فضاء الرأي

هل هو اليأس، يا عبد القادر؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

الصديق عبد القادر الجنابي، وهو العراقي الذي يعيش في الغربة منذ عقود ولأسباب تتعلّق بنظام بلده الآفل والتي لا تخفى على كلّ من يمتلك ذرّة من بصر أو بصيرة، مشغول كما نحن مشغولون جميعًا بهاجس الحال التي آلت إليه أوضاع هذه البقعة من الأرض التي سكنتها العرب منذ قرون طويلة.

وعلى الرّغم من الأمل الذي ينتاب الفرد بين فينة وأخرى لهبوب البشر من أبناء جلدتنا العرب ضدّ الظّلم والاستبداد في هذه الأصقاع العربيّة، إلاّ أنّ هذا البصيص من الأمل سرعان ما يخبو أو يكاد يخبو لما يصل الأسماع من كلام ينمّ عن دفائن خبيثة، طائفيّة دينيّة وعرقيّة، هنا وهناك.

لقد نشر الجنابي مؤخّرًا مقالة في ldquo;إيلافrdquo; بعنوان ldquo;حصاد علوي واستفزازات أخرىrdquo;، وسكب فيها مقولات تنمّ عن حالة من اليأس. لقد استثارتني المقالة لأنّنا جميعًا، أو على الأقلّ لأنّ كثيرين منّا، يشعرون بهكذا حالات بين فينة وأخرى. وكيف لا يشعر المرء بالاكتئاب واليأس وهو يرى هذه المجازر التي تنفّذها الأنظمة مرّة والمليشيات مرّة أخرى بحقّ النّاس البسطاء في هذا القطر العربي أو ذاك؟

يبدو أن الصديق الجنابي قد بلغ به اليأس مبلغًا لا يُستهان به، من أحوال وطنه من جهة أولى ومن أحوال هذه الأمّة من جهة أخرى. ولكن، وبقدر مبلغ هذا اليأس الذي تنضح منه المقالة التي نشرها في إيلاف، كذا هو عمق الصّدق الذي تنضح به مقالته. فقط الجهلة من القرّاء سيظنّون أنّه يدعو إلى حرب طائفيّة، وإلى سفك الدماء مثلما قد تُفَسّر كلماته حرفيًّا. وفقط الجهلة سيسارعون إلى اتّهامه بالدعوة لمثل هكذا وضع وهكذا حال.

إنّه يكتب كلّ هذا الكلام لأنّه يرى ما يجري على الساحة. والحقيقة المرّة التي يجب أن تُقال علانية وعلى رؤوس الأشهاد هي أنّ الواقع العربي ومنذ قديم الزّمان دائمًا كان، وهو لا يزال حتّى هذا الأوان مشروعًا قبليًّا طائفيًّا ملتهبًا خافيًا تحت الرّماد ينتظر فرصة هبوب ريح ليظهر على السطح ويأكل الأخضر واليابس.

ولهذا السبب، لا يمكن أن ينبع هذا الكلام الذي يدوّنه الجنابي في مقالته إلاّ من يأس آخر. إنّه rdquo;يأس شعريّ عنيفldquo; من حال هذه المجموعات البشريّة التي درجت طوال قرون أن تُظهر الخير شعارًا في العلن بينما هي تبطن الشرّ في السرّاء، وفيما بطن. إنّ ما يجري على الساحة العربيّة في هذا الأوان هو خير مثال على هذه الحال النفسيّة، على هذا الفصام. أنظروا إلى ما يجري في الشّام فلكم في بلاد الشّام أسوة سيّئة.

نعم، يجب أن نقول الحقيقة مهما كانت مرّة. لقد سئمنا الشعارات التي أضحت، وطوال قرون طويلة، بمثابة كواتم عقول في رؤوس العرب. إنّ دعوة الجنابي هي دعوة للمصارحة. إنّها دعوة لقول الحقيقة المرّة لتظهر تحت ضوء الشّمس بغية المصالحة مع النّفس.

والعقل وليّ التوفيق!
*
موقع الكاتب: ldquo;من جهة أخرىrdquo;
http://salmaghari.blogspot.com


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
نعم
د. بسام -

تستحق الشكر لهذا المقال، وبالفعل فقد كانت بعض التعليقات على مقال عبد القادر تسير في إتجاه سوء فهم مقاله، ومقالك متمم لمقاله.

نعم
د. بسام -

تستحق الشكر لهذا المقال، وبالفعل فقد كانت بعض التعليقات على مقال عبد القادر تسير في إتجاه سوء فهم مقاله، ومقالك متمم لمقاله.

حبوب الشعارات
سوري وطني -

ان اجرام و سرقات من يحكم سوريا اوصل شعبنا لحالة ياس من هذا اللانظام حتى اصبح الكثيرين مقتنعين ان لا شئ يخسرونه و حبوب التخدير من شعارات المقاومة و الممانعة ماهي الا للتغطية عن العمالة فالاجواء انتهكت عشرات المرات و لم يتصدى لها البطل صاحب اسطورة الصمود و التصدي!!!!!!!!! اما الاصلاح الذي سمعنا عنه كثيرا 11عاما فهو حبة مخدر لاسكات المتذمرين و الايهام ان القيادة تريده و لكنه مؤجل بسبب الضغوط و المؤامرة الخارجية!!!!!!!!! و هكذا تدور الايام و السنين و المتنفذين من الاقارب و المقربين يزدادون سلطة و مالا [[لا تؤثر بهم لا الضغوط و لا المؤامرة ]]و يزداد قمع و تفقير السوري!!!!!!!

حبوب الشعارات
سوري وطني -

ان اجرام و سرقات من يحكم سوريا اوصل شعبنا لحالة ياس من هذا اللانظام حتى اصبح الكثيرين مقتنعين ان لا شئ يخسرونه و حبوب التخدير من شعارات المقاومة و الممانعة ماهي الا للتغطية عن العمالة فالاجواء انتهكت عشرات المرات و لم يتصدى لها البطل صاحب اسطورة الصمود و التصدي!!!!!!!!! اما الاصلاح الذي سمعنا عنه كثيرا 11عاما فهو حبة مخدر لاسكات المتذمرين و الايهام ان القيادة تريده و لكنه مؤجل بسبب الضغوط و المؤامرة الخارجية!!!!!!!!! و هكذا تدور الايام و السنين و المتنفذين من الاقارب و المقربين يزدادون سلطة و مالا [[لا تؤثر بهم لا الضغوط و لا المؤامرة ]]و يزداد قمع و تفقير السوري!!!!!!!

لايمكن تغيير الطبيعة
جعفر العزاوي -

القادة من السياسيين والعسكريين ورجال الدين يستخدمون العامة لأغراضهم لاستلام الحكم او التشبث به. والمعروف فى كل انحاء العالم ومنذ قديم الزمان أن الدين هو الذى يسيطر على العامة، وأقصد بالعامة هم الأناس الذين لا يملكون ثقافة عالية ونسبة كبيرة منهم جهلة واميون ، ويلى الدين القومية مثل التى استعملها هتلر وفشل واستعملها جمال عبد الناصر وفشل، وتسبب الاثنان واخاصة الأول فى مذابح بشرية كبيرة. ولكن فشل الدينيين (ومنهم الطائفيين) والقوميين لن يكون دائميا بل سيدوم بدوام الانسان فى الوجود، ويتسبب فى مزيد من الضحايا والدمار، وقد يقضى على الحياة غلى كوكب الأرض. هل هناك حلا؟ لا أظن ذلك فان الخلافات كما يتبين لى لا يمكن ان تزول، حتى ولو بقي من البشر زوج وزوجته فلابد من خلاف او خصام بينهما.

لايمكن تغيير الطبيعة
جعفر العزاوي -

القادة من السياسيين والعسكريين ورجال الدين يستخدمون العامة لأغراضهم لاستلام الحكم او التشبث به. والمعروف فى كل انحاء العالم ومنذ قديم الزمان أن الدين هو الذى يسيطر على العامة، وأقصد بالعامة هم الأناس الذين لا يملكون ثقافة عالية ونسبة كبيرة منهم جهلة واميون ، ويلى الدين القومية مثل التى استعملها هتلر وفشل واستعملها جمال عبد الناصر وفشل، وتسبب الاثنان واخاصة الأول فى مذابح بشرية كبيرة. ولكن فشل الدينيين (ومنهم الطائفيين) والقوميين لن يكون دائميا بل سيدوم بدوام الانسان فى الوجود، ويتسبب فى مزيد من الضحايا والدمار، وقد يقضى على الحياة غلى كوكب الأرض. هل هناك حلا؟ لا أظن ذلك فان الخلافات كما يتبين لى لا يمكن ان تزول، حتى ولو بقي من البشر زوج وزوجته فلابد من خلاف او خصام بينهما.

lolo
lolo -

ياعزيزي سلمان.الحكاية ليست حكاية ياس وخلافه انما هي استطابة العيش بالغرب وبيع وطنيات على المستريح وحسد من ادونيس. يتهمون ادونيس بالمراوغة حسنا لماذا لا تراوغون وتحصلون على ما حصل عليه ادونيس ان كان ق حصل على شيء.

إلى رقم 4
يسرى جديد -

يا لولو، مثل أدونيس كمثل المطرب الدخيل على الغناء وعلى الذوق العام جورج وسوف، وما حصل عليه من مال يفوق خيالك، وهو يركع ويقبل حذاء رامي مخلوف في حفلات المجون التي يقوم بها مع هذه العائلة التي يدافع عنها أدونيس وهي موجودة على اليوتيوب. وهل أصبح التملق والمراوغة والإنتماء الطائفي مجالات نفخر بها ونحسد بعضنا على مكاسبها؟ لا ثم لا/ سنبقى على قيم الإنسانية العليا رغماً عمن سيطروا على هذا الزمن!

لولو بلولو
bassam -

يا رقم 4.. الحملة على ادونيس، بسبب موقفه المريب والمتواطيء مع آل أسد النازيين، شملت الكثير من الأدباء والكتاب والصحافيين سوريين وعربا؛ وبالتالي، فالحديث عن حسد الجنابي من شاعرك الدجال، ليس له معنى ولا أساس.أصلاً، هذه الحملة هي التي دفعت ادونيس لمحاولة الظهور بمظهر المدافع عن حماه وغيرها من المدن السورية المستباحة: فيوم أمس، نشر في صحيفة السفير مقالا بعنوان ( الاختيار والقرار )، وفيه يدين ادونيس بشدة زج الجيش ضد المواطنين ويطالب السلطات بتعديل المادة الثامنة من الدستور. أي أن ادونيس ما زال يتلاعب بالعواطف وبالكلمات ولا يريد ان يقول بجرأة ان هذا النظام غير شرعي من أساسه لا هو ولا حزب البعث النازي؟؟ هذه هي حقيقةادونيس، الدجال الوصولي، والتي تحيينه أنت على براعته في الكسب والشهرة بهذه الاخلاقية المنحطة غير الجديرة بالانسان الأميّ، فما بالك بمن يدعي أنه شاعر عالمي ـ كذا؟؟ تحية

مرحلة ما بعد الديكتا
ومضان عيسى -

أخي سلمان ، المخاض عسير ، فمرحلة الديكتاتورية كانت طويلة وشوهت كل شيء ، فالمخاض عسير ، واولها لن يكون الا جنين مشوه ، ولكن السنين القادمة ستعدل المسار ، هناك أمل .