فضاء الرأي

حول اغتيال الشهيد هادي المهدي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

دلت كل التجارب السياسية في العالم، ومنها تجاربنا العراقية والعربية، على فشل محاولات وأساليب خنق الحرية، وعلى النهاية التعيسة والبائسة للحكومات والجماعات التي تمارس العنف لكبح الحرية وهوس الاستبداد.
إن عراقنا المستباح قد شهد، بعد سقوط النظام البعثي، كما شهد من قبل، مآسي بعد مآسي من عمليات الإرهاب والاغتيالات، ومن القمع وخنق الحريات. كما شهد، مثلما شهدت المنطقة، نهاية المستبدين وزعماء للإرهاب في آخر المطاف.
لقد أريقت مؤخرا دماء الكاتب والصحفي والمخرج المسرحي، والناشط السياسي، هادي المهدي في عملية اغتيال سافلة، غادرة بكاتم صوت. والقتل بالكواتم أصبح "مودة" بامتياز منذ حوالي العامين دون أن يكون هناك تحقيق جدي حكومي، أو قضاء جاد لمعرفة الجهات التي تقف خلف هذه الجرائم الدموية وإحالتها للقضاء. وهذا وضع لا يشرف الحكومة ولا البرلمان ولا القضاء. والشهيد هادي كان قد اعتقل، وعذب، وأهين بتهمة التظاهر والحث عليها، مع أن التظاهر حق دستوري وأحد حقوق الإنسان المعتمدة دوليا وعراقيا، ما لم يمارس المتظاهر أعمال عنف وتخريب، وهذا ما لم ينطبق على المظاهرات التي شارك فيها الفقيد.
إنه ليس بالإمكان اليوم معرفة الجهة التي دبرت القتل ونفذته، ومن السابق لأوانه فعل ذلك بلا قرائن وأدلة دامغة. وأيا كانت الجهة المسئولة، فمما لا شك فيه أن حكومة المالكي وشخصه يتحملان جزءا كبيرا من المسئولية نظرا لأن جرائم مماثلة كثيرة قد نفذت دون أن تقوم الجهات الأمنية المختصة بكشف القتلة وتقديمهم للقضاء. والسيد المالكي، الذي يدير حتى اليوم الوزارات والأجهزة الأمنية والقيادة العسكرية العامة يتحمل، بحكم مناصبه، مسئولية استثنائية لكي يتخذ كل التدابير الضرورية لكشف الحقيقة، وإعلام الرأي العام بذلك.
إن رئيس الحكومة العراقية قد وضع نفسه في موقف لا يحسد عليه عندما حرض في البداية ضد التظاهر والمتظاهرين، ووجه تهم البعثية لشبان مخلصين لشعبهم وينادون بالإصلاح سلميا، وعندما تسامح مع من يسمون أنفسهم بفرسان دولة القانون للعدوان على المتظاهرين أكثر من مرة، وعندما يسمح لمليشيات مقتدى الصدر وحزب الله والكتائب المتعددة بممارسة عمليات القصف والعربدة والتهديدات دون ردع، وكأن هناك دولا داخل الدولة الواحدة. وهذا وضع يسئ للمالكي نفسه، فضلا عن إساءته للعراق وأمن العراق وسيادته. وأعرف أن ردع هذه المليشيات ليس بالأمر البسيط، ونعرف كم يضلل الصدر من جماهير، والسند الإيراني القوي من وراء هذه المليشيات. ومع ذلك، فهناك واجب الدولة تجاه الشعب والقانون.
إن الحكومة والأجهزة الأمنية والقضائية مدعوة للإسراع بالعمل لكشف الحقيقة عن مقتل الشهيد هادي المهدي لينال المجرمون جزاءهم العادل، ولتستقر راضية مرضية روح هادي، وترتاح عائلته وأصدقاؤه ومحبوه.
لقد ذهبت دماء الكثيرين من أخيار العراق ومن أبرياء الشعب هدرا في هذا العراق المضطرب، المختطف، المستباح، وقد آن الأوان لكي تهيمن سيادة القانون، وتسود الحرية، وتنتصر حقوق الإنسان. وآن الأوان لتقص العدالة من القتلة، ابتداء من قتلة الشهيد عبد المجيد الخوئي، وانتهاء [ حتى يومنا] بقتلة الشهيد المهدي. إن الحكم مسئولية، والقضاء العادل والمستقل مسئولية، وهذا لمن يعرفون معنى المسئولية! وإذا كان اللجوء لمساعدة منظمات دولية مختصة للمشاركة في التحقيق ضروريا للشفافية، فليكن.
وبانتظار التحقيق العادل، النزيه ونتائجه، نحيي ذكرى الشهيد هادي المهدي! وتبا لقاتليه الجبناء!

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
رحم الله الشهيد
نديم أسعد -

رحم الله الشهيد هادي وعافى الله العراق موحداً عزيزاً ستنتصر الإرادة السياسية على كاتم الصوت، كما ستنتصر رغبة الشعب بالحرية على المؤامرات وستنتصر اللحمة العراقية على دعوات الفرقة على دعوات التفرقة النشاز مهما تعددت مصادرها.

رحم الله الشهيد
نديم أسعد -

رحم الله الشهيد هادي وعافى الله العراق موحداً عزيزاً ستنتصر الإرادة السياسية على كاتم الصوت، كما ستنتصر رغبة الشعب بالحرية على المؤامرات وستنتصر اللحمة العراقية على دعوات الفرقة على دعوات التفرقة النشاز مهما تعددت مصادرها.

ارى عجبا ولم اتعجب
ابن الملحة -

يا كاتبنا - كم هادي المهدي قتل او سجن والنتيجة ضد مجهول ؟ يظهر بان تجربة الثمان سنوات ونصف لم تقنعك بعد بان العراق يعيش الظلام بسبب انقطاع الكهرباء الاخطر على الاحتلال وازلام الاحتلال من كل المليشيات لانها مقصودة للمساهمة في تعمية الانسان الى درجة السقوط في الحفر مهما كانت بسيطة - ولن تجد من قتل المهدي الا عند من قتل المتظاهرين تلك مسالة باتت مكشوفة مهما القيت عليها الاثواب للتمويه- فهل وجدت في حياتك السياسية والتنظيمية او غيرها بان جزءا من شعب يخدم المحتل ويصيح متهما شعبه الاخر والمقاومين منه بانهم الخونه؟؟؟؟؟؟ فاستحق القول -ارى عجبا ولم اتعجب

ارى عجبا ولم اتعجب
ابن الملحة -

يا كاتبنا - كم هادي المهدي قتل او سجن والنتيجة ضد مجهول ؟ يظهر بان تجربة الثمان سنوات ونصف لم تقنعك بعد بان العراق يعيش الظلام بسبب انقطاع الكهرباء الاخطر على الاحتلال وازلام الاحتلال من كل المليشيات لانها مقصودة للمساهمة في تعمية الانسان الى درجة السقوط في الحفر مهما كانت بسيطة - ولن تجد من قتل المهدي الا عند من قتل المتظاهرين تلك مسالة باتت مكشوفة مهما القيت عليها الاثواب للتمويه- فهل وجدت في حياتك السياسية والتنظيمية او غيرها بان جزءا من شعب يخدم المحتل ويصيح متهما شعبه الاخر والمقاومين منه بانهم الخونه؟؟؟؟؟؟ فاستحق القول -ارى عجبا ولم اتعجب

سفله
حسن -

وهل وجدوا قاتلي الشهيد كامل شياع؟. انها حكومة بعثية قتله.

سفله
حسن -

وهل وجدوا قاتلي الشهيد كامل شياع؟. انها حكومة بعثية قتله.

كيف تنام عينيي قاتلك
بنت الجنوب -

من الذي شيمته الغدر والخيانه من رضع دم الميت من تدرب وتعلم وعلم الجرم والاجرام من هذا الذي مدت يده على قدسية الطائر الحر الذي هبط ببغداد ليجمع كل طيور الحب وطالبين الحريه في ساحة التحرير. الا تبت يدك ياعديم الحياء والنخوه .كيف نامت عينك قريره في ذلك المساء الرعيد ولم يتراوى لك صورة هادي المهدي كيف هدا بالك وانت ترى طفلته الوديعه وعيونها تقول لك لماذا يتمتني وحرمتني من نطق كلمه منحني اياها الله ..الله الله اكبر ياعراق ماذا فعلوا بك بحق الواحد الاحد

كيف تنام عينيي قاتلك
بنت الجنوب -

من الذي شيمته الغدر والخيانه من رضع دم الميت من تدرب وتعلم وعلم الجرم والاجرام من هذا الذي مدت يده على قدسية الطائر الحر الذي هبط ببغداد ليجمع كل طيور الحب وطالبين الحريه في ساحة التحرير. الا تبت يدك ياعديم الحياء والنخوه .كيف نامت عينك قريره في ذلك المساء الرعيد ولم يتراوى لك صورة هادي المهدي كيف هدا بالك وانت ترى طفلته الوديعه وعيونها تقول لك لماذا يتمتني وحرمتني من نطق كلمه منحني اياها الله ..الله الله اكبر ياعراق ماذا فعلوا بك بحق الواحد الاحد

بنت الجنوب
احمد الواسطي -

تعليقك جميل جدا وانا سأخبرك لماذا سينام قاتلي هادي المهدي!! لانهم مجرمين قتله يشربون الدما فكيف بشارب الدم ان يتذكر يتيمة الشهيد! كيف سيتذكر من يذبح اخته او امه لغسل العار وجميع من في المجتمع يطبل له! مجتمع مريض ولله الحمد! تحياتي

بنت الجنوب
احمد الواسطي -

تعليقك جميل جدا وانا سأخبرك لماذا سينام قاتلي هادي المهدي!! لانهم مجرمين قتله يشربون الدما فكيف بشارب الدم ان يتذكر يتيمة الشهيد! كيف سيتذكر من يذبح اخته او امه لغسل العار وجميع من في المجتمع يطبل له! مجتمع مريض ولله الحمد! تحياتي

God bless the mentio
Rizgar -

I will never understand how humans can be so incredibly cruel....إنني لا أفهم كيف يمكن للانسان أن يكون قاسيا جدا ومن المدهش.

God bless the mentio
Rizgar -

I will never understand how humans can be so incredibly cruel....إنني لا أفهم كيف يمكن للانسان أن يكون قاسيا جدا ومن المدهش.