خلاصات في السياسة والفكر..

يعتبر كتاب هادي العلوي "خلاصات في السياسة والفكر السياسي في الاسلام" الناشر المدى، ط 4، 2004 ضمن الاعمال الكاملة له الى جانب كتاب "الاغتيال السياسي في الاسلام" الصادر عن مركز الدراسات الاشتراكية في العالم العربي عام1988 ثم كتاب "من تاريخ التعذيب في الاسلام" عن نفس المركز عام1986.
الكتاب الذي بين أيديناعبارة عن قراءة في التاريخ السياسي للمسلمين، عرض برؤية نقدية متجردة من النظرة المقدسة للأشخاص، يحلل - الكاتب - ويخوض في سلوكات ومواقف سياسية، ويربطها بالفكر السياسي المعاصر، مدليا بأفكاره الجريئة، والكتاب يتألف من مدخل وخمسة فصول؛ وفيما يلي نعرض لملخص لأهم ما جاء فيه من آراء وملاحظات.
تناول في المدخل مفهوم السياسة، الذي على وزن فعالة من ساس يسوس، وجمعه القدماء على ساسة، ولم يرد مصطلح "سياسي" بالمعنى المعاصر؛ لأن السياسة عندهم هي الحكم، واستعمل القدماء مصطلح "دهاء" لمن يملك قدرة أو كفاءة؛ أي في قضايا الحكم وإن لم يكن حاكم ويقابل الدهاء بالمعنى الحديث معرفة فن القيادة. ويستأنف الحديث: تتفرع السياسة عند المعاصرين إلى فصلين، الفصل الأول ويعني علم الدولة، ويتناول نظريات تكوين الدولة ونشوئها وشكلها وموقعها في المجتمع أو ما سماها "بالدولتيات"، أما الفصل الثاني يفيد فن القيادة وقت الحكم وهو الذي عرف عند العرب بالدهاء وسماه الكاتب "بالدهائيات".
وبناء على هذا التقسيم ذكر بعض رواد، علماء الدولتيات عند المسلمين كالماوردي، وابن خلدون، أما الدهائيات فكتابها هم أولئك من تمرسوا مع الخلفاء، حيث التوفيق بين حاجات السياسة، العملية للحاكم وبين مبادئ العدل، ولخصوا للملوك تجارب الماضين في الإسلام ومن قبله أو عاصره من ملوك الفرس والهند والصين ...(ص70) وقد أورد بعض نماذج للمؤلفات السياسية من كلا النوعين في الفصل الأخير من كتابه وتمهيدا لاقرار منهجه في عرض خلاصاته في السياسة والإعلام، أن دولة الراشدين يصعب اعتبار مجرد دولة دينية فهي دولة بالمعنى المخصوص، ومستهدف نشاطها مجتمع لا معشر، وبهذا الاعتبار وحده يثير لنا فهم الأحداث التي غضب بها تلك الحقبة وتقيم أبطالها بما لهم وما عليهم، ويستدل من تلك الأحداث أن المسلمين الأوائل لم تكن لهم نفس العقيدة التي عندنا عن القداسة الدينية.
ومن هذا المنطلق تتعامل فصول كتابه مع مؤسس الاسلام بوضعهم قادة سياسين واجتماعيين، وذلك بقدر ما يكون البحث في تاريخ الإسلام السياسي وليس في النبوة، فالنبوة مكانها الفلسفة واللاهوت ولا علاقة لها بالتاريخ السياسي.

الفصل الأول: حول تكتيك الدعوة الإسلامية
من النبوة إلى السلطة
بدأ النبي دعوته بأقرب الناس إليه، ثم نهج العمل السري، وفي غضون ثلاث سنوات استطاعت الدعوة، أن تتوسع لتشمل النساء، ثم انتقل إلى النشاط /العمل العلني. مع اليأس من أهل مكة صوب نظره إلى الخارج؛ فعرض دينه على أهل الطائف، وعلى حجاج القبائل العربية، فلم يلق استجابة، فاتصل بحجاج أهل يثرب فاسلموا على يديه وكان بداية المرحلة الثانية في حياة الدعوة، فقرر الهجرة إليها ليتخذ منها مركزا لنشاطاته، فانتقل بذلك يقول: (هادي علوي) من مجرد واعظ ديني إلى القائد السياسي والعسكري للجماعة المؤلفة من المهاجرين والأنصار. بعد الهجرة عمل الرسول على توحيد يثرب عن طريق"
- إحداث الأخوة الدينية محل الأخوة القبلية بين المهاجرين والأنصار والأوس والخزرج
- وضع ميثاق للعمل المشترك بين المسلمين ويهود يثرب يعتمد على المبادىء المشتركة بين الفريقين.
يعد تركيز الرسول على نقط الالتقاء تكتيك حسب هادي- للحفاظ على استمرارية الدعوة. وقد توقف الكاتب في عنوان فرعي، مع الأتباع؛ أي الصحابة الذين ينحدرون من مناطق مختلفة، وبالتالي فتركيبة "الأتباع"غير منسجمة، فالمهاجرون من مكة وقبليا من قريش، والثانية من يثرب وقبليا من الأوس والخرج، والأولى يغلب عليها حرفة التجارة، بينما الثانية الزراعة (بين ملاكين ومزارعين). وانطلاقا من فكرة أن سلوك الإنسان لا يخضع لوازع معين فهو أسير اعتبارات متعددة، يحلل الكاتب دوافع "الأتباع" الذين يشاركون في القتال فيقول: ويكشف تاريخ المغازي عن دور كبير لعبته النفعية إلى جانب الحماس الديني في الحروب التي خاضها "محمد" وكانت قسمة غنائم الحرب قد ضمنت بطريقة ترضي هذا الحافز{بموجب الآية 41 من سورة الأنفال على الوجه التالي: خمس الغنيمة للنبي وأربعة أخماسها للمقاتلين توزعها القيادة عليهم بعد انتهاء المعركة} ويستأنف القول: " وفي كل الحروب كان المقاتلون المسلمون يخرجون من المعركة بنتيجتين: القتيل يرسم شهيدا، والمقابل والعائد يحصل على نصيبه من الغنيمة، وقد ضمن محمد من الجهة الأخرى لذوي القتلى معيشتهم فكان المقاتل يذهب إلى الجهاد وهو مطمئن إلى مصير أسرته من بعده."
إضافة إلى ذلك استخدم بعض أجزاء الإيديولوجية الدينية لتعميق الحماسة وغرس روح التضحية في أوساط المجاهدين من أتباعه، ونلفت النظر إلى القضاء والقدر -حتمية الموت -قدرية الرزق- ربط ما يصيب الإنسان من مصائب بإرادة الله، الصبر والتوكل ... وتفاديا لحدوث انشقاق ونزاع بين الأتباع حسب "هادي" يتصرف الرسول بعدم انحياز ويذكرهم برابطة الأخوة في الإسلام، إضافة إلى ما كان يتميز به من دماثة وحسن الأدب.
في عنوان فرعي بين الأخلاق والسياسة يحلل الكاتب فيه العلاقة بين الأخلاق والسياسة من خلال سيرة محمد صل الله عليه وسلم.
التجسس: نهى القرآن عنه(في الآية 12 من سورة الحجرات)، ومع ذلك يقول هادي مارسه الرسول بحيث كان على علم بما يجري بالمدينة واستشهد بقصة حاطب بن أبي بلتعة، وبما قاله المستشرق المعاصر مونتغمري وات، بأن استخبارات محمد كانت من عوامل انتصاره على قريش وغيرها.
الكذب: محرم دينيا، ولعن الكذابون في القرآن، وكذا في الحديث، إلا في بعض الحالات قد جاءت في حديث صحيح؛ حيث أجيز الكذب في ثلاث حالات: الحرب، والإصلاح بين الناس، وكذب الرجل على زوجته، ويقول هادي استعمل الرسول التورية وهو شكل ملطف للكذب من أجل التمويه على الأعداء.
الاغتيال السياسي: يدخل في باب الغدر المحرم في الشريعة كما أن تقاليد الفروسية عند العرب لا تستسيغه، وأورد الكاتب مثالا يبين قيام الرسول بعكس ما أقرته الشريعة أجاز بعض الفقهاء البيات (وهو الإغارة على العدو ليلا وهي مكروهة؛ لأن النبي لم يبيت عدوا قط).
انطلاقا من أن النبي شن الغارة على بني المصطلق وهم غارون أي غافلون، ويرد هادي على هذا القول بقوله: ربما وقع الخلط بين البيات والمباغتة في هذا الخبر، وقد اعتمد محمد في أكثر حروبه في مباغتة العدو كعامل سوقي يضاعف من احتمالات كسب المعركة ولكنه لم يستعمل البيات.

الفصل الثاني: الخلافة
اجتمع الصحابة بعد وفاة الرسول للتداول في اختيار الخليفة، وقد كشفت المداولات في هذه الأثناء عن انقسام كتلة الصحابة إلى ثلاثة أجنحة: الأنصار/ جناح أبوبكر-عمر/ جناح علي بن أبي طالب وقد انتهت المداولات باختيار أبو بكر. الجديد عند هادي العلوي هو أن ترشيح أبو بكر كان قد تم الاتفاق عليه في حياة محمد وفق مخطط مسبق. ما هو هذا المخطط؟
- تأخير حملة أسامة رغم إلحاح الرسول على إنفاذها، وكان أبو بكر وعمر وبعض أقطاب كتلتهما. ولو تحرك أسامة في الموعد المحدد له وقد صادف موت محمد لكان من المحتمل أن يفلب الزمام من أيديهم. ويضيف أن أسباب رجحان كفة أبو بكر ترجع إلى:
- عدم اتفاق الأنصار على مرشحهم، ثم تخلف على بن أبي طالب عن حضور مداولات السقيفة. هل ما دار في السقيفة يعتبر عملية انتخابية بالمفهوم الحديث؟
يجيب الكاتب عن هذا السؤال، بكون ما جرى لا علاقة له بالمبدأ الانتخابي المعروف حاليا. ومستنده في ذلك؛ أن اجتماع السقيفة لم يكن شاملا لجميع المسلمين، وإنما اقتصر على زعماء المهاجرين والأنصار، ومنه يستنتج أن لا وجود حق الاستفتاء العام، وإعطاء انتخاب رئيس الدولة في مقابل ذلك مفهوما حزبيا.
كيف مارس المهاجرون والانصار مهمة اختيار الخليفة؟
يلاحظ انها لم تكن واحدة: ففي بيعة أبو بكر تجسيد معين للاختيار عن طريق الكتلة الحاكمة، في بيعة عمر استخلافه بوصية من ابو بكر، الطريقة التي اتبعها عمر في اختيار الخليفة من بعده فقدروعي فيها تمثيل الاتجاهين الرئيسين في جناح المهاجرين وهما الارستقراطية القرشية، وجماعة علي. في بيعة علي بن أبي طالب اختير علي للخلافة من قبل الجمهور الثائر. أما خلافة الحسن بن علي فكانت نموذجا لولاية العهد، يعود السبب على أن اختيار الخليفة لم تكن بطريقة واحدة، إلى الافتقار إلى تقليد رسمي يحدد الشكل الذي يصار فيه إلى تحقيق رغبة الأكثرية طبقا لمبدأ الشورى. ثم انتقل الكاتب للحديث عن الشورى ومعناها وتطبيقاتها ليخلص في النهاية أن الشورى الإسلامية كانت مرحلة في تطور الديمقراطية، ولم يتهيأ لها أن تشكل نظاما كاملا قائما بذاته في هذا المجال.

في عنوان فرعي: الخلافة والملكية
يميز بين الخلافة بكونها طرازا من الحكم لا يشبه الملكية، إلا في ناحية واحدة وهي قيام الخليفة في الحكم مدى الحياة، فالخليفة يتصرف في المال تبعا للحق. والملك غير مقيد بهذا الشرط وتختلفان أيضا في طريقة الوصول إلى الحكم، فالملكية تعتمد في انتقال السلطة من السابق إلى اللاحق على ولاية العهد، أما الخلافة فتعتمد على الشورى والفرق بين المؤسستين كان معروفا لدى قدماء المسلمين لذلك فالخلفاءبعد الراشدين كانوا يتحرجون من تسميتهم ملوكا.

الخلافة في أنظمة الحكم اللاحقة
اتسمت بتساهل في الشروط المطلوب توفرها في الخليفة حيث حظيت ولاية العهد باعتراف بعض الفقهاء ( نموذج الأدارسة بالمغرب- والفاطميون بمصر).

مصدر دستوري للحكم
يلاحظ أن حكومة الراشدين بوصفها حكومة "دستورية" من الطراز الذي تكون فيه السيادة للقانون. أما خلافة معاوية بداية الانفصام الحاسم بين الدولة والشريعة.

الفصل الثالث: الخلفاء
تحدث عن الخلفاء الراشدين مشككا في بعض الأوصاف التي اشتهر بها بعضهم. فمثلا أبو بكر معروف أنه لين غير حازم، لكن هادي علوي يفنذ هذا الحكم بدليل أن أبا بكر كان قاسيا في معاملته مع المرتدين. أما عمر فهو يوصف بأنه يمزج في سياسة بين الشدة واللين، وهذا الوصف يعد الصبغة المثالية لرجل الدولة، وكان هادي علوي، يستنتج من خلال تاريخ هذا الخليفة أن رجح الشدة على اللين ويبدو أن الكاتب معجب بفترة حكم عمر؛ لأنه حسب رأيه كان ضمان استقرار سياسي. والعلاقة بينه وبين الجمهور اتسمت بالانسجام.

آفاق الدهاء عند مؤسس الدولة الأموية
توقف عند الحديث عن معاوية باعتباره من دهاة العرب، ليخلص أنه أول سياسي مسلم ينفذ مشاريعه دون مراعاة لمبادئ الأخلاق، وقد أورد أمثلة على ذلك من خلال تنفيذه إغتيال مالك الأشتر الذي سهل عليه انتزاع مصر من علي... وغيرها.
بعد معاوية: بدأت الهوة العميقة التي صارت بين الأخلاق والسياسة عند الخلفاء المسلمين، تظهر بجلاء مع استثناءات بعض القيادات التي مارست السياسة بكفاءة عالية (عبد الملك بن مروان و عمر بن عبد العزيز).
في العصر العباسي: لم يعتمد الحكم العباسي على أصل الدعوة كما في الأوان الراشدي، فقد اعتمد على الموالي من الفرس في إدارة الدولة وتوجيه سياستها. حتى بعد انهيار الحكم العباسي وظهور دول على هامش الدولة العباسية، فإن المعالم الأساسية لهذا الخط ظلت قائمة حتى بعد تلك الفترة وهي:
-المياكيافلية بمبدأيها الجوهرين (الغيابة تبرر الواسطة/ الفصل بين الأخلاق والسياسة)
-البيروقراطية: العزلة التامة عن الجمهور
-قوة الدهاء
-الوعي الحضاري متجسدا في خدمة مصالح التطور في وجوهه المختلفة.
أما عثمان المعروف بأنه الرجل الضعيف، فهذا لا يجده الكاتب من استقراء تاريخ الرجل، فيقر أن عثمان تاجر أكفأ منه سياسيا. ويعتبر حكمه نموذج للحكم على أساس الفئة.
أما علي بن أبي طالب، فقد لاحظ أنه غير حازم، ولا يمكن أن يوصف قائدا من طرازه بأنه سياسي ناجح، يقول رغم افتقاره إلى الحزم السياسي كان شديد التمسك بقضيته الأساسية التي استخلفه ثوار المدينة من أجلها.
تحت عنوان السياسة بعد الراشدية: طبقا لتصور واضعي حديث [ الخلافة بعدي ثلاثون عاما ثم يكون الملك] أنجز معاوية مهمة التحويل الإمبراطوري لدولة المدينة، وقد تم ذلك عبر الإجراءات التالية:
-استحداث مبدأ ولاية العهد
-صيرورة الخليفة امبراطورا يتمتع بمركز خاص وامتيازات ينفرد بها
-تعزيزمبدأ الإستئثار (جعل مال الله دولة بين الجبابرة والأغنياء)
-استكمال الصورة البيروقراطية للسلطة متمثلة في احتجاب الخليفة عن الجمهور.
وعلى جبهة الفتوحات اتبع الأمويون منذ معاوية، سياسة لاأخلاقية مشينة استمرت بعدهم في سلول العباسيين وأعطوا للعالم الخارجي صورة مختلفة عن السابق لسلوك الفرد المسلم.
الفصل الرابع: أطروحات سياسية: ناقش المؤلف قضايا تتعلق بالدولة ومامدى ضرورتها ومجال تدخلها وآفاقه وتأثيرها على الشعب، وقضية الخروج على الدولة أو مبدأ مقاومة الطغيان، والصلة بين الدين والدولة. ثم تحدث عن رجال الدولة بين الزهد والبذخ بدءا من الخلفاء الراشدين، ويختم هذا الفصل الحديث عن أصول الحرب التي يعتبرها أصولا متطورة عن تقاليد جاهلية وأعراف روعيت في حروب الأمم المجاورة.
الفصل الخامس: مؤلفات سياسية
ذكر المؤلف من المؤِلفات السياسية التي اختصت بعرض الوجه القانوني للدولة وقد عرف باسم الأحكام السلطانية، وما يختص بفن الحكم، الدهاء. ويبدأ بكتاب الخراج لأبي يوسف، والأحكام السلطانية لأبي الحسن المارودي ت450) وأبو يعلى الحنبلي ت 458هـ) ثم كتابات ابن المقفع، والجاحظ خاصة "التاج" ثم كتاب المارودي الثلاثة: تسهيل النظر وتعجيل الظفر ونصيحة الملوك، وقوانين الوزارة وذكر كتاب ألفه ملك مثقف بنفسه وهو السلطان موسى بن يوسف أبو حمو الذي حكم في الجزائر من 753 إلى 788 أو 792، عنوان كتابه [ واسطة السلوك في سياسة الملوك]. ثم كتاب عنوانه آثار الأول في ترتيب الدول] للحسن بن عبد الله العباسي (676 هـ). وختم إيراد هذه المِؤلفات بكتاب "عهد الأشتر" الذي قيل أن علي بن أبي طالب أملاه على مالك بن الحارث الآشر حيث ولاه مصر.
وختاما:
تناول الاستاذ هادي العلوي لسيرة محمد تناولا برؤية مادية صرفة، تعتبر محمد كشخص عادي، ينزع عنه تلك القداسة التي لدى المسلمين، ثم يعتبر ما توفر فيه من خصال ومميزات وخصائص؛ قد يتصف بها بعض الحكام سماهم "الحكام الشعبيين" وهو ما صرح به في المدحل كإجراء منهجهي: " ...تتعامل هذه الفصول مع مؤسسي الاسلام محمد وأصحابه وأهل بيته بوصفهم قادة سياسييين واجتماعيين وذلك بقدر ما يكون البحث في تاريخ الاسلام السياسي وليس في النبوة..." كما أراد أن يبرر أن النبي محمد كان رجل دين ووعظ، فانتقل الى رجل سياسة وحكم، ويبرر ذلك من خلال مبحث الاخلاق والسياسة الذي أبان من خلاله مرونة الموقف الأخلاقي الذي أبداه الرسول ، حينما يقدم السياسة على الاخلاق. وبمعزل عن الاتفاق والاختلاف مع الاستاذ الكبير هادي العلوي ؛ فإن الباحث لا يملك إلا أن يقدر اجتهاداته.