كتَّاب إيلاف

لا تجعلوا المناصب أوكار ارتزاق؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

في موروثنا الاجتماعي والقيمي العراقي كانت المناصب مواقع يتمنى البعض ان يصلها اما للتشريف او لتحقيق تحصيل حاصل لكفاءته أو موقعا متقدما للخدمة، وفي كل الأحوال كان المنصب لا يفرق كثيرا في ما يتعلق بالامتيازات المادية الا الشيء القليل، اللهم ان كانت هناك هوامش النثرية الخاصة بالمنصب وتلك ايضا تقع تحت طائلة التصفية الحسابية ووصولاتها الموثقة التي تخضع لنظام حسابي دقيق.

ورغم ان كثير من الأنظمة التي حكمت البلاد كانت تصنف كونها مستبدة ودكتاتورية، الا ان المناصب بقت تحافظ على هيبتها الاجتماعية لا بسبب تخصيصاتها المالية ورواتب شاغليها، بل لموقعها وتأثيرها وفي احيان كثيرة كون شاغلها انسان يستحق تلك المكانة ويعمل بجد من اجل وظيفته وهو قد قضى سنوات طويلة حتى أدرك ذلك المكان، حيث يتمتع بمساحة أوسع في الصلاحيات التي تتيح له العمل من اجل الهدف الأسمى.

وضمن هذا المشهد ايضا كان هناك مسؤولين مهمين في الهرم الوظيفي يتجاوزون في استحقاقاتهم المالية درجات قانون الخدمة المعروف ويوضعون في حقل الدرجات الخاصة وفي مقدمتهم رئيس الجمهورية ونائبه وثلة آخرين ممنوحين بعض الصلاحيات من قبل الرئيس وتحديدا في السنوات الأخيرة من حكم الدكتاتور صدام حسين، وهم عادة قلة ضئيلة قياسا بمجاميع الموظفين او مقارنة بما موجود الآن، الا ان السياق العام في كل الدولة كان تحت سقف قانون الخدمة وتسلسلات العمل الوظيفي ودرجاته التي تأتي بشكل تصاعدي مع امتيازات معقولة لكل درجة منها، ولا يمكن أن يرى المراقب بونا شاسعا او كبيرا بين درجتين حتى وإن تباعدا في السلم الوظيفي، الا بما يوازي سنوات الخدمة وتدرجاتها والكفاءة وما يلحق جرائها من تشكرات او عقوبات.

ما حصل بعد سقوط نظام صدام وانهيار الدولة وحتى بعد قيام المؤسسات الدستورية التي افرزتها الانتخابات العامة في 2005م، لا شبيه له في العالم اجمع فيما يتعلق بالرواتب والمخصصات ونثريات المكاتب والايفادات، فقد تجاوزت في معدلاتها كل النسب العالمية في اقصاها بما في ذلك الدول الغنية جدا وذات الفائض النقدي الكبير مثل المانيا واليابان، ابتداء من راتب رئيس الجمهورية ونوابه ورئيس الوزراء ووزرائه ورئيس النواب ونوابه وملحقاتهم وتوابعهم ووكلائهم، حتى تحولت كثير من المناصب الى أوكار للارتزاق والاختلاس والسحت الحرام، حيث اصبح المنصب اشبه بمعجزة او كنز يحصل عليه المتسابقون للفوز بالمال والسلطة والوجه الحسن، حيث بدأت القيم الوطنية العليا تتقزم أمام التهافت المادي والامتيازات المسرطنة التي يتناحر عليها هؤلاء المتسابقون، وفي مقابل ذلك لم تظهر أي معدلات للنمو او التطور في كثير من المؤسسات والمناصب التي يشغلها هؤلاء المسؤولين، بل على العكس بدأت الأمور تتردى وتتقهقر بشكل مريع وبالذات ما يتعلق بالخدمات الأساسية للمواطن، وعلاقة ذلك المسؤول به التي تحولت هي الأخرى تحت هذا السلوك في الوارد المالي الى علاقة رثة اقرب ما تكون الى العبودية والاستبداد، واذا كانت حقبة الدكتاتورية قد افرزت قيادات ومناصب فاسدة وغير مؤهلة، فان حقبة ما بعد الدكتاتورية وإرهاصاتها أفرزت عناقيد طفيلية من الانتهازيين والوصوليين وأشباه الأميين استطاعت في ظل إخفاقات العملية السياسية اختراق كثير من مفاصل الدولة في المال والسلطة والتشريع لتحيلها الى أوكار للارتزاق والفساد والإفساد.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الفضل لصدام
علي الاعرجي -

هؤلاء يا عزيزي الكاتب هم خريجوا الحوزة و التربية الدينية من الساعين إلى نيل خير الدنيا و الآخرة. كنا نظن ليس هناك أسوء من نظام صدام و حزبه, و لكننا كنا على خطاً. فمن جاء بعده كانوا أسوء بعدة مرات. و لكن, حتى نكون منصفين, فان سياسيي اليوم و كبار الموظفين و صغارهم هم نتيجة طبيعية لما افرزته حقبة حكم نظام صدام, دون ان نلقي على عاتقه كل المسؤولية. فبتعطيله الحياة السياسية في العراق و إدخاله البلد في عدة حروب و إنهاك البلد إقتصادياً تفتيته إجتماعيا و ترسيخ القيم الريفية و االبدوية في الحياة السياسية و النسيج الإجتماعي و إحتكاره السلطة و أبادته لكل معارضة, أنتج ما نشهده اليوم من تيارات دينية متخلفة و فكر رجعي تقوده الأحزاب الإسلامية الشيعية خصوصاً. على الاحزاب الشيعية أن تشكر صدام حسين الذي مهد لها الطريق للوصول إلى السلطة بعد أن خلق شعباً من المهوسيين دينياً و المعادين للعقلانية و الذين يشكلون القاعدة الخصبة لإنتهازيي خرجي الحوزة.

الفضل لصدام
علي الاعرجي -

هؤلاء يا عزيزي الكاتب هم خريجوا الحوزة و التربية الدينية من الساعين إلى نيل خير الدنيا و الآخرة. كنا نظن ليس هناك أسوء من نظام صدام و حزبه, و لكننا كنا على خطاً. فمن جاء بعده كانوا أسوء بعدة مرات. و لكن, حتى نكون منصفين, فان سياسيي اليوم و كبار الموظفين و صغارهم هم نتيجة طبيعية لما افرزته حقبة حكم نظام صدام, دون ان نلقي على عاتقه كل المسؤولية. فبتعطيله الحياة السياسية في العراق و إدخاله البلد في عدة حروب و إنهاك البلد إقتصادياً تفتيته إجتماعيا و ترسيخ القيم الريفية و االبدوية في الحياة السياسية و النسيج الإجتماعي و إحتكاره السلطة و أبادته لكل معارضة, أنتج ما نشهده اليوم من تيارات دينية متخلفة و فكر رجعي تقوده الأحزاب الإسلامية الشيعية خصوصاً. على الاحزاب الشيعية أن تشكر صدام حسين الذي مهد لها الطريق للوصول إلى السلطة بعد أن خلق شعباً من المهوسيين دينياً و المعادين للعقلانية و الذين يشكلون القاعدة الخصبة لإنتهازيي خرجي الحوزة.

Home Truth
Kamaran -

Mr Kareem,How about talking a bit about hwat is going on in Kurdistan.How about talking the Barzani mafia and his family who are treting my fellow kurds like salves and kurdistan as a piece of their back garden.Your pen seems to be sharp in critiscing what is is going in Iraq,Libya ,Egypt even Mars but not Kurdistan.

Home Truth
Kamaran -

Mr Kareem,How about talking a bit about hwat is going on in Kurdistan.How about talking the Barzani mafia and his family who are treting my fellow kurds like salves and kurdistan as a piece of their back garden.Your pen seems to be sharp in critiscing what is is going in Iraq,Libya ,Egypt even Mars but not Kurdistan.

العراق والحكومات
احمد ماهر -

لوكان لدينا حظ لاوصل حالنا الى هذا فصدقنا كذبة صدام كقائد ضرورة هية ضلت على ذولة على الاقل ذولة 4سنوات وانيدلهم بس ذاك جان كاعد على كلبنا مايتحرك والعيب مو بالحكومات المتعاقبة بس العيب بينا احنا كلمن يكول يالله نفسي من جان صدام يذبح بالعالم جان المستفيدين ساكتين وهسة الحكومة تسرق والمستفيدين هماتين ساكتين والله كريم بالكت بنهاية النفق اكو شعاع نور ونخلص من هاي المحنة وشكراً لأخونا الكاتب على هذا المقال

العراق والحكومات
احمد ماهر -

لوكان لدينا حظ لاوصل حالنا الى هذا فصدقنا كذبة صدام كقائد ضرورة هية ضلت على ذولة على الاقل ذولة 4سنوات وانيدلهم بس ذاك جان كاعد على كلبنا مايتحرك والعيب مو بالحكومات المتعاقبة بس العيب بينا احنا كلمن يكول يالله نفسي من جان صدام يذبح بالعالم جان المستفيدين ساكتين وهسة الحكومة تسرق والمستفيدين هماتين ساكتين والله كريم بالكت بنهاية النفق اكو شعاع نور ونخلص من هاي المحنة وشكراً لأخونا الكاتب على هذا المقال

اين الكفاءة من لمنصب
بدل رفو -

الاستاذ العزيز كفاح محمود المحترم يوما بعد يوم نتشبث بمواضيعك وطرحك اكثر فاكثر ..للاسف ان الكفاءات والطاقات من هذه المناصب محرومة وربما معدومة وهذا يعود بان كعكة الوطن يقسمها اصحاب الاخزاب ما بينهم من دون الالتفات الى مشاعر المواطن المكسين والفساد يوما بعد يوم يزداد وذلك عدم تطبيق مقولة من اين لك هذا؟لقد وقع الشعب العرقي بين فخين واحد دكتاتوري والثاني انتهازي ولا محل للعلم والثقافة واهله بين الاثنين ولنغني معا اخي كفاح مرينا بيكم احمد واحنا بقطار الليل وهذا ما بقي لنا من العراق والبقية تاتي

اين الكفاءة من لمنصب
بدل رفو -

الاستاذ العزيز كفاح محمود المحترم يوما بعد يوم نتشبث بمواضيعك وطرحك اكثر فاكثر ..للاسف ان الكفاءات والطاقات من هذه المناصب محرومة وربما معدومة وهذا يعود بان كعكة الوطن يقسمها اصحاب الاخزاب ما بينهم من دون الالتفات الى مشاعر المواطن المكسين والفساد يوما بعد يوم يزداد وذلك عدم تطبيق مقولة من اين لك هذا؟لقد وقع الشعب العرقي بين فخين واحد دكتاتوري والثاني انتهازي ولا محل للعلم والثقافة واهله بين الاثنين ولنغني معا اخي كفاح مرينا بيكم احمد واحنا بقطار الليل وهذا ما بقي لنا من العراق والبقية تاتي

من غلب سلب
محمد درويش -

في غفلة من غياب ثقافة حسن الاختيار من قبل الناخب ,وفي غياب ثقافة المحاسبة لدى المواطن , وفي ضغف المراقبة الحكومية والبرلمانية,وفي ظل تواطؤ مراكز القوى مع المختلسين يصبح الطريق الى الشهرة حيث المال والجاه والوجه الحسن كما اشاراليه الكاتب مكتظاباللصوص والصعاليك والانتهازين من الذين فقدوا كل حس وطني وانساني ,لذا تجدهم يتهافتون على الكراسي تهافت اجلكم الله -تهافت الكلاب على الجيف- فيسلب من يغلب -ولن يردعهم الا شعب قد تسلح بفكر المحاسبة

من غلب سلب
محمد درويش -

في غفلة من غياب ثقافة حسن الاختيار من قبل الناخب ,وفي غياب ثقافة المحاسبة لدى المواطن , وفي ضغف المراقبة الحكومية والبرلمانية,وفي ظل تواطؤ مراكز القوى مع المختلسين يصبح الطريق الى الشهرة حيث المال والجاه والوجه الحسن كما اشاراليه الكاتب مكتظاباللصوص والصعاليك والانتهازين من الذين فقدوا كل حس وطني وانساني ,لذا تجدهم يتهافتون على الكراسي تهافت اجلكم الله -تهافت الكلاب على الجيف- فيسلب من يغلب -ولن يردعهم الا شعب قد تسلح بفكر المحاسبة

مزاد مناصب
Fatn -

لقد كان هناك مزاد كبير للمناصب اثناء تشكيل الحكومة العراقية الاخيرة وسربت وسائل الاعلام اخبار كثيرة عن قيمة منصب الوزير والوكيل والمدير العام والمستشار حيث بلغ منصب وزير سيادي ما قيمته خمسة الى سبعة مليون دولار بينما ترواحت بقية مناصب الوزارات الاخرى بين 2.5 الى 3.5 مليون دولار وهكذا دواليك في بقية المناصب؟انه مزاد مثير في زمن مثير!

مزاد مناصب
Fatn -

لقد كان هناك مزاد كبير للمناصب اثناء تشكيل الحكومة العراقية الاخيرة وسربت وسائل الاعلام اخبار كثيرة عن قيمة منصب الوزير والوكيل والمدير العام والمستشار حيث بلغ منصب وزير سيادي ما قيمته خمسة الى سبعة مليون دولار بينما ترواحت بقية مناصب الوزارات الاخرى بين 2.5 الى 3.5 مليون دولار وهكذا دواليك في بقية المناصب؟انه مزاد مثير في زمن مثير!