كتَّاب إيلاف

الاستمرارية والمتابعة خطاب محمد السادس...

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

لا معنى لاي اصلاحات حقيقية في اي بلد عربي من دون استمرارية ومتابعة. في غياب الاستمرارية والمتابعة والرغبة في نقل الاصلاحات الى جزء لا يتجزأ من الحياة السياسية في البلد، تظلّ الاصلاحات اشبه بمسكنات تستخدم لتمرير مرحلة معينة لا اكثر وذلك في انتظار ظهور الحاجة اليها مجددا.
من هنا تبدو اهمّية التجربة المغربية في مجال الاصلاحات والاصرار الملكي على وضعها حيز التنفيذ من دون اي تباطؤ. عامل الوقت يبدو مهمّا في هذه الايام نظرا الى ان العجز عن تنفيذ الاصلاحات يدخل البلد في عملية الدوران في حلقة مغلقة تجعل المشاكل المطلوب معالجتها تراوح مكانها، بل تزداد سوءا. وهذه المشاكل الحقيقية ذات طابع سياسي واقتصادي واجتماعي وهي قابلة لان تتضخم في حال لم تجد من يتصدى لها بفعالية آخذا في الاعتبار ان معظمها ليس وليد الامس القريب، بل مرحلة الثمانينات من القرن الماضي، اي انها بدأت قبل نحو ثلاثين عاما وقد تفاقمت مع مرور الزمن وغياب العلاج الجذري. وقتذاك ادت سنوات عدة من الجفاف الى هجرة جماعية من الريف الى المدينة ونشوء مدن الصفيح التي لا تزال تشكل الى الآن قنبلة موقوتة قابلة للانفجار في ضوء ما تشكله من بيئة حاضنة لكل انواع الارهاب والتطرف والبؤس. من حسن الحظ ان الملك محمد السادس ادرك خطورة الظاهرة واعتبر ان الحرب على الفقر هي الحرب الاهمّ التي عليها خوضها.
في خطابه الاخير بمناسبة عيد العرش، دعا محمّد السادس الى انتخابات لمجلس النواب "كي نتولّى البناء على نتائج الاقتراع الخاص به" وذلك تمهيدا لـ"تشكيل حكومة جديدة منبثقة من اغلبية برلمانية متضامنة ومنسجمة". ذهب الى ابعد من ذلك محذرا من ان "كل تباطؤ من شأنه رهن دينامية الثقة وهدر ما يتيحه الاصلاح الجديد من فرص التنمية وتوفير العيش الكريم لشعبنا الابي". بكلام اوضح، هناك مسؤولية كبيرة تقع على النخب السياسية في المغرب، خصوصا على زعماء الاحزاب الذين بات عليهم التصدي لتحديات المرحلة المقبلة بعد الاستفتاء على الدستور الجديد الذي يسمح لزعيم الحزب الذي يفوز باكبر عدد من المقاعد في الانتخابات النيابة بتشكيل الحكومة. هل في استطاعة الاحزاب التعاطي مع الوضع الجديد وان تكون في مستوى التحديات التي جاءت بها الاصلاحات؟
في كلّ الاحوال، كان العاهل المغربي صريحا عندما وجه كلامه الى الاحزاب السياسية بشكل مباشر قائلا:"ان الاحزاب السياسية التي كرّس الدستور الجديد مكانتها كفاعل محوري في العملية الديموقراطية، اغلبية ومعارضة، مدعوة لمضاعفة جهودها لتحقيق مصالح المواطنين، خاصة الشباب منهم، بمفهومها النبيل". من الواضح ان الاسس وضعت لحياة سياسية من نوع آخر في المغرب. وبعد خطاب محمد السادس لم يعد واردا ان تتذرع الاحزاب بضيق الوقت كي تقول انها لم تكن مستعدة للانتخابات. ما معنى ان يكون الحزب السياسي حزبا اذا لم يكن مستعدا في كل لحظة للانتخابات التي تفرض عليه الاحتكاك المباشر بالمواطن العادي ومعرفة تطلعاته. هل الانتخابات موسم يأتي كلّ اربع او خمس سنوات تستفيق فيه الاحزاب على جمهورها فجأة وتنسى بعد ذلك البرامج السياسية والاقتصادية والاجتماعية التي طرحتها؟...
ثمة نقطة ثانية مهمة في خطاب العاهل المغربي وهي تكشف ايضا وجود استمرارية في التعاطي السياسي مع الداخل والخارج في الوقت ذاته. تتعلّق هذه النقطة بالجزائر. فعلى الرغم من كل التصرفات الجزائرية التي لا تستهدف سوى الاساءة الى المغرب، حتى لو كان ذلك يضرّ بالجزائر نفسها، لم يتردد محمد السادس في الدعوة الى فتح صفحة جديدة بين البلدين انطلاقا من اعادة فتح الحدود بينهما، وهي حدود مغلقة منذ العام 1994. مثل هذه الصفحة يفرضها الواقع والعلاقات التاريخية بين البلدين والشعبين. اوليست التهمة التي يسوقها المنتقدون للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة في الداخل الجزائري انه "مغربي"؟ عمليا هذه ليست تهمة بل وسام على صدر الرئيس الجزائري الذي ترعرع في المغرب وناضل ضد الاستعمار انطلاقا من الاراضي المغربية، من مدينة وجده تحديدا. وجده التي تقع قرب الحدود المغربية من الجزائر!
ولكن بعيدا عن الاشخاص، وعن العقد، بما في ذلك عقدة المغرب التي يعاني منها جزائريون كثر، ثمة حاجة الى تجاوز الماضي بكل تعقيداته، بما في ذلك استخدام اداة مثل جبهة "بوليساريو" لشن حرب استنزاف على المغرب. مثل هذه الادوات لا تفيد لا الجزائريين ولا المغاربة بمقدار ما انها تعكس قصر نظر من جهة ورغبة في البقاء في اسر الشعارات الفارغة من جهة اخرى...في النهاية، هل يمكن شن حرب على الارهاب من دون تعاون اقليمي واسع؟ ام ان الارهاب آفة تستوجب حربا عليها عندما تكون في الداخل الجزائري وتصبح ظاهرة مرحب بها عندما يتعلق الامر بدول الجوار الجزائري!
في حال كان مطلوبا اختصار الخطاب الاخير لمحمد السادس بكلمتين، فالكلمتان هما الاستمرارية والمتابعة. الكلام عن الاصلاح سهل والتنظير للاصلاحات اسهل. الأمثلة على ذلك في العالم العربي أكثر من أن تحصى. الصعب هو المتابعة والتأكد من الامر لا يتعلق بتمرير مرحلة بمقدار ما انه مرتبط بحماية شعب ينتمي الى ثقافة الحياة ويطمح الى ان يكون على تماس مع كل ما هو حضاري في العالم من دون عقد...

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
موضوعي
طارق -

مقال موضوعي لانه يستند الى وقائع، على رغم ان هناك بين مؤيدي النظام الجزتئري من سيعتبره منحازا. السبب ان هؤلاء لا يريدون الاّ الهرب من الحقيقة.

موضوعي
طارق -

مقال موضوعي لانه يستند الى وقائع، على رغم ان هناك بين مؤيدي النظام الجزتئري من سيعتبره منحازا. السبب ان هؤلاء لا يريدون الاّ الهرب من الحقيقة.

تعرية نظام الجزائر
علي -

شكرا على تعريتك النظام الجزائري ودوره في المنطقة وضد كل ما هو ايجابي

تعرية نظام الجزائر
علي -

شكرا على تعريتك النظام الجزائري ودوره في المنطقة وضد كل ما هو ايجابي

..............................
أدهم الجزائري -

مادخلك أنت في أمور تخص العلاقات الجزائرية المغربية؟!..وماهي التصرفات الجزائرية التي تستهدف الإساءة للمغرب كما تزعم؟! وماهي الأشياء التي تضر بالجزائر حسب رأيك؟!..ولماذا كل هذا المدح والإطراء لمحمد السادس وكأن رعيته تعيش في الجنة؟..أيها الكاتب اللبناني الليبيرالجي الذي يكرس قلمه لمهاجمة الثالوث: الإسلاميين والمقاومة والجزائر..هل نسيت نفسك؟.. أنت تتكلم على دولة بحجم وتاريخ الجزائر وليست أي دولة أخرى..لم أفهم لماذا بعض الكتاب العرب وبالأخص اللبنانيين يبيعون ذمتهم لنظام المخزن الذي مازال يعيش في زمن القرون الوسطى؟!! مثل خيرالله خيرالله وهويدا مروة؟..

..............................
أدهم الجزائري -

مادخلك أنت في أمور تخص العلاقات الجزائرية المغربية؟!..وماهي التصرفات الجزائرية التي تستهدف الإساءة للمغرب كما تزعم؟! وماهي الأشياء التي تضر بالجزائر حسب رأيك؟!..ولماذا كل هذا المدح والإطراء لمحمد السادس وكأن رعيته تعيش في الجنة؟..أيها الكاتب اللبناني الليبيرالجي الذي يكرس قلمه لمهاجمة الثالوث: الإسلاميين والمقاومة والجزائر..هل نسيت نفسك؟.. أنت تتكلم على دولة بحجم وتاريخ الجزائر وليست أي دولة أخرى..لم أفهم لماذا بعض الكتاب العرب وبالأخص اللبنانيين يبيعون ذمتهم لنظام المخزن الذي مازال يعيش في زمن القرون الوسطى؟!! مثل خيرالله خيرالله وهويدا مروة؟..

ولي القاصر؟؟
عزيزة -

لماذا على الملك أن يذكر الأحزاب بواجباتها؟ هل الأحزاب قاصر؟ وإن كانت كذلك ما الذي يمنعها أن تبلغ سن الرشد؟

ولي القاصر؟؟
عزيزة -

لماذا على الملك أن يذكر الأحزاب بواجباتها؟ هل الأحزاب قاصر؟ وإن كانت كذلك ما الذي يمنعها أن تبلغ سن الرشد؟

ثرثرة أدهم الجزائري
قناص المرتزقة -

إن الدي يعيش في القرون الوسطى هو من دبح وقتل ربع مليون مواطن بشكل عبثي ولايزال يتحكم في البلاد والعباد ويحشر أنفه في الأمور الداخلية لجيرانه بدءا بتونس وليبيا أما المغرب فيعلم العالم أن حكام القرون الوسطى هم من خلق شعب الله عفوا الصحراء المختار بعناية من فلاشا بشار وتندوف ومالي وموريطانيا والتشاد ومهاجري الساحل والصحراء ...هده هي عقلية حكام القرون الوسطى ياعزيزي ..أما ملك المغرب فهو يسير بالبلد نحو الديموقراطية وهوعلى الأقل بادر إلى الفعل عكس حكام القرون الوسطى الدين يرتعشون الآن بعد سقوط حليفهم زنكة زنكة وهم الآن يحاولون جهد الإمكان إنقاده بأي شكل من الأشكال ولو إقتضى الأمر مساعدة المجرم معمر بالبطاطا على قتل نفس العدد الدي قتله حكام القرون الوسطى وهو ربع مليون ليبي ...وهدا لن يحصل مادام هروب زنكة زنكة أصبح مسألة وقت ليس إلا ..أما حساب حكام القرون الوسطى الدين سجلوا نفط وغاز الجزائر بأسماءهم وأسماء أبناءهم وأقاربهم ..أقول إن حساب هؤلاء مع الله قبل أحرار الشعب الجزائري فقريب بإدن الله أما حديثك عن الكاتب بهده اللغة فهو مردود لسبب بسيط وهو أن حكام القرون الوسطى في الجزائر قد إشتروا دمم دول فقيرة بالملايير من الدولارات مند 1976 قصد التشويش على إسترجاع المغرب لصحراءه لكنهم فشلوا فشلا دريعا وهاهم يقتربون من تريليون دولار {مايقارب 700مليار دولار} كخسارة حول قضية مفتعلة ولم يحققوا لما يسمونه شعب الله عفوا الصحراء المختار بعناية فائقة وغبية أي شيء سوى السراب حتى أضحى صوت المحتجزين يردد : إنتظرنا جزائريا واحدا يسحب الخنجر من رقبتنا ..إنتظرنا خالدا أو توفيقا أوبوتفليقا أوعنتره ...فأكلنا ثرثره

ثرثرة أدهم الجزائري
قناص المرتزقة -

إن الدي يعيش في القرون الوسطى هو من دبح وقتل ربع مليون مواطن بشكل عبثي ولايزال يتحكم في البلاد والعباد ويحشر أنفه في الأمور الداخلية لجيرانه بدءا بتونس وليبيا أما المغرب فيعلم العالم أن حكام القرون الوسطى هم من خلق شعب الله عفوا الصحراء المختار بعناية من فلاشا بشار وتندوف ومالي وموريطانيا والتشاد ومهاجري الساحل والصحراء ...هده هي عقلية حكام القرون الوسطى ياعزيزي ..أما ملك المغرب فهو يسير بالبلد نحو الديموقراطية وهوعلى الأقل بادر إلى الفعل عكس حكام القرون الوسطى الدين يرتعشون الآن بعد سقوط حليفهم زنكة زنكة وهم الآن يحاولون جهد الإمكان إنقاده بأي شكل من الأشكال ولو إقتضى الأمر مساعدة المجرم معمر بالبطاطا على قتل نفس العدد الدي قتله حكام القرون الوسطى وهو ربع مليون ليبي ...وهدا لن يحصل مادام هروب زنكة زنكة أصبح مسألة وقت ليس إلا ..أما حساب حكام القرون الوسطى الدين سجلوا نفط وغاز الجزائر بأسماءهم وأسماء أبناءهم وأقاربهم ..أقول إن حساب هؤلاء مع الله قبل أحرار الشعب الجزائري فقريب بإدن الله أما حديثك عن الكاتب بهده اللغة فهو مردود لسبب بسيط وهو أن حكام القرون الوسطى في الجزائر قد إشتروا دمم دول فقيرة بالملايير من الدولارات مند 1976 قصد التشويش على إسترجاع المغرب لصحراءه لكنهم فشلوا فشلا دريعا وهاهم يقتربون من تريليون دولار {مايقارب 700مليار دولار} كخسارة حول قضية مفتعلة ولم يحققوا لما يسمونه شعب الله عفوا الصحراء المختار بعناية فائقة وغبية أي شيء سوى السراب حتى أضحى صوت المحتجزين يردد : إنتظرنا جزائريا واحدا يسحب الخنجر من رقبتنا ..إنتظرنا خالدا أو توفيقا أوبوتفليقا أوعنتره ...فأكلنا ثرثره