أصداء

مقتل الانتفاضة السورية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

كثر في الآونة الأخيرة الحديث عن تسليح الانتفاضة السورية، ولعب الإعلام السوري بكل تصنيفاته سواء الحكومي أو شبه الحكومي أو الخاص دوراً كبيراً في هذا المجال منذ بداية الاحتجاجات التي كانت مطلبية وقتها، وفيما بعد تم رفع منسوب المطالب مع ازدياد التخبط الأمني الذي لم يتعامل مع الأحداث بوعي وعقلانية مما زاد من تعسر الموضوع، وصعوبة إيجاد مخرج حقيقي له يضمن أقل الخسائر للشعب السوري.

رأى الإعلام السوري منذ البداية أن المتظاهرين مسلّحون، ووصفهم شتى الأوصاف، ولم ينسَ على الدوام أن يربط خروج السوريين للتظاهر بالسلاح، لا بل رسم "دوائر ومربعات" تؤكد أن قوات الأمن ولاحقاً الجيش الوطني تعاضداً مع قوات غير نظامية وصفت بالشبيحة والمتظاهرين السلميين هم ضحية طرف أو دائرة ثالثة، ويتعرضون للقتل من عصابات مسلّحة وتمايلَ الإعلاميون والمحللون المحسوبون على النظام نغماً مع هذه الدعوى بدعوى براءة الفراشات والبلابل من دماء " مئات وآلاف" العناصر من ضباط وصف ضباط الجيش والأمن.

هذا الاتهام سرى إعلامياً لتحقيق غرضين أساسيين أولهما تبرير القتل أمام الإعلام الخارجي والدول والحكومات بحجة أن ما يتم فعله ما هو إلا دفاع عن النفس، وأن المتظاهرين ليسوا أبرياء، ولا يحملون أغصان الزيتون كما يدّعون بل هم مسلحون " بمختلف أنواع الأسلحة البنادق والرشاشات وو والمناظير الدقيقة" ولم ينسّ الإعلام أن يصنّف، ويصوّر سلاح البمباكشين" الفتاك" في عداد الأسلحة المتطورة "جداً" التي يحملها المتظاهرون السوريون، ويقطعون الطرقات، ويرعبون السكان، وبالتالي وجب توسُّل الأهالي لدخول الجيش والقضاء على هذه العصابات، وإعادة الأمن والأمان إلى نفوس المستنجدين.

والأمر الثاني هو إجهاض حقوق ومطالب الناس عبر الزعم أنهم ليسوا طلاباً للحرية والديمقراطية ونبذ سلطة الفرد، وغيرها بقدر ما هم طلاّب للكرسي وهم توّاقون لتغيير السلطة وإزاحة نظام وإحلال نظام جديد ليس بالضرورة أن يكون ديمقراطياً وعلمانياً و حضارياً ملبياً لطموحات وأحلام السوريين عامة أي " يشط ريالهم" على الكرسي لا غيره وهذا ما يتمظهر في سلوك المعارضة السورية" الخارجية" على وجه التخصيص حيث عقدت أكثر من أحد عشر مؤتمراً ومحفلاً، وفشلت في توحيد كلمتها بامتياز، غير أن المنتفضين تجاوزوا " حماس" هذه المعارضة الزائد كثيراً، بل طووا ورقتها!!

سمعنا قبل مدة بعض التصريحات الفردية" محمد رحال المقيم في السويد نموذجاً" بوجوب تسليح الانتفاضة السورية لأنه لا يمكن لمظاهرة أن تخرج إلى الشارع بمئات أو حتى عشرات الألوف أن تسقط نظاماً متماسكاً وقوياً كالنظام السوري، وعلى الفور استنفر إعلام النظام، وكأنه وجد كنزاً، وبدأ الشرائط الإخبارية لإعلامه المرئي تتصدّر تصريحات الرّحّال التي لا تعبّر أبداً عن نبض وتصوّر الشارع المنتفض من أجل مستقبل سوريا السياسي عبر حل التسليح والعسكرة وبالتالي خنق هذه الانتفاضة في أتون حرب تناحرية مسلّحة بين طرفين" النظام والمعارضة" وبالتالي خسارة كل المكتسبات التي تحققت للمتظاهرين على الأرض بتحويل الكفاح السلمي إلى كفاح مسلح يفقدهم كل هذا التعاضد والتضامن من جهة الأشقاء وفي الإقليم والعالم، وبالتالي إلى إفراط في زيادة فاتورة الدماء السورية التي ستسال كثيراً، لأن النظام سيردُّ بعنف شديد، وهو الذي يملك أسلحة متفوقة كثيراً عن " أسلحة المتظاهرين" وهذا ما يشرّع له القتل ما استطاع إلى ذلك سبيلاً، وبالتالي سيكون الرقم ثلاثة آلاف قتيل سقطوا خلال ستة أشهر من عمر الاحتجاجات حصيلة يوم أو أسبوع في حال عسكرة " الثورة السورية" كما كتب الباحث الدكتور حمزة رستناوي قبل أيام.

بطبيعة الحال الشارع المنتفض لفظَ كل هذه الأشنيات من جسمه، وقرر جهاراً أن : لا للدعوات تسليح" الثوار" والشيء الوحيد المستجد مؤخراً هو الدعوة إلى تدخل دولي عبر رفد البلد بمراقبين أشقاء ودوليين على الأرض ليتأكدوا من نظافة المنتفضين، وأنهم ليسوا عصابات ولا قتلة، وليتأكدوا من القاتل ومن المقتول؟!

إن ما يدعو إليه رحال وغيره من تسليح " الثوار" هو دعوات فردية لم يقتنع، ومن الأجدر ألا يقتنع به السوريون في المستقبل لأنهم سيفقدون كما أسلفنا كلّ ما تحقق ماضياً، وسينفض كل من ساند، ودعم هذه الانتفاضة يديه منها، بدعوى أن الانتفاضة السلمية " المشروعة والمحقة" قد تحوّلت إلى احتراب داخلي سوري، وصار شأناً داخلياً.
هذا التوجه السلمي النظيف والرائع واللاعنفي للثورة السورية سيوصلها إلى مآلاتها ويحقق أهدافها ومراميها، وهذا السلوك الأبيض سيجبر النظام إلى البحث عن حلول أخرى غير الحل الأمني باعتبار أن أُكُلَهُ لم يُؤتَ، وبالتالي سيزداد الضغط عليه خارجياً وداخلياً أيضاً لنبذ العنف، والقبول بالآخر الذي هو ليس بالقاتل ولا السفاح بل هو مواطن سوري قلبه على الوطن كما قلب النظام عليه.

إن مقتل الانتفاضة السورية - كما عنونّا- هو عسكرتها وقبول تسليحها وتغيير مسارها، وأعتقد أن الصدر العاري يربك، ويخيف دبابة أكثر من طلقة مسدس أو بندقية حيث لن تجد هذه الطلقة طريقها لاختراق حديد الدبابة العصي العصي جداً على الحوار والتفاهم

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
تحليل سليم
د. نبيل الناشد -

أتفق معك في ضرورة الحفاظ على سلمية الثورة والذي أعطاها وسيعطيها الدعم الأخلاقي العربي والدولي، مع المطالبة بحماية دولية للمدنيين لزيادة تعرية النظام... دعونا لا ننسى أن أكبر ثورات الحرية (الهند وجنوب افريقيا وتونس ومصر) قد أتت أكلها وحصلت على دعم العالم بسبب سلميتها.... كل شهيد يسقط وتسيل دماءه الزكية على ارض سوريا الغالية سيزيد في السقوط الأخلاقي للنظام والذي سيتآكل ويسقط بتأثير الضغط الداخلي والخارجي.

السلمية
دعد أحمد -

أعرف ان الثمن سيكون باهظاً أستاذي الكريم ولكن وكما قلت إن النظام أقوى من أن يهزم بهذه السهولة فإذا كان الثوار يملكون البنادق الآلية البسيطة فإن النظام السوري أدمن القتل والإجرام ومستعد أن يدك بيوت الناس الآمنين هذه المرة بالطائرات والمدافع وربما يستعمل الأسلحة الكيميائية المحرمة دولياً من اجل القضاء على الشعب بأي شكل .. كان الله في عون الشعب السوري العظيم الذي يقاتل أشرس نظام بشكل أقرب للخيال والأسطورة

من الصعب
عمار حسام -

أظن أن مسعى الكتاب السوريين الذين يدعون إلى سلمية الحراك الشعبي صعب وصعب جداهؤلاء لا يريدون مزيداً من الدماء لكن هل يقبل النظام بأقل من ذلكأنا حزين لانكم لن تستطيعوا إقناع النظام بالكف عن قتل الشعب السوريقلبي معكم لكن لافائدة للأسف لافائدة

future of revolution
maria al -

There is a great way for this revolution to realize the freedom and democracy they ,,called for from the first day is to stay peaceful ,,,,and meet the government ,,half way,, get the results they aspire through peaceful. Means. ,,to save Syria,,,, dark days,,the only happy side is israelfor that dangerous out come is Israel ,,and the enemies of the Syrian people,,,

هل
كامل -

لكن اذا النظام يقول انه مستعد ان يرسل الدبابات والطيران لضرب الثوار وان يستمر في الصدامات لسنوات مهما كلف الثمن وسقط ضحايا فهل يا ترى ستنتظروا ان الشعب سيظل ساكت وهادئ؟

الى متى
عبير -

والى متى ينتظر المتظاهرون ؟ حتى يفنيهم النظام جميعا عن بكرة ابيهم او بيبد ثلث الشعب كما هدد ، فيخمد نار الثورة وينكفىء الناس في بيوتهم ويعود ليحكم البلاد منتصرا بالنار والحديد كسابق عهده . ان من يطالب الشعب بالاستمرار في التظاهرات السلمية انما يساند النظام في قتل المزيد والمزيد من الشعب السوري . يجب ان يتسلح الشعب وان يكون هناك حظر جوي للقضاء على هذا النظام السرطاني الذي لا يمكن استئصاله الا بعملية جراحية معمقة وكبيرة وشاملة فلا يمكن لمتظاهرين سلميين ان يقوضوا اركانه او يسقطوه . انقذوا الثورة الان

الظلم لا يدوم ؟؟؟؟
الربيع قادم قادم -

؟؟؟؟؟ لقد خرج المارد من القمقم خرج الشعب السوري من القمقم وتظاهر في جميع المناطق السورية ورفع شعار سلمية سلمية نريد تغير النظام ؟؟؟ ما فعله النظام المجرم الارهابي ارسلوا عليهم الدبابات والطائرات والشبيحة والقوات الخاصة لبشار الاسد واخوه ماهر الاسد ليقمعوا المظاهرات السلمية والشعب الاعزل ويقتلون الاطفال والنساء والشباب والشيخ العزل ؟؟؟؟ انه انتصار للثورة عندما يكون النظام خائف من الشعب يستعمل كل ما لديه من قوة لاسكات المتظاهرين العزل ؟؟؟؟ فوق كل البطش بالشعب استعان بالمرتزقة من الحرس الثوري الايراني وحزب الله عميل الفرس المجوس لقتل الشعب السوري الاعزل ؟؟؟؟؟ سوريا للشعب السوري الشريف البطل العروبي مهما كان النظام مسلح ومرتزقته الشعب اقوى منهم ان الله مع المظلومين والنظام الظالم الشيطان معه من سينتصر في النهاية ؟؟؟؟ كن مع الله الله معكم يا اشرف الناس تاريخكم مجيد يا شعب سوريا ؟؟؟؟؟