أصداء

ما أشبه اليوم بالبارحة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

المكان دمشق والزمن عام 1968بمناسبة حلول عيد الفطرالتقينا في دارالاخ بدرالدين عمو للمعايدة.
الحضور: المرحوم ابراهيم ملا ومراد ابراهيم وهما من مواليد قرية "معشوق" ونزار حاجو وديسم حاجو وكاتب السطور، وبطبيعة الحال صاحب الدار. كلهم احياء عدى الاخ ابراهم ملا.

المرحوم ابراهيم وبدرالدين ومراد كانوا من الموظفين ضحايا مخطط التعريب الذي بدأ في عهد الرئيس جمال عبدالناصر، وذلك عندما صدرت القرارات التعسفية العنصرية بنفي جميع الموظفين الكرد في الجزيرة الى الداخل السوري. فحوى القرار كان: اما القبول بالنفي واما الطرد من الوظيفة. العديد فضل البقاء والطرد، بينما البعض اضطر الى الرضوخ بسبب الحالة المادية ولاهمية الوظيفة ومكانتها الرفيعة آنذك.

ديسم ونزاروانا كنا طلاباً في جامعة دمشق وكنا جميعاً من منطقة "قبورالبيض" او "حوض نهر الجراح".
اتفق الجميع على زيارة الاستاذ المرحوم عزت فلو من كرد الشام المعروف بوطنيته واخلاصه لشعبه وذلك في مكان اقامته في "حارة الاكراد" كما كانت تسمى حينها والتي بُدلتْ فيما بعد الى "حي ركن الدين".

المرحوم عزت كان معلماً في اربعينات القرن الماضي في قرية "معشوق" التابعة لمنطقة "قبورالبيض". معشوق كانت تقع على بعد 8 ــ10 كم من الحدود التركية. استقبلنا الاستاذ عزت بحفاوة وسروربالغين. طلب البعض من الاستاذ سرد قصته التراجيدية التي حدثت له كاستاذ لمدرسة "معشوق".

لنترك الآن الكلام للاستاذ ليروي لنا ذلك، حيث قال: "لم يكن هناك اي وجود لأجهزة الدولة لا من شرطة او جيش الا في قبورالبيض البعيدة نسبياً. حراسة الحدود كانت منوطة بالاهالي. الجميع كان مسلحاً وحب الكرد للسلاح كان عشقاً وولهاً وحينها كان السلاح ضرورة قصوى ضد عنجهية وسطوة الجنود الاتراك واستهتارهم بالدولة السورية وحدودها. صباح كل يوم كان الاجتماع الصباحي يبدأ برفع العلم الكردي فوق المدرسة مع النشيد القومي الكردي. في احد الايام وصلني الامر الاداري الذي يقضي بنقلي من "معشوق" الى قرية اخرى بعيدة تقع في جنوب الجزيرة. اصابتني الدهشة،اذ ان نقل الاساتذة دون رغبة منهم كان يعتبر امراً شاذاً حينذك.
توجهتُ الى السيد حسن حاجو الذي كان عضواً في البرلمان السوري وكان يحظى باحترام المواطنين وبالتالي الحكومة.

يكمل الاستاذ ويقول: ابتسم الرجل وطلب مني نسيان الموضوع والعودة الى المدرسة والطلاب. عضو البرلمان كان بامكانه نقل موظفين كبار بما فيهم المحافظ في ذلك الوقت، فكيف الامر عندما يكون الامر متعلقاً باستاذ في قرية نائية. اتصل حسن حاجو بالمحافط الذي اخذ الامرعلى عاتقه واعتبران القضية قد انتهت ولاتستحق الاهتمام. الا ان نفس المحافظ عاد واتصل واخبرالسيد حاجو ان الامر اكبر منه ويتعداه هو ووزير التربية ايضاً، وان الحل هو بيد رئيس الحكومة السورية حصراً والذي كان وراء قرار نقل الاستاذ عزت. اتصل حسن حاجو برئيس الحكومة الذي اعتذر لعدم تمكنه من تغيير قرار نقل الاستاذ مع ذكر الاسباب.عندها ظهرت الحقيقة والتي كانت كالتالي كما رواه السيد فلو: قائد كتيبة الجيش التركي على الحدود رفع تقريراً الى رئاسة الاركان يتضمن المعلومات المتعلقة بالعلم والنشيد الكردي. جواسيس الدولة التركية كانوا منتشرين في المنطقة الكردية وكانوا قد نقلوا تفاصيل المعلومات حول الاستاذ واجتماعه الصباحي الى اسيادهم. التقرير وصل الى مجلس الوزراء التركي عن طريق وزارة الدفاع ودوائرالاستخبارات. الحكومة التركية وعن طريق وزارة الخارجية طالبت الحكومة السورية بابعاد الاستاذ عزت فلو عن الحدود مسافة 50 كم مع التهديد بالحل العسكري.
الحكومة السورية كانت ضعيفة ورضخت للامر رغما عن ارادتها.
استمرالاستاذ الجليل سرده قائلاً: طلبني حسن حاجو وعند لقائي به قال: لابد من تنفيذ الامر وقضيتك هي اكبر بكثير مما كنا نتصور وفجرت ازمة بين دولتين."

استقال الاستاذ وعمل موظفاً في دائرة الميرا مكتب بيع وشراء الحبوب حتى نهاية العام. اجيال كثيرة لا تعرف حتى الآن ماذا كانت عليها الامورعند تشكيل الدولة السورية الحالية بدءاً من عشرينيات القرن الماضي وما بعدها، ولهذا نجد هذا التجني على جيل الأجداد وهم لا يعلمون ان تركيا وبريطانيا وفرنسا كانوا ضد اي حراك كردي، بل كانوا يحاربون وبكل شدة اية نوايا تحمل فكرة تشكيل كيان كردي.

1930 ابعاد القادة الكرد السوريين في الجزيرة وكوباني من تنظيم "خويبون" اي الاستقلال الى المنفى باتفاق تركي فرنسي وذلك بسبب تقديم الدعم الى الثورة الكردية المسلحة في جبل آغري على الحدود الايرانية التركية.

في الاربعينات فرض نقل استاذ مدرسة باوامر تركية.
1958 ابعاد الموطفين الكرد من منطقة الجزيرة.
1962 سحب الجنسية من المواطنين الكرد.

منذ 1963 تم تطبيق الحزام العربي حتى الآن ودائماً بالتنسيق مع الدولة التركية والبقية معروفة......

ما اشبه اليوم بالبارحة....

تركيا لاتزال تسير على نفس الخطى في محاربة الكرد.اهم الاجندات التركية في فيضانات المؤتمرات السورية التي تنعقد على اراضيها هو تهميش الكرد ومنعهم من الحصول على حقوقهم القومية المشروعة في سوريا.

الموقف التركي من السلطة او المعارضة تحددها القضية الكردية وموقف هؤلاء منها.

د.بنكي حاجو
طبيب كردي سوري

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
البشير
نذير -

تحية حب وتقدير لك يا الاستاذ الجليل ومقالتك جديرة بالاهتمام والاهم انه نذير وبشير !؟.انني اؤمن بالله ايمانا قويا وشديدا وان كل من ظلم الكورد انتقم الله منهم جميعا شر انتقام وبدون تمييز بدأ بمهندس ألتآمر هواري بومدين رئيس جمهورية الجزائر حيث اصاب بمرض عجز الطب الحديث من علاجه وشاه ايران وافاه الاجل لم يجدوا مكانا ليدفن فيه واخيرا دفن في مصر,و صدام حسين الذي لم يبخل في استعمال كل الاسلحة التي كان يمتلكه!؟.لكن ماذا حل به وبكل مجرم ساعده في اجرامه تجاه الكورد آلآمنين في عقر دورهم!؟.لكن انذر وابشر بأن لكل بداية نهاية كل من تعاون وشارك في قتال الكورد انتقم الله منهم جميعا من السودان واليمن و سوريا ولا اود ذكر المزيد كل من ارسل قوات لمحاربة الكورد ابيد تلك القوات ولم يرجع منهم سوى بعض التوابيت واتاهم الانتقام من حيث لايدرون!.بشرى وانذار للحكم العلماني الاسلامي في تركيا كم مرة من المرات جنحت حزب العمال الكوردستاني الى السلم وايقاف القتال من طرف واحد دون اكتراث الجانب التركي بايجابية تلك الخطوات السلمية من الطرف المقابل ولم يكتفي الحكم العلماني الاسلامي التركي بالقيام بحملات عسكرية برية وجوية داخل الجمهورية العراقية وبالتحديد في كوردستان العراق! لكن الى متى!؟.الا يتوقعون انتقال الحركة من العسكرية الى حركة سلمية داخل تركيا كما حصل في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن وابشرهم وانذرهم عندما تبدأ هذه الحملة والثورة السلمية لن يستطيع اية قوة عسكرية الوقوف بوجها ولقد اعذر من انذر وبذلك سيتقسم تركيا الى عدة دول تركية وكوردية والله اعلم !؟.شكرا لايلاف لتكرمه بنشر التعليق مع بالغ التقدير.

البشير
نذير -

تحية حب وتقدير لك يا الاستاذ الجليل ومقالتك جديرة بالاهتمام والاهم انه نذير وبشير !؟.انني اؤمن بالله ايمانا قويا وشديدا وان كل من ظلم الكورد انتقم الله منهم جميعا شر انتقام وبدون تمييز بدأ بمهندس ألتآمر هواري بومدين رئيس جمهورية الجزائر حيث اصاب بمرض عجز الطب الحديث من علاجه وشاه ايران وافاه الاجل لم يجدوا مكانا ليدفن فيه واخيرا دفن في مصر,و صدام حسين الذي لم يبخل في استعمال كل الاسلحة التي كان يمتلكه!؟.لكن ماذا حل به وبكل مجرم ساعده في اجرامه تجاه الكورد آلآمنين في عقر دورهم!؟.لكن انذر وابشر بأن لكل بداية نهاية كل من تعاون وشارك في قتال الكورد انتقم الله منهم جميعا من السودان واليمن و سوريا ولا اود ذكر المزيد كل من ارسل قوات لمحاربة الكورد ابيد تلك القوات ولم يرجع منهم سوى بعض التوابيت واتاهم الانتقام من حيث لايدرون!.بشرى وانذار للحكم العلماني الاسلامي في تركيا كم مرة من المرات جنحت حزب العمال الكوردستاني الى السلم وايقاف القتال من طرف واحد دون اكتراث الجانب التركي بايجابية تلك الخطوات السلمية من الطرف المقابل ولم يكتفي الحكم العلماني الاسلامي التركي بالقيام بحملات عسكرية برية وجوية داخل الجمهورية العراقية وبالتحديد في كوردستان العراق! لكن الى متى!؟.الا يتوقعون انتقال الحركة من العسكرية الى حركة سلمية داخل تركيا كما حصل في كل من تونس ومصر وليبيا واليمن وابشرهم وانذرهم عندما تبدأ هذه الحملة والثورة السلمية لن يستطيع اية قوة عسكرية الوقوف بوجها ولقد اعذر من انذر وبذلك سيتقسم تركيا الى عدة دول تركية وكوردية والله اعلم !؟.شكرا لايلاف لتكرمه بنشر التعليق مع بالغ التقدير.

virus
abu alabed -

خارج الموضوع

virus
abu alabed -

خارج الموضوع