فضاء الرأي

التحرير والمشير

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك



لكنه.. إن يحن الموت
فداء الوطن المقهور والعقيدة:
فر من الميدان
وحاصر السلطان
واغتصب الكرسي
وأعلن الثورة في المذياع والجريدة...

صورة المشير على حائط مجمع التحرير

سؤال على هامش الأحداث: هل يملك وطن كمصر له تاريخ أصيل من الحكم العسكري، بداية بمماليك اشتريناهم ليخدمونا، فحكمونا، وأتبعناهم برضوخ لحكم عثماني، أعلن القوة والقمع شعاراً إلتزمنا نحن به لنهاية المطاف، مروراً بمحمد علي الذي حملناه فوق رؤوسنا بكامل إرادتنا، فحقق أطماعه هو وأسرته بدماء المصريين.. وصولاً لانقلاب العسكر في 1952، فحمّلونا ما لا طاقة لنا به، من هزائم عسكرية وأيدلوجية وفي النهاية اجتماعية ـ رغم يوطوبيا ناصر، وحلم النهضة الصناعية والقومية، ولكنها أحلام كانت تحتاج إلى ظرف تاريخي مختلف ـ هل يملك وطن كهذا مشروع نهضوي مدني يُعلي من شأن فرد يملك أدنى حقوقه في الحياة؟!!.
ليس معنى سؤالي نفي الأدوار التاريخية التي قام بها العسكر على خلاف أشكالهم وأجناسهم، بداية بالصد المملوكي للمغول، أو القناطر الخيرية في العهد العلوي، وصولاً للسد العالي، وغيرها من الانجازات التي نحتناها على جباهنا وفي وجدان أطفالنا، متناسين تماماً أن أي انكسار أو انتصار دفعنا ثمنه من أجيال ودماء، لتُنسب في النهاية لصالح النخبة العسكرية، التي اعتدنا أن نمجد سطوتها، وكأننا نعادي أنفسنا.
طوال قرون ونحن محكومون بسماء القوة، ولم نعرف أو نتعرف على سماء العدل إلا حينما تقرر القوة أن تكون عادلة. وهذه هي مأستنا الخاصة جداً، والتي ما زلنا نعاني منها للأن، فتاريخ وجداننا الشعبي تشكل على مبدأ عبادة الأقوى، وهنا مكمن الخطورة الحقة على أي مشروع للدولة المدنية أو دولة العدل والقانون كما يحلم بها المصريون بعد ثورة 25 يناير. مما يفسر لنا غياب أي كيان فكري أو سياسي واضح يفرض نفسه على ساحة ميدان التحرير، خاصة بعد مرحلة التجريف الاجتماعي الذي استمر لعقود.
فما يحدث الآن في التحرير من ثورة على سطوة المجلس العسكري، على مبدأ القوة إن شئنا التعبير، يعد امتداداً طبيعياً لرفض مبدأ التبني الذي رفضه الميدان منذ البداية، حتى وإن كان تبيناً لمبادئ الثورة كما ساهم المجلس في بداية الأحداث، وإلى الأن كما يعلن. فالتحرير قرر أن يفتح ملف حساب تاريخي لكل من ساهم يومياً في تغيبه أو استغلاله، قرر ألا ينسب تضحياته وانتصاراته إلى العسكر لأول مرة في تاريخه، والأهم أن شعب التحرير الآن ليسوا النخب الذين يقبلون التفاوض أمام بعض المكاسب اللحظية، أو الصفقات السياسية التي لا تنتهي، بل يكاد بعضهم لا يدرك وجود من عينوا أنفسهم أوصياء على الثورة المصرية في الفضائيات و الصحف، فما يواجهه المجلس العسكري هذه المرة ليسوا الأخوان ـ الخاسر الأكبر في ميدان التحرير ـ أو الأحزاب أو القوى السياسية على خلاف أفكارها ومشاربها ومصالحها، بل أناس قرروا أن يقاوموا لأول مرة رغبتهم الجارفة في الاستسلام لمبدأ القوة كما اعتادوا، زوار جدد للميدان خرجوا من شقوق الأرض المصرية، بعد أن فشل الجميع في رؤيتهم، ليقفوا أمام كاميرات المجلس العسكري والإعلام، يعلنوا عن وجودهم أحياء. حتى وإن تصدر المشهد بعض المتاجرون بدماء البسطاء وأحلامهم، فهذا لا يعني أنهم وحدهم على ساحة الوجود، فمن لا يدرك حقيقة أن انتفاضة يناير قد أخرجت أشباح الدويقة وقطار الصعيد وسكان المقابر كتطور بديهي لإهمال نظام مبارك وحكومة الثورة حتى المجلس العسكري الذي انشغل ببيانات الفيس بوك، فعليه الرحيل الآن من الميدان وفوراً، فهؤلاء لم يعد لديهم ما يخسروه.
والأهم أن المجلس العسكري لم يقدم في بيانه الصدامي الأخير أي حل يحتوي المشهد السياسي والاجتماعي المشتعل، بل أنه ساهم بلهجته التي تعكس طبيعته الحقه و التي حاول إخفائها مراراً في سياق التهدئات السياسية، في مزيد من الاشتعال، فحسمه أنه باقٍ في السلطة كنتيجة طبيعة للاستفتاء الذي تم على مواد الدستور وليس على بقائه من عدمه!!، زاد الأمور تعقيداً، وحوّل من مارس حقه في رفض التعديلات الدستورية إلى مخالف للشرعية العسكرية التي تفرض نفسها على الساحة السياسية بقوة. ذلك الحسم الذي لم نلمحه والبلاد على مشارف فتنة طائفية، أو في حالة الغياب الأمني ومجتمع يحكمه البلطجية والأشقياء. أو حتى في قضايا قتل المتظاهرين، وحق أهالي الشهداء. فالمجلس العسكري قرر أن يكشر عن أنيابه حينما تحولت دفة التظاهرات ضده وضد وجوده على رأس السلطة.
والحق أنه في ظل ميادين التحرير التي ترفض سلطة المشير كرمز للسطوة العسكرية، وحكومة مقيدة الإمكانيات والصلاحيات، ونمط تفكير لا يختلف في بنيته أو عمقه عن نظام مبارك، وشعب يعاني اقتصادياً وينتظر انفراجة سياسية تزيح عن عينيه ضبابية الشهور الست السابقة. أصبح من الضروري أن يظهر مشروع سياسي مدني، لا يعتمد على عبادة الفرد، فلن يظهر لنا مخلص نقي طاهر يتحمل عبئ التغير منفرداً ويأتي لنا بمفتاح الجنة، فما أقصده هو مشروع متكامل يحتوي مطالب شعب ما زال يعاني، وينفث معاناته هتافاً ودماً، تتوحد خلفه مختلف القوى السياسية، وتتبناه النخبة المثقفة بدلاً من تبنيها لمكاسبها الشخصية واللعب على كل المسارح، مشروع طموح قد يكون الأول في تاريخنا المصري، ولكنه هو الضرورة الوحيدة الملحة الآن، فانتفاضة ميدان التحرير لم تقدم أو تفرز قيادة أو أيدلوجية واضحة الملامح، تستطيع أن تقدمها كبديل أمام ما يفرضه المجلس العسكري.
يا سادة كفانا ثنائيات مضللة، وانقسام حيناً على مبارك ونظامه، وآخر على الاستفتاء، ونهاية على سلطة العسكر، فالحقيقة أننا نُقسّم بلداً، فلنتوحد على قلب وطن واحد، يحتاج ما تبقى من إيماننا بسماء العدل، بعد قرون عبادة القوة، وإلا ستكون نهايتنا كبدايتنا، وسنعود ثانية للمربع رقم واحد، هناك حيث تتساوى الأطراف. وسيظل السؤال معلقاً إلى حين أن تقدم له الأحداث إجابة حتمية.

قلت لكم مراراً
إن الطوابير التي تمر
في استعراض عيد الفطر والجلاء
(فتهتف النساء في النوافذ انبهاراً)
لا تصنع انتصاراً......
(أمل دنقل، 1970)


أكاديمي مصري
ahmedlashin@hotmail.co.uk

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
غذا وعشا
مصدر مطلع -

المشير طنطاوى بسحنته المقلوبة ومعه الفنجرى المتحدث المتغطرس بيفكرونى بلص بغداد استغلوا زنقة مبارك التى تشبه زنقة القذافى وقرروا اللعب لحسابهم لحماية سرقاتهم ونفوذهم- حموا نظام مبارك الفاسد واستفادوا من المنح والعطايا والهبات و هناك عشرات الشهود على قول طنطاوى لمبارك رقبتى فدا جزمتك يا ريس وهذا سبب بقاؤه وعصابته رغم سنهم العاتى فى القوات المسلحة لليوم- انهم مجموعة من الافاقين المغامرين يريدوا ان يستقروا حكاما للوطن الذى لا يثق فيهمنهائيا - هم قبضوا من مبارك ويقبضوا الان من الخليج ورفضوا كل مطالب الثورة سواء بمحاكمة مبارك ونظامه الذين هم عمود اساسى فيه الى رفض محاكمة الضباط القتلة والقناصة- هم من عرى بناتنا المتظاهرات واذلوهن بكشف العذرية التى تم علانية امام العسكريين وللاسف تم تصويره لاذلالهن هن واهاليهن- لابد من القبض على طنطاوى وعصابته ومحاكمتهم مع قائدهم الذين يرفضوا للان محاكمته لان لديه الادلة والمستندات على سرقاتهم وهى موجودة بلندن حاليا - ايها الشعب المصرى - هؤلاء خونة العن من مبارك واخطر منه ويكفى رفضهم العلنى ببيان الفنجرى التخلى عن السلطة ورفضهم محاكمة مبارك وتقاعسهم فى استرداد اى اموال واخيرا صفقتهم القذرة مع الاخوان والسلفيين لهدم الثورة من اساسها- الان اصبح الوضع يا الثورة يا المجلس العسكرى سوف يتغدى احدهم بالاخر قبل ان يتعشى الاخر به

غذا وعشا
مصدر مطلع -

المشير طنطاوى بسحنته المقلوبة ومعه الفنجرى المتحدث المتغطرس بيفكرونى بلص بغداد استغلوا زنقة مبارك التى تشبه زنقة القذافى وقرروا اللعب لحسابهم لحماية سرقاتهم ونفوذهم- حموا نظام مبارك الفاسد واستفادوا من المنح والعطايا والهبات و هناك عشرات الشهود على قول طنطاوى لمبارك رقبتى فدا جزمتك يا ريس وهذا سبب بقاؤه وعصابته رغم سنهم العاتى فى القوات المسلحة لليوم- انهم مجموعة من الافاقين المغامرين يريدوا ان يستقروا حكاما للوطن الذى لا يثق فيهمنهائيا - هم قبضوا من مبارك ويقبضوا الان من الخليج ورفضوا كل مطالب الثورة سواء بمحاكمة مبارك ونظامه الذين هم عمود اساسى فيه الى رفض محاكمة الضباط القتلة والقناصة- هم من عرى بناتنا المتظاهرات واذلوهن بكشف العذرية التى تم علانية امام العسكريين وللاسف تم تصويره لاذلالهن هن واهاليهن- لابد من القبض على طنطاوى وعصابته ومحاكمتهم مع قائدهم الذين يرفضوا للان محاكمته لان لديه الادلة والمستندات على سرقاتهم وهى موجودة بلندن حاليا - ايها الشعب المصرى - هؤلاء خونة العن من مبارك واخطر منه ويكفى رفضهم العلنى ببيان الفنجرى التخلى عن السلطة ورفضهم محاكمة مبارك وتقاعسهم فى استرداد اى اموال واخيرا صفقتهم القذرة مع الاخوان والسلفيين لهدم الثورة من اساسها- الان اصبح الوضع يا الثورة يا المجلس العسكرى سوف يتغدى احدهم بالاخر قبل ان يتعشى الاخر به

المجلس والاخوان واحد
باشا -

اولا ارجو من اجل مصر ان اكون مخطئا. ان المجلس العسكري والاخوان المسلمين والسلفيين في معسكر واحد يعملون معا لكي يسلمون الحكم للاخوان المسلمين ووقتها ستعود مصر الي الخلف وستكون اسوأ من افغانستان وباكستان. ان الاخوان المسلمين يريدون الحكم منذ ان بدأت حركتهم من ايام حسن البنا وتاريخهم معروف مهما غيروا من نبرتهم. انهم يريدون الحكم والحكم فقط فهذه امنيتهم ان المجلس العسكري هو الاداه والوسيلة التي ستوصل الاخوان الي الحكم, فثورة العسكر قام بها ضباط من سلك الاخوان, ولما حاولوا فطف السلطة من يد عبد الناصر انقلب عليهم, وبعدها قتلوا السادات وطوال حكم مبارك كانوا يمهدون وينتشرون في وسط الشعب حتي وصلوا الي قيادات في الجيش منهم المشير طنطاوي وبقية المجلس العسكري. ان شباب الثورة سيصطدم حتما بالمجلس العسكري والاخوان وستكون هناك انهارا من الدم سيدفعها اولادنا وبناتنتا الذين يرفضون سطوة الاخوان وسيكون هناك ميتم في كل بيت ولكن في النهاية سينتصر الشعب المصري وستكون مصر بلدا ديموقراطية بكل معني الكلمة ولكن هناك ثمن غالي وارواح وعذاب . ان الحرية هذه المرة ستكون مرة وصعبة ولكن في النهاية ستنتصر مصر المدنية ليست عسكرية ولا دينية. مرة اخري ارجو ان اكون مخطئا

المجلس والاخوان واحد
باشا -

اولا ارجو من اجل مصر ان اكون مخطئا. ان المجلس العسكري والاخوان المسلمين والسلفيين في معسكر واحد يعملون معا لكي يسلمون الحكم للاخوان المسلمين ووقتها ستعود مصر الي الخلف وستكون اسوأ من افغانستان وباكستان. ان الاخوان المسلمين يريدون الحكم منذ ان بدأت حركتهم من ايام حسن البنا وتاريخهم معروف مهما غيروا من نبرتهم. انهم يريدون الحكم والحكم فقط فهذه امنيتهم ان المجلس العسكري هو الاداه والوسيلة التي ستوصل الاخوان الي الحكم, فثورة العسكر قام بها ضباط من سلك الاخوان, ولما حاولوا فطف السلطة من يد عبد الناصر انقلب عليهم, وبعدها قتلوا السادات وطوال حكم مبارك كانوا يمهدون وينتشرون في وسط الشعب حتي وصلوا الي قيادات في الجيش منهم المشير طنطاوي وبقية المجلس العسكري. ان شباب الثورة سيصطدم حتما بالمجلس العسكري والاخوان وستكون هناك انهارا من الدم سيدفعها اولادنا وبناتنتا الذين يرفضون سطوة الاخوان وسيكون هناك ميتم في كل بيت ولكن في النهاية سينتصر الشعب المصري وستكون مصر بلدا ديموقراطية بكل معني الكلمة ولكن هناك ثمن غالي وارواح وعذاب . ان الحرية هذه المرة ستكون مرة وصعبة ولكن في النهاية ستنتصر مصر المدنية ليست عسكرية ولا دينية. مرة اخري ارجو ان اكون مخطئا

مشاكل مصر
wel3a -

تعلمنا فى الصغر ان ثورة الجيش عام ١٩٥٢ قامت للقضاء على ثلاث من مشاكل مصر المتجزره الا و هى - الفقر و الجهل و المرض - وانحرفت الثورة المباركه و دوخت نفسها و البلد و العالم و لم تعالج اى من المشاكل. استلم الجيش مصر و مازالت بها بعض حياه و تركها مبارك جثه هامده و خرابه اقتصاديا و اجتماعيا و معنويا.الوحيد الذى نجح فيه العسكر - بجانب نهب البلاد - هو التضخم السكانى الرهيب من ١٥ مليون الى٨٥ مليون نسمه. ... هذه هى الشاكل الحيقية . اخاف ان تحترق مصر و الاف النيرونات الجدد يغنون.

مشاكل مصر
wel3a -

تعلمنا فى الصغر ان ثورة الجيش عام ١٩٥٢ قامت للقضاء على ثلاث من مشاكل مصر المتجزره الا و هى - الفقر و الجهل و المرض - وانحرفت الثورة المباركه و دوخت نفسها و البلد و العالم و لم تعالج اى من المشاكل. استلم الجيش مصر و مازالت بها بعض حياه و تركها مبارك جثه هامده و خرابه اقتصاديا و اجتماعيا و معنويا.الوحيد الذى نجح فيه العسكر - بجانب نهب البلاد - هو التضخم السكانى الرهيب من ١٥ مليون الى٨٥ مليون نسمه. ... هذه هى الشاكل الحيقية . اخاف ان تحترق مصر و الاف النيرونات الجدد يغنون.

من اجل مصر
نبيل صادق -

تحية لكاتب المقالة الجريئة الامينة والتى تعبر عما يشعر بة معظم المصرين ما بين مكذب وخائف ومنافق وصابر ومستسلم - الكاتب ذلذل الجميع ليصحوا من غفوتهم

All facts
El-masrey -

unfortunatley this all facts ,seems like nightmare ,marraige between the army and the religious killers ,to control and kill this revolution

لا
سيد -

لا فُضّ فوك!

All facts
El-masrey -

unfortunatley this all facts ,seems like nightmare ,marraige between the army and the relegious killers ,to control and kill this revolution

القيادة والأيدلوجية
حميد الصباحى -

فى إيجاز أقول: شكرآ للكاتب على المقال التنويرى .. وأقول: ياشعبى أعرف تاريخك كى تدرك حاضرك وتقصد المستقبل فاعل لامفعول بك ... واعلم أن: تمصير مصرنا هو حلم المصريين . وأقول: أنا ثائر مصرى .. أناضل بالفكر وأطرحه للحوار .. أنا فنان مصرى أرسم لوحة المجتمع بالفكر . وها نحن مازلنا فى فجر الثورة القادمة القادمة لامحالة وها الشروق يلوح فى الأفق لشمس الثورة النهضوية الشمولية فى المجتمع .. ولنا لقاء فى نهار شمس الثورة . الكاتب الفنان / حميدالصباحى