أصداء

هل انهارت المنظومة الأخلاقية للدولة العراقية؟

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

المجتمع الانساني شهد بمراحل زمنية متلاحقة ارساء منظومة اخلاقية لتنظيم العلاقات وقد كانت للاديان الدور الرئيسي في انظلاق مكونات هذه المنظومة، ولكن مع تطور الحياة وارساء النظام الديمقراطي وتوثيق الحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية للانسان، اتسع اطار المنظومة الاخلاقية للمجتمعات ليشمل مساحة واسعة من المفردات التي تتحكم بمسار الحياة في عالمنا المعاصر.

ولا شك ان المنظومة الأخلاقية في العالمين الشرقي والإسلامي تعاني وضعا مترديا من الناحية المنهجية والتطبيقية مع نقص كبير في الجوانب الفكرية والنظرية والبحثية، وتعود اسباب هذا التردي الى استبداد وطغيان الأنظمة السياسية وغياب البنيان التنموي للانسان وترسيخ الواقع الطبقي بين مكونات المجتمع وفقدان العدالة واحتكار السلطة والمال والثروة من قبل أقلية متسلطة على الشعب، والاتكال على النظم التقليدية وفشل المناهج التربوية, وتخبط التيارات الدينية واشاعة مفاهيم غيبية غير واقعية بعيدة عن المدنية والعقلانية، وفرض المصالع التجارية والمالية والاقتصادية والمنافع الشخصية على الالتزام الاخلاقي، وسيطرة النزعة الاستغلالية والجشعية على القيم والمباديء من قبل الفئات السياسية التي تسير السلطة في ادارة الدولة، ونتيجة لهذه الاسباب ترتب نفاذ الفساد بعمق شديد الى داخل المكونات والهياكل الهرمية لما يسمى بكيان الدولة.

والعراق في واقعه الراهن علامة بارزة وعلى موقع متقدم لانهيار المنظومة الاخلاقية ومنها الفساد المستشري الذي جعله ان يتربع على مستوى عالمي كما يؤشر اليها مؤشر التصنيفات السنوية لمنظمة الشفافية الدولية، وهذا دليل واضح على انهيار منظومة الاخلاق داخل بنية الدولة العراقية وداخل الفئة السياسية الحاكمة للسلطة على مستوى السلطات التشريعية والتنفيذية والقضائية، وهذا يعني افتقار أهل الحكم وعلى رأسهم الرئاسة والحكومة والبرلمان في العراق الى ابسط قيم الاخلاق التي يلزم توفيرها لدى القائمين بالمناصب والمواقع الرسمية.

ونتيجة للممارسات والسلوكيات النابعة من فساد مطلق لأهل السلطة والاطراف السياسية والكتل البرلمانية يمر العراق بمرحله انهيار خطيرة بمنظومة الاخلاق التي تتحكم بالدولة، ولو استمر الحال على واقعه سنشهد انهيارا كاملا لبنيان الدولة والمجتمع العراقي، وقد يلحقه انهيار تام للامة العراقية.

ويقينا عندما تنهار المنظومة الأخلاقية للدولة والمجتمع تصبح الأمة معرضة لشتى أنواع المصائب والويلات وأخطرها الانهيار الكامل لبنية المجتمع، والمنتفعون من حالة التحكم بالعملية السياسية لادارة السلطة في بغداد لا يهمهم المنظور المستقبلي للعراقيين وهم متربصون للاستفادة بشتى الاساليب والطرق من الابواب التي فتحوها وسيطروا عليها داخل حلقات السلطة بالعراق ويتحينون الفرص من أجل الإنقضاض عليه واستغلاله لنهب خيراته وامواله وثرواته وممتلكاته بطريقة مباشرة وبعيدا عن الطرق الغير المباشرة التي حدثت بالأنظمة السابقة وفي الموجات الإستعمارية الماضية للسيطرة على موارد ومقدرات الدولة المستعمرة مثلما شهده العراق ابان عهد الاحتلال البريطاني.

والحقيقة المرة، اني اعلل هذا الانكسار الشديد للمنظومة الاخلاقية للدولة بالهزيمة النفسية للوطنية والمواطنة العراقية التي فقدت اي معنى لها داخل المنظومة الحياتية للانسان في البلاد، وهذه الهزيمة استقرت في وعي الأغلبية وترسخت الاحساس بالدونية في محلها وعدم القدرة على تقديم كل ما هو ايجابي وفقدان المنافسة على الخير والعمل الطيب والاستحقاق الانساني، وهذه الحالة أوصلتنا إلى مرحلة الخضوع والاستسلام التام للفساد ورفع الراية البيضاء أمام التفوق الكاسح للسلطة السياسية الفاسدة وكأن ما يحدث للأمة العراقية ولأبنائها قدر محتوم لا سبيل لدفعه أو الخلاص منه.

وبالتأكيد فان المسؤولية المباشرة عن هذه التبعية القاتلة تقع على الفئات السياسية الفاسدة الحاكمة في العراق وارساء الهزيمة النفسية هو الانجاز الأكبر والمكسب الأعلى لأعمال هذه النخبة المنتخبة التي تتحكم بالسلطة، لكن اتخاذ الموقف الوطني لمجابهة هذه الفئة الفاسدة للحكم يقع على عاتق العراقيين، وبالأخص منهم المكون الشيعي الذي رضي بطغيان وفساد ممثليهم في السلطة، وهذا ما جعل ان يقع هذا المكون اسيرا تحت مخالب عالم الفساد والنهب والانتفاع الذاتي الذي ارساه النخبة الحاكمة لهم من خلال سحقها لكل المقومات الأساسية للمنظومة الاخلاقية التي تتحكم بادارة الدولة، والمشكلة ان المكون الشيعي فضل الاتكالية على الاعتماد على الذات وتناسى كل ما يرتكبه ممثلوهم في الحكم من فساد مالي وسلطوي مطلق مقابل الولوج العاطفي المطلق في الشعائر والمراسيم الحسينية والسقوط الكامل داخل النهج السلبي للمذهبية الطائفية الشيعية، وهذا ما سبب ابعاد هذا المكون الحيوي الهام داخل النسيج العراقي عن الجد والعمل والإنتاج والابداع وهي المقومات الرئيسية التي تبنى عليها المنظومة الاخلاقية للمجتمع والدولة، ونتيجة تراكم الافرازات السمية للفساد الاستبدادي والاستعبادي للسلطة وافرازات عملية الغياب القسري للحضور الحيوي المنتج للمكون الشيعي، تغيب أيضا الحضور الحيوي المنتج للمكون السني وكذلك للمكون الكردي ولكن بنسبة أقل، وبالتالي تمكنت السلطة الفاسدة بدعم وتخطيط مع سبق الاصرار من مكنوتاتها السياسية من تحويل تلك المكونات المجتمعية الى مجتمعات استهلاكية وفوهات قاتلة لقمع الانتماء والالتزام والصدقية والجدية والعمل والابداع والاستحقاق الانساني والوطنية والمواطنة الصادقة، وبالتالي تعميم الفساد المطلق بشتى انواعه داخل مفاصل الحياة وارساء انهيار شبه تام للمنظومة الاخلاقية للدولة والمجتمع العراقي.

وهنا لابد من الاقرار ان ما يحدث داخل الدولة هو استلاب فكري وحضاري ومحاولة جادة لمسخ الهوية العراقية عن طريق التغييب المتعمد للمقومات والممارسات والسلوكيات الايجابية والوطنية وإقصائها تماما من النهج الرسمي العام للدولة، وهذا الأمر يشكل خطورة بالغة على حاضر ومستقبل الأمة العراقية ولذلك يجب أن نشدد على النهوض بصرخة وطنية وصحوة سلمية مدنية لجميع العراقيين قبل فوات الأوان للعمل على تصحيح المسار ومعالجة الانحرافات في الحالة التي وقعنا فيها بعد سقوط صنم الطغيان والتي أدت إلى حدوث تحرر للانسان العراقي ولكن مع تحولات غير مرغوب فيها اطلاقا أدت الى مآسي ومعانات كثيرة بفعل فساد السلطة.

لهذا ولأجل الحفاظ على الهوية العراقية الوطنية ينبغي الدعوة الى اطلاق الربيع العراقي ضد الفساد مع الحفاظ على العملية الديمقراطية التي يسير عليها البلد، وينبغي ايضا أن نسعى جاهدة لإبراز السمات والخصائص الايجابية والعملية والابداعية التي تميز الشخصية العراقية لكي يتمسك بها الجميع من النشء والشباب والشيوخ وتكون مدعاة للفخر والاعتزاز، وأن نجعل من هذا التحول سببا لاحداث تغيير نوعي في العملية السياسية من خلال اختيار افراد وقيادات مخلصة للدولة حتى لا نقع في حبائل الفساد الأعمى للفئة المنتفعة التي وصلت الى الحكم بالانتخابات بفعل امكارها.

خاتم القول نقول من أجل ان نضمن عراقا حرا للجميع لا بد من تغيير، وما من تغيير في الانفس واعمال الأمة الا بفعل تغيير من داخل العراقيين، وخير ما نختم به المقال قول الله تعالى "إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ".

كاتب صحفي
Office.baghdad@gmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
السلطة بلا أخلاق
مسحوق -

الدولة عادة مؤسسة خدمية بلا اخلاق ولكن يحكمها القانون والقاليد ولا علاقة للضمير في الامر لان الدولة مجموع مصالح. تحليل الدولة من منظار اخلاقي يضع الدولة في مستوى واحد مع الفرد وهو امر غير صحيح. ان غياب الاخلاق من الدولة لا يعني غياب القانون. الاخلاق تفسر كل شيء تفسيرا فرديارغبيا لكن القانون يضمن مصالح الجميع...

thanks
asos kadir -

This is an exellent article..thanks

سرقفلية كبار الضباط1
مراقب محايد -

تدور في الاوساط العسكرية العراقية أحاديث عن صفقات تعيين قادة فرق وألوية غير كفوئين مقابل مبالغ طائلة قد تصل الى ربع مليون دولار، وحسب اهمية المنصب، وقال ضابط رفيع المستوى في الجيش العراقي لوكالة عراقية ان هذه العملية تجري تحت سمع وبصر كبار المسؤولين في مكتب رئيس الوزراء نوري المالكي بصفته القائد العام للقوات المسلحة.واوضح الضابط رفيع المستوى إن ;التفجيرات نتيجة حتمية لما تعانيه المؤسسة الأمنية من إخفاقات إدارية وفنية;، مشيراً الى ان ;هناك مشاكل على صعيد الاستخبارات والتدريب والخطط وتعيين القادة.. وفي مجال الاستخبارات نواجه مشاكل تبدأ من إدارة الجهاز ;أي الاستخبارات; مروراً بجمع المعلومات وتحليلها وتداولها وفق أهميتها كل باختصاصه، وتنتهي بتجنيد المصادر في الشارع، ناهيك عن ضعف التعاون داخل هذه المؤسسة;.ولفت الى ;أننا نجني ثمار دورات التدريب على أيدي القوات الأميركية وقوات حلف شمال الأطلسي في مجال تأسيس شبكة استخبارية قادرة على مواجهة التحديات;. وزاد إن ;غالبية الدورات التي يقيمها الأميركيون يستعينون فيها بخبراء من بريطانيا وايرلندا وتغطى هذه البرامج من منح دولية ما يفتح الباب واسعاً أمام الفساد

طائفية في الجيش2
مراقب محايد -

وعن خطط الحكومة لتأهيل قوات الأمن قال: ;الى الآن لا توجد استراتيجية وطنية لتأهيل وتدريب الجيش والشرطة تتبناها الحكومة وتنفق عليها في شكل مبرمج;. وتابع: ;للأسف ما زلنا متخلفين في خططنا الاستباقية ونعتمد بالدرجة الأولى على الصدفة. ففي الوقت الذي تتناسل أجيال القاعدة وتبني خلايا بعقليات ودماء جديدة وتبني تحالفات عشائرية وسياسية، نبقى ندور في فلك إجراءات روتينية تركز على الجيل الأول من التنظيم ومطاردة رموزه. أما مسألة اختيار القادة الأمنيين فهي تثير امتعاضاً واسعاً بين أوساط العسكريين القدامى من طبقة القادة ;أي من رتبة عميد فما فوق; بسبب المعيار الطاغي وهو الولاء الحزبي ;في إشارة الى حزب الدعوة الإسلامية الذي يتزعمه رئيس الوزراء نوري المالكي; فيما يتم التعامل مع الكفاءات المستقلة على أنها خطر يهدد الموالين;.وأيد الخبير العسكري إسماعيل المشكوري، وهو لواء سابق في الجيش العراقي، ما ذهب اليه الضابط الكبير بشأن التدريب والاستعداد، ووصف الهجمات الدامية التي طاولت مدناً عراقية أخيراً بأنها ;رسالة إعلان وإشهار من المجموعات المسلحة مفادها أن لا أحد يمكن أن يوقفنا ونحن موجودون في كل مكان;.وأشار الى أنه ;يمكن أن نستنتج من هذه العمليات النوعية أن تنظيم القاعدة جاد في إيقاع أكبر خسائر بين العراقيين أكثر من جدية الحكومة في تطوير قدراتها الأمنية وإجهاض مخططاتها. والأمر الآخر هو مؤشر خطير إلى اتساع دائرة التحالف بين القاعدة وتنظيمات حزب البعث المحظور عبر استقطاب مقاتلين شيعة وبناء حواضن في مدن الجنوب من خلايا نائمة تنشط متى أريد لها;.

فاقد الشئ1921
Rizgar -

المنظومة الأخلاقية للدولة العراقيةانهارت عندما استخدمت بريطانيا في 1921 الغازات ضد الأكراد الذين كانوا يطالبون بعدم ضم أرضهم وسكانها إلى الدولة العربية الجديدة (العراق) التي كان الشريف فيصل الأول يسعى لتأسيسها وحكمها.تعريف الاخلاق للدول السايكس -بيكوية مختلف عن التعريف العام للاخلاق.فلماذا تنتظر ....؟؟؟

يا أبا إسراء
hashem -

لا أعرف من أين أبدأ وكيف وبماذا أرد عليك يا أبا إسراء !!! الى من تتحدث ؟؟ ألا تعلم أنك تتحدث لمتظاهري يوم الغضب في 25/02/2011 والذين سقط منهم أكثر من 12 شهيد ومئات الجرحى على أيدي وبطش الطواغيت الجبناء الكاذبين ؟؟ قلت يا أبا إسراء ((ان الطواغيت جبناء وإن كان لديهم كل الأسلحة والقدرات لأنهم يخافون من كل كلمة حق أو معارضه)) !! صدقتَ ورب الكعبة (وصح لسانك يا شيخ وأنت الشيخ ) فعلاً الطواغيت جبناء وكاذبين ومنافقين وان كان لديهم أسلحة برصاص حي وقنابل . المهم نكمل حديثنا..وان كان لديهم قنابل صوتية وخراطيم ماء حار وهراوات وان كان للطواغيت ضباطاً وجنوداً يعتدون بالهراوات على الجنس اللطيف ( أقصد المرأة التي هي نصف المجتمع والتي هي الحبيبة والزوجة والأخت والأم المربية والعاملة )، بينما ذكر الله تعالى عكس ذلك حين قال ((زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والانعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب)) س.آل عمران/14 ، جعلها الله أول زينة في الحياة الدنيا، فيا ليتكم تعطوها حقها وتعاملوها بلطف في كل مكان ، وخصوصا في التظاهرات ولا تكونوا أسوداً ضارية أمام حمامة السلام !! وما أروع المشهد حينما أرى النساء في مقدمة التظاهرات تحت نصب الحرية في بغداد وفي باقي المحافظات !!!! المهم يا رئيس الوزراء بالصدفة ..أنت قلت أن الطواغيت جبناء (وأنا أضيف ) وكاذبون..!!! وان كان لديهم كل الأسلحة والقدرات (لأنهم يخافون من كل كلمة حق أو معارضة !!!) فعلاً أخافتكم الآلاف من كلمات الحق في يوم الغضب فمنها ( القضاء على الفساد) كلمة حق (مكروهة) ( القضاء على البطالة ) كلمة حق أرعبت الطواغيت في الخضراء والمتسلقين لعمارة المطعم التركي كالقردة !! ( نريد كهرباء ) كلمة حق ، ( نريد خدمات ) كلمة حق ، ( لاتنهبوا بطاقتنا التموينية ) كلمة حق تؤثر في جيوب الطواغيت !! وغيرها الكثير من كلمات الحق رفعها المتظاهرون في بغداد وباقي المحافظات ، وكلها أرعبت وأخافت الطواغيت الجبناء الكاذبين على لسان السيد رئيس الوزراء !! ثم ذكر سيادته ((والشعب الذي جاء بنا يستطيع أن يسقطنا ويغيرنا إن كنا مفسدين.!!)) ماذا تعني بـ ( ان كنا مفسدين)..؟ يا سيادة رئيس الوزراء الغُمّان ؟؟ هل تعني أنكم شرفاء مخلصون للعراق وأهله ؟؟ ان لم تكونوا مفسدين فهل بإمكانك أن تدلّني على واردات ال

فسحه من ضميرهم
القاده الكرد -

مخالف لشروط النشر

روداو
روداو -

خارج عن الموضوع

الديوانية الاول فقرا
عراقي حائر -

أظهرت إحصاءات أن 49% من اهالي الديوانية فقراء و 51% في احوال متباينة تتجاوز خط الفقر وان 75% من فقراء الديوانية يعيشون في الريف و21% في المناطق الحضرية ،اي مراكز المدن والبلدات .الاحصاءات شكلت مفاجأة للكثيرين فالنسبة عالية، نصف سكان المحافظة يعانون من الحرمان وشطف العيش والفقر المدقع على الرغم من توافر مستلزمات وموارد تنموية فيها كافية لاصلاح الحال ، فالمحافظة تعتبر زراعية وتشتهر بزراعة الشلب وفيها وفرة من المياه قبل ان تتجاوز على حصتها المحافظات المجاورةوتضم نخبة من الكفاءات والقدرات ينتشرون في انحاء البلاد.ان كل مقومات وعناصر التنمية متوفرة في المحافظة لو احسنت مسألة ادارة الموارد والارتقاء بمستوى الاداء ،ولأدى ذلك الى انخفاض هذا المؤشر الخطير .لاعجب في انطلاق الاحتجاجات في شهر شباط الماضي من الديوانية فهي تختزن كل عوامل الانتفاض على الوضع المزري والمتردي والاهمال المريع للمنطقة طيلة العهود الماضية واغفال العهد الجديد لمعالجة الازمات والمعاناة المتفاقمة ، المحافظة بحاجة الى وقفة استثنائية ودراسة متأنية ومعاونة لحكومتها المحلية في استغلال الموارد وتخصيصات اضافية لها لاحداث تحول في واقعها المعيشي والخدمي والنهوض باقتصادياتها والا فأن هذه المحافظة ستكون قنبلة موقوتة قد تنفجر في أية لحظة .لاسيما انها تشهد توترات اجتماعية وتعارضات وتناقضات حادة بين قواها السياسية من اجل السيطرة على السلطة والنفوذ والاستيلاء على مواردها .المحافظة لم تشهد منذ سقوط الدكتاتورية تحسناً ملموساً يغير من حياة شبابها وشاباتها ويستنهض قواها واقتصادها ،الحال لم يختلف كثيراً عما كانت عليه في ظل نظام التمييز والقهر . ليس صعباً على الحكومة المركزية ان تضع خططا استثنائية وطارئة وتحضر لها بعض الموارد للمناطق المحرومة وفي مقدمتها الديوانية.حكومة قلبها على شعبها ومصالحه لايمكن ان تقف مكتوفة ازاء هذه الاحصاءات المخيفة ،لابد لها ان تتحرك بشكل عاجل لرفع جزء من الجوع والعوز عن اهلها في الديوانية وغيرها .للاسف لم نسمع من نواب الديوانية ما يعرف بمعاناة من انتخبوهم والمطالبة بحقهم على حكومتهم في مشاركتها مصائبهم وبذل الجهود للتخفيف من فقرهم وانشاء المشاريع التي تشغل شبابهم وتمتص البطالة المتفشية بينهم.

كركوك والكهرباء
الكوردستاني -

عانت كركوك على مدار سنوات طويلة من هذه الازمة الفتاكة، ولكن الازمة تلاشت بتوقيع العقد الاكثر اهمية في تاريخ كركوك، وهو شراء الكهرباء من قطاع الاستثمارفي اقليم كردستان ولمدة خمس سنوات متتالية على ان يتم انشاء محطة توليد غازية في هذه الفترة، لتنتهي بذلك المشكلة الاكثر تعقيدا في تاريخ العراق منذ اكثر من عقدين كاملين ولكن في محافظة كركوك حصرا.بدأ العمل في تحسين الطاقة الكهربائية في كركوك، بعد ان وافقت الحكومة العراقية على تخصيص مبالغ البترودولار للمحافظة، وكخطوة اولى عقدت ادارة كركوك اتفاقية مع احد مستثمري اقليم كردستان لتجهيز المحافظة بـ200 ميكا واط حيث تم ايصال اول دفعة من الطاقة الكهربائية والبالغة 100 ميكا واط مع بداية شهرتموز المنصرم ليتم بعد ذلك تزويد المحافظة بـ100 ميكا واط اخرى مع حلول شهر رمضان الكريم والذي تزامن مع دخول شهر آب اللهاب.كانت الخطوة التالية عقد وقعته ادارة كركوك مع وزارة الكهرباء في حكومة اقليم كردستان يقضي بتجهيز محافظة كركوك بـ200 ميكا واط من الطاقة الكهربائية ولمدة خمس سنوات.وخلال مراسيم توقيع العقد.

تحايل الوزراء
شاكر -

ماذا لو لم يبعث هاشم جواد برسالته والوثائق الى المالكي؟ الشهرستاني يميط اللثام عن تفاصيل مثيرة تتعلق بصفقة الكهرباء الوهمية اللافت في الوثيقة المعنونة من مكتب الشهرستاني الى وزير الكهرباء، وجود اخطاء بدائيةتتعلق بمرحلة ما قبل التعاقد، واسئلة من نوع: كيف تم التعاقد، وهو ما حمل توقيع الشهرستاني في الوثيقة ، مع الشركتين دون التحقق من معلومات توصل اليها الشهرستاني... كشف التحايل جاء ليس عبر جهد الحكومة العراقي ولا لجنة الطاقة التي يتراسها، بل عبر رسالة وزير التخطيط العراقي الاسبق د جواد هاشم الذي عرف بالصفقة عن طريق الصدفة؟

هذا سؤال الله يهديكم
كويتي -

منهارة من سنة جدي

تغيير
عماد -

يقال أن الحل يأتي عن طريق التغيير، وما يغير الله بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم، من سيبادر بالتغيير؟ الدولة المنهارة بكل قيمها والتي ليس لها آلية دولة،أم ساسة العراق الجدد الفاسدين أصلا، أم احزابا وكتلا سياسية ما انزل الله بها من سلطان،ام بعض رجال الدين القابعين في كهوف صوامعهم يتعيشون فن الفرص المتاحة للكسب المادي،يبدو أن الامر في العراق بات بحاجة إلى هزة اجتماعية كبرى تعيد للمجتمع بعضا من وعيه الذي طغى عليه الفساد، من سيكون صاحب هذه الهزة الكبرى؟؟؟

الى رقم 13
كامل -

فعلا التغيير في العراق بحاجة الى ثورة سلمية اجتماعية تعيد للكل الوعي الانساني والوطني للكل، والاخلاقي لمن يلعب في الساحة السياسية، وممكن لهذه الثورة ان يفجرها الشباب العراقي لان هو بالاساس صاحب القضية.