فضاء الرأي

تحليل بنيوي للحكومة العراقية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


صرح رئيس وزراء العراق السيد نوري المالكي بُعيد تشكيل حكومته بانه غير راض تمام الرضا عن التشكيلة الوزارية لحكومته، فقد خضع مضطرا لخيارات مفروضة عليه بشكل وآخر، فيما هي خيارات ليست بالمستوى المطلوب. ورغم أن السيد المالكي لم يكشف عن هوية هذه الضغوط،ولكن مراقبين يشيرون إلى أنها ضغوط مختلطة، بعضها من خارج البلد، وبعضها من داخل البلد. وهو اعتراف جميل بطبيعة الحال، ولكنه يكشف عن ازمة، فمن الصعب على رئيس الوزراء أن يعمل مع خيارات مفروضة عليه،مهما كانت خلفيات هذهالخيارات المفروضة.
تشكلت حكومة السيد المالكي من 43 وزيرا، وباعتراف السيد المالكي نفسه، وطبق راي كثير من المهتمين بالشان العراقي بان حكومة بهذا الحجم الوزاري يشكل عبئا على الدولة، كما أنه يشكل عبئا على رئيس الوزراء نفسه، ويغرق الحكومة بمزيد من مشاكل التداخل والتعارض في المهمات، فضلا عن ان بعض الاسماء الوزارية كانت شكلية،وليس هناك أي مبرر موضوعي لاستحداثها.
ملاحظة أخرى يشير إليه المهتمون بالشان العراقي بخصوص هذه التشكيلة الوزارية، وهو إن بعض الوزراء في هذه الحكومة رجله اليمنى في الحكومة ورجله اليسرى في المعارضة،وربما التيار الصدري نموذج واضح على صعيد هذه المفارقة، على أنها مفارقة تتوجه إلى ذات التيار الصدري من جهة،ولكنها تكشف من جهة أخرى عن عدم (منطقية) الحكومة نفسها، وهو الامر الذي اشتكى منه رئيس الوزراء، وظهرت ممارساته بصورة واضحة وجلية في مجريات الاحداث المهمة وذات المساس بمصير البلد والشعب، ومن ذلك الموقف من مسالة تمديد البقاء للقوات الامريكية في العراق.
هذه الحكومة نصفها مجسَّد برئيس الوزراء نوري المالكي، فهو رئيس الوزراء، والقائد العام للقوات المسلحة،ووزير الدفاع والداخلية والامن الوطني وكالة، وربعها الآخر بالمعارضة من الداخل، ممثلة في وزراء القائمة العراقية واستطرادا التيار الصدري واحيانا المجلس الاعلى، وربعها الآخر مممثل بالاكراد الذين لا يرسون على موقف معين إلا بمقدار ما ينعكس على مصالحهم الخاصة بهم، وبالتالي هي حكومة مرتبكة، غير متسقة، إنها أشبه بالكشكول، وكشكول غير متناسق الالوان والاجناس والاشكال...
حكومة السيد نوري المالكي وكما هو شائع لدى العراقيين تمثل في كثير من واجهاتها ووزرائها وكتلها السياسية اجندة خارجية، بصيغة وغيرها، بصرف النظر عن هوية الجهات التي ترتبط بها هذه الاجندة،سواء شرقا أوغربا أو شمالا أو جنوبا، وهذه مفارقة خطيرة، إذ تشكل ضربة نجلاء في صميم الحكومة، ومدى وفائها في إدارة دفة البلاد،خاصة مثل العراق الذي كثرت مشاكله، وتعدد أزماته، سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الامنية...
المجلس السياسي المقترح يعتبر عقدة هوالآخر، وقد ساهمت وتساهم هذه العقدة في إرباك سياسة الحكومة، فهناك اختلاف حول صلاحيات هذا المجلس،وهناك اختلاف في طبيعة الدور المنسوب إلى رئيس المجلس، وما زالت هذه العقدة سارية المفعول، ويبدو أنها في طريقها للتفاقم أكثر واعمق.
ماذا يمكن أن يخرج المحلل السياسي من هذا العرض البسيط والواقعي في نفس الوقت فيما يخص حكومة السيد نوري المالكي؟
أن أولى ما يمكن أن يخرج به المحلل السياسي من هذا العرض هو إن حكومة السيد نوري المالكي تفتقد الانسجام والتوافق، تفتقد البنية المتماسكة، وهي حكومة صراع داخلي، ومناورات داخلية، ومن الصعب أن تقدم على انجازات ستراتيجية خلال مدتها المتبقية حتى وإن كانت مدة كافية من حيث المبدا على صعيد إنجاز شيء كبير،لأن العلة ليس بالمدة الزمنية المتبقية، بل العلة في ذات التركيبة، فهي تركيبة معطوبة تقريبا، نصفها ممثل بشخص،وربعها ممثل بمعارضة داخلية،وربعها الآخر ممثل بلاعب من أجل مصالح قومية مشخصة، وانا إنما اسمي حصة السيد المالكي بالنصف، لان وزارات الدفاع والداخلية والامن الوطني هي عصب الدولة.
في لقاء عابر قلت مرة لاحد المهتمين بالشان العراقي والقريبين منه،وذلك قبل أن يشكل السيد المالكي وزارته هذه، بأن أي حكومة عراقية مقبلة، سواء برئاسة السيد المالكي أو علاوي سوف تصطدم بتذمر شعبي ولم تتسطع مواصلة عملها إذا لم تقدم إنجازا ستراتيجيا خلال الشهور الستة الاولى من عمرها.
حكومة بهذه المفارقات لا يمكن أن تقدم انجازات ستراتيجية، فكيف إذا أضفنا إلى هذه المفارقات تدخلات دول الجوار المستمرة، وكيف إذا اضفنا إلى ذلك ضعف السيد المالكي في مجال المناورة السياسية، فقد ناور أكثر من مرّة ولكنه أخفق في ذلك، بدا من تحالفه مع السيد أبو ريشة في مواجهة رفاق دربه وامسه، ومرورا بقطع العلاقات مع سوريا، وانتهاء بمشروع ربط الهيئات المستقلة بالسلطة التنفيذية، وفي سياق ذلك مشروع سحب الثقة عن مفوضية الانتخابات؟!
وفي ضوء كل هذه الملاحظات،هل يفكر السيد المالكي حقا بترشيق حكومته؟
وهل الترشيق سوف يمضي بسلام، أم يدخله في مأزق جديد؟
ولكن أين اصبح مشروع حكومة الاغلبية؟
الزمن هو الذي يجيب.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مجامله
hasan -

عزيزي الاستاذ غالباني من المعجبين بكتاباتك وارائك ,ولعلك من من القلائل الذين توقع ان تنتهي الحرب العراقيه الايرانيه بتوقيع ااتفاق الصلح بين الخميني و صدام.اني ارى في كتاباتك الاخيره المجامله السياسيه ونوع من انواع اراء الطرح السوقي (استميحك العذر), وكأن الذي يكتب هو من كتاب الخط الثاني او الثالث. في العراق مهازل من الاداره السيئه والاقتصاد المنهوب و(الاستاذ) المالكي يعزوه الى المحاصصه, لقد اثبت الزمن بعد السقوط ان الازمه في البشر وليس الحجر.

تحليل
تحليل -

تحليل هذا العنوان جلب انتباهي وقلت ان الموضوع سيكون جزء منه في علم الادارة ولكن وجدت ان المقال سياسى اكثر منه علمي يرجى من الكاتب التحري في اختيار العناوين المناسبة

ماذا عن المحاصصة
قاريء -

أصل المشكلة هي غياب دولة المواطنة والعدالة ، ودخول كارثة المحاصصة على النظام السياسي في العراق ، الحكومة الفاشلة الحالية هي نتيجة وليست بنية قائمة بحاجة الى تحليل ، اعتقد المقالةكُتبت بإستعجال ولم تفرق بين السبب والنتيجة ، ويبدو ان قدرات الأستاذ الشابندر في الحقول الفكرية الأخرى أفضل من حقل التحليل السياسي .

احسن تحليل
أشواق حالم -

بالعكس كان التحليل جدا مناسب ، وضع النقاط على الحروف ، الحكومة هي هيج ، حكومة تناقضات وحكومة من الخارج وحكومة من مثقلة ، وبالتالي ، كان التحليل دقيق وموضوعي ، كما هي تحليلات الكاتب السابقة ، لقد وضع الكاتب النقاط على الحروف ، واعتقد حتى اصحاب النقد السلبي استفادوا من تحليل الحكومة الحالية ، شكرا لإيلاف

العبوا غيرها
امين منصوري -

المعتلق رقم واحد العب غيرها ، ما نجحت للاسف الشديد باللعبة

ما الدي بقى
بلاسم -

قبل ايام نقد الكاتب المنهج الذي طرحته حكومة المالكي، اي الجانب النظري وفنده تفنيدا واليوم شرح السلطة التنفيذية وكيف أنها متناقضة ،فشنو بقى ؟

المالكي يقول
رامي سعيد -

هو المالكي يقول نفس الكلام ليش تلومون الكاتب ،ام هي حرب نفسيه مقصودة ولكنها للاسف الشديد فاشلة

ليس كما تقول؟
مواطن مخلص -

ليس كما عودنا الاخ غالب في كتاباته،فالمسألة ليست في البنوية وانما في النهبوية المستمرة،والمحاصصية الكريهة،والتعويضية المقيتة،والاقرباء والمقربين الوحدوية،وايران الفردوية.اما الاخريات في هوامش وليست بنوية؟تقبل تحياتي

سخافات
علي السماوي -

انا اشوف الحكومة زينة ومن ربعنا بس يرادلها نصبر عليها كم سنة حتى تصير احسن

كلها هموم
شباب علي بن ابي طالب -

و الله هو الاستاذ نوري المالكي الضاهر ميهمة الشعب و لا يشوف الحر برمضان الي دنشوفة الكهرباء متتعدة ال6 ساعات باليوم و درجة الحرارة 50 و هو اذا يوي عزيمة بذاك الحساب فهوة عندة المهم الجلوس ع الكرس و ان يبقى رئي و زراء و القائد العام للقوات المسلحة لان هو مثل ما قلت قد نسى صلاة اليلل بس و الله الشعب تعب وماكو الي ريد الى الله المشتكى و اذا كانت هاي دولة علي بن ابي طالب الي يدعون بيهه فهم فعلا سرقوا علي قبلو ان يسرقوا علي الانسان و دمت لنا يا استاذ الشابندر مناصرا للحق

لامين منصوري
نعسان -

صدك معلق رقم واحد مثل ماقلت اخي، كان يريد يلعب لعبة بس فشل ،وكانت لعبته تافهة كلش

تحليل صحيح
حميد -

ما تفضل به الأخ الكاتب صحيح ، ويعرفه الشارع العراقي عن كثب ، وقد صرح رئيس الوزاء بهذه المشاكل والاشكاليات ، ولكن من يعين المالكي للخروج من المحنة ؟فأعداءه كثر على غير وجه حق.

ألأستقالة
abualhuda -

أكثر ألأخوة ألمعلقين على ألكاتب أيدوه ضمنا ,أقول لماذا لايستقيل ألمسؤول اذا كان لايستطيع فعل وخدمة هذا ألشعب ألمظلوم بسبب ماتفضل وذكره ألكاتب وهو غير معني أو مكلف بمن سيأتي بعده أو يخلفه في ألمنصب على ألأقل موقف أمام ألله لينقذ نفسه من ألتكليف ألشرعي ,حقيقة أنا أرى كثيرا من ألعراقيين يحبون ألقيادة ويتصورون بأنهم يملكون الحاسةألسادسة(يلكفهة هي وطايرة) وأخيرا أقول قول ألله(لايغير ألله مابقوم حتى يغيروا مابأنفسهم)

تحليل صحيح
حميد -

ما تفضل به الأخ الكاتب صحيح ، ويعرفه الشارع العراقي عن كثب ، وقد صرح رئيس الوزاء بهذه المشاكل والاشكاليات ، ولكن من يعين المالكي للخروج من المحنة ؟فأعداءه كثر على غير وجه حق.

الحكومة
ابو ذر -

اصحاب الشتات العراقي عندما كانوا في ارض الغربة كما يدعون كانوا غير متفقين تماما وهذا ماتؤكده المؤتمرات التي كانت ترتبها لهم الاستخبارات الامريكية وحينها لم يكن لهم مناصب ولااموال وبعد سطوتهم على العراق بمساعدة المحتل او المحرر سميها ما شئت فلا امل ان يتفقوا فقط يتفقون على اهدار المال العام واغتيال بعضهم البعض ونحن نقول اللهم اجعل بأسهم بينهم لانهم سوف يجثمون على صدورنا كما جثم صدام وما اشبه الليلة بالبارحة

مو كل واحد يكدر
ناجي -

هذا تحليل ملبلبشكرا أستاذ غالب

الحكومة
ابو ذر -

اصحاب الشتات العراقي عندما كانوا في ارض الغربة كما يدعون كانوا غير متفقين تماما وهذا ماتؤكده المؤتمرات التي كانت ترتبها لهم الاستخبارات الامريكية وحينها لم يكن لهم مناصب ولااموال وبعد سطوتهم على العراق بمساعدة المحتل او المحرر سميها ما شئت فلا امل ان يتفقوا فقط يتفقون على اهدار المال العام واغتيال بعضهم البعض ونحن نقول اللهم اجعل بأسهم بينهم لانهم سوف يجثمون على صدورنا كما جثم صدام وما اشبه الليلة بالبارحة

تحليل ملبلب
ناجي -

شكرا للكاتب السياسي غالب الشابندر

احذر
مصطفى الواثق -

كن على ثقة هناك محاولات سخيفة لمنعك من الاستمرار بالكتابة عن هذه الحكومة التي اثبتت فشلها ، احذر وانت اذكى من ان يتمكن هؤلاء من ذلك

تحليل ملبلب
ناجي -

شكرا للكاتب السياسي غالب الشابندر

تحليل بنيوي للحكومه
sage -

المسئله العراقيه ليست معقده بقدر بقاء العقليه القديمه التي تحكمها من سيء الى اسوء فلو خلص هذا العالم عموما وهذا الشعب خصوصاوالشعوب المحيطه من عقليات القديمه والغريبه المسلطه عليها لعاشت في رخاء بعيدا عن الصراعت والمشاكل

تحليل بنيوي للحكومه
sage -

المسئله العراقيه ليست معقده بقدر بقاء العقليه القديمه التي تحكمها من سيء الى اسوء فلو خلص هذا العالم عموما وهذا الشعب خصوصاوالشعوب المحيطه من عقليات القديمه والغريبه المسلطه عليها لعاشت في رخاء بعيدا عن الصراعت والمشاكل

روح الفريق
سياسي تارك -

الا يعتقد الكثير من العراقيين والى الاخ الكاتب ابي عمار ان من المشاكل المستعصية في عالمنا الثالث هي اننا قوم لانحسن العمل الجمعي ولانعرف ما هو العمل بروح الفريق فضلا عن التعقيدات الاثنية والطائفية و الجهوية والمناطقية التي تضرب بعمق في واقعنا الذي نعيشه، روح الفريق والعمل الجمعي بكل بساطة ثقافة يتعلمها المرء من نعومة اظفاره وهذا ما لم نتعلمه نحن..وفاقد الشيء لا يعطيه..ام السياسة فهي طامة كبرى اسالكم بالله يانواب البرلمان كم منهم يعرف معنى كلمة سياسة وما هو تاريخ الفكر السياسي..مشكلتنا اننا لانعلم اننا لا نعلم وهو اصعب انواع الجهل