أصداء

استكمالا لمقال هل يفهم المسؤول خطاب المرجعية الدينية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

المقال الذي كتبته قبل يومين في ايلاف تحت عنوان هل يتابع المسؤول ويفهم معنى خطبة المرجعية لايام الجمع، حمل اكثر من معنى في حدود مساحة تصحيح الاخطاء وكيفية ترميم البيت العراقي في الاطار الجمعي التعاوني، ومن جانب اخر فقد ركزت في المقال على الاسس الكفيلة بأصلاح الوضع المتردي في العراق انطلاقا من خطبة السيد احمد الصافي الذي حددت ابعاد المشكلة العراقية وبالأخص تهاون وتقاعس الكثير من المسؤولين في الدولة والحكومة، وأعطت الحق كل الحق للمواطن العراقي في ان يطلب مايشاء ضمن المشروعية الدستورية التي كفلت حقه المطلق، وقد وردتني عدة ردود تعبر وللاسف عن نظرة ضيقة وفيها بعض التوتر والانحيازية والتفرقة على الاساس الطائفي البغيض، وتتهمني بعضا من هذه الردود في كوني اروج للمذهب الشيعي ولسماحة السيد علي السيستاني، علما بأن المقال لم يتطرق مطلقا لا للشيعة ولا للسيد السيستاني، انما جاء في كل معانيه معبرا عن دلالات التقاعس الوظيفي وسرقة المال العام وانعدام الثقة بين المسؤول والشعب ومن ثم الدعوة لايقاض الضمائر والتحلي بالروح الوطنية والانسانية التي تخدم العراق والعراقيين.

انني في الوقت الذي تحمست للرد على تلك الردود انما اردت ان اجعل من هذا الرد بمثابة مناقشة لقضية افتعلت بعد الاحتلال لاهداف وغايات محددة وكادت ان تقتل شعب العراق، الا وهي تمسك البعض بالطائفية البغيضة، فبعض الردود التي وردتني كانت وللاسف تحمل او تعبر عن هذا النفس، في حين جاءتني ردود اخرى تؤيد ماجاء به المقال وتتمنى ان ينهج الجميع ذات النهج الذي حمله خطاب السيد الصافي في الحدود الاصلاحية، في حين عبرت بعض الردود عن تجاوبها لما جاء به المقال بعد ان عرف كتابها انفسهم انهم من اشقائنا العرب السنة، وكم افرحني ذلك واكد قناعتي التي طالما راهنت عليها في اسوء الظروف التي مر بها العراق من ان العراقيين سوف لن ينساقوا الى هاوية الظلام المفتعل وسوف ينتصرون فعلا للحق كونهم عراقيون يجمعهم دين واحد هو الاسلام ويتعاملون بمنتهى الاحترام لكل المذاهب الاسلامية دون تفرقة تذكر، وللعلم والحقيقة، فأن من نبهني الى خطبة الجمعة المعنية في المقال وفي اتصال هاتفي هو صديق عزيز اكن له منتهى الاحترام وهو من اخوتنا من المذهب السني، وقال لي بالحرف الواحد اقرأ خطبة الجمعة فقد تشكل لك فكرة مقال، لأنها خطبة مهمة في معالجة الشأن العراقي، هذه هي الروح العراقية السمحاء والتي تعبر خير تعبير عن صدق العراقيين في مشاعرهم تجاه بعضهم البعض ودون التحيز لهذا المذهب او ذاك، وفي المقابل فأنا عندما اكتب او اتحدث او اناقش، لايمتلكني اي شعور ذاتي حول انتمائي المذهبي الذي يسيطر على افكاري من منطلق انحيازي، فلا امقت هذا الاتجاه فقط، بل اعتبره حالة شاذة تشتتنا نحن العراقيين وتبعدنا عن قيمنا ومبادئنا الاسلامية ومعاني الرسالة المحمدية السمحاء.

اليوم وفي هذه المرحلة الحرجة التي يمر بها البلد يجب ان نتحسب لكل الاخطار التي يمكن ان تواجهنا، ولازالت خيوط المؤامرات تحاك ضد العراق، وتفكر كل دوائر المؤامرات باساليب مبتكرة بل وبعضها قديم لكنه مجرب لقتل العراق وشعبه الوفي، ومن بين اهم هذه الاساليب هي الطائفية، فأستغلالها في تقدير تلك الدوائر يمكن ان يشق الصف العراقي ويشتت البلد، وفي ذلك دلالة على ضعف القيم وتهاون الارادات وتفكك التلاحم، وهذا من المؤكد لايرتضيه اي عراقي مهما كان انتمائه لأنه سحق وتدمير لكل تأريخه وحضارته واصالته، ومن يرتضي بهذا الحال من العراقيين لا قدر الله فينبغي ان يسحق هو اولا ويشطب من سجل الشرفاء الذين كانوا ومايزالون هم سند العراق في الآخاء والتلاحم والتكاتف بغض النظر عن الدين او المذهب او القومية.

خلاصة القول، سأكتب عن اية ظاهرة ايجابية ومن منطلق وطني لايوقفني اي سبب كان يتعلق بمصدر هذه الظاهرة، سواء اكان شيعيا ام سنيا، صابئيا ام ازيديا، مسيحيا ام يهوديا، عربيا ام كرديا او تركمانيا، المهم ان تكون نابعة من الحس العراقي والانتماء الوطني ومعبرةعن المصلحة الوطنية والارادة الشعبية ورافضة لأي شكل من اشكال الطائفية والعنصرية، فليس لدي اي انحياز على الاطلاق لأي من المكونات المذكورة، انما انحيازي الوحيد الذي لا احيد عنه مهما كان الثمن، هو انحيازي للوطن والشعب فقط.

كاتب ومحلل سياسي - عمان

Abdaa2_2@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
رد
د.سعد منصور القطبي -

أخي الكاتب ان المرجعية ساهمت بشكل اوبأخر بالكوارث التي حلت في العراق بعد تحريره من طغمة البعث سنة 2003 ولو ذكرت لك كل شيء بالتفصيل لأحتجت الى مجلدات واكتفي بواحدة فقط فعندما قامت القوات ألأمريكية بقتل احد ألأرهابيين داخل الحدود السورية أقامت المرجعية الشيعية الدنيا ولم تقعدها وأصرت على اضافة بند للأتفاقية ألأمنية بيننا وبين امريكا ينص على عدم استعمال ألأراضي العراقية للأعتداء على الدول المجاورة والمرجعية الشيعية لاتعتبر قصف ايران وتركيا للعراق أعتداء من الدول المجاورة على العراق ولاتعتبر ارسال ألأسلحة من ايران أعتداء على العراق ولاتعتبر أرسال ألأنتحاريين من سورية الى العراق أعتداء من الدول المجاورة على العراق كذلك قطع ألأنهار عن العراق الذي هو عمل غير قانوني اولا وغير شرعي فلماذا تشتم المرجعية الشيعية جيش يزيد لأنه منع الماء عن جيش الحسين عليه السلام وفي نفس الوقت تسكت عن قطع ايران وتركيا الأنهر عن العراق لأن كلمة المرجعية مهمة جداو يجب ان تقول كلمتها وهو حرمة قطع ألأنهر عن العراق وتحرج القيادة ألأيرانية التي تدعي انها نظام اسلامي لكن المرجعية لاتفكر بمصلحة العراق اما ماتسمعه في خطبة الجمعة من ممثليها فهو كلام عام عن نقص الخدمات كلنا نعرفه .

الكاتب على حق
دكتور حسين -

أنا ضد المرجعيات بشقيها الشيعي والسني عندما يتعلق الامر بفرض بفرض رأيها على المواطن العراقي ولكن وكما ذهب اليه السيد الكاتب عندما يتعلق الامر بمصلحة عراق متحضر لا فرق فيه بين الواحد والآخر الا بالقدر الذي يحرص عليه سليما خالي من بؤر الفساد والشعوذة عندها فقط ساكون مع المرجعية فالكاتب على حق .... يجب ان تصدى لمن يتصدى للعراق حتى وان كان مقدسا ونعاضد من يعاضد العراق حتى وان كان مدنسآ فالعراق المتحضر اولا وما بعده لا يهم;

عراقي وبس
محسن كريم -

عندما يصبح للعراقي من الأقليات نفس حقوق و امتيازات الشيعة و السنة فعند ذلك يمكن للواحد ان يقول انه عراقي و يفتخر بعراقيته والا فلا تترجى ان يصبح براس العراق خيرا ، و الغريب ان الكاتب الذي يعتز بوطنه العراق يقول في مقالته ان العراقيين يجمعهم دين واحد هو الإسلام و هو بجرة قلم بسيطة مسح من خارطة العراق السكانية ما لايقل عن مليون شخص ( و ربما عددهم كان يفوق المليونين قبل عقد من الزمان ) من هم ليسوا مسلمين فهل يعقل ان الكاتب لم يسمع بوجود الأقليات في العراق او انه ناتج من العقلية الإقصائية التي تربى عليها و التي تصر على تجاهل المكونات الصغرى و اصبح من المألوف عنده عدم الإشارة لها ام انه لا يريد ان يقلل من طابع العراق لو انه اشار الى وجود اقليات في العراق وليس فقط مسلمين و ربما يعتبر مليون شخص او اكثر عددهم قليل و لا يستحق الإشارة لهم و ه وبهذا العقلية لا يختلف عن الإرهابيين الذين يفجرون الكنائس و يهجرون ابناء الأقليات الأخرى من العراق ، فأما الكرامة تكون لكل العراقيين و بغير تمييز و لا فرق بين كرامة المسيحي او الصايئي او اليزيدي عن كرامة المسلم او لن يكون في العراق كرامة لأحد الا للقوي و سيبقى منطق القوي ياكل الضعيف سائدا فيه

العراق قبل المذهب
عراقي من الأقليات -

تمنيات الكاتب لا تغير من واقع الحال ففي العراق قلما يوجد عراقي يعتز بعراقيته قبل مذهبه و العراقي العامي البسيط يعتز بمذهبه كنوع من انتماء الى مجموعة اثنية يشترك معها في اهم مقدساتها و عواطفها و كنوع من الإستقطاب العشائري و العاطقي ربما لأن انتماءه هذا يجعله يحس انه اكثر امانا من الإنتماء للعراق و هو محق في ذلك في مجتمع القوي فيه ياكل الضعيف و كدليل على كلامنا هذا فالأنتماء العراقي لأبناء الأقليات لم يحمهم من ظلم و اعتداءات الأغلبيات عليهم و الأقليات يعتبرون غرباء في وطنهم و لا احد يعتد بهم و المسلم الهندي و الأيراني و السعودي و الكويتي لهم الأولية عليهم لهم حظوة و مكانة معنوية اكثر منهم ،