العراق بين العمامة وربطة العنق
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ما أن يأتي موعد الإنتخابات حتى يهرول الساسة العراقيون أصحاب ربطات العنق نحو مدينة النجف ليلتقوا مراجع الدين الكبار هناك. فمنهم من يحظى بلقاء أولئك المراجع ومنهم من يلتقي رؤساء المكاتب والسكرتارية فقط بعد إعتذار المراجع عن لقائهم. كل حسب سمعته وقربه من المؤسسة الدينية وأداءه في المرحلة السابقة. فتحولت تلك المدينة التي يرقد بها الإمام علي بن أبي طالب إلى مدينة فاعلة في الحياة السياسية العراقية بعد أن كانت مدينة مهملة عن عمد في عهد النظام السابق. إن كبار الشخصيات السياسية والدينية تزور النجف بإنتظام للقاء المراجع الكبار وعلى رأسهم السيد علي السيستاني، إبتداءا ً من نوري المالكي وأياد علاوي إلى الباطريارك عمانؤيل دلي الكاردينال في الفاتيكان ورئيس الطائفة الكلدانية في العراق. ورحم الله الشاعر الكبير أحمد الصافي النجفي الذي وصف المدينة قبل أكثر من نصف قرن من الزمان ببيتين من الشعر ولم يرها حالها وأحوالها الآن، فهو يقول:
أعيش في مدينة تليق أن
يعيش فيها الشيوخ والعجائز
فصادرات بلدتي عمائم
وواردات بلدتي جنائز
وهنا يشير إلى أن في النجف واحدة من أكبر المقابر في العالم.
لقد كان ومازال دور الحوزة العلمية في النجف إيجايا ً لحد كبير بحيث ساهم في إطفاء الفتنة الطائفية التي كادت أن تودي بالعراق وأهله. حيث تحولت العمامة من زي ديني إلى رمز مقدس من رموز السياسة في العراق والناطق بإسم الحوزة العلمية. وهنا أقصد الحوزة العلمية كمؤسسة بمواقفها الرسمية وليس رجال الدين الذين يلبسون العمامة أو ينزعوها لأغراض سياسية. السؤال المهم والواجب طرحه هنا وهو، هل ستبنى الدولة ومؤسساتها من قبل صاحب العمامة، بعد أن تفككت وأنهارت بعد الغزو الامريكي، أم لابد من مشروع متكامل يتعاون فيه الجميع لبناء تلك المؤسسات والذي لابد أن يقوم به رجال التكنوقراط من أصحاب ربطات العنق. بالتأكيد سوف لن تبني الحوزة العلمية وأصحاب العمائم فيها مؤسسات الدولة فذلك ليس من وظيفتهم، ولكن ومن جانب آخر، لانجد مشروعا ً واضحا ً لبناء دولة مؤسسات على أساس واضح ومتين. فالدولة ترفع شعار الديمقراطية بالرغم من عدم وجود مشروع ديمقراطي حقيقي لأسباب عديدة منها أن مشروع الدولة الديمقراطية لم يكن موجودا ً قبل دخول الأمريكان إلى العرق عدا بعض الأفكار والتصورات السياسية عن الليبرالية والفيدرالية والديمقراطية والتي كانت متداولة بين بعض أطراف المعارضة الليبرالية والعلمانية. أما الإسلاميون فقد أقتنعوا بالديمقراطية كتحصيل حاصل وطريقة للوصول للسلطة فقط، والدليل على ذلك أن تلك الأحزاب تفتقد آلية العمل الديمقراطي في الأنظمة الداخلية فيها والتي يدار بها الحزب أوالمنظمة الفلانية، أو تخلط بين ماهو ديني وسياسي في أداءها السياسي، ناسية أو متناسية بأن الدولة في العراق دولة ليست بالدينية.
مع الأسف الشديد، لانستطيع أن نصف العراق بالبلد الديمقراطي، حسب قاموس علم السياسة، بل هو بلد شبه ديمقراطي حاله كحال باكستان وروسيا وتركيا الأمس حين كان العسكر يسيطر على العملية الديمقراطية وإدارتها. فتلك الدول ليست دكتاتورية ولا ديمقراطية ولكنها شبه ديمقراطية حيث تسعى للوصول إلى الديمقراطية. ففيها تلعب المؤسسة الدينية كما في العراق والمؤسسة العسكرية كما في باكستان وتركيا الأمس أو المافيا وأصحاب النفوذ في روسيا دورا ً كبيرا ً في رسم صورة وشكل وطبيعة نظام الحكم في البلد. فمجموعات الضغط وأصحاب المصالح هم الذين يصوغون الخطاب السياسي في المجال العام في تلك الدول وفي العراق أيضا ً، وليست صناديق الإ قتراع، وإن كانت هناك إنتخابات حرة ونزيهه.
أذن، لابد لأصحاب ربطات العنق من مشروع لبناء دولة مؤسسات قائمة على أسس ديمقراطية حديثة بعيدا ً عن دعم المؤسسة الدينية. دولة يكون فيها المواطنون متساوون في الحقوق والواجبات بغض النظر عن اللون والجنس والدين والعرق والطائفة. دولة تقوم على أساس القانون ويتم فيها فصل السلطات وتنشط فيها مؤسسات المجتمع المدني. إن التخبط الذي تعيش فيه الدولة العراقية بكافة مؤسساتها في غياب استراتيجية سياسية واقتصادية واجتماعية واضحة ناجم عن غياب المشروع الديمقراطي الحقيقي لكل الكتل السياسية من حكومة ومعارضة في تشابك عجيب بين العمامة وربطة العنق. فالكل يعمل عكس الديمقراطية في وقت ترفع فيه الشعارات الديمقراطية. فلاديمقراطية في دعم واضح للمؤسسات الدينية من خزينة الدولة، وقمع الحريات الفردية، وتقييد حرية الصحافة والإعلام، وعدم تفعيل الدور الرقابي والقانوني في مؤسسات ينخر فيها الفساد. ولايوجد هناك مجتمع ديمقراطي في غياب مؤسسات المجتمع المدني والتي تعتبر ركيزة أساسية من ركائز الديمقراطية. ولاديمقراطية يتدخل فيها رجل الدين في صياغة السياسة العامة للبلد متجاوزا ً الدستور.
إن أكثر الدول ديمقراطية في العالم لديها مؤسسات، حكومية ومنظمات مجتمع المدني، لدعم الديمقراطية وذلك لأن الديمقراطية عبارة عن حركة لابد من السعى لديمومتها وضبط إيقاعها مع الواقع، ولهذا السبب تناقش الديمقراطية في تلك المؤسسات وفي المؤتمرات والندوات في الاكاديميات للحفاظ عليها وتطويرها. أما في العراق، فسيظل صاحب ربطة العنق يستجدي التأييد من صاحب العمامة مادام هو نفسه لا يؤمن بالديمقراطية فضلاً عن إمتلاكه مشروعا ً ديمقراطياً.
التعليقات
عراقيي الشتات
ابو ذر -ملخص الكلام على كل المقالات التي تخص العراق اننا عراقيي الداخل قد سلمنا العراق وعلى طبق من ذهب الى عراقيي الشتات الذين لاتعرف عنهم سوى العيش على اموال الهجرة واللجوء مع احترامي لكل العراقيين في خارج العراق الذين ابوا ان يرجعوا لكي لاتتلطخ سمعتهم بالمال الحرام والخبز المر لهذا اقول العراق سوف يبقى رهين هؤلاء الشتات الذين لايكترثون لاي خطر على العراق وعلى الشعب ان ينتبه ولات حين مناص وشكرا لايلاف
السكسوكة
جواد -نعم العراق بلد العمائم واللحى ....... المرتبطين بقم وطهران، وليس لهم في العراق أي انتماء شاهدوا حزب اللغوة وعصابته من الهالكي إلى اللا أديب والسنيد والشلاتي أبو السكسوكة والصلعة البعثي الشيوعي الدعوجي حالياً فرع الحلة، إنهم .... لا انتماء لهم سوى العمالة وأكل السحت الحرام، فتباً لهم من نصابين وسوف يأتيهم الوقت الذي يسحلون فيه من قبل شباب العراق
الى ...
عراقي -ابو رباط عراقي بلا رباط ايراني وابو رباط عراقي بلا رباط ايراني حتى تصير من اتباع ايران العملية كلش سهلة ربي لحية ......
لا لهذا ولا لذاك
merza essa -يا سيدي الموقر لك الشكر على ما تفضلت به ولكني أعتقد أنك تعلم علم اليقين وكلامك دليك أن الشعب العراقي شعب يميل إلى الوازع الديني أكثر من وازع آخرولذلك من الطبيعي على السياسي الذي يريد التقرب من الشعب اولا يتقرب من ممثليه الروحيين ا لذين يعتقدون بعدالتهم وأين الضير والضرر في ذلك . نعم يا سيدي الضرر يقع على السياسي أو من تسميهم ربطة العنق هم من لا يعرفوا إدارة محرك الديمقراطية وأستراتيجياتها ويتجهون نحو مصالحهم الشخصية أو لمصلحة الأحزاب التي يديرونها. سيدي الكريم لا أعفي دور رجال العمائم من المسئولية ولكن اللوم يقع على من بيده السطلة التنفيذية أكثر من السلطة الروحية التي تحكم من خلال مركزها ولا أنكر التأثير النفسي على الناخب العراقي من رجال الحوزة العلمية وسطوتها ألدينية التي فجرتها بعد السقوط ولكن هناك رأي يقول لقد جرب العراق مئات الكوادر الديمقراطية فليعطوا فرصة للكوادر الدينية ولو عن طريق التأثير النفسي ..(( وأختلاف الرأي لا يفسد للود فضية ))
الله من وراء القصد
البصري -بسم الله الرحمن الرحيم لا أدري ما الذي جعل الكاتب متأكداً من أن لا دور للحوزة العلمية في بناء مؤسسات الدولة وهي صاحبة القرار في قيام الديمقراطية في العراق ولسنا ببعيدي العهد عن عصر احتلال العراق وحكم بول برايمر وسلفه وما نهجته أمريكا في سبيل حرف الديمقراطية عن حكم العراق والاتيان بحاكم يؤثر مصالحها على مصالح العراق ككثير من حكام الدول الاقليمية وإصرار الحوزة العلمية والسيد السيستاني على إلزام الولايات المتحدة بالرجوع إلى الشعب العراقي وإجراء إنتخابات وصياغة دستور إلى آخره .وهو الذي كتب مادحاً: ... لقد كان ومازال دور الحوزة العلمية في النجف إيجايا ً لحد كبير بحيث ساهم في إطفاء الفتنة الطائفية التي كادت أن تودي بالعراق وأهله. حيث تحولت العمامة من زي ديني إلى رمز مقدس من رموز السياسة في العراق .وحاكياً عن الشخصيات السياسية والدينية :... إن كبار الشخصيات السياسية والدينية تزور النجف بإنتظام للقاء المراجع الكبار وعلى رأسهم السيد علي السيستاني، إبتداءا ً من نوري المالكي وأياد علاوي إلى الباطريارك عمانؤيل دلي الكاردينال في الفاتيكان ورئيس الطائفة الكلدانية في العراق. والذي لا يمكن للمرء أن يخالجه الظن في أنها واعية لما هي عليه من مسؤوليات ومدركة لثقل الحوزة العلمية ودورها الفاعل في إقرار نظم الحياة الصحيحة في العراق . كما لا أخال الكاتب يقر بغير ذلك وهو الذي سطر ما سبق من القول . وبناءاً عليه فإن الحوزة العلمية وضعت أساس وقواعد بناء مؤسسات العراق في وقت عصيب لا يمكن لأي صاحب قرار أياً كان فرداً أم شعبا إتخاذه في مثل الظروف التي مر بها العراق .نعم تبقى مسألة البناء على تلك القواعد والأسس للمحافظة على الديمقراطية وغيرها من تقوم بها وعليها .. وهنا يكمن ما ذكر الكاتب بقوله : ما أن يأتي موعد الإنتخابات حتى يهرول الساسة العراقيون أصحاب ربطات العنق نحو مدينة النجف ليلتقوا مراجع الدين الكبار هناك. فمنهم من يحظى بلقاء أولئك المراجع ومنهم من يلتقي رؤساء المكاتب والسكرتارية فقط بعد إعتذار المراجع عن لقائهم. كل حسب سمعته وقربه من المؤسسة الدينية وأداءه في المرحلة السابقة.مكمن المشكلة هنا في مثل هؤلاء السياسين الانتهازيين ذوي المصالح الشخصية والحزبية الضيقة والذي لا تعني لهم الديمقراطية سوى الكيفية التي تدار بها مصالحهم لا مصالح العراق . هذا ما أردنا بيانه وإلا ففي المقال ا
بين الشكل والمضمون
باسم العبيدي -المشكله الرئيسيه ليست في العمامه أو ربطة العنق بل مايحتويه العقل والضمير سواء أرتدى الشخص العمامه أو ربطة العنق فأنت تناقش الشكل والمهم هو المضمون وسأختصر القول بالنقاط التاليه1-لقد تأكد لأغلب العراقيين بأن المرجعيه العليا في النجف كان لها الدور الأكبر في حفظ توازن العراق وعدم أنهياره أمام قوى الظلام التي خططت ونفذت أكبر مؤامره يتعرض لها العراق في تاريخه المعاصر وهذه المواقف للمرجعيه يشيد بها الأعداء قبل الأصدقاء ولاتزال المرجعيه صمام الأمان في العراق وعل المنصف أن يستمع الى خطب الجمعه في كربلاء من قبل ممثلي المرجعيه ليعرف كم هي هموم المرجعيه وتوجيهاتها السديده في كل الأمور التي تهم المواطن العراقي 2-أما قولك عن تهافت السياسيين أيام الأنتخابات على النجف فهذا صحيح ومشخص ولطالما تذاكى السياسيون ليوهموا أبناء الشعب بأرتباطهم وأتباعهم لتوجيهات المرجعيه ولكن مع الأسف أتضح بأن مواقف هؤلاء السياسيين كانت لتجاوز مرحله وكما يسمى في علم السياسه تكتيكا ليحصلوا على أصوات نتيجة حب العراقيين لرموزهم الدينيه وبالأخص المرجعيه العليا في النجف وعليه فعلى الشعب أن يعي دوره ومسؤوليته بعد أن خاض أكثر من تجربه أنتخابيه وأكتشف من هو بعيد عن خط المرجعيه وبين من هو فعلا متقيد بتوجيهاتها 3- ليس بالضروره من يرتدي ربطة العنق هو الأوفر علما; وأكفأ من الذي يرتدي العمامه ولكن يجب أن تتضافر الجهود الخيره ووفق تخطيط رصين وهدف سامي من أجل بناء العراق وبمشاركة عقول ذوي العلم سواء أرتدى البدله أو العقال أو الشروال أو العمامه أو....4-أما موضوع الدوله الدينيه فأقول ان المشكله ليست في أن تكون الدوله دينيه أوعلمانيه ولكن المشكله هوكيف يفسر الدين فيها ليخدم الأنسان ولنا من التاريخ عبرهفعلي أبن أبي طالب بنى دولة العداله وهويمثل المنهج الصافي من الدين ومعاويه حكم الدوله الأسلاميه بمنظوره الخاص بالدين والأثنان يمثلان الدوله الدينيه بمفهومها العاموشتان بين الثرى والثرياأذن على من يريد أن يبني العراق عليه أن يفهم بأنه يحتاج الى كل الخيرين بمختلف أديانهم وأنتماءاتهم السيساسيه وقومياتهم ومذاهبهم الدينيه والفكريه وهذا يتطلب وعي الشعب فالناس على دين ملوكها كما يقولون وبعكس هذا سوف يبقى العراق بتخلفه وتخندقه ومآسيه وشكرا;;