فضاء الرأي

الترويع الأمريكي من الفزاعة الإخوانية في مصر

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

حتى لا يقال: إن الكاتب كادر من كوادر الإخوان المسلمين في مصر أو أحد فروعها التنظيمية في العالم العربي، فإني أوضح بداية أنني لم ولن أنتمي إلى أي فرع سياسي أو تنظيمي لأي حركة سياسية، إسلامية أو غير إسلامية، مع احترامي الشديد لجميع منتسبيها، انطلاقاً من من قناعتي الراسخة أن الانتماء الحزبي أو الفصائلي أو السياسي يحجّم من حرية قلمي ومساحة قناعاتي ومبادئي، وقدرتي على النقد واجتراح المواقف المنحازة إلى مصالح الأمة لا إلى فئة من منها.
ما يدفعني إلى دفع ثمن هذا الإعلان الصريح مقاربتي التالية مما يحدث من حراكات في العالم العربي، فالنخب السياسية والثقافية العربية تعلم يقيناً مدى جنايتها على التيار الإسلامي بوصفه أحد مكونات المشهد الثقافي والسياسي في العالم العربي، ويحظى بشعبية جارفة على المستوى الشعبي (وربما كانت شعبيته من جنت عليه)، فمعظم التيارات الثقافية والسياسية نالت حظها بدرجات متفاوتة من الحكم والوصول إلى السلطة وتطبيق مشروعها الفكري والسياسي، وإلزام الناس، في كثير من الأحيان، به. لكن النموذج الإسلامي في العالم العربي لم يتمكن من الحصول على فرصة موازية أو مناسبة، باستثناء ما حصل مع حركة حماس وحصارها في غزة، وتجربة الإسلاميين القصيرة في السودان.
بالمقابل، لدينا في العالم الإسلامي الأرحب تجارب لحركات وتيارات إسلامية نجحت في الوصول إلى الحكم وتطبيق شيء من برنامجها السياسي قبل أن يجهض، والنموذجان الأكثر حضوراً هما النموذج الطالباني في أفغانستان، والنموذج التركي. النموذج الطالباني لم يكن جذاباً أو مغرياً بطبيعة الحال، ولعل الرغبة الغربية في تشويه صورة الإسلاميين من خلال تسليط الضوء على ممارسات الحركة الأكثر تشدداً إسلامياً ثم شن حرب بالتحالف مع بقية دول الناتو على نظام طالبان، أسهم في تهشيم صورة النموذج. أما النموذج التركي، فهو إلى الآن وعلى العكس من جميع المحاولات السابقة يكتسب شعبية ومشروعية من خلال استمداده للشرعية من صناديق الاقتراع، ومحاصرته للعسكر في ثكناتهم، وجذوره الإسلامية المحافظة غير الخافية على أحد.
في مصر، لا تزال جدلية العسكر والتيارات التي صعنت الثورة قائمة، ورغم تأخر جماعة الإخوان المسلمين عن اللحاق بركب الثائرين إلى ما قبل سقوط النظام بأيام معدودة، إلا أن شعبية التيار الإخواني رغم انكساراته وتشظيه إلى عدة أحزاب، تظل قائمة ومهيمنة على المشهد السياسي في مصر، الأمر الذي يسترعي انتباه واهتمام كل من المجلس العسكري والولايات المتحدة على حد سواء.
لكن الفزع الأمريكي من الاجتياح الإخواني المحتمل لصناديق الاقتراع المقبلة بحكم كونهم القوة الأكثر تنظيماً على مستوى الشارع لم يمنع مراكز صنع القرار من محاولة "إيهام" الرأي العام المصري بضعف حجمه وقوتهم الانتخابية. فعلى عكس ما يتداول فى وسائل الإعلام المصرية مؤخراً من أن جماعة الإخوان المسلمين مرشحة لحصد أغلبية الأصوات فى الانتخابات البرلمانية القادمة؛ أظهر استطلاع رأي أمريكي أن 27% فقط من المصريين يعتبرون فوز الجماعة بالأغلبية فى البرلمان القادم "شيء جيد" بالنسبة للتطور الديمقراطي فى مصر، بينما اعتبر 35% ممن شاركوا فى الاستطلاع أن فوز الإخوان أمر سلبي وسيئ"، فيما أبدى 17% فقط تأييدهم لحزب العدالة والحرية المنبثق عن الإخوان.
وقامت مؤسسة دوجلاس سوشن وثورة ستاتس بإجراء الاستطلاع لحساب مجلة نيوزويك، وقد شمل الاستطلاع على 1008 مواطن مصري تم اختيارهم بصورة عشوائية من 19 محافظة مصرية فى الفترة من 24 يونيو إلى 4 يوليو، وتناول الاستطلاع آراء المصريين فى مجموعة متنوعة من القضايا المتنوعة بدءاً من العلاقات مع "إسرائيل" وحتى اختيار الرئيس القادم للبلاد. وقد ذكر الاستطلاع أن حزب الحرية والعدالة الذراع السياسى لجماعة الإخوان المسلمين حصل على تأييد 17% فقط من المجموعة التى شملها الاستطلاع. كما ذكر الاستطلاع أن 11% من العينة أيدت حزب الوفد الليبرالي وكذلك الحزب الوطني، بينما حصل حزب "المصريين الأحرار" على 7% وحصلت باقى الأحزاب على 5% أو أقل.
وفيما يخص مرشحي الرئاسة، حصل عمرو موسى على أعلى نسبة تأييد حيث عبر 47% من العينة عن تصويتهم لصالحه، بينما حصل الدكتور محمد البرادعي على 17% وعبد المنعم أبو الفتوح على 16%. وفيما يخص علاقات مصر الخارجية، ذكر أقل من ربع العينة المستطلعة أن البلاد التي أبدت اهتماماً بالثورة المصرية وأحداثها كانت بالترتيب الولايات المتحدة ثم السعودية ثم تركيا ثم قطر ثم إيران. وأكد الاستطلاع زيادة العداء تجاه "إسرائيل"، حيث ذكر 70% من العينة أنهم يريدون تعديل أو إلغاء اتفاق كامب ديفيد.
البعض يرى أن ما يسميه "فقاعة الإخوان" سوف تتلاشى تدريجياً مع دخول مصر عصر الديمقراطية وتساقط الأقعنة السياسية، وتراجع تعاطف الناس مع محنة الجماعة عبر السنين، لكن الواقع والمنطق يؤيد أن الاتجاه الغالب يؤيد التيارالإسلامي حالياً، وأن صناديق الاقتراع سوف تفرز برلماناً ميهمناً عليه من قبلهم، وهو ما يخيف الجميع في مصر ودفع المجلس العسكري إلى بحث خطة إقرار مبادئ دستورية دون استفتاء لتقييد حجم النصر الإخواني المقبل، لكن الأهم أن يقتنع بقية النخب من التيارات السياسية الأخرى بحق التيار الإسلامي في العالم العربي في الحصول على فرصة كاملة وتقديم مشروعه للناس، دون أن يتم إجهاضه من الداخل أو الخارج، كما حدث مع النموذج السوداني الذي لم يكتب له أن يعمر طويلاً.

....كاتب وباحث

hichammunawar@gmail.com


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
إخوان الشيطان
خليل نومه -

إخوان الشياطين انهم اخطر وأخبث مما تتوقعون وهم وراء كل الحركات الاسلامية المتطرفة ان مشروعهم سيدمر المنطقة العربية وسيعيدها الى الوراء ميئات السنين وسيفجر توترات سياسية واجتماعية بين ابناء المجتمع الواحد ( والسودان وحماس مثالا) انهم راس حربة للهيمنة الإيرانية على المنطقة .

إخوان الشيطان
خليل نومه -

إخوان الشياطين انهم اخطر وأخبث مما تتوقعون وهم وراء كل الحركات الاسلامية المتطرفة ان مشروعهم سيدمر المنطقة العربية وسيعيدها الى الوراء ميئات السنين وسيفجر توترات سياسية واجتماعية بين ابناء المجتمع الواحد ( والسودان وحماس مثالا) انهم راس حربة للهيمنة الإيرانية على المنطقة .

tel la turqie
momo -

ce qui est important que le regime soit democratique(laique) que les freres musulmans ou autres reussissent c pas important si-''il savre nn convenable il serait change; ds les les elections suivantes

تفاهم ام فزاعة
علي البصري -

انشأ حزب الاحوان في الخمسينيات من القرن الماضي بمنحة انجليزية هذا ماشارت اليه دوائر المخابرات الانجليزية لمكافحة المد الشيوعي ثم لوضع العصي في دواليب الثورة المصرية الفتية(عبد الناصر)،وهناك نقاط ومصالح مشتركة مع الامريكان وتفاهمات ولاباس ان يصل الاخوان في مصر او حتى سورية للحكم فلا خطوط حمر عليهم لان مصالح امريكا مؤمنة ،وفي العراق تحكم الاحزاب الاسلامية دون اي حذر امريكي بل انها سلمتهم الحكم بعد غزو العراق ،فاطمئن اخي الكريم لا فزاعة ولابطيخ.

أصلا اسلامية
مكي منارة -

للاسف تتباكى على طالبان وهم لازالو يدمرون افغانستان ويقتلون الجميع في عملياتهم الانتحاريةوأكبر ضحياهم من الاطفال والنساء والمسنين..للاسف كلامك يخالف الصواب و بعيد عن الصدق..الاسلام..الذي يجب ان تدعو اليه في كتاباتك ان كنت مخلصا هو ان تتوجه الدول العربية الاسلامية الى الديموقراطية والى المدنية ..الناس بحاجة الى الديموقراطية والى الحرية وليس الى الاستبداد باسم الدين الناس بحاجة الى العمل والسكن والصحة وليس الى اللاهوت فهم يملكون منه الكثير

إخفاء الحقائق
بهاء -

أولا، التيارات الإسلامية تحظى بشعبية ليس بسبب برامجها السياسية والإقتصادية (معظمها بدون برنامج)، لكن بسبب استغلال اسم الدين والله في هذه الأحزاب، والعشب العربي شعب متدين عموما يجد صعوبة بتكذيب أو الشك بمن يدعي التدين!! ثانيا، هناك خدعة كبيرة يرددها الإسلاميين السياسيين على الناس، أنهم محاربون ومضهدون من قبل التيارات الأخرى!!! والغريب من هم الآخرين؟؟ طبعا لا نناقش النظام الديكتاتوري العربي فهذا ليس حزب سياسي أو نظرية سياسية... لنرى أن القنوات الإسلامية الصرفة تفوق 35 محطة فضائية عربية، عدا الجرائد والمجلات، عدا عن سيطرتهم على القنوات التي تدعي الحيادية، وخاصة قناة مسيطرة اعلاميا مثل الجزيرة التي أصبحت قناة اسلاموية منحازة منذ عدة سنوات... بينما أين هي القناة التلفزيونية العلمانية التي يجد فيها الفكر العلماني حريته دون حجر!!! إنها مجرد بضع برامج تلفزيونية متفرقة تستضيف احيانا بعض العلمانيين وتحت خطوط حمر للتعبير عن الرأي أمام السياسة والدين!!!! ثالثا، الكذبة الكبرى أن النظام الامريكي الذي يمثل النظام الامبريالي العالمي على عداء مع التيارات الإسلامية!!! ........ رابعا، لم يوضح حضرة الكاتب قصده حين مر على تجربة طالبان!!! هل فعلا يصدق أنهم نموذج إسلامي انهار فقط بسبب (الغرب الصهيوني الكافر!!!) أيعقل هذا الكلام!!! خامسا، حزب العدالة التركي لا يحمل سوى الاسم من الاسلام السياسي، ويتبع بسياساته الاقتصادية والسياسية الاسس العلمانية دون أي فقيه أو شيخ أو لحية... فحبذا تحري الدقة وشكرا لايلاف

عنزه ولوطارت
ناصر -

التعليقات من١الى ٥ وربما ما سيأتي لسان حالها يقول عنزه ولو طارت !

ولا ترويع ولا حاجة
ابو الرجالة -

ولا ترويع ولا يحزنون مقالتك ليست في محلها فان الاخوان هم اول حلفاء امريكا والامريكان يساعدوهم في سوريا والسودان والسعودية بلاش تعمية وضحك علي الناس الامريكان هم حلفاء الاخوان