الشعوب العربية بين عيدين..
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أما العيد الأول فهو عيد الفطر لعام 2010 وأما الثاني، فهو عيد عام 2011 .
ما بين عيدين حدثت تطورات مهمة في عدد من البلدان العربية، بينما يلدان عربية أخرى بانتظار وشعوبها تتطلع..
إن الانتفاضات العربية لعام 2011 قد طبعت عام 2011 ، عربيا، بطابع خاص، طابع الأمل في مستقبل أفضل والثقة بإمكان تحقق ذلك. ولكنها أيضا تحذر من صعوبات الطريق وتعدد الآفاق، التي قد يكون بعضها شديد العتمة.
الانتفاضات التي سميناها ثورات قد حقق أكثرها الهدف الأول وهو إزاحة الحاكم المستبد بفضل تضحيات الجماهير والدعم الدولي المتعدد الأشكال. ولكن الثورات لا تعني مجرد إسقاط نظام متعسف فاسد بل السير الواعي لبناء نظام يلبي طموحات الشعوب في العدالة والتقدم والعيش الكريم والمرفه. وإذا كان من حق المصريين والتونسيين والليبيين واليمنيين أن يعتزوا بنضالهم من أجل ضد الظلم والفساد، فإن الطريق لا يزال شائكا وطويلا. ومن المؤسف أن نجد الشارع المصري الشعبي والسياسي منقسما وشباب الثورة لم ينجحوا في تشكيل حزب جديد لهم منسجم وذي ركائز شعبية. ولا تزال غرائز الانتقام هي الأكثر سخونة، والإسلاميون يواصلون المناورة والعمل الدؤوب لقطف الثمار واحتكارها. والتونسيون هم أيضا في وضع مشابه تقريبا. وأما الليبيون فقد سجلوا انتصارات كبرى بفضل تضحياتهم ودعم الأطلسي ولكن الطاغية لا يزال في الخفاء ولا يمكن اعتبار النصر في الشوط الأول -شوط إزاحة النظام- مستكملا ما لم تحل مشكلته. فضلا عن عدم تجانس قوى الثورة وبوادر الخلافات وعدم وضوح برنامج التغيير. وأما اليمنيون فيمكن القول عن أن هناك شيئا من التعادل بين قوى الحاكم وقوى التغيير ولكن يظهر أن بقاء الرئيس قد صار من باب المستحيلات وعليه التعجيل.
بقي الشعب السوري المضحي والصامد، الذي يواجه طغيانا دمويا لا يكترث لأية قيم واعتبارات وطنية او إنسانية، ويواصل حصد الناس بالدبابات. المشكلة هنا أكثر تعقيدا بكثير من الحالات العربية الأخرى، سواء من دوليا او عربيا، فضلا عن الاختلافات بين ساسة المعارضة. روسيا والصين تواصلان دعم النظام السورين والغرب ليس في وضع يمكنه من التدخل بغير العقوبات الدولية. والجيش السوري هو أقوى من قوات القذافي ومسلح تسلحا حديثا، وربما لديه أسلحة محرمة دوليا. وثمة إيران ودعمها اللوجستي والمالي والسياسي والإعلامي. النظام السوري يزداد عزلة دوليا وإقليميا ومع ذلك فهو يزداد شراسة واستماتة. فكيف سوف تستقر الأحوال؟ ليس واضحا.
نعم من حق شعوب مصر وتونس وليبيا أن تستقبل العيد بفرح وتفاؤل فهو يمر عليها وقد زال النظام المستبد، وإن كان الطريق أمامها طويل. وربما سوف تنجلي أمور اليمن أيضا قريبا بتغيير الرئيس، دون إمكان التنبؤ بما سيكون بعده. أما الشعب السوري المناضل العنيد، فإنه في حاجة لدعم عربي أكثر وأقوى، وحالته لا تزال في منتهى الصعوبةن فلنأمل ان تنتهي الامور لصالح التغيير الذي يشنه أخيار سوريا، بعيدا عن الحزب القائد والفرد الاوحد.
وفي العيد تمتزج الأفراح والآمال بالحزب على الضحايا والشهداء الذين قدموا أعز ما لدى الإنسان لإسعاد الآخرين. فتيحة لشعوب الانتفاضات العربية وشهدائها.
ويمر العيد على شعبين آخرين، المغربي والأردني، وقد فتح لهما حكامهما بابا للتغيير السلمي والمتدرج. فلتمن للبلدين نجاحا في مسيرة الإصلاحات المعلن عنها وتحقيق المزيد منها من أجل حكم ديمقراطي دستوري واستئصال الفساد وتوفير الأمن والعيش الكريم للمواطنين.
وأخيرا، فقد أرسلت لصديق عراقي عزيز في الغربة كلمة معايدة بالمناسبة رجوت فيها خروج العراق من النفق المظلم، فكان جوابه التالي:
" الخروج من النفق لا يحدث في جيلنا. واحسرتاه على ذلك البلد الجميل الذي عرفنا، والذي يتسرب من بين أصابع أبنائه دون أن يستطيعوا إنقاذه.... أتمنى لو حدثت المعجزة فتتحق الآمال بنهاية النفق الذي شيده الإسلاميون."
وهنا أيضا، في العراق نوع آخر من العيد، نوع كالح، يفتقر للابتسامة. ولكن تبقى طاقة الحلم.
وماذا عن الشعب الصومالي الذي يموت أطفاله بالمئات من الجوع؟ أي عيد يمر عليهم بين الجوع وإرهاب الجهاديين؟!
وهكذا تمتزج في مناسبة العيد الأفراح والآمال مع الأحزان وقسوة المآسي. ومع ذلك كله فلنبق نحلم مستقبل أفضل!
التعليقات
الجوع وإرهاب الجهادي
رسام كاريكاتير -لولا زيارة بان كي مون لأسوأ أحياء نيروبي فقرا، لما اهتم العالم بساكنتها
مبروك
مبروك -مبروك العيد على ثوار الكوكاكولا: ودائما ناتو ليفي ساركوزي وبس
امنيات
FARIS -امنياتي:1-ان تتكلل ثورات مصر وتونس وليبيا بالنصر الناجز ولا تنجر هذه الشعوب الى الفوضى والتناحر والطائفيه.2-ان تنجح شعوب البحرين واليمن وسوريا في القضاء على الاستبداد والى الابد.3-ان يلتحق شعب الاردن والمغرب والسودان بالركب.4- شعوب الخليج العربي ستلتحق حتما في مرحله لاحقه.5-ان يتحرر الشعب العراقي من ساسته الحاليين باستبدالهم باخرين حريصين على مصلحة البلاد والعباد.6-ان تخذل النزعه الانفصاليه لدى اكراد العراق على الاقل لدى ساستهم.7-ان تهمد النزعه الطائفيه المقيته لدى الهاشمي والخزاعي ومن لف لفهم.8-ان تتظافر الجهود للقضاء على الفساد في العراق.9-ان يتم القضاء المبرم على القاعده وباقي التنظيمات الارهابيه شيعية كانت ام سنيه في العراق وغيره.10-ان يرعوي اللؤماء في الكويت(لست أقصد شعب الكويت) وينهوا الاستفزازات ضد العراق.11-ان تبتلى ايران بالمشاكل التي تجعلها غير قادره على التدخل السافر في العراق وغيره.12-ان يكف اكراد العراق عن تقديم الملاذ الامن للارهابيين في كل من ايران وتركيا.