فضاء الرأي

طاغية ليبيا.. آخر زنقة.. آخر ساعة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الثوار الليبيون يحاصرون مقر الطاغية، عميد الديكتاتوريين العرب والأفارقة وكل أقطار العالم.
الديكتاتور الذي عانى منه الشعب الليبي والعالم أجمع يعيش الآن في آخر متر من آخر زنقة في آخر حارة في العاصمة الليبية طرابلس. إنها ساعة الحلم الليبي التي تحققت بفضل شجاعة هذا الشعب الذي كان الجميع يعتقد أنه لن يثور بعد طغيان المجرم القذافي 42 عاما، وأيضا بفضل شجاعة العديد من المقربين من الطاغية الذين انشقوا عنه، وانضموا للثوار مما ضيّق الخناق عليه، وأيضا كي لا ننساهم مجموعة الكتاب والمثقفين الليبيين الذين ناضلوا بأقلامهم سنوات طويلة لكشف جرائم هذا الطاغية، ومع اندلاع الثورة الليبية كثّفوا كتاباتهم ضده، ليعطوا جرعة زائدة للثورة والثوار. إنّ الشعب الليبي الشجاع يعطي المثال لكافة الشعوب العربية، كما قال الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي مع تعديل بسيط على بيت شعره:
إذا الشعب يوما أراد الحياة... فلا بد أن يسقط الطغاة
يا إلهي.. أنا من عرف ليبيا والشعب الليبي عن قرب لسنوات، أكتب هذه الكلمات وأنا أكاد لا أصدق أن الطاغية يعيش في آخر متر وآخر ساعة.

اعتقال نجله سيف الإرهاب
ومن علامات السقوط المدوي لهذا الطاغية تأكيد مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية لويس أوكامبو، وكذلك قيادات الثوار الليبيين نبأ اعتقال نجل الطاغية المسمّى زورا سيف الإسلام وهو لا يليق به إلا اسم سيف الإرهاب، لأنه كان شريكا لوالده في كل جرائمه، واضافة لذلك كان يتولى الترويج له والدفاع عنه، هو وشقيقته عائشة التي لم تكتف بالدفاع عن والدها الطاغية بل كانت تفتخر بالدفاع عن الطاغية صدام حسين، وتمول ما كانت تسمى هيئة الدفاع عنه، مدّعية أنها تحمل شهادة الدكتوراة في الحقوق والقانون، وثبت أنّ هذه واحدة من أكاذيبها الموروثة عن والدها الطاغية. هذا وقد أكّد مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي خبر اعتقال سيف الإرهاب، و(أنّه في مكان آمن تحت الحراسة المشدّدة إلى أن يتم تقديمه إلى محاكمة عادلة).

عملية فجر عروس البحر
هذا الإسم أطلقه الثوار الليبيون على عملية زحفهم نحو العاصمة طرابلس، التي بدأت منذ ثلاثة أيام خطوة خطوة..زنقة زنقة..مما دعى الناطق بإسم الطاغية المدعو موسى إبراهيم لطلب وقف إطلاق النار، والتلميح بخروج آمن للطاغية، ولكن يبدو أنّ الوقت قد فات، ولم يعد أمامه أي مخرج سوى الاعتقال أو الموت إن أصرّ هو ومرتزقته على مقاومة محاولة اعتقاله. طرابلس عروس البحر تستحق هذه الاحتفالات التي خرجت لشوارعها فرحا بقرب آخر ساعة للطاغية...طرابلس الغرب كما نسميها تمييزا لها عن طرابلس الشرق شمال لبنان. ومن علامات قرب ساعة رحيل أو سقوط أو اعتقال الطاغية خروج واحد من مساعديه لمدة عشرين عاما ( 1969 - 1990) وهو عبد السلام جلود من ليبيا إلى تونس وصولا إلى إيطاليا. ومن المعروف أنّ هذه الطاغية كان لا يتورع عن القتل والتغييب لبقائه منفردا بالسلطة والثروة الليبية. فهو قدّ جرّد عبد السلام جلود عام 1990 من كافة سلطاته ووضعه قيد الإقامة الجبرية، ومن ذلك العام 1990 لم نسمع عنه أي خبر سوى قبل أيام قليلة عند وصوله إلى إيطاليا.
أمّا قائمة الاغتيالات للعديد ممن عملوا معه فهي قائمة طويلة سأكتب عنها لاحقا، وفقط في آخر ساعة لهذا الطاغية أذكّر باغتياله لإثنين من المقربين له، أولهم إبراهيم البشاري وزير الخارجة ومدير المخابرات السابق، إذ افتعل له طريقة اغتيال مكشوفة في نهاية عام 1997 عبر ما وصف بأنّه حادث سير أثناء عودته من تونس، وذلك خوفا من أن يكشف البشاري ما لديه من أسرار خطيرة عن جرائم الطاغية خاصة خطف وقتل الإمام موسى الصدر وتفجير طائرة بان أميركان (لوكربي). وثانيهما إمحمد أبو بكر المقريف الذي تقلد عدة مناصب منها وزارة الإسكان، وتمّ التخلص منه عن طريق افتعال حادث سير أيضا في نهاية أغسطس عام 1972 شرق مدينة الخمس الليبية. وقائمة مثل هذه الاغتيالات القذافية طويلة، تؤكد أنّ هذا المجرم كان القتل والاغتيال والموت طريقته المفضلة ليبقى الطاغية الوحيد المستفرد بالشعب الليبي وطنا وأرضا وثروة، ونتمنى أن يكون الموت هو نهايته بعد محاكمته علنا ليعرف العالم أجمع تفاصيل كافة هذه الجرائم.

مفارقات مؤثرة
وأنا أكتب هذه المقالة ظهر أمامي على شاشة الكومبيوتر وعبر صفحة السيد المبجل (سكايب) أطال الله عمره، الصديق الليبي حسن الأمين رئيس تحرير موقع (ليبيا المستقبل) الذي ناضل من خلاله مع العديد من الكتاب الليبيين والعرب سنوات طويلة ضد الطاغية. وكنت قد عرفت منذ إسبوعين أنه في مدينة مصراته الليبية منذ اندلاع الثورة. تركت كتابة المقالة وتحدثت معه عبر السكايب، وإذا المفاجأة أنه يتحدث معي من على ظهر زورق صيد ليبي متجه من بنغازي نحو طرابلس العاصمة. وكم كان مؤثرا أن يوجه الكاميرا لأرى جوانب الزورق ومياه البحر الأبيض المتوسط التي تنقلهم نحو طرابلس الغرب المحررة خلال ساعات من الطاغية. وصولا سالما يا صديقي وآمل أن تكون المحادثة القادمة من طرابلس المنتصرة على القاتل، وسوف أطير فورا للقائكم في طرابلس التي أعرفها إذا صدرت لي الأوامر من قيادة الأركان التحريرية في إيلاف.

آخر سؤال من فوازير آخر أيام رمضان
من هو الطاغية الراحل بعد القذافي؟
للتسهيل على المشاركين في المسابقة هذه بعض الدلالات:
الحرف الأول من إسمه ( باء)
الحرف الأخير من إسم عائلته ( دال)
الحرف الأول من إسم عائلة خاله التي نهبت الاقتصاد والثروة والعباد (ميم)... الله يخلف على من يعرف الجواب!!!.
ahmad.164@live.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
صدام حسين
فراس فاضل -السويد -

استاذ احمد المحترم --يبدو ان الدكتاتورين فى العالم لهم نفس خطى صدام حسين--كم قتل من رفاقه بحوادث سير والقاتل مجهول --لك تحياتى

ذكرى نهاد قلعي
عبدالله حمدي -

مسابقتك يادكتور ذكرتنا بفزورة الراحل الممثل نهاد قلعي الذي قتله ظلما وعدوانا احد جلاوزة النظام بطرا وعربدة وزندقة دون ان ياله القانون لانه كان من ضباط الاسد الاب . حبذا لو ذكّرت السوريين والعالم بتلك الجريمة التي لم ياتي على ذكرها احد خوفا من عصابة الخيانة والغدر الجاثمة على صدر سوريا لك تحياتي

الجواب
علي المطيري -

دكتور ماهي جائزة الذي يعرف الجواب

وماذا عن الآخرين؟
رشيد -

طرح أحمد أبو مطر في ختام مقاله سؤالا عمن يكون الطاغية الراحل بعد معمر القذافي، وقدم في جوابه ما يوحي إلى بشار الأسد، ولكن هل بشار الأسد هو الطاغية الوحيد الموجود بالمنطقة؟ أليس هناك طغاة آخرون في الدول المجاورة لسورية؟ لماذا الاقتصار على بشار الأسد وعدم مجرد الإشارة إلى آخرين لا يقلون عنه فظاظة وطغيانا؟ هل فقط الشعب السوري هو الذي يستحق الحرية والديمقراطية والتعددية والحكومات المنبثقة من الشعب؟ من يتبنى مثل هذا الطرح ألا يكون يمارس تمييزا سلبيا ضد باقي الشعوب العربية التي ما زالت ترزح تحت جبروت أنظمة لا تقل بشاعة عن النظام السوري؟ لك الله يا شعوب الخليج، يبدو أن كتابنا الأشاوس اعتبروك غير مؤهلة للديمقراطية، ولذلك يتجنبون أي حديث عن الأنظمة التي تحكمك وتحرمك من الحصول على حقوقك المدنية ككل شعوب الأمم الأخرى؟؟

عجبي !!!
رمضان عيسى -

يتهاوى ديكتاتوريو الجمهوريات الملكية والجمهوريات الثورية وليس ديكتاتوريوالملكيات وسلاطينهم ، والسؤال : لماذا ؟ هناك عدة أسباب : الملك له الملك بالوراثة أبا عن جد، وليس الانقلابات العسكرية . الملك أكثر واحد يتمسح بالدين ، الملك اختيار كبير السن ،هادىء ولا يبدو عليه أنه قاتل ،وسارق لمال البلد ، وهو يشبه القسيس في هدوءه . الملك له أجهزة مخابرات تقتل على السكت دون فضايح . الملك له علاقات سرية ومستشارين ولا يأخذ الرأي من رأسه ، فهو بصمجي لمن هم خلفه ، أما الديكتاتور فرأيه من رأسه وبسرعه وبالتالي تنكشف أخطاءه بسرعه . أغلب الديكتاتوريين عقليتهم عسكرية ، أو من نسل عسكري ،فهو لا يعرف غير الأوامر ، ناشف دايما . الشعب ينتظر من الجمهوريات تحسين البلد بشيء مرأي ظاهر للعيان ، ولكن الديكتاتوريون مثل الجمال اذا جلسوا على الحكم ، صعب يقوموا الا بعد الضرب ، الثورة ، أو الانقلاب . وهذا ينطبق على على اليمن وسوريا أيضا .

شعوب هزيلة
الصادق -

شعوب هزيلة انتم يا عرب .سياتيكم حكم اسلامي وسرتضون عنه غصبا عن انوفكم ..والايام ستشهد على ذلك .

وماذا عن سوريا
غسان ابو مطر -

دكتور مساء الخير هل تعتقد ان انتصار الثوار الليبيين على العقيد القذافي ونظامه سوف يعجل ويعطي قوة وزخم للثورة السورية على نظام بشار الاسد

الحقد الأعمى
عمار تميم -

ظهور نجل القذافي في طرابلس يسقط جزءاً من مقالتك أستاذنا العزيز ، لن تستطيع حتى في الشهر الفضيل أن تنزع أحقادك تجاه من تسميهم طغاة ...ضاعت ليبيا الوطن فلماذا النحيب على القذافي ؟ فكر التشفي والحقد الأعمى تذهب بنصف العقل عند طرح المواضيع للنقاش جل من كانوا مع القذافي تخلوا عنه وأصبحوا ثواراً وسيستلمون حكم ليبيا لاحقاً أولهم وزير العدل السابق ، لم نقرأ في طيات أي مقال لسيادتك الحزن على ضحايا قصف الناتو للمدن الليبية وللقوات الليبية (أزعم أنهم من الشعب الليبي) ولكن الذهاب أن النظام يتحمل مسؤولية ذلك فهي هدية الغرب والإستعمار الجديد ، الأسف الشديد على الانحدار الثقافي الذي نشهده في أيامنا هذه وأبشرك لن يسقط بشار الأسد ليس لقوته ولكن لأنه مهما تعاظمت عليه الضغوط وطال أمد الأزمة سيكتشف الشعب السوري أن المقصود هو الوطن وليس النظام وهو كما هو معروف عنه طارد للغزاة وكاره للتدخل الخارجي ، في العشر الأخير من أيام رمضان آن لنا أن ننزع أحقادنا ونزرع الحب والمودة ونشرح الحقيقة للشعوب أن المقصود من كل الأحداث سوق الأمة إلى مصير مرسوم بالخارج على أساس طائفي ديني ومذهبي ، هدانا الله وإياك أستاذنا العزيز وأنار قلوبنا ، شكراً للجميع .

لا دولة اسلامية
wissam -

العرب لا يعرفون الدولة الدينية او الاسلامية كما تقولون. لقد تحول العرب السنة الى الدولة المدنية مباشرة بعد دولة الخلفاء الراشدون و لو ان دستورها كان اسلاميا فالدولة الاموية و الدولة العباسية لم تكن دول دينية

بديل رجعي
سامي أحمد -

قبل أن نفرح بسقوط دكتاتور علينا أن نفكر بالبديل السياسي.المعارضة الليبية الذي ليس لديم شعار سوى ;الله أكبر; سيكونون بالتأكيد أسوأ من القذافي والتأكيد عل ذلك هو إعلان دولة إسلامية ;معتدلة من قبل عبدالجليل ...ما هو إعتدال في الإسلام ؟هذا شعار الإخواني اصبح هوية للقوى المضادة..على كل حال شيخ القطر الإخواني يقود التمرد الليبي ...ضحايا سفك دمائهم من اجل نظام آخر مستبد

سيطير بشار
عبير -

سيطير بشار كما طار القذافي وسنتحرر شئتم ام أبيتم ولن تكون دولة اسلامية بل دولة مدنية ديموقراطية وليمت من يعترض على انتفاضة الشعوب بغيظه

شرهة لا تكل ولا تمل
بالليبي -

$$تفلسف$$ قوات الجيش القذافي كانوا ماشيين في زردة والا رافعين معونة للمحاصرين!؟ ماهو تتكلم باهي باش تقنعنا! ح ترضوا القذافي يقتل الناس لكن ما ترضوا من يدافع عنهم وبعدين التحالف ينبه ويضرب في دبابة واحدة ويهربوا الثانيين والا كان هاذا رايهو كمل من زمان! في الايامات الاخيرة بس بدا القصف شديد بعد ما الجدافي تهور ضرب السفن! ليبيا حتكون بخير ان شاء الله وحيكون التغيير للافضل اسرع لو ريحتونا من البكاء على الاطلال! جماعة سيف كانوا ناويين يهبروا ويزيدو الليستة ؟ ما صارش من البزنس خلاص!عشوي بتنهبوا البلاد اكثر من ابهاتكم وهلكم! والشعب يذهب الى الجحيم! خلي الفلوس تقعد لهلها وياسركم اللي نهبتوه! مفروض تردوه لو انكم فعلا حريصين على ليبيا! الاستقرار امتاعكم يقعدوا الليبيين اذلاء وانتوا تسلوا ارزاقهم ! !