أصداء

الثورة السورية والتمثيل السياسي

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بعد صدور بيان مجلس التعاون الخليجي الذي يعتبر أول صوت رسمي عربي خاصة بعد موقف الشعب الكويتي الذي حاول أن يطرد سفير آل الأسد من الكويت، يطالب بوقف العنف، خرج وليد المعلم وزير خارجية آل الأسد، بلقاءه مع سفراء الدول الموجودين في دمشق، ليقول للعالم" أن المعارضة هي من تتحمل المسؤولية لأنها لا تريد الحوار" أولا أول مرة في تاريخ هذه العصابة تقول أن المعارضة تريد كذا ولا تريد كذا، إنه موقف فرضه شباب الانتفاضة بدمهم، وهذا اعتراف من السيد المعلم، أن هنالك طرف آخر في البلاد، وهذا الطرف الذي نكلوا به على قدر ما يستطيعون سبيلا.

المعلم يدرك أنه في هذه الظروف قد تحول، إلى وظيفة جديدة فقط وهي التغطية على الجريمة التي يقوم بها اسياده بحق شعبنا، والاعتماد على ذكاءه وخبرته في تسويف العالم الخارجي وتضليله، من خلال دور الحمامة الذي لا يليق بالسيد المعلم، لسبب بسيط جدا، وهو أنه لايمكن أن يدخل ضمن تصنيف الحمائم والصقور، ولأنه خارج الحلقة التي تقوم بتقرير نوع المجازر وتخطط لما بعد هذه المجازر. وهنا لا اتحدث عن وليد المعلم بصفته الشخصية، وليس من أجل التعرض للرجل، بل لكي نقول" أن هذه العصابة الغت كل دور خارج حلقتها الضيقة بما هي حلقة عائلية تحديدا. وإذا أراد المعلم معرفة موقف المعارضة من الحوار أو خلافه، لماذا لا يذهب إلى السجن ويقابل المعارض السوري جورج صبرا أو نذير الصيفي أو المناضل نجاتي طيارة؟ ليذهب للسجن ويرى موقفهم، فعن أي معارضة يتحدث المعلم إذن؟

الغرب يعرف ماذا يقول المعلم، والعالم كله أيضا، وعندما يريد الغرب تصوير الأمر أنه صدقه يفعل ذلك ببساطة، ودون أن يرف له جفن، لكن كل دول العالم باتت تعرف ماذا يجري في سورية على أرض الواقع، وتعرف أنها ثورة من أجل الحرية وإقامة نظام ديمقراطي، هل هذه القضية التي تعبر عنها ثورتنا، بحاجة فعلا لطرح قضية التمثيل السياسي وبالتالي قضية البديل عن هذه العصابة؟

إن المتتبع لهذه القضية المثارة من قبل الإعلام الغربي ومن قبل كل إعلام مناصر لهذه العصابة، وكل صوت يريد حرف الانظار عن واقع الجريمة وأن هذه العصابة، لا يمكن لها أن تستمر في السيطرة المافيوزية على مصير السوريين، لكن الرأي العام يريد تبريرا لهذا الصمت وهذا التواطؤ الدولي مع هذه العصابة، فتطرح قضية البديل، قبل أن يحصل ما يحصل في ليبيا، وقبل أن يأخذ الغرب قرارا بالتدخل العسكري بالطبع، كانت نفس النغمة تواجه المعارضة الليبية في الخارج، أين البديل عن القذافي!؟ نفس السؤال، وهذا ما عبر عنه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، وأكثر من مسؤول غربي أنهم لا يرون البديل عن القذافي لهذا هم يتعاملون معه. رغم أنه لم يضف إلى المجلس الانتقالي الليبي الذي تشكل بعد بدء الثورة الليبية من خارج نفس المعارضة القديمة، سوى تلقيح هذا المجلس بأشخاص انشقوا عن نظام القذافي. ولم تعد هنالك مشكلة بديل، ولم تعد هنالك مشكلة تمثيل سياسي للمعارضة الليبية.إن المعارضة السورية بكل تنوعها، انتجت تمثيلات سياسية متعددة ولكن من يقرأ بيانات هذه التمثيلات ومؤتمراتها، لا يجد فارقا في الخطاب:

سلمية الثورة ولا طائفيتها ولا عنفيتها ولا للتدخل العسكري الخارجي،ومطلبها واحد هو إزالة نظام الاستبداد والانتقال إلى دولة ديمقراطية كبقية دول العالم، أليست هذه كلها اطروحات لجان التنسيق المحلية واتحاد التنسيقيات وإعلان دمشق، مؤتمر انطاليا ومؤتمر السميراميس الأول ومؤتمر بروكسل ومؤتمر الانقاذ السوري في استنبول، الا تعتبر هذه جميعا تمثيلا حقيقيا بالمعنى السياسي، ونواة واضحة المعالم لبديل سياسي متنوع وثري، وتحسم الأمور بين هذه التيارات صناديق الاقتراع، لهذا التمثيل السياسي للمطلب الديمقراطي للشباب السوري المنتفض موجود وموجود بكثرة، لكن ما هو غير موجود في الواقع، هو أن إسرائيل لم تتخلى بعد نظام العصابة الأسدية ومعها هذا العالم...هذا الأمر ببساطة، وعندما تتخلى إسرائيل عن هذه العصابة، سيرفع الغرب والروس الغطاء نهائيا عن العصابة الحاكمة. هنا جوهر القضية.

وفي النهاية الغرب أكثر من يدرك عندما يدعم نظام ديمقراطي أنه إنما يدعم التنوع ولا يدعم بديلا شخصيا أو مؤسسيا حزبيا واحدا حتى، فهو يدعم كل التيارت التي تتبنى الدولة الديمقراطية، ولكن المساحة الميتة من الضمير الغربي تجاه سورية تجعلهم يهللون ويطبلون بمشكلة أن هنالك أزمة بديل.، وفي هذه القضية أود الإشارة إلى الموقف البرازيلي الذي ساوى بين الجلاد والضحية، ورفض قرار إدانة واضح ضد النظام، يتساءل بعضنا عن سبب هذا الموقف؟ الجواب ببساطة يعود للوبيات المسيحية من الاصول اللبنانية والسورية القوية في البرازيل والتي تقف مع هذه العصابة.
لهذا أمراض المعارضة السورية لا تختلف كثيرا عن أمراض أية معارضة أخرى في العالم، ولهذا يجب ألا تترك هذه المعارضة للغرب وغيره أن يجرها إلى ساحة انشغال الغرب نفسه يعرف أنها فقط مجرد تبرير لا أكثر ولا أقل..كقضية الخوف من حرب أهلية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تصحيح لمعلومة
عمار تميم -

أستاذنا العزيز بيان دول مجلس التعاون صدر بعد حديث كلينتون أنها ستستعين بأوربا وأصدقائها العرب لممارسة الضغط على سوريا وليس بعد صدور القرار الأممي الذي تعرف أنه مجرد ديكور سياسي فقط ، أعطنى نموذجاً ديمقراطياً دعمه الغرب في الحياة السياسية العربية لايوجد رأينا نموذج الجزائر حينما فازت جبهة الإنقاذ بالإنتخابات تم تدميرها بالكامل بعلم وتغطية غربية وكذلك الأمر بالنسبة لفوز حماس في انتخابات الأرض المحتلة ، أما الحديث عن رؤية موحدة للمعارضة السورية ففيه كثير من المغالاة لأن البعض منها سلح واستخدم المسلحين ضد الجيش والنظام والأهالي (الأخوان) الواهنون الآخرون ينتظرون ويتشاجرون على مناصب وتقسيم الكعكة (المالح ومن لف حوله) ، أما الحديث الدائم عن مصلحة إسرائيل في بقاء النظام فحبذا أستاذنا لو قرأت في أماكن أخرى من هذا الموقع وجهة نظر أخرى إسرائيلية مخالفة لرأيك لأن المشروع القادم وفق وجهة النظر الإسرائيلية هو صراح مذهبي طائفي رأس حربته الأخوان المسلمون ويدخل في عضويته المعارضات الرئيسة الأخرى المنادية بالتطبيع العلني ، أستاذي العزيز ما يجري على الساحة العربية بشكل مطلق هو مسرحية كبيرة اللاعبون الأساسيون فيها معروفون لك ولكل متابع ، أما بقيتهم فهم مجرد كومبارس أو كما يطلق عليهم مسرحياً (مسرح جانبي) أدوات تنفذ وتذر الرماد في العيون ، حل المشكلة في سوريا وطني خالص بين النظام والمعارضة والحساب لابد أن يكون مكشوفاً على طاولة الحوار وتقديم مصلحة الوطن عن أية مصالح أخرى ، الغرب إن أفاد اليوم بعض المعارضين ففي المستقبل سيبيعهم بأرخص الأثمان لأنه يبحث عن مصالحه وطالما أنه يوجد البعض ممن يرضون بذلك فعليهم قبل البدء أن يعرفوا أن ما سيقدمونه سيكون مكلفاً للوطن والشعب بمجمله والنظام بإمكانه تقديمه لو رغب وحصل على تصفير عداد كما قال الرئيس اليمني ، كثيرون ساعدوا واستجدوا الغرب بدعوى إسقاط الدكتاتورية وعندما نجحوا دفعوا أثماناً غالية لذلك فالرهان على المعارضة الوطنية الخالصة في استقراء الأحداث وتقديم الحوار الداخلي على أي نشاطات خارجية ممولة أو بجهود شخصية لأنه في المحصلة الوطن الذي سيجمع الكل تحت سقف واحد فيه الحريات والديمقراطية المنشودة ، شكراً لك أستاذنا العزيز .

عجائب اللانظام
سوري وطني -

هل تعلم ان الكثير من المعارضين طلب النظام محاورتهم وجدو انفسهم في السجن!!!!!!!!!!!!! اذكر كمثال فايز ساره دعته بثينة ثعبان للحوار اخذته المخابرات و عندما سمع ميشيل كيلو باعتقال ساره جهز نفسه للاعتقال لانه كان معزوم على الحوار!!!!!!!!!!!!

أين المعارضةالموحدة
أبو محمد الكردي -

لنفرض أن الغرب سيفعل مثلما الأكثرية في المعارضة تريد من عقوبات و ضغط سياسي أو ما شابه هل تعتقد بأن ذالك سيُسقط النظام المدعوم من إيران و روسيا و الصين و ربما بالخفاء من دولٍ عربية ؟ الأرجح أنه لن يسقط و لن يخضع للقرارت الدولية لذا سيحتاج ذالك لتدخل عسكري طبعاً غربي لتطبيق القرارت, إذاً لا فائدة من التسول لدى الدول الغرب من أجل قرارات لن تحل المشكلة جذريا و يزيل النظام إنما في أحسن الأحوال سوف يلجأ النظام إلى وقف العمليات الحربية مؤقتاً و يقوم ببعض الإصلاحات الشكلية و يرمي الكرة آنذاك في ملعب المعارضة ؟؟؟ ثانياً لا نسمع صوتاً لمعارضة موحدة كما تقول, من يمثل ماذا ؟ هل هناك مجلس موحد للمعارضة له رئيس أو هئية قيادية ؟ أين وفود المعارضة الموحدة التي تجوب الدول المهمة في العالم لدعم قضيتنا ؟ لا أظن تفسيرك صحيحاً فيما يتعلق بإسرائيل و حتى إن كان كذالك كونوا إذاً أذكى منها و تماشوا مع الواقع الموجود المرير بما يناسب أهداف الثورة, فكروا بعقلية القرن الواحد و العشرون, فكروا فقط بمصلحة الشعب السوري لا غير, ٢١ دولة عربية لم تخاطر بمصالحها من أجل الشعب السوري و حتى إيران و حزب الله لم يبيعوا مصالحهم من أجل السوريين لذا لا تلوم إسرائيل فالعيب ليس فيها يا عزيزي الكاتب.

حقيقة العلويين
أنيسة مخلوف كاكا -

خارج عن الموضوع

خاطبوا الغرب بلغته
ميادة من حلب -

عزيزي الكاتب. لتخاطب الثورة السورية الغرب باللغة الجميلة التي يقدرونها والتي من الممكن تماما ان تعطي مفعولا سحريا بتجييش الدعم الكبير من الحكومات الغربية ضد نظام العصابة في دمشق. شكلوا وفدا نصفه على الاقل من النساء من كل الطوائف سمر يزبك مثلا ورزان زيتونة ومي سكاف ومرح البقاعي وبهية مارديني. الرجال من الوفد ايضا خليط من كل الطوائف والاعراق في سورية وليكونوا شبابا بدون لحى، دعوكم من العجائز والملتحين. الغرب يخاف من صعود الاسلاميين في هذه الثورة وقمع المرأة والاقليات فارسلوا له بمن يخاطبه على قد عقله.

ابو ذر يسأل
ابو ذر -

ماهو الفرق بين حراك ليبيا وحراك سوريا في سوريا تكلفة الشهيد 1000 ليرة سورية بينما تكلفة الشهيد في ليبيا 1000000 يورو بفضل الجامعة العربية هل تسعى المعارضة لرفع تكلفة الشهيد في سوريا هذا مالمسناه في الحراك العربي الاخير بناء على مطالب دول تعاني انهيارا في اقتصادهارحم الله امرء عرف قدر نفسه وهكذا يحاول ابو ذر وتذكرة للكاتب الاحصائية في ازدياد ولكم الفضل

ابو ذر يسأل
ابو ذر -

خليكم باحلامكم ولا تنسوا تترحموا على الشهداء والله لا يبليكم ويحفظ لكم اولادكم