الامية
ابو ذر -كل كلامك صحيح وهذا مايؤكد ماقلته مرارا وتكرارا الشعوب الامية لاتعيش مع الديمقراطية والعراق خير مثال فالشعب الامي هو الذي جعل الطغمة الحاكمة في قمة الهرم واخذ يبكي مثا الولايالدينا خياران لاثالث لهما فاما ديمقراطية على الطريقة التركية اي الديمقراطية تحت المراقبة او الملكية الدستوري والا فالعراق سيبقى كمثل الطفل الذي يلعب .....
العلة فيينا
اياد الجصاني -اهنئ الكاتبة على تحليلها القيم والناجح بكل معنى الكلمة الذي مارست من خلاله الموضوعية والحيادية وتسمح لي الكاتبة ان اضيف مقدمة لما جاء في مقالتها بالقول : اذا ما أمعنا النظر في طبيعة انظمة الحكم في العالم العربي اليوم ، فاننا نرى ان هناك دولا تحكمها الانقسامات والمنافسات والصراعات الايديولوجية ومشاعر عدم الثقة والخداع بالاضافة الى الانانية المتمثلة في هذه الدول بسبب الاخطاء والنقص المؤدي الى قيامها وذلك لانها بالغالب تُمارس حُكما اوتوقراطيا اي حكما فرديا وتُسخّر ثرواتها من أجل شراء احدث الاسلحة لا لشن الحرب على عدوها الرئيسي المعروف وانما من أجل دعم سيطرتها لضرب الحركات الديموقراطية في بلدانها . وخير دليل على ذلك موقف الحكام اليوم الذين يدافعون عن كراسيهم بكل ما اوتوا من قوة ضد ثورة شعوبهم التي نشاهدها بام اعيينا في اكثر من دولة عربية . عالم الاجتماع العراقي علي الوردي كتب لنا عن الاسلام والديموقراطية وقال يقول المؤرخون الغربيون ان حكومة الاغريق كانت اول ديموقراطية وآخر ديموقراطية في التاريخ القديم. ونسى هؤلاء حكومة الاسلام الاولى التي تمثلت في محمد ( ص ) وخلفائه الراشدين . . لا شك في ذلك . فهي قد سبقت زمانها بعدة قرون، حق لها ان تفشل . ولكنها مع ذلك بقيت في التاريخ رمزا لديموقراطية الاسلام ودليلا صارخا على ان حكومة الاسلام نشأت في اول امرها من الشعب وبالشعب ومن اجل الشعب . فلماذا هذا الاتحدار منذ ذلك التاريخ وحتى اليوم؟. وكلنا نعرف ان بعد وقوع الانقلاب على الخلافة الاسلامية التي تحولت الى الملك والسلطان ، وهو ما تنبأ به الرسول (ص) عندما قال الخلافة من بعدي ثلاثون سنة ، ثم تعود ملكا عضوضا هذا الانحدار واستمرار حكم الملك العضوض يتمثل ببنية وعقل الانسان العراقي الذي لم يستطع ترجمة الفرصة التاريخية التي اتيحت له بالقضاء على الدكتاتورية الى واقع عملي في الاستفادة الى حد ما من الديموقراطية الامريكية المصدرة الينا بقوة السلاح . عندما زار الشاعر والمفكر العربي الكبير أدونيس – الاسم المستعار لعلي احمد سعيد - العراق بعد انقطاع دام ما يقرب الاربعين سنة ، حضر الى اقليم كوردستان في نيسان 2009 بمناسبة الفعاليالت الثقافية التي اقيمت في اربيل على شرفه تحدث فيها عن العرب وقال انهم امة في طريقها الى الانقراض . وفي حوار له مع اربعة مراسلين لصحيفة الصباح العرا
نصيحة للنساء
ميدو -أرجو أن لا يتهمني أحد بالعنصرية البشرية فانا لا أتوقع من أمرأة أن تنصح..النساء يجب أن يقعدن في البيت ويتركن الكتابة لأن العاطفة هي التي تتحكم بهم وليس العقل..جميع النساء يكرهن الرجال والكاتبة مثال فهي تكره المالكي لأنه نموذج لرجل معتدل وطني شريف مؤمن يخاف الله يبني العراق خطوة خطوة رغم الأعاصير التي لا تكف عن أذيته ومعارضته لكن الله معه والناس الطيبين وآل البيت الكرام..
الى تعليق 5
دودي -الى صاحب تعليق رقم 5 اسدي نصائحك الى بناتك او عائلتك وليس للنساء جميعا فاذا كنت جاهل ويتحكم بك نظامك العشائري الهمجي والافكار الهمجية التي تسيطر على عقليتك المتواضعة فانصحك بان تحتفظ بنصائحك لنفسك. وبدفاعك عن المالكي فاقول لك انك ومن امثالك الذين يدافعون عنه سوى عملاء توافقون انت والمالكي على الظلم وسرقة اموال الفقراء وانت وامثالك الذين ذهبوا وانتخبوا حكومة(الحرامية) نفسها.
مسكين Rizgar
جاسم،شكراً إيلاف -الدكتور حنين القدو:ومن خلال متابعتنا لمايجري على الساحة العراقية ، تبين أن الخطاب الكردي يتطابق مع الخطاب الاسرائيلي ، وطرحهم يشبه الطرح الاسرائيلي ، وقسموا المجتمع العراقي ونشروا الفتن ، منها أن المسيحين العراقيين أمة إنقرضت ، والعرب هاجروا الى العراق من اليمن والجزيرة العربية ، وبالتالي هذه ارض الاجداد ( الاكراد ) أرض الميعاد ، وهم شعب الله المختار ، ويظنون أن الاساطيل الامريكية جاءت لاقامة دولة ( كردستان ) وعليها علم مهاباد ، وأن أمريكا وجدت بين ليلة وضحاها أن شعب الله المختار هم ( الجحوش ) وليس اليهود . تم تطهير سهل نينوى من أهله بأساليب قذرة منها القتل والتهجير والتهديد ، لصالح خطط لترحيل اليهود الأكراد من إسرائيل وإيران إلى اقليم كردستان ، وهذا ما كشفه كاتب اميركي:الموساد وراء عمليات قتل وترهيب المسيحيين في الموصل!. واصبح من البديهيات والمسلمات التي لالبس فيها أن كل 10 سيارات تنفجر في بغداد 8 منها تأتي من أربيل أو السليمانية إنتقاما من العراق .
هيهات ينالوا منا الذ
د.عبد الجبار العبيدي -يبدو أننا لازلنا نعتقد بضرورة مرحلة التنظير السياسي الوهمي ،وكيف نصل بتصوراتنا الفكرية الى بناء مرحلة التخريب السياسي والمؤسساتي .فمنذ ان مات محمد(ص) وحلت السقيفة بالتوافق،طرد رجال القبيلة الامناءلمحمد (ص ) ودعوته (ومشروعه الكبير في بناء دولة المدينة بدستورها المدني المُغيب اليوم الا في مكتبة المتحف البريطاني في لندن حيث الحرية والديمقراطية هناك.ورجعت القبيلة والعشيرة تحكم مجددا باسم المتوافقين الجدد وعاد قانون العشائر الذي الغاه محمد (ص) مرة اخرى ليحكم في دولة الاسلام.وتقوى من كان متبنيا اصحاب الرايات الحمر في مكة مجددا.ويبدوان ابا سفيان لم يقلهامن فراغ حين نادى بعد مقتل الخليفة عثمان(رض) بقوله للامويين: تلاقفوها يا بني امية للخلافة تلاقف الكرة فوالله لا جنة ولا نار،وما قول محمد في الدين الا تخريفالقوم لا يعقلون.بيد أننا حجبنا عن مصادرنا الاصلية حين استبدلت سير محمد عند ابن اسحاق بابن هشام لتتم الصفقة تاريخيا.فبقيت مناهجنا تدرس الردة على انها ضد الاسلام والمسلمين،وما درينا أنها كانت ثورة عربية ضدمن توافق في السقيفة على الاسلام والامة.اكتبي ايتها الاخت النجيبة فكل شريف اليوم محب لوطنه عليه ان يساهم في فضح من باعوا الوطن والشعب مقابل الجاه والمنصب والمال،انهم يحاولون اليوم اعادة طيسفون بدلا من بغداد وحفاة الجبال في قيادة الدولة بدلا من اشراف العرب حتى وصلوا الى ان يستشاروهم في كل صغيرة وكبيرة،فلا تعتبي على من سلم ذو الفقار لهم في حفلات الفسنجون ولا من سمح لبريمر ان يعبث باموال الوطن والشعب ،ولا من سرق وهرب ،ولا على من سمح لولفوت ان يقرأ الفاتحة في مساجدنا،لا تعتبي انهم يريدون عودة البرامكة الجدد وطيسفون وطهماسب والثأر القديم،ولكن هيهات ان ينالوا منا الذلة.
الى د.العبيدي
أبو الوليد -من يقرأ التأريخ ويؤمن بما يُكتب به من أتباع المذهبين ،السني والشيعي، عليه أن يكون منصفا مع نفسه أولا وأن لا ينحاز الى المذهب على حساب الحق والقرآن..فاذا قرأ الدكتور العبيدي التأريخ جيدا سيفهم بأن الأنقلاب على دستور القرآن والسنة النبوية لم يحصل في زمن معاوية(الذي عمّق الشرخ)وأنما حصل بعد وفاة النبي مباشرة وهو (ص) أوصى الأمة الأسلامية في حجة الوداع في خدير خم بأن علي بن أبي طالب هو الولي لهذه الأمة من بعده..لكن الأنقلاب الذي حصل من أعلى المستويات ومن خلال الخليفة عمر بن الخطاب (رض) الذي صاح (والله لن أجعل النبوة والخلافة في بني هاشم مادمتُ حيا)وكانت حجة الخليفة الثاني هي خوفه من أن يبطش بني هاشم بالقرشيين كما كان يقول...أخي الدكتور العبيدي:أن الذي سمح للخلفاء بأن ينقلبوا على رسول الله ويتهمونه بالهجر والهذيان عندما طلب منهم أن يكتب لهم كتاب الولاية وأمارة الدولة وهو على فراش الموت ،اقول أن الذي سمح للخلفاء بأن ينقلبوا على رسولهم وهو الذي لا ينطق عن الهوى ،هو نفسه سيسمح لغير الخلفاء بالأنقلاب على المبادئ لأن أساس الأسلام الذي وصلنا أنا وأنت قد أنحرف عن مسعاه المحمدي وأنت تلاحظ وتدرك بأن الأسلام الذي وصلنا بعد رسول الله هو أسلاما أعرجا أو أعورا لا ينظر للأمور بعقل القرآن ولا يتماشى معه كما يريد له الله تعالى..فاسلام السعوديين يختلف بجوهره ومبادئه عن أسلام الأيرانيين ولم يأتي هذا من فراغ أو أجتهاد أعمى ..وأنت تشاهد بأن السنة يختلفون في اسلامهم عن الشيعة ولا يغرنك تعامل القبلة الواحدة والرسول الواحد بل أن الأختلاف أعمق من ذلك وقد ظهر هذا واضحا عندما حكم الشيعة العراق فأثار نائرة السنة في كل مكان ..وعندما تقول (هيهات منا الذلة )يجب ان لا تقولها بصورة نظرية وأنت تعلم أن الذلة ركبتنا كما ركبتنا الدنيا في ذلها كمسلمين واذا كنت مغتربا خارج العراق ستلمس كيف أن الأسلام هو قشر من موز وليس اللبة ،ومن قال تلك العبارة المشهورة(الحسين بن علي) قد وضع الموت بين حناياه وهو الذي أدرك أن الأمة الأسلامية لن يحركها سوى الموت فكان سيد لشباب أهل الجنة ...أما من يقول بتلك الكلمات الكبيرة يجب أن يؤمن بها ومن يؤمن بها يجب أن يؤمن بأصحابها ومن يؤمن بأصحابها عليه أن يواليهم ويتبرأ ممن يعاديهم فالولاية هي منهج عملي تطبيقي وليس كلاما نظريا ولا يوجد من يؤمن بولاية علي بن أبي طالب بصورة متكاملة قولا