أصداء

السوريون قلقون لقلق الجامعة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

لم تكن زيارة الأمين الجديد للجامعة العربية موفّقة بالمقاس الشعبي السوري حين زارها في تموز الماضي، فقد افتتح الرجل زيارته بالانحياز الواضح لمصلحة النظام على حساب أحزان ودماء مئات السوريين الذين تساقطوا شهداء، أو غُيّبوا، أو اعتقلوا، وعذبوا، وأهينوا، منذ أواسط آذار الماضي وإلى الآن،فقد توضّح للسوريين أن الأمين الجديد الذي خرج من رحم ثورة الشباب المصري يحابي النظام، وأبدى إعجابه الشديد بمسيرة " الإصلاحات" والمراسيم التي يصدرها، ورأى أنها كافية ووافية قافزاً على كل هذه الدماء التي سالت، ومازالت تسيل.

لذا، كان طبيعياً أن يتصدّر اسمه واجهة انتفاضات السوريين حينما كتبوا بألم وحسرة: يا ليتك لم تزر بلدنا!! ولست نبيلاً ولا عربياً، وسطر هؤلاء بيانات نعوة ووفاة الجامعة العربية.

شعر السوريون المنتفضون أن العربيّ جاء ليبارك للنظام ما يقوم به من قتل وتنكيل وتحشيد جيش جرار مُجهّز على أرفع مستوى قتالي، تدعمه الدبابات والمدافع والحوامات لقتل السوريين، وكان ينتظر منه السوريون خلاف ذلك، وخصوصاً أنه وصل إلى ما وصل إليه من مركز ومنصب على بركة دماء وتضحية الشعب المصري من أجل الظفر بحريته وكرامته، وهو ما تحصّل عليه، وطوى صفحة مؤلمة وسوداء من تاريخه العريق الذي يمتد لآلاف السنين، وأبدى العالم أجمع إعجابه بتلك الثورة الشبابية التي دكت حصون نظام أمني دموي أخرسَ البلاد والعباد وحجّمت مصر في صورة شخص.

إلى اللحظة، ما زالت الجامعة إن في العهد الجديد، أو عهد عمرو موسى الذي تفلسف في لفظة القلق بشكل مثير للاستهجان و" القلق" حينما قال بما معناه: نحن قلقون والقلق يساورنا وكلنا قلق والقلق يأكل أصابعنا حينما ننظر إلى ما آلت إليه الأوضاع في سوريا، وكاد أن يغمى عليه لشدة القلق الذي انتابه في مؤتمره الصحفي قبل أن يودّعنا طامحاً وطامعاً في كرسي الرئاسة في مصر المحروسة.

لقد تعب، بل قلق السوريون، وهم يشعرون بقلق الجامعة المتزايد بشأن التطورات في سوريا، ودعوتها الكريمة إلى" الوقف الفوري لجميع أعمال العنف ضد المحتجين".
فموقف الجامعة حتى مساء السبت الماضي بدا قلقاً ومتحفظاً والانقسام كان على أشده بشأن الأوضاع في سوريا، وكان واضحاً عدم اهتمام النظام بكل ذلك الاجتماع، وخفف من التمثيل الدبلوماسي للحضور في شخص المندوب الدائم رغم أن الاجتماع كان على مستوى وزراء الخارجية لا المندوبين الدائمين للدول العربية، ورفض النظام قبول لجنة وزارية من مجلس الجامعة العربية الذي اختلف في الشأن السوري حتى ساعة متأخرة من الليل، حيث تبدى الاعتراض بعض بنود "المبادرة العربية" وتم اعتبارها تدخلُّاً في شؤون البلاد.
إذاً: القلق والانزعاج العربي مازال على أشده، لكن هذا القلق هل سيتكفل بتحريم قتل السوريين يومياً في الفجر والظهر والمساء وأيام الجمع وكل لحظة؟؟

هل هذا القلق سيفتح صفحة جديدة بين النظام والمعارضة على "قلق" أن سوريا برمتها نظاماً ومعارضة مرشحة لمصير أسوأ وأيام سوداء إذا استمر هذا المسلسل المرشح لتكونَ طويلةً حلقاتُه وأحداثُه.

هل سيقرر النظام سحب قطعات الجيش والشبيحة، وسيرسل الأمن لحماية المظاهرات الشعبية لا ضربها بالنار والحديد طالما أن قانون التظاهر الجديد يحمي هذه الجموع!! كما يحمي بالقدر عينه مسيرات التأييد التي تملا الساحات الكبيرة حينما يراد لها أن تكون.

هل سيقرر النظام الضرب بأيد من حديد لكل من تسولت له نفسه بإراقة دماء السوريين، وهل سيتقدمون لمحاكمات علنية شفافة تعيد الطمأنينة والأمان للسوري في أنه يعيش في بلد يحمي كرامته لا يهدرها، ويحمي حياته لا يُرخّصها، وأن ثمة قانوناً يستظل الجميع بظله.

يبدو أن الرسالة لم تكن بالقوة التي لمّح إليها مراقبون سياسيون أو بعض المصادر الدبلوماسية العربية التي زعمت أن رسالة " قوية ستبعث إلى دمشق بضرورة الحفاظ على" الدم السوري وضرورة وقف نزيف الدم، والبدء في حوار جدي مع كل أطياف الشعب والقوى السياسية".

بشديد الأسف ربما لا يملك السوريون في هذه اللحظة مسكنات تعيد الهدوء والراحة إلى قلق الجامعة العربية، وتخفف من توترها الواضح، وارتجاف أصابعها وتسارع نبضات قلبها، وإلى أن يملك السوريون ذلك المورفين الساحر المهدئ سيشكرون الجامعة وأهلها، وبالطبع ستشهد الساحات والحواري والمدن والأرياف السورية المزيد المزيد من سفك الدماء، والمزيد من تعقيد المشكلة.. لسبب بسيط وهو أن النظام لا يرى غير التصعيد الأمني وسيلة أنجع!

يقيناً أن زيارة "العربي" المرتقبة الاثنين ستضاف إلى سلسلة زيارات ومقابلات و" نصائح" ورسائل واتصالات سابقة وقادمة أيضاً لم، ولن تجد طريقها إلى وقف هذه الدماء، وسيستمر مسلسل "تأديب " المخربين والمندسين وأمراء الإمارات الدينية، إلى أن يتوبَ هؤلاء، ويعودوا إلى تقبيل وعشق العصا التي أدمت حناجرهم وأصابعهم وأقلامهم وتطلعاتهم منذ سنوات كثيرة.

وسيظل السوريون وحيدين يواجهون مصيرهم بصدورهم العارية، دون أن تعيد الإدانات والبيانات الدفء إلى أرواحهم التي قررت أن تكون أرواحاً حقيقية لا أرواحاً من الكريستال.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لا فائدة
رامي عبدالحميد -

حقيقة كل هؤلاء الكتاب المحترمين يتعبون أنفسهم ويسيلون حبر أقلامهم وكانهم يحاربون طواحين الهواءيا أخي هذا النظام لن يسمع لاحد وهو ماض في طريقه الإجرامي وهو قتل الشعب السوري وقتل الشعب السوري والعرب العاربة والمستعربة تتفرجوبصراحة تخاف من جرائم هذا النظام وو الموضوع بحاجة لتدخل نيتو أو أطلسي حتى يرعوي هذا النظام وشاهدنا كيف انه عاد مهزوماً من لبنان حينما خرج أمر على المستوى الدولي.. وجر أذيال العار والخيبة..النظام السوري سيظل يقتل طالما ان رد فعل المجتمع الدولي على مستوى التنديد والإدانة والاستنكار.. للأسف سيسل الدم السوري كثيراً

مرحبا جامعة عربية
يوسف محمد الهوتي -

بصراحة الشعب السوري لا يتوقع أية بادرة حل من الجامعة العربيةلان ويقول لها الشعب السوري صح النوم يا جامعة عربية بعد مقتل أكثر من 3 آلاف سوري واعتقال عشرات الآلاف وتهجير عشرات الآلافالسوريون يخوضون هذه المعركة الصعبة مع نظام الطاغية الأسدي بمفردهإنها ثورة اليتامىوسينتصر الشعب السوري في النهايةأبشر النظام في سورية بذلكلان الشعوب هي الاقوى وهي على حق دائماًوالأنظمة الإرهابية مصيرها زبالة التاريخ

هدم المآذن
جيمس بوند -

حصلت على معلومات من اعلى المصادر التابعة لاحدى السفارات السورية في الخارج واحببت ان اضع تلك المعلومات بين يدي اصحاب الشان وهذه المعلومات تفيد ان بشار الاسد والحلقة الضيقة حوله اتخذوا قرارا بدخول الجوامع وهدم المآذن وتدنيس المساجد والاعتداء على خطبائها لضرب كل ما يمت للدين الاسلامي بصلة لاقناع الغرب واسرائيل بان النظام مستعد ليفعل اكثر من ذلك مقابل بقائه بالسلطة .كما ان مبعوث رسمي خاص جدا للاسد التقى في اسبانيا بشخصية قريبة من الموساد الاسرائيلي ولمح له بان الاسد على استعداد في المرحلة المقبلة لضرب الاسس المتينه لحزب الله والتخلص من نصرلله والمساعدة بالقضاء على كل الحركات الاسلامية في المنطقة ومن بعدها دخول المنطقة برمتها بسلام مع اسرائيل ..؟؟؟.الامضاء جيمس بوندسري جدا

نريد تدخل خارجي
تمام شحود -

الشعب السوري قرر مسح الطاغية و عصابته عن وجه الخارطة السورية و نحن لا نأمل مساعدة أحد . و لكن إذا حدث أن اتفق النيتو على توجيه ضربة للعصابة فأهلاً و سهلاً.

لانحتاج الى الجامعة
رهف -

لا نحتاج الى هذه الجامعة العربية المهترئة والعاجزة وهذا العربي المنافق والقلق . نريد تدخلا دوليا يحمي السوريين من آلة البطش الاسدية لتعرف الاسد كم هو ..متهالك وكذبه المتواصل واستخدامه للسلاح ضد شعبه

قلق القلق
سميرة محاسن -

بتقديري القلق الأكبر يعاني منه النظام السوري حالياًالنظام قلق على مصيره رغم إيحاؤه أنه مازال قوياًيظهر التماسك لكنه متهالك ومتهالك في القريب العاجللذا القلق هو الشيء الوحيد الذي يشعر به النظام.. ويرى الكوابيس جراء قتله لآلاف السوريين الأبرياء

عروبة اللانظام
سوري وطني -

المهزلة ان اللانظام الذي يؤمن بالعروبة و بوحدة المصير يرفض حتى طرح مبادرة من العرب!!!!!!!!!!!!! هذا دليل على ان هذا اللانظام لا يؤمن الا بسفكه دماء شعب مسالم اعزل ,,هذه هي الحقيقة

نداء عاجل....
الهدهد السوري -

‎نداء "للمتظاهرين الذين يتكلمون بإسم الشعب السوري كله": لا تحكي بإسمي وأسمك همي مالو متل همك.... أنا همي التعمير وأنت همك التدمير لا تحكي بإسمي وأسمك... قلبي مانو متل قلبك... قلبي مليان بحب سوريا الكبير وقلبك ناوي يكسر سوريا تكسير ....لا تحكي بإسمي وأسمك... دمي مالو متل دمك.....دمي دم سوري أصيل ودمك معكر تعكير فرجاءً لا عاد تحكي بإسمي وأسمك... أسمي "عاشق البلد" وأسمك "مخرب هالبلد"....فرجاءً أحكي بإسمك وبس