ليبيا.. عندما يطيح الجمل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
فجأة، وبقدرة قادر، اعترفت معظم الدول العربية بالمجلس الوطني الانتقالي في ليبيا. بقوا صامتين لأشهر، وكأن شيئا لم يكن هناك. وكأن رصاصة لم تطلق، ودما لم يسال، وكله تمام كما كان الوضع قبل عام من الآن، او اربعين عام.
لكن، وبعد ان تأكد سقوط النظام حملت كل واحدة من تلك الدول حجرا والقته على شوشة النظام الذي لا يعرف أحد كيف سقط ولا أين ذهب.
أنا لست مع القذافي الدموري، لكني لست مع المجلس الثوري الفوضوي. وأنا لست مع الدول التي اعلنت الحرب على النظام لأنه عمل غير قانوني رغم شرعية الامم المتحدة الزائفة، ولست أيضا مع الدول التي ايدت أيضا لأنها لم تكن ترى الحقيقة. أنا لا اريد ان ادعي وسطية لا أملكها، فآخر ما أعرفه عن نفسي هو الوسطية. ذلك ان الأيام قد اكدت لي أن لا وسطية في الدنيا، ولا اعتقدها في الآخرة ايضا. حتى الاديان نفسها لاتقبل بالوسطية فكيف يقبل بها البشر؟
ما حدث في ليبيا كان مهزلة ومأساة فرح بها البسطاء منا. اعتقدنا ان الطاغية قد سقط بيد شعبه. لكن الطاغية ليس وحده من يستحق صفة كهذه في هذا العالم المليء بالطغاة، وهو لم يسقط بيد شعبه على اية حال، بل بيد الناتو. ولولاه لما سقط.
أكره جبروت القذافي وجنونه، لكني أخشى من قادم الأيام، ومن الخوف الذي يعيش في النفوس، وعدم الثقة، والفوضى، والزعامات الوهمية. لكن وبصرف النظر عن رأيي وما أخاف ان يأتي، فقد تأكد لي بأن السياسة الخارجية للدول العربية ليست شبه ميتة كما اعتقدت لحين، بل هي ميتة منذ زمن.
اردوغان زار الصومال دون ان يكلف أمين عام جامعة الدول العربية نفسه زيارتها. مسؤولين من الصين وحتى فيتنام زاروا الصومال دون ان يزورها مسؤول عربي واحد، او نصف مسؤول، فعن أي سياسية خارجية عربية نتحدث؟
من القرن الافريقي الذي أعمتنا ضخامة كروشنا عن رؤية المجاعة، الى ليبيا، مرورا بالسودان ومجازر كارفور، وانتهاء بسوريا، كل ذلك يؤكد ان السياسة الخارجية للدول العربية تشبه الخبز الناشف، يحسب عليك وجبة لا يمكن أكلها.
علاقتنا بما يدور من حولنا له اساسان: الخوف والسطحية، وما حدث في ليبيا دليل حي. فقد بقينا نراقب الخبط واللبط وما يقوله الأقوياء قبل أن نحدد موقفنا. لو انتصر القذافي سندير ظهورنا لخصومه ونسارع لتهنئته غاضين النظر عن دماء الآلاف وكأنهم حفنة بعوض. أما وقد سقط فسكاكيننا تنتظره. إنها صورة نمطية للعقلية المخجلة التي هي مع من انتصر.
نحن ننتظر دوما ما تقول أمريكا قبل ان نحدد موقفا. دون ان نعي بأن امريكا لا تعرف ما يدور حتى في حديقتها الخلفية. ولست أعتقد ان أوباما يملك القوة التي ملكها من قبله اصحاب العيون الزرق الذين جلسوا على نفس المقعد. مع ذلك نسمر أعيننا على شفاهه السمر تنطق بالحكمة، حتى نكتشف ان حكمته "تودي في داهية".
السياسة الخارجية العربية تشبه عصفورا يعتلي ظهر فيل. والفيل هنا هو امريكا. فأين اتجه الفيل اتجهنا معه. العصفور على ضآلته مزعج، والفيل على ضخامته غبي، لكنه يملك القوة على الأقل، وهي ما لا نملكه نحن.
لقد الغت بعض الدول العربية وزارات الاعلام لديها. وثبت انه قرار حكيم. لماذا لا تلغي وزارات الخارجية ايضا. ألا تراه يكون قرارا حكيما آخر؟
التعليقات
احسنت يا كاتب
القذافي -انت يا نقشبندي مواطن صالح و انت مرشح لتولي اللجنة الشعبية العامة في الجماهيرية القادمة لما انطهر ليبيا دار دار و ابقى ابعثلي رقم تلفونك وممكن تستلم المهام من اليوم و نعينك مكان المحمودي البغدادي
سكت دهراً
الهزيمة تشع من داخلك -الاصلع كان عنده اصحاب كثير!
maku shi
7abazbuz -كلام عقلاء لا يفهمه الدهماء . عندما ينزل هكذا مقال للساحه ، لا يسمع كاتبه الا الشتيمه والاتهام بالعماله , لان العرب او العربان لا يعجبهم الا ما يدغدغ عواطفهم ’ لانهم لا يملكون العقول . بارك الله فيك ياسيد العقلاء يا استذانا الكاتب المبجل
الطرح العقلاني
بهاء -تمتليء الصحافة العربية بعد ثبوت انهيار القذافي بالحماسة بمباركة الشعب الليبي وثورته!! كما قال الكاتب كل إنسان كان مع الانسان الليبي المظلوم المقموع من قبل مجنون قوة وحكم ويوءيد ويبارك تحرر الشعب الليبي الحر... لكن التناول الحماسي لما يسمونه (الربيع العربي) بحسن أو سوء نية يغيب حقائق أساسية: لم يكن لثوار ليبيا أن ينتصروا لولا الدعم العسكري للناتو. 2-الدعم العسكري من قبل الناتو، لم يكن حاسما لتسريع الانتصار، بل متباطيء بما يضمن نصرا بطيئا للثوار لكن بثمن فادح. 3-لم ولن يتدخل الناتو محبة بسلام ومستقبل الشعب الليبي بل بنفطه الأسود، فهو لم يفكر ولم يهتم بالملايين الجائعين بالصومال وحرب شباب الصومال الجاهلية، لم ولن يتدخل باليمن التي تعاني وتعاني قبل ثورة ليبيا، لم ولن يتدخل بالقمع الممارس ضد ثورة البحرين، لم ولن يتدخل وسيدعم عددا من أصحاب التيجان والسمو ممن يرثون ثروات وشعوب بلادهم. الناتو لم يتدخل يوم قتل في رواندا وفي ستة شهور فقط اكثر من 600 الف إنسان.... والآن بدء الصراع على تقاسم الكعكة النفطية الليبية!!! ولننتظر ونرى ماذا سيفعل المنتصرون بالسلاخ في ليبيا؟؟ أتمنى فعلا أن يقودوا البلاد لسلام وآمان وحرية... لكن تاريخ الثورة المسلحة وتاريخ التدخل العسكري الغربي لا يبشر بخير مقارنة بما كان.... هناك حراك جماهيري عربي جارف، لكن هناك سلاح ومال وسياسة امبريالية غربية مؤيدة بفقهاء وشيوخ ونفط لاعادة توجيه هذا الحراك الشعبي بالاتجاه الخاطيء... أتمنى أن أكون مخطئا، أحب أن أكون مخطئا برأيي هذا.
ابطال الامه
حسن علي -صدام و القذافي هما ابطال الامه العربيه ورمز عزتها وكرامتها. وهما من اسقطهما الناتو والامريكان
عندما يطيح الجمل
Olevia -Its normal , what else you expect
تحية اجلال
عبدون -كلام لا يصدلا الا عن وسطي بن وسطي كلامك جميل و للاسف فان ثوار الناتو الان يعيدون مقولة جورج بوش الابن يا اما معنا او انك ضدنا ايثورة بالله عليك هذه التي يحتفل بها و اكثر من خمسين الف ليبي قتلوا من الجهتني معا وشاركت في هذه الحرب الاهلية ازيد من ربعين دولة منهم من شارك في السماء و على الارض