أصداء

أشرفيات.. حرارة الجو والوقود

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

قد لا توجد هناك أية علاقة بين حرارة الجو وبين الوقود، ولكننا اذا ما اخذنا بنظر الاعتبار الظروف الجوية لمدينة أشرف التي يعيش فيها اكثر من 3400 معارض إيراني من اعضاء منظمة مجاهدي خلق الإيرانية، ستبرز علاقة هذين العاملين بعضهما ببعض بشكل جلي.

تقع أشرف في منطقة صحراوية والحياة فيها ممكنة فقط في ظل الامكانيات الصناعية الحديثة. إن حرارة الجو في يوليو في هذه المنطقة التي تصل إلى 52 درجة مئوية لا يمكن تحملها من قبل المقيمين فيها الا بوجود اجهزة التبريد. وهذه الاجهزة تعمل على الكهرباء التي تنقطع بشكل مستمر. وهنا يتم اللجوء الى مولدات الطاقه الكهربائية التي تعمل على الوقود وفي حال عدم توفر الوقود لن تكون هناك إمكانية تشغيل مولدات الكهرباء ويؤدي ذلك إلى الحاق خسائر فادحة بالخدمات الحيوية وتتزايد حجم هذه الخسائر يوميا. ومن جراء ذلك تعطلت العديد من مكيفات الهواء والمبردات والثلاجات وغرف التبريد والأجهزة الطبية مما تسبب في مشاكل كثيرة يعاني منها سكان المدينة خاصة المرضى والجرحى. فالحياة كلها تعتمد على الطاقة.

ومنذ ستة أشهر ونصف وفي عملية لا إنسانية منعت القوات المؤتمرة بإمرة الحكومة العراقية المتمركزة في أشرف توريد البنزين ومنذ شهرين ونصف توريد المحروقات الأخرى إلى المدينة. وكانت الحالة الأخيرة يوم 29 مايس الماضي حيث منعت القوات العراقية صهريج وقود من دخول أشرف وأعادته إلى مصدره وبعد ذلك أيضا لم تسمح بدخول أي صهريج آخر. والصهريج الأخير المحمل لمادة البنزين وصل إلى أشرف بعد عدة أشهر في فبراير الماضي ومنذئذ لم يسمح لأي صهريج محمل بالبنزين بدخول المخيم. والجدير بالذكر أن هذا الوقود كان قد اشتري على نفقة المقيمين ولم يكن هناك دورا لا للسلطة العراقيه ولا الأمم المتحدة ولا القوات الأمريكية في تأمينها، وما كان من امر السلطة العراقية والقوات المؤتمرة بإمرتها بعد المنع الا أن قامت باعتقال سواق الصهاريج الذين كانوا يقومون بنقل الوقود إلى أشرف، نعم.. اعتقلتهم ونقلتهم إلى السجن لكي لا يكرروا مثل هذه الاعمال! اي ان عملية المنع كانت عملية ممنهجة مخطط لها لايقاع الاذى والتعذيب بحق سكان اشرف.

وإذا كانت القوات العراقية كانت قد عرقلت استمرار عملية توريد الوقود إلى أشرف طيلة العامين ونصف الماضيين، ولكنها وبعد الهجوم الإجرامي على أشرف يوم 8 أبريل 2011 أمرت لجنة قمع أشرف المؤتمرة بإمرة رئاسة الوزراء العراقية بالقطع التام للوقود عن أشرف لغرض تكثيف الضغط على سكانها.

وأي مريض في أشرف عليه أن يمشي على الاقدام للوصول إلى المركز الطبي للمدينة. لأن الحصار المفروض على اشرف قد رفع حالة المعاناة فيها الى اعلى درجات المعاناة الانسانيه.. فالكثير من السيارات معطله بسبب عدم وجود قطع غيار وادوات احتياطية وبعض السيارات تم نهبها والبعض الاخر لا توجد مادة البنزين لتشغيلها. وبالطبع بمقدور أي شاب ان يقوم بطي هذا الطريق مشيا على الاقدام وهذا ما يقوم به الشباب في أشرف، وهناك من الشيوخ الذين ليس لديهم امكانية المشي على الاقدام وخاصة في ظل درجات الحرارة العالية. ولا مجال ولا خيار امام الجرحى والمرضى في أشرف ونتيجة لهذه التضييقات القاسية القاتلة للحياة سوى التحدي مع الحرارة القاسية هناك وقلة الادوية والوسائل العلاجية.

إن حفظ المواد التي تحتاج إلى أماكن التبريد كانواع الأدوية والفاكهة والمواد الغذائية الأخرى، من الامور التي تواجه مشاكل جدية في أشرف وتتلف هذه المواد في كثير من الحالات نتيجة هذا الحصار المتعمد.

الوقود هو احدى الحاجات الانسانية الاولية الملحة ومنعه يعد منعا للحياة أي القتل، وعليه فأن المنع من الحصول عليها وعرقلة وصولها إلى جانب منع وعرقلة وصول الخدمات الطبية يعتبر انتهاكا صارخا للمواثيق الدولية المعترفة بها ويعتبر ذلك جريمة ضد الانسانية وجريمة حرب ويجب محاكمة المسؤولين عنه ومعاقبتهم.

إن الحكومة العراقية أثبتت وبوضوح لا يقبل الشك بأنها تصر على استمرارية عدم ايصال المواد الاولية وخاصة المحروقات إلى سكان أشرف، وعليه على الإدارة والقوات الأمريكية والأمم المتحدة أت تتحمل مسؤولياتهما الدولية والقانونية لوضع حد لهذا الحصار اللاإنساني وعدم السماح للنظام الإيراني بمواصلة جرائمه ضد معارضيه بواسطة وكلائه في العراق ومنع حدوث جرائم ضد الانسانية تحت مظلتهما وخصوصا ان العراق لا يزال تحت الوصاية الدولية..
وأخيرا هل منع وسائل الحياة عن البشر حتى الموت امرٌ له مبرر؟

* خبير ستراتيجي إيراني
m.eghbal2003@gmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
كونو احرارا في دنياك
عباس حسين علي -

بعد قرائة هذا المقال او الخبر وشهادة احد سكان اشرف فوراً جاء في بالي كلام سيد الشهداء امامنا الحسين عليه السلام الذي قال خطابا لاسلاف مالكي ومن تبعه في هذه الجرائم اللاانسانية: ; ياشيعة آل أبي سفيان إن لم يكن لكم دين وكنتم لاتخافون المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم ;

مالكي ضد الشعب العرا
احمد حسين تواق -

صدر قبل ايام بيان من اهالي ديالي في تأييد مجاهدي خلق سكان مدينة اشرف. وقد وقع هذا البيان اكثر من نصف من سكان المحافظة البالغة اعمارهم 18 عاما. وهنا يجب توجيه السؤال الى جميع الاطراف انه اذا كان الاهالي يرحبون بمجاهدي خلق في محافظتهم فمن يعارض هذا الوجود ويقوم بقتلهم وفرض الحصار عليهم وشن حرب نفسية ضدهم، فانه لاعلاقة له بالشعب بل انه ينفذ رغبات نظام الملالي الحاكمين في ايران، اي عدو الشعب العراقي وعدو مجاهدي خلق معا. واسمحوا لي ان انقل بالمناسبة بعض الفقرات من بيان اهالي ديالي عن الوكالة الوطنية العراقية للانباء: طالب اكثر من نصف مليون شخص من اهالي محافظة ديالى ، الامم المتحدة بتولي حماية معسكر اشرف الذي يضم اعضاء منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة.وحذر بيان لمجلس العشائر الوطنية العراقية في ديالى صدر في ختام مؤتمره وتلقت الوكالة الوطنية العراقية للانباء نينا نسخة منه ، الحكومة العراقية من التورط الاكثر في اراقة دماء مجاهدي خلق داعيا القوات المسلحة الى الكف عن توجيه اسلحتها ضدهم. وطالب البيان ، جميع الاحزاب الوطنية المستقلة ونواب البرلمان والقيادات الدينية ، بالاحتجاج على جريمة 8 نيسان ، ومنع الحكومة من ارتكاب المزيد من الجرائم ضد معسكر اشرف بهدف كسب الدعم من النظام الايراني.ورأى البيان ان وجود سكان اشرف في العراق منذ 25 عاما ، قانوني وهم لاجئون سياسيون وفقا لاتفاقية جنيف الرابعة ، معتبرا ان وجودهم في العراق في مصلحة الشعب العراقي وشدد على ان قرار الحكومة العراقية القاضي باخراجهم من العراق ، انتهاك للقوانين والاتفاقيات الدولية وجاء تلبية لطلب النظام الايراني للقضاء عليهم بحسب البيان.واشار مجلس العشائر الوطنية العراقية في ديالى الى ان 525 الفا من اهالي ديالى ممن تجاوزت اعمارهم 18 عاما وقعوا على البيان.واوضح ان من موقعي البيان شيوخ عام وشيوخ عشائر العزة والجبور والعبيد والكروية والندا والدليم والسادة الصميدع والسواعد والخزرج والكرخي والبيات والمهداوي والمجمع واللهيب والحديديين والعساكرة والدهلك والجوراني وربيعة وبني زيد والخشالي وبني ويس والدوري والزهيري والعزي والنعيم والحامد والمسعودي والمشايخي والجنابي وخفاجة والعنبكي والسوامرة والتويجري والحيالي والجاف والبرزنجي وشمر والمشاهدة وعبادة وطي وزبيد والحمداني والقيسي والدايني والخالدي والجميلي وعشرات