فضاء الرأي

شرعية الدكتاتوريين الزائفة!

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

-1-
ما هي شرعية أي رئيس، أو حاكم، في العصر الحديث، وليس في العصور الوسطى، أو في عهد الخلافة، والسلطنة، والأمارة.. الخ؟
الشرعية اليوم - بكل بساطة - ليست مستمدة من صندوق الاقتراع العربي، الذي غالباً ما يكون مزيفاً، وفي قعره عشرات الثعابين والجرذان القارضة لأصوات الأحرار الصادقة.
والشرعية اليوم، ليست مستمدة من الأب، والمُجيَّرة للابن. فشرعية الأب زائفة أساساً. وهي في معظم الأحيان مكتسبة بقوة السيف، وبالظلم، والطغيان، و(الهمبكة).
والشرعية اليوم، ليست نتيجة للحسب والنسب. فقد انتهت مثل هذه الشرعية بعد قيام الثورة الفرنسية، ولم يعد في العالم - ما عدا العالم العربي وبريطانيا وهولندا - شرعية نسب وحسب. وشرعية الحسب والنسب في بريطانيا وهولندا، هي شرعية دستورية تملُك ولا تحكُم. أما شرعية الحسب والنسب في العالم العربي فهي شرعية تملُك وتملُك وتملُك، ثم تحكُم وتحكُم وتحكُم.
والشرعية اليوم، ليست شرعية دينية، يستمدها الحاكم من المؤسسة الدينية، كما كان الحال في القرون الوسطى، من الكنيسة حيث كان الملك يستمد شرعيته من البابا، ومن شيخ الإسلام العثماني، الذي كان يقضي بعزل السلاطين، وتعيينهم، وقتلهم، كما فعل مع السلطان عبد العزيز بن محمود بن عبد الحميد (1830-1876م) وغيره.

-2-
ولكن العالم العربي ما زال - سياسياً - يعيش في القرون الوسطى. فالمذابح التي نشاهدها في ليبيا، وفي سوريا، وفي اليمن اليوم، أكبر دليل على ذلك. رغم أن العالم العربي فنياً، واقتصادياً، يعيش في القرن الحادي والعشرين ويأكل البيتزا والهامبورجور ويشرب الويسكي والكوكاكولا، ويركب طائرات الجامبو 747، ويستمتع بكل منجزات القرن الحادي والعشرين التقنية.


-3-
الشرعية اليوم، في هذا العالم، الذي نعيشه، تقاس بمدى ما حققه الحاكم من تنمية لوطنه.
الشرعية اليوم، في هذا العالم، الذي نعيشه، تقاس بمدى ما حققه الحاكم من نهضة زراعية وصناعية، وتعليمية، واقتصادية، واجتماعية.
الشرعية اليوم، في هذا العالم، الذي نعيشه، تقاس بمدى ما حققه الحاكم من فرص عمل للعاطلين عن العمل.
الشرعية اليوم، في هذا العالم، الذي نعيشه، تقاس بمدى ما حققه الحاكم من قضاء على الأميّة الأبجدية، والأميّة الإلكترونية.
الشرعية اليوم، في هذا العالم، الذي نعيشه، تقاس بمدى ما حققه الحاكم من ارتفاع في مستوى المعيشة، ومحاربة الفساد المالي، والسياسي.

-4-
فأين الحكام العرب، من كل هذا؟
إذن، فنحن نعيش - سياسياً - في القرون الوسطى!
لقد تغير العالم، ولم نتغير!
وتقدم العالم، ولم نتقدم!
نحن الآن، في نهاية قائمة الشعوب زراعياً، وصناعياً، وتعليمياً، واجتماعياً. نتيه على العالم بنتيجة الصدفة الجيولوجية التي أنتجت لنا البترول. وننفرد عن العالم بالحجاب، والنقاب. وحين ينضب بترولنا، سنعود إلى الرعي، ونسكن في مضارب الخيام، فليس لدينا من صناعة، أو زراعة، أو علم، يحفظ لنا ما نحن فيه الآن، من نعمة ونقمة البترول.


-5-
حكام الدكتاتوريات العربية اليوم، ما زالوا في ليبيا، وسوريا، واليمن، يذبحون، ويقتلون كل يوم المئات، وينادون بالشرعية في الوقت ذاته!
المهاجرون الفارون من سياط هذه الدكتاتوريات، في هذه البلدان، يتدفقون على حدود الدول الأخرى، وما زال الدكتاتوريون ينادون بالشرعية المزيفة!
المظاهرات تَعمُّ كافة مدن هذه البلدان، والجماهير تخرج تنادي بسقوط النظام، وسقوط الدكتاتور، وما زال الدكتاتوريون ينادون بالشرعية المزيفة!
العالم الحر بأكمله، يدين أعمال القتل، والتنكيل، والتهجير في الدكتاتوريات العربية، وما زال الدكتاتوريون ينادون بالشرعية المزيفة!
العالم العربي الباقي صُمٌ، بُكمٌ، عُميٌ، فهم لا يسمعون، ولا ينطقون، ولا يشاهدون - ما عدا دولة قطر - وكأن ما يجري على كوكب آخر، وليس على حدودهم. وما زال الدكتاتوريون ينادون بالشرعية المزيفة!

-6-
لقد اكتشف العالم العربي - أكثر من ذي قبل - بأنه محكوم لعصابات إجرامية، ولمجموعة من اللصوص، والقراصنة، وقُطاع الطرق. وأن كل ما كُتب عن عطب وعفونة السياسة العربية، وفساد الحكام، وظلمهم للمحكومين، لا يزن مثقال ذرة، قياساً لما يجري الآن!

-7-
إن أكبر مذبحة للشعوب في تاريخ العرب، تجري الآن في هذه الدكتاتوريات. وما الدعوة إلى الحوار الوطني، وإعطاء الشباب كل ما يطلبون، والوعد بتحقيق الحرية والديمقراطية، وزيادة دخل الفرد، وتوفير المزيد من المدارس للأطفال المشردين، في الحواري، والأزقة، والقضاء على الفساد المالي والسياسي، إلا مسكنات، وجرعات تخدير، لبراكين الثورة الكاسحة. ولكن، هيهات أن تنفع مثل هذه المسكنات وجرعات التخدير، في إخماد براكين الثورة المتدفقة بحممها، الساحقة للدكتاتوريات. فقد وعى الشعب العربي، بأن الأنظمة السياسية القائمة، غير قادرة على الإصلاح والتغيير، ولو كانت قادرة على ذلك، لاستجابت لنداءات المثقفين في "ربيع دمشق"، و"ربيع بغداد"، و"ربيع صنعاء"، و"ربيع طرابلس"، وكل مواسم الربيع السابقة، في أنحاء متفرقة من العالم العربي. ولكن هذه الدكتاتوريات، صماء، بلهاء، كسيحة، وعاجزة عن السير، فلا بد من إسقاطها، وهو ما يطالب به الشعب الآن.
السلام عليكم.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
المحاسبة
خوليو -

لايُقلق أي نظام عربي ديكتاتوري كلمة أخرى مثل كلمة محاسبة،(فساد، رشاوي، سرقات، قمع، قبور جماعية، تعامل مع العدو الصهيوني وإطلاق شعارات صمود وتصدي، مفقودين مغتصبات .... ) كلها في رقبتهم، فكيف سيعملون إصلاحات تؤدي للديمقراطية والتعددية وحرية الصحافة التي ستفضح كل ماسبق؟ ليس أمامهم سوى المسكنات والتخدير والمراوغة والكذب لإطالة عمرهم السياسي، ما حدث في عصر الانترنت هو كشف فسادهم وكذبهم، لذلك الاصلاح الوحيد هو إسقاط النظام وإطلاق الحرية، وفتح النوافذ والأبواب ليدخل نسيمها، لقد اكتشفها الشباب والصبايا في الشارع ولايزالون ينادون بها في كل أرجاء الوطن الذي يعيش بالعصور الوسطى. انظر إلى الشيخ المختبئ يقاوم المحكمة لأنها ستحاسبه وتفضحه.

باختصار
عبقري سياسي -

الدكتاتوريات العربية في سوريا وليبيا واليمن والسودان والعراق سابقاالخ هي عائلات مافيوزية تعتبر البلد اي سوريا او ليبيا هي شركة او ملك خاص لهم ينهبوا ويستبوا ويتصرفوا كما يشاؤوا. ويقولوا للشعب نحن نحكمكم اوا1 لا تقبلوا سنقتلكم. هذه هي القصة ببساطة.

باختصار
عبقري سياسي -

الدكتاتوريات العربية في سوريا وليبيا واليمن والسودان والعراق سابقاالخ هي عائلات مافيوزية تعتبر البلد اي سوريا او ليبيا هي شركة او ملك خاص لهم ينهبوا ويستبوا ويتصرفوا كما يشاؤوا. ويقولوا للشعب نحن نحكمكم اوا1 لا تقبلوا سنقتلكم. هذه هي القصة ببساطة.

هذا هوالكلام السليم
أبو علي -

جدا رائع يا دكتور .هذا هو حال العرب بجمهورياتهم وممالكهم كلهم يحكمون شعوبهم بالحديد والنار وينهبون أموالهم ويتلاعبون بمصيرهم وبأرزاقهم . انهم طغاة أنهم فاسدون كاذبون دجالون . ولكن ثورات الشعوب قادمة لن ترحمهم ستعاقبهم وتحاسبهم على ما اقترفت انظمتهم القمعية الأستبدادية من عذابات لشعوبهم . الثورات قائمة وأخرى قادمة ستحرق الأخضر واليابس في بلدان الطغاة التي لم تصل اليها حتى الأن كالسودان والأردن والعراق والسعودية والبحرين والجزائر وغيرها وغيرها . لآرد هولاء الطغاة الله. الله لا يردهم

شرعية زائفة ولكن؟
عمار تميم -

من أسبغ الشرعية على كل الأنظمة القائمة أليس الغرب المتحضر والمتقدم تارةً يعتبر حاكماً عربياً رجلاً إصلاحياً وآخر يسمونه بالإقتصادي الناجح وآخرهم ساهم كثيراً في نشر الديمقراطية في الوطن العربي ؟! عندما دفع القذافي ضريبة لوكيربي ذهب إليه كل من يدعون الرقي والحضارة إلى خيمته مهنئين ومطالبين بعودته إلى الحظيرة الدولية وقبله كان صدام حسين عندما زودوه بالأسلحة والمال لمحاربة إيران وكذلك الأسلحة الكيماوية ثم أرسلوا إليه سفيرة تقول له أن غزو الكويت لن يتحرك له أحد فنفذ مشورتهم لأنه يعرف أن شرعيته يأخذها منهم وهو حال كل الحكام العرب أستاذنا العزيز ما زال يبتعد عن بعض ما في قاموسه من محرمات (دول بعينها) لذلك تكون دائماً مقالاته مشوبة بعيب النقص في الموضوعية ، فعندما يرى الإنسان العربي أن حاكمه الطاغية الذي يقمعه يفرش له السجاد الأحمر في زيارته للدول المتحضرة يصاب بانفصام في الفكر ويتأكد أن نظامه محمي منها بمعنى أدق أن ما قلته عن الشرعية الزائفة للدكتاتوريين نابعة من أدعياء الديمقراطية والحرية واحترام حقوق الإنسان وهنا تكمن المعادلة الصعبة ، شكراً .

انتم خدام الاستبداد
شاهين -

لا يجب اعفاء اللبراليين الان اليساريين سابقاً من النوعية الرديئة في خدمة الاستبداد الشرقي التقليدي والثوري ! من تعضيد هذه الانظمة والتبويق لها التبرير لها ودعوتها جهاراً الى الاجهاز على المعارضة ! الان صرتم دعاة ديمقراطية عجبت لك يا زمن ! انكم اللبرالية المزيفه ولو عاد الاستبداد لعدتم وهذا واضح. من موقفكم من المعارضة الاسلامية والوطنية !

شرعية زائفة ولكن؟
عمار تميم -

من أسبغ الشرعية على كل الأنظمة القائمة أليس الغرب المتحضر والمتقدم تارةً يعتبر حاكماً عربياً رجلاً إصلاحياً وآخر يسمونه بالإقتصادي الناجح وآخرهم ساهم كثيراً في نشر الديمقراطية في الوطن العربي ؟! عندما دفع القذافي ضريبة لوكيربي ذهب إليه كل من يدعون الرقي والحضارة إلى خيمته مهنئين ومطالبين بعودته إلى الحظيرة الدولية وقبله كان صدام حسين عندما زودوه بالأسلحة والمال لمحاربة إيران وكذلك الأسلحة الكيماوية ثم أرسلوا إليه سفيرة تقول له أن غزو الكويت لن يتحرك له أحد فنفذ مشورتهم لأنه يعرف أن شرعيته يأخذها منهم وهو حال كل الحكام العرب أستاذنا العزيز ما زال يبتعد عن بعض ما في قاموسه من محرمات (دول بعينها) لذلك تكون دائماً مقالاته مشوبة بعيب النقص في الموضوعية ، فعندما يرى الإنسان العربي أن حاكمه الطاغية الذي يقمعه يفرش له السجاد الأحمر في زيارته للدول المتحضرة يصاب بانفصام في الفكر ويتأكد أن نظامه محمي منها بمعنى أدق أن ما قلته عن الشرعية الزائفة للدكتاتوريين نابعة من أدعياء الديمقراطية والحرية واحترام حقوق الإنسان وهنا تكمن المعادلة الصعبة ، شكراً .

حرامية الأرض
هاشمي فلسطيني حرامي -

ماذا عن الحرامية الفلسطينية والهاشميين بالاردن

اقوال مأثوره
خلف الله -

سرقة الدوله حلال قول ماثور فى الاردن

اقوال مأثوره
خلف الله -

سرقة الدوله حلال قول ماثور فى الاردن