أصداء

قصة الاسد و القذافي کقصة صاحبنا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

حالة التخبط التي تمر بنظامي الرئيسين بشار الاسد و معمر القذافي، تؤکد بجلاء و من دون أدنى لبس، فشل کل المحاولات الترغيبية و الترهيبية التي قاموا بها من أجل وضع حد للغليان الذي يسود الشارعين السوري و الليبي، لکن هنالك أيضا اسباب جوهرية لفشل تلك المحاولات وتکمن أهمها في أنها نابعة من سياقين يمکن تحديدهما بما يلي:
ـ ان المحاولات تطرح بعقلية النظام و وفق طموحاته و أهوائه بعيدا جدا عن أفکار و طموحات الجماهير المنتفضة الثائرة.

ـ مقدموا النصائح و المشورات لايملکون الجرأة الکافية لطرح أفکار و صيغ فعالة بإمکانها إحداث حالة إنفراج، ذلك أنهم يلتقطون من حالة الغليان الجماهيري مايوافق(القائد) و نظامه مثلما انهم أيضا مسايرون و متملقون للنظام و يتنفسون من حيث يأمر النظام.

ويقينا ان اللجوء لخيار"القوة"و"العنف و الاکراه" لحسم الموقف مع الشعبين الرافضين لنظامي حکميهما، هو بحد ذاته شهادة إثبات بدمويتهما و عدم إکتراثهما بالعالم کله و إستعدادهما لفعل أي شئ بإمکانه إبقائهم مدة أطول على دست الحکم، والغريب، أن(ملك ملوك أفريقيا)، بعد أن قام بإستجداء الدعم من اسرائيل، لجأ أيضا الى السحرة و الجن لکي يمنحونه اسرار و طلاسم البقاء و إقصاء الشعب الرافض له، وعلى الرغم من أنه ليس هنالك مايثبت ان النظام السوري لم يقم بهکذا مساع(مشعوذة)، لکنه قطعا لايتورع عن ذلك فيما لو کان هنالك(المشعوذ)المناضل و الوطني المناسب بحسب أوصاف النظام، الذي يتمکن من إستقدام سحرة و جن مناضلين مؤمنين بأهداف الحزب و أفکار القائد الاسد!
أثناء الحرب العراقية الايرانية، کانت هنالك في الخفاء حربا من نوع آخر لايستخدم فيه الاسلحة و العساکر، إذ کانت تجري في مدينة قم تحديدا، محاولات جادة من أجل إحضار روح صدام لإستنطاقها من أجل الحصول على معلومات مهمة تتيح للنظام الايراني توجيه ضربة حاسمة للقوات العراقية، ويقال أن روح صدام حسين کانت محصنة جدا ذلك أنه وبحسب"إستشارات"و"نصائح" تحوط من هذا الامر وقامت نخبة من أفضل من تعاطى"السحر و الشعوذة" بعمل الطلاسم و الاحاجي المناسبة لحفظ روح صدام من عبث الاعداء!
وانا أتابع أوضاع النظامين في سوريا و ليبيا، تذکرت حادثة طريفة رواها لي إعلامي عراقي مشهور"يسکن بلاد الغربة"، وقعت معه عندما کان في صدد السفر الى بغداد حين إلتمس منه صديق مغربي يعاني من عدم إنجاب زوجته للأطفال، أن يجلب له شيئا من تراب مرقد الشيخ عبدالقادر الکيلاني من هناك لغرض التبرك و المساعدة في الانجاب، فوعده خيرا، لکن"والکلام لصديقي الاعلامي"، عندما وصلت بغداد، إنهمکت بالکثير من المشاغل و الامور التي نسيت في غمرتها وعدي لصديقي، وعندما عدت هاتفني الصديق و رحب بعودتي و قال بفرح کبير: أکيد جلبت لي تراب عبدالقادر! فصعقت لأنني کنت نسيت الامر برمته، لکنني مع ذلك تدارکت الموقف وقلت: نعم لقد جلبته! ففرح الرجل و في اليوم التالي ذهبت للقائه ولم أنسى أن أحمل حفنة من تراب حديقة منزلي معي وعندما إلتقيت به و منحته التراب طار فرحا و شکرني کثيرا، وبعد فترة"والکلام لايزال لصديقي"، إلتقيت به و سألته: بشرني! ماذا حدث؟ فأجابني بهدوء قاتل: طلقتها!

اولئك الذين يقدمون النصح و المشورات للاسد و القذافي، هم أناس يفکرون بشئ واحد فقط وهو إرضاء الدکتاتورين، ولذلك فإنهم"أي مقدمي النصح"، وان کانوا يعلمون يقينا بکذبهم و دجلهم، لکنهم مع ذلك يتمنون في سرهم لو يحالف الحظ نصحهم و توجيهاتهم و تحدث المعجزة بأن ينقذوا نظام القائد من حالة العقم التأريخية التي يمر بها و ما من علاج إلا السقوط، ونصح و مشورات بطانتي الاسد و القذافي لاتختلف أبدا عن قصة صاحبنا أعلاه!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
شكرا نزار
elbenghazi -

ذكرتنى بالمثل العربى الذى يقول شر البلية مايضحك شكرا لك أخى نزار مرة أخرى لأنك أدخلت السرور الى قلبى فقد أضحكتنى وأنا مهموم وذلك يرجع الى تطابق مصيبتينا ولعل الأيام تضحكنا سويا وكل منا فى ثوب جديد بهيج وعسى أن يكون قريبا

كاوندا
الحسناوي -

قيل أن كينيث كاوندا كان قل عمل عملا لصدام حيث صنع له (بازبند) كي يقيه شر الأعداء وكانت الملايين تنهمر على كاوندا حيث في كل مرة يأتي الى بغداد حاملا معه نسخة محسنة من البازبند يعني مانسميه في لغة المعلومات UPDATE ولم ينفع ذلك شيئا فلم يحمي صدام من مصيره ولم يحمي العراق من أعدائه. وهذا ديدن من ليس له هدف غير البقاء بأي ثمن. تحياتي

كل ورأيه
بغدادي منير -

في الحقيقة أن الأحداث الأخيرة التي أصبحت كالمرض المزمن الذي أصاب الشعب العربي ليست وليدة الصدفة وإنما هي من كيد اليهود والنصارى للأمة الإسلامية ووالله أدعوا الله ان يصرف هذا البلاء عن بلادي بالخصوص وعن كافة البلاد العربية بالعموم ... ولكن إن كان أي رئيس عربي من الذين سبق ذكرهم سيء أظن لأنه يبقى رئيس وأفضل الأسلوب السلمي على هذا الأسلوب الذي تتخذه شعوبنا في محاولة الإصلاح كما تقول ومهما كان مدى سوء الشخص الحاكم علينا ان لا ننسى بأنه يملك مزايا حسنة وله قلب واحاسيس مثلنا نحن العامة من الأفضل ان لاننجر وراء كل ما يقال عت حكامنا لان الحكم مسؤولية وليس أي شخص قادرعلى تحمل هذه المسؤولية وبما أن الرئيس أصبح رئيس لا بد من أنه قد توفرت فيه بعض من تلك الشروط اللازمة لتحمل المسؤولية.........وفي الأخير لا يسعنا سوى التضرع بالدعاء إلى الله بأن يحمي وطننا الغالي من شر هذه الفتن ودامت الجزائر بلاد المليون ونصف الميون شهيد حرة مستقلة

سوال الى الكاتب
سمير -

ربما الليبيون اكثر فطنة من العراقيين !!!ازاحة صدام والمجئ بعصابة معممي نجف وكربلاء الى الحكم وعصابة عائلة برزاني في دولة كردستان المستقلة .هل ان هذا افضل من نظام صدام .؟؟؟؟؟مشكلة العراقيين وهذا لايشمل الكرد حيث انهم لايعتبرون ولا يفتخرون بانهم عراقيون .اقول ان مشكلة العراقيين انهم ياتون بنظام اسوا من قبله فحكم بلطجية قاسم من الشيوعيون والكرد هل كان افضل من العهد الملكي ؟؟؟؟؟؟.وحكم عصابة عارف الطائفية هل كانت افضل من عبد الكريم .؟؟؟؟؟؟وحكم عصابة البعث السفاح هل كانت افضل من نظام العارفين .؟؟؟؟؟العراقيون لم يصلوا بعد الى القاع فغدا سيترحمون على نظام الحرامية الحالى في بغداد التى تنتشر قيها الازبال .

ليبيا الله يحميها
حسين -

تصوير مناسب لحالة الحكام العرب وللاسف ابتليت الشعوب العربية بحكام مجانين لا يعترفون بالاخر وكلهم سواء الى الان نامل ان تفرز هذه الثورات الافضل ونري ديمقراطيات حقيقية لا تلغي الاخر ودمت بخير

الزعماء العرب مجانين
حسين -

ابتليت الشعوب العربية بمجانين جاؤا على ظهر الدبابات -اغلبهم - وبعضهم زور عمره بالدستور وبعضهم قتل اباه واعتلى مكانه واصبح يتشدق بانه هو حامي البلاد ومحرر العباد وما يحدث في سوريا وليبيا بشكل واضح وما يحدث في تونس ومصر بخبرة الكبار وعلي استحياء وما حدث في البحرين واضح بلا مواربة فكلهم في الهم شرق املنا ان تنجح الثورات في رسم صورة جديدة تحفظ للجميع حقهم وكرامتهمودمت بخير