فضاء الرأي

هامش سريع في حكاية سترواس كان...

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

قبل أسابيع، اقتيد مكبلا أمام عدسات تلفزيونات العالم، وفي جو شعبي وإعلامي هائج ومشحون. الصحف الأميركية عرضت الرجل كوحش جنسي مفترس يمارس العنف ويغتصب النساء بعد أن اشتكت عاملة فندق أفريقية مسلمة ضده، متهمة إياه بالعدوان عليها بوحشية. ووقف محاميها في الشارع ليلقي خطبة تحريضية عنيفة اللهجة، معرضا بالرجل "القوي"، "الغني"، " الشهير"، الذي يعتدي على شغالة فندق، أفريقية من غينيا، مسكينة، فقيرة. ومع أنني أظن أن اللون أيضا كان على باله، ولكنه لم يجرؤ على القول إن المعتدي أبيض و"المجني عليها" سوداء. ولم يتردد عن حشد عاملات الفندق ومعظمهن سوداوات ليهتفن في وجه "الجاني" المفترض: "عار عليك".
لقد نشرت الصحف العربية والعالمية شتى التعليقات والمقالات عن الموضوع حين انفجاره. وهناك من جرموا الرجل في أحكام نهائية قبل انتظار التطورات والكلمة النهائية للمحكمة. وهناك من العرب من حاول تجيير القضية سياسيا، وضد فرنسا بالتحديد. وهناك من كتب أن يهود فرنسا كادوا يصابون بالسكتة القلبية- في غمز من الانتماء الديني للرجل وكأنه يمثل مصالح يهود فرنسا مع أنه زعيم اشتراكي واسع النفوذ شعبيا. ومن الفرنسيين من هاجموا بشدة القضاء الأميركي لأنه بالغ في الإجراءات الأمنية والقضائية الاستثنائية لمجرد الاستناد لحكاية المرأة وقبل التحقق التام. ومن الفرنسيين من تحدثوا عن "مؤامرة سياسية" فرنسية لحرق الرجل قبل الانتخابات الرئاسية؛ ومنهم من تحدثوا عن "مؤامرة دولية" لإبعاد سترواس كان عن منصبه كمدير عام لصندوق النقد الدولي لصالح شخصية أخرى قيل إنها قد تكون أميركية!
واليوم، هناك المفاجأة: فالمرأة، التي وصفت بالمخلصة والجدية والمحافظة والأم المخلصة، تتكشف عن كذابة، وذات صلات بمجرمين من تجار المخدرات، بل شهدت صحيفة أميركية بأنها بائعة هوى! ويتبين من مكالمة هاتفية لها- بعد وقوع العدوان المزعوم عليها مباشرة- اجرتها مع سجين بتهمة المخدرات قولها له: "لا تقلق، هذا الرجل يملك كثيرا من المال. اعلمُ ماذا افعل".
ستراوس الآن طليق بكفالة شخصه، ورفعت كل الإجراءات الأمنية الصارمة بحقه لحين المحاكمة النهائية. القضية لم تنتهِ ولكنها اتخذت منحى آخر تماما. ويظهر ان علاقة ما تمت فعلا بين الاثنين في غرفة الفندق، ولكن برضاها وبطريقة شاذة. ولو استندنا لكل المعلومات الجديدة عنها فقد تكون قد طاوعت نفسها لغرض الابتزاز المالي. ومهما يكن، فلننظر حكم القضاء الأميركي، الذي يحسب لها اعترافه، وأعني المدعي العام في نيويورك، بالخطأ حين وجه اتهامات الاغتصاب والعنف الجسدي الشديد لمجرد شهادة المرأة. كما يحمد للصحف الأميركية أنها، بعد حملة التشهير والشحن، تعود لنشر المعطيات الجديدة التي هي لصالح دومينيك.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
موضوعه
حسام -

أولا ليست المشكلة في كونه يهودي , ولكن المشكلة في كونه صهيوني حتى النخاع , و هناك تصريح شهير له , يقول فيه كل يوم عندما استيقظ في الصباح أقول ماذا سأفعل اليوم لخدمة اسرائيل , التصريح حقيقي و موثق و تستطيع التأكد ,ثانيا : فإنه أمر مشرف جدا له شخصيا و للفرنسيين الذي كانوا سينتخبوه رئيسا لهم ,أن يكون يمارس الجنس مع الخادمات و بائعات الهوى , و هناك أخبار أكيدة , و حتى عرضت في نشرات الأخبار الفرنسية , تفيد بأنه على الأقل مرتين و هذا موثق على فرانس 2 , ثالثا: العرب غير مهتمين بموضوعه , لأنه ببساطة صهيوني بإعترافه شخصيا , و قليل الأخلاق , و حتى لو تم إنتخابه كرئيس لفرنسة , فإن تأثيره محدود حكما , بسبب محدودية دور فرنسة في الشرق الأوسط , الأميركيين لا يسمحوا للفرنسيين بدور كبير في منطقتنا , بل و حتى الاسرائيلين لا يقبلوا بدورهم , و كل ما يستطيعوا القيام به , هو التصريحات و زيارات المجاملة , لا أكثر و لا أقل , لذلك فأخر هموم العرب , هو ما يحصل لهذا التافه

ماهاذا
ziad -

ماهاذا التعليق للسخيف

لعبة ابتزاز
حمزة الدفان -

تلطيخ صورة الرجل مرتبطة بطموحات الرئيس الفرنسي الحالي وحزبه وفي اطار الصراع العادي جدا ، الاغتصاب في الغرب يعد جريمة بسبب شيوع الحريات الجنسية ، ولكن ممارسة الجنس مع خادمات الفنادق سودا وبيضا قبلا ودبرا من قبل النزلاء يعد امرا عاديا بل ان بعضهن يحرص على الكسب من هذا المورد الاضافي ، و يبذلن جهودا مضنية لالفات نظر النزلاء واغوائهم اثناء تقديم خدمة الغرف اليومية ، واذا حضر الى الفندق احد الاثرياء العرب اجتمعن حوله كالذباب يعرضن بضاعتهن وقد تتولى ادارة الفندق تنسيق الامور وتاخذ حصتها ، لكن تحويل الموضوع الى فضيحة يثير الكثير من الاسئلة وهي اشبه باتهام زبون جالس في مطعم بسرقة رغيف خبز ! من المتوقع ان تنكشف اللعبة ويستعيد الرجل كرامته لتتحول التهمة باتجاه مناوئيه السياسيين اما عن علاقته باسرائيل فهو رجل معجب بهذه الدولة الصغيرة النووية التي حولت صحراء فلسطين الى مزارع زيتون خضراء واصبحت مدرسة للديمقراطية المبنية على تعاليم الابادة واحتقار الغوييم وتقديس قيم الغيتو ، اسرائيل محتلة مجتثة عنصرية قاسية لكنها اشرف من كثير من العواصم العربية لذا فهذه الانظمة العربية الفاسدة تهتز وتتساقط تباعا كما ترون واسرائيل تزداد قوة المقاتل الوحيد الباقي من هذه الامة في مواجهة اسرائيل حزب الله وهو اليوم يسبح في بحر من الاتهامات لم يعد يقاتل اسرائيل بل يقاتل لحفظ كرامته امام التهم التي تاتيه من كل صوب .