السّوريون أرادوها سلمية فلماذا تُقحم القوة؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الشّعب السّوريّ حسم خياره، منذ أشهر، في "الإطاحة بالنّظام"، وارتضى تحمّل أكلاف التّصدّي للطاغوت. ولعلّه من النّافل التّذكير بأهمية، وأولوية، هذا المطلب، والدّم السّوري يُراق ويُستباح، بمنتهى الإفراط في الهمجية. رؤية سوريا حرّة ديمقراطية، مكنّسة من آل الأسد، مطلب يستحقّ كلّ التّضحية والفداء.
لكنّ سمو الهدف، الإطاحة بالنّظام، وجموح الرّغبة لنيله، يجب أن لا يدفع إلى شرعنة وسائل، ّقد تحقّقه، ولكنّها لا تتّفق ومصلحة السّوريين!. وعدم تحقيق المأمول من الإطاحة، وتضمين المرحلة التي تليها، قضية لا تقلّ خطورة عن فشل الانتفاضة، وسقوط هذا الهدف، أي إطاحة النّظام بالشّعب، وليس العكس.
فالسّقوط وإن كان هو الهدف الأوّل، الذي يتمّ السّعي إليه عملياً الآن، إلا أنّ هناك أهدافاً أخرى، معلنة وواضحة، تنادي بها حناجر المنتفضين، وهي دافعهم ومحرّكهم، وسبب ما هم فيه الآن، ولا بدّ أن يكون السّقوط ملبياً ومحقّقاً لها، وإلا فلن يكون للانتفاض معنىً، أو ما كان للانتفاضة أن تكون أصلاً.
السّوريّ أثبت، للعالم أجمع، أنّه بلغ حدود الجرأة القصوى، والعزيمة الأقوى، والسّلم الأعدل. مشاهد الجرائم المروّعة، التي نشاهدها يومياً، من التي يرتكبها جلاوزة و"شبّيحة" النّظام الأسدي، تُظهر أي صبرٍ، وأيّ إيمانٍ، يمتلكه الشّعب السّوري، المؤمن بالنّصر بأسلحته السّلمية، والرافض لأي إزاحة، أو إطاحة بالدكتاتورية، بغير الصّدور العارية!
الحرّية حقٌّ، وثمنها غالٍ، والحقوق لم تُمنح قطُّ عبر التّاريخ. السّوريون يعلمون بأنّ حرّيتهم، وانعتاقهم من ظلم آل الأسد، منوطة بدمائهم التي سيقدّمونها على مذبحها، وقد ارتضوا، بلا تردّد، ولم يتوانوا عن البذل والعطاء، بكلّ كرم وسخاء، مذ استُوجبت التّضحية. وهم متيقّنون من أنّهم سائرون إلى النّصر، بما هم عليه الآن، بقوّتهم، وتجلّدهم، لا بقوّة الغير، التي هم بغنىً عنها، والتي لن تُمنح إلا بأثمانٍ، وأكلافٍ، باهظة جدّاً.
دماءٌ كثيرة، عزيزة، زكيّة، أُريقت، منذ بدء الانتفاضة السّلمية. أين كان أصحاب الضّمائر الحيّة؟ كيف لمن لم يهُن عليه استباحة الدّم السّوري، أو من يدّعي عدم الهوان، أن يبقى صامتاً، خمسة أشهر، إزاء هول ما نراه؟ أليس هو اليقين بقرب النّصر الذي حرّك مشاعر أصحاب "النّخوة والشهامة"؟.
السّوريون اختاروا، بإرادتهم، وسائل انتفاضتهم، وأرادوها، منذ البداية، "سلمية سلمية". هم أصحابها الحقيقيون، ولهم الحقّ فيما اختاروا، ولهم الحقّ فيما يرفضون. هم يريدونه نصراً سورياً خالصاً، آتياً بتضحياتهم، لا بقوّة خارجية، رأوا من ويلات الاستعانة بها ما رأوا.
تجارب التاريخ، البعيد والقريب، كافية لتقدير حجم التّبعات المترتّبة على الاستعانة بالخارج لإحداث التّحوّلات الدّاخلية. وكثيراً ما يكون المُستعان به أشدّ وبالاً من المراد الإطاحة به. ولهذا، مشروعةٌ مخاوف السّوريين، أو البعض منهم، من احتمال تدخّل خارجي، عسكري، أقلّ ما يمكن أن ينجم عنه، هو تكرار السّيناريو الليبي.
ثمّ إن أيّ مساهمة خارجية، عسكرية، أيّاً كان مصدرها، في إسقاط النّظام الأسدي، سيعني بقاءها في سوريا عقب السّقوط. وهي لن تخرج، وما أسهل اختراع الذّرائع لإدامة البقاء، إلا إذا رتّبت الأمور، بما يخدم مصالحها هي، لا بما يحقّق ما انتفض من أجله الشّعب السّوري. ولهذا فهي ورغم ما قد تلعبه من دور في تحقيق هدف المنتفضين، الأكثر إلحاحاً، في هذه المرحلة تحديداً، فإنها ستكون كذلك السّبب في تعليق باقي الأهداف، والآمال، التي أُريقت من أجلها أنهار من الدّماء الزّكية الطّاهرة.
التعليقات
نعم للتدخل العسكري
أبو محمد الكردي -أنت تسأل أين أصحاب الضمائر الحية ؟ و أنا أسألك ما عسى الضمائر الحية أن تفعل لك غير التنديد و الإستنكار و قرارات لا تغير من واقع الإجرام البعثي في الوقت الذي لا تريد تدخلهم ؟؟؟ ثم من ذكر الإحتلال الذي لا يقوم به أحد عدا شخص مثل بوش في القرن الواحد و العشرين ؟ أتظن بأن أرواح الناس رخيصةً هكذا عند بقية الأمم مثلما هو الحال عندنا ؟ أتظن بأن أمريكا و أوربا مستعدون لأرسال جنودهم للموت لأجل سواد عيون السوريين ؟ أما بالنسبة لليبا فلم يحصل مجازر و إعتقالات و تعذيب مثلما حصل في سوريا و ذالك بفضل المقاومة المسلحة التي ردعت جنود القذافي و النصر الآن بات قريباً إن شاء الله. مقالك مليئٌ بالتناقض و نحن نريد حلا عسكرياً إما بتدخل دولي على غرار ليبا أو بالمقاومة المسلحة ليست ضد سويسرا إنما ضد نظام مستعد لتدمير كل سوريا لأجل البقاء في الحكم... ليكن عندك قليلٌ من الإحساس لألم ضحايا الإجرام البعثي و من قتل نفساً بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعاً و الشعب الذي يقاوم الإحتلال البعثي ببسالة قادرٌ على مقاومة أي إحتلالٍ أخر إذا حصل إفتراضاَ...
أنت كردي سافل
محمد سعيد عزت -أنت تطلب التدخل العسكري كأنك تطالب بالأحتلال للبلد كما فعلتم في العراق سابقا.حقيقة أنكم الأكراد لا تستحقون الجنسية العربية السورية لأنكم دائما تطالبون بالمحتل الأجنبي كي يقسم البلد و يحقق مصالحكم .
ياخسارة إيلاف
أبو محمد الكردي -لقد أصبت بخيبة أمل من تصرفكم في إيلاف التي لم أتوقع قط أن تحذف التعليقات بإنتقائية مقصودة حيث سمحت للمعلق رقم٢ بشتمي و لم تنشر ردي عليه... يا خسارة يبدو أنه لا تلتزمون بشروط النشر التي وضعتموها بأيديكم...
مهلاً
ابو الشمقمق -مهلاً أيها السادة ماهكذا تورد الإبل .لايوجد أسهل من الشتائم ، وكذلك الرد عليها .وجهة نظر الأخ الكردي بحاجة إلى نقاش وربما من حيث المبدأ صحيحة . هل آن الأوان لحمل السلاح ؟ ومن سيدعمنا ؟ وكيف ؟ أرجو إبداء الأي !
التدخل العسكري
سرور -التدخل العسكري من القريب والجار الذي مصالحه من مصالحك (تركيا)هذا مطلوب ومرغوب لوقف نزيف الدماء المستمر ومن يتعامل بالقوة فلايفهم إلا بالقوة أما التدخل العسكري من البعيد الذي مصالحه مخالفة لمصالحك فهذا مانخاف من عواقبه
إلى فايق عمر الكاتب
سرور -بعد تعليقي الأول المهم أقول لك يافايق عمر هذا النظام هش جداً صدقاً ماإن يدخل الجيش التركي حلب متوجهاً إلى حماة حتى تراه يهرب مولياً لمعرفته أن الشعب كله مع الجيش التركي ولمعرفته أن أغلب الجيش السوري سينشق عنه عندها
no2
كردي -..لم يولد الكوردي شريفا أن لن يتمنى و يعمل و يعيش لدولة كوردية مستقلة أسمه كوردستان. واستقلال كردستان, وهو أكثر إستحقاقآ وتأهيلآ من دولة جنوب السودان. سوريا صناعة فرنسية وهيكل هش بلا روح وهو لابد زائل ككل ظاهرة زائفة وستبقى كوردستان حرة كريمة.
no2
كردي -ﻟو ﮐﺎن ﺑﺎﻹﻣﮑﺎن إرﺿﺎخ اﻟﺷﻌوب ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻧﺎزل ﻣن ﺣﻘوﻗﮭﺎ، ﻟﺗﻧﺎزل اﻟﮑورد ﻟﺟﺑروت ﺻدام ﺣﺳﯾن والاسد واتاتورك .
no2
كردي -إن العرب والأتراك, ينبغي أن يفهمو ا ن هذه الحدود في الشرق الاوسط مزورة ومصطنعة , وإبالتالي يحتاج مرة أخرى على أن تعيد تحديدها بالشكل الذي تناسب مع التوازن و المساواة بين جميع و إلأمم و الأقوإم و الطوائف.....لو كان النصر بالشتائم ,لكان اسرائيل منقرظة منذ , ١٩٤٨
no2
كردي -إن العرب والأتراك, ينبغي أن يفهمو ا ن هذه الحدود في الشرق الاوسط مزورة ومصطنعة , وإبالتالي يحتاج مرة أخرى على أن تعيد تحديدها بالشكل الذي تناسب مع التوازن و المساواة بين جميع و إلأمم و الأقوإم و الطوائف.....لو كان النصر بالشتائم ,لكان اسرائيل منقرظة منذ , ١٩٤٨
نظام
خضر بكري -لا يوجد أي تفسير منطقي لما يقوم به النظام السوري من تسريع عملية القضاء على نفسه و زيادة عدد أعداءه في العالم إلا كلمة واحدةالحماقة فهي المنطق التي يعتمد عليه النظام الأسدي المجرم
نظام
خضر بكري -لا يوجد أي تفسير منطقي لما يقوم به النظام السوري من تسريع عملية القضاء على نفسه و زيادة عدد أعداءه في العالم إلا كلمة واحدةالحماقة فهي المنطق التي يعتمد عليه النظام الأسدي المجرم