يا مَنْ تُؤلِّه (بشار) ماذا تكونُ أنت؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ألِكَونِ بشار إلها راح يهدم مساجدَ الله، ويدنِّس المقدَّسات، بعد أن سمح بترداد مقولة:" لا إله إلا بشار"؟! إذ ليس غريبا على من اعتقد ألوهية حاكمه أن يُقصي المعتقدات المناقضِة؛ فلا شرك في الآلهة، إنَّه إلهٌ واحد!
هذه الحالة جديرة بالتحليل، من جهة من يرددها، ومن جهة الذي يطرب لسماعها.
إن فكرة خضوع الإنسان، حتى للإله الحق، لا تزال تلقى تمردا؛ فمِنْ الناس مَنْ لا يستسيغ الخضوع، مع أنها حاجة فطرية راسخة في الوجدان الإنساني، وفي تاريخ البشرية، فما مِنْ مجموعة بشرية، على مر التاريخ، إلا قدست وعبدت، وإن اختلفت الآلهة المعبودة، لكن كل ( الآلهة) كانت في عيون عابديها عَليَّةً، فائقة القوة؛ حتى تدفع العُبَّاد إلى أن يتخذوها ملاذا، ومعينا.
فهل رأى مؤلِّهو (بشار) فيه تلك القوة الفائقة، والجبروت فوق البشري؟
بكل بساطة أنا لا أرى ذلك فيه، ولو أمعنتُ النظر، لا أرى فيه حتى القدرات المتميزة في الشخصيات القيادية؛ فليس فيه كاريزما الزعامة، ليس فيه مما كان للرئيس الراحل، جمال عبد الناصر، من شخصية آسرة، وقدرات خطابية كانت تسيطر على أفئدة الشعوب العربية، وتترقب خطاباتِه، بكل تعظيم.
ولا نجد في شخصية (بشار) حتى ما يضاهي حضور الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، وخطاباته المجلجلة التي طالما جذبت إليه الأسماع والأبصار والقلوب، في البلاد العربية، سُنيِّها وشيعيِّها، دون فروق تذكر.
فهذا الشاب الذي لم تكن لديه رغبات واضحة في السلطة، ولا استعدادات كافية لتسلمها، وإنما حَكَم عليه القدر، وعلى والده من قبل أن يزج به في معمعة السياسية، والدولة، هذا الشاب قليل الخبرة السياسية، والدهاء الشخصي، أمْيَلُ إلى التنظير، والتفلسف، منه إلى حنكة الساسة، ودرايتهم. لا نقول إنه متواضع الذكاء، ولكنه قد يصلح لمجالات غير أن يكون حاكما، ولو أن مقدرات الدولة كلها وضعت تحت إمرته، وخبرات القيادات ظلت رافده، وربما، كان تحت تأثيرها، حتى شكك الكثيرون، في قدرته على (الإصلاح) فيما لو أراد.
فكيف قفز أولئك المؤلِّهون ببشار إلى رتبة الإله؟!
قد لا تلامس قلوبُهم أدنى قناعة بفحوى ما يلفظون، إنما هي عبارات ثأرية انتقامية، كيدية، ليس إلا، نكاية بمن يسفّه زعيمَهم، وفي هذه الحالة تكون تلك التعبيرات علامةً على استشعار نقص كبير، بمقدار ما فيها من مبالغة؛ فلم يكونوا ليبلغوا به مرتبة الإله، إلا وهم يرونه ينقص عن مَلْء منصبه، ومكانته المفترضة.
وأما إذا آمنوا، أو بعضُهم بألوهية بشار، وأنه فوق البشر؛ فهذا يتطلب منهم أن يتقدموا له بأسمى آيات التقديس، وأخلص طقوس العبادة.
ولكن، أمَا وهو، لا يطاول الزعماء الكبار، فضلا عن أن يُخشى منه (مزاحمة) الله؛ فكيف هي أحجام من يؤلهونه؟! فإذا كان بشار إلههَم؛ وهو في مستوى الأرض، يمشي عليها، وقد تسوخ أقدامُه فيها؛ ففي أي أرض ينبغي على عُبَّادِه أن ينخسفوا؟!
لا شك، أن هذه العبارات المؤلِّهة ليست شاذة، ولا حالات فردية، إنها تعكس عقلية النظام وكثيرين من أتباعه، والسياق العام للحالة يؤكد ذلك؛ فالقتل وحشي لمن تجرؤوا على المطالبة بالإصلاح، والانتهاك شمل أنواع الحرمات، المقدسة والشخصية، حتى طاولت الفنانين والمثقفين، وسلاحهم بالتأكيد ليس الرصاص، ولا المدافع، وهم، ولا سيما الفنانين أبعد الناس عن الإملاءات، والتسخير، إن الرسام، مثلا، يعبر عن ذاته ورؤاه وآماله بالريشة، والألوان، فإذا كانت ردة الفعل تجاههم بتلك الهمجية؛ فهذا يكشف عن مدى ضيق النظام وأزلامه بأدنى معارضة، ولو كانت جمالية؛ فهل عالم بشار بديع إلى هذه الدرجة؟! حتى لم يعد يحتمل أية جمالية، تخلُّ ببديع خلقه؟!
لا يخفى أن المنطقة العربية تَعْبر مرحلةً جديدة في طبيعة الحكم، ونمط الحكام، من التأليه إلى الحكم البشري، من الحكم المطلق، إلى الحاكم المسئول؛ فمرحلة التأليه آخذة، وعلى نحو سريع، بالانهيار، كبقية خلق الله؛ ليكون الحاكم من طينة الناس، يختارونه، هم، ليدير مهام رئيس الدولة، فإذا أحسن فهذا واجبه، وله التقدير، وإذا أساء، فعليه اللوم، والمساءلة، وقد يُعزل، وقد يُحاكم.
هذه الحالة الطبيعية، ولم يكن فيما جرى للرئيس السابق، حسني مبارك، أية غرابة، لكن ما ترسخ في وجدان الناس من أوهام التعظيم له، ولأمثاله، جعل الكثيرين يدهشون.
وكلما بالغ هذا النوع من الأنظمة في تعظيم نفسه كان ذلك أدلَّ على انشداده إلى الماضي السحيق، حين قُدِّس البشر، وقال قائلُهم:" ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد".
التعليقات
هل من مزيد؟؟
ako aljaff -نريد من الشباب السوري المقاوم الشريف ان يقدم روحه وجسدهل ثمنا للحرية من النظام النصيري الكافر ادخلوا عليهم باحزمة ناسفة وسيارات مفخخة تنفلق فيهم...أهلكوهم كما هلكتم الكفار والمحتلين في العراق
الى ako aljaff
سوري وطني -الى ako aljaff الكذب حرام!!!!!!!!!!!!!!!! السوريين لم يذهبو الى العراق!!!!!!!!!! مخابرات بشار بالتعاون مع النظام الايراني هم من كانو يثيرون المشاكل في بلدك !!!!!!!!!!!!! اما الشعب السوري فتحمل اعباء استضافة اكثر من 2مليون عراقي!!!!!!!!!!!
أتمنى النشر وشكرا
محمد علي -فقط بشار؟ هذه الدول العربية ولاسيما الخليجية منها تؤله حكامها ويعتقدون أنهم يملكون الآرض وما فوقها وما تحتها. وإذا سببت الذات الإلاهية فلا أحد يعترض عليك وإذا سببت أحد ملوكهم وأمرائهم فهذه جريمة كبرى. هذه هي الحقيقة ولمسناها لم اليلمس اليد
إلى رقم واحد
محمد علي -ako aljaff الأمريكان على أرضك منذ عقود طويلة فلماذا لاتفجر فيهم الأحزمة الناسفة وتطردوهم؟ ماذا تنتظر؟
0000
ي ل -شبيحة عراقيون وإيرانيون في سوريا.. وطهران تتولى التغطية المالية واللوجستية تنسيق عراقي ـ إيراني لمنع انهيار الأسد
فتنة
مسلم معتدل -تحرضون المسلمين على قتال بعضهم البعض والله هذه فتنة كبيرة ملعون من يغذيها إن الكذب وقول الزور هو ملحكم وغذائكم هذه البلوى التي وقعنا فيها منذ العصر الاموي وهي قتال الحاكم وأعوانه ومن ثم حرب أهلية تدوم سنوات عديدة وما هي إلا الجاهلية الأولى التي حذرنا منها رسول الله بشار الاسد لم يدعِ الألوهية وهذا والله كذبة كبيرة لا تحمد عقباها عودوا الى إيمانكم !!!;
what??
ako aljaff -وهل تصورت اننا أغبياء
تقييم متوازن
emad reda -لا أعرف لماذا بعض الكتاب , يسكتون عن تجاوزات كارثية لبعض الحكام ولا يذكروها بل يحاولون تبريرها , ثم يتحدثوا عن حكام أخرين عن المبادئ والديمقراطية وحقوق الانسان ووو , فمثلا على سبيل المثال لما الامير حمد طرد كامل فبيلة مرة ( نساء رجال أطفال شيوخ ) من كل قطر لمجرد تأييدهم لوالده , لم تتحرك الصحافة القطرية ولا كتابها الاشاوس ببنت شفة وكان الموضوع لم يحصل على الكرة الارضية ؟؟ للأسف نحن بحاجة لأعادة تقييم جديدة لبعض كتابنا , أرجوا النشر