أصداء

علمانية سورية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك


لعله من المعروف، الهدف الأخير للثورة السورية والشباب المنتفض هو السعي نحو بناء دولة مدنية، تعددية، تواكب العصر الحالي بكل تجلياته، وبالتالي التخلص من جميع آثار الحزب الواحد، والفئة الواحدة والدكتاتورية. بمعنى آخر، هناك توجه علماني للشعب السوري، وهذا التوجه هو الضمانة الوحيدة للتحرر من كل الأفكار والممارسات التي تدعو إلى الإسلام الرديكالي، والتطرف الديني، وبالتالي تطمئن فئات الشعب السوري كافة، من الطوائف المسيحية، الكرد الإيزيدين، الدروز، الإسماعيليين، بأن حقهم محفوظ كبقية السكان، وأن المسلمين السنة (حيث هم النسبة العظمى في التكوين السوري) سوف لن يسيطروا على قرارات و مقدرات الدولة، على حساب الطوائف والأقليات الموجودة في البلاد، وإن عملية فصل الدين عن الدولة أمرلابد منه، كما حدث ذلك عند الأوربيين، إذ انحصر دور الكنيسة في مجال الدولة وسياساتها. نستشهد هنا بمقولة العلامة محمد عبده " لا دين في السياسة، ولا سياسة في الدين"، لذا علينا جميعاً، أن ندفع الشعب السوري نحو هذا التوجه الإنساني، بانتهاج العلمانية، والتي ستؤسس لدولة مدنية، تحفظ حق الجميع، في الحياة الكريمة، والعدالة، والمساواة.

علمانية النظام السوري:
من خلال قراءة سريعة، عن حياة المواطنين السوريين، في النصف الأخير من القرن المنصرم، وحتى الآن، من دون الخوض في التفصيلات الدقيقة، رأينا كيف كان الصراع على الحكم، في أواخر الخمسينيات، وبداية الستينييات، وكيف كانت الكتل السياسية الكبرى تتصارع فيما بينها، من الشيوعيين والإخوان المسلمين والقوميين العرب، بشقيه: الناصري والبعثي. طبعاً، رجحت كفة "العلمانيين" من الشيوعيين والقوميين، على كفة الإخوان المسلمين، لأسباب داخلية وأسباب خارجية (خوف الدول الأوربية من سيطرة الإسلاميين على الحكم في الدول العربية، وبالتالي الخوف على مصير المسيحيين في المنطقة).

في الثمانينيات، وكما هو معروف للجميع الصراع الذي تم بين النظام البعثي الحاكم، و جماعة الإخوان، مرة ثانية كانت هناك ظروف داخلية وخارجية، حالت من عدم وصول الإسلاميين إلى الحكم في سوريا، هنا لعب حافظ الأسد لعبة "ذكية" مع الغرب، عندما خوفهم من الإسلام الراديكالي، وصورهم كالبعبع، وأنهم سيقضون على كل ماهو مسيحي في المنطقة، لذا تمسك الأوربيون والغرب به، بالرغم من الفظائع الذي نفذها بحق جماعة الإخوان في حماه وحلب ومناطق أخرى. نظام حافظ الأسد، وحزب البعث حاولا أن يعطيا صورة للغرب، على إنهم "علمانيون"، لكن بطريقتهم، في هذا السياق أتذكر في بداية الثمانينيات، عندما كنت طالباً جامعياً في دمشق، كيف كان يتصرف جماعة رفعت الأسد، الذين كان يطلق عليهم "سرايا الدفاع"، إذ كانوا يقومون بنزع الإشاربات من رؤوس النساء المحجبات، وكأن بهم بهذا التصرف، سوف يظهرون علمانيتهم، و سيلغون كل ماهو ديني في سوريا. هذا التصرف ليس له أي علاقة بالعلمانية، ولا بإدعاءات النظام في هذا المجال.

المجتمع الكردي والعلمانية:
بالرغم من أن المجتمع الكردي في سوريا (15-20% من مجموع سكان سورية، حسب الإحصاءات الكردية حيث هناك من نسي لغته الأم)، يملك الكثير من الشيوخ والجماعة المشغولة بالشأن الديني ك آل الخزنوي وآل الحقي، والإيزديون، لكن الشعب بأغلبيته، يملك نفساً مدنياً، ويجد نفسه في الوسط، من تعاليم الدين الحنيف، وهذا ظاهر للعيان، كيف أن الكورد في سوريا، يتصرفون في الحياة العامة، وكيف أن المجتمع منفتح على بعضه بعضاً، من دون تأثيرات دينية عليه. لذا فلا خوف من الكرد في المستقبل، بالرغم من إنهم ينتمون في معظمهم إلى الإسلام، والمذهب السني.

الخوف من ماذا؟:
نحن هنا، من أجل ماذا؟، هل لأننا نخاف على مصير الثورة من أن تقع في أيدي الإسلاميين، أي جماعة الإخوان المسلمين؟، أم أننا نخاف من أن يوجه بشار الأسد وعصابته مسار الثورة السورية إلى حرب طائفية، وبالتالي خلق مجاميع إرهابية في البلاد، وتسليم مقدرات البلد إليهم، وعلى قاعدة " علي وعلى أعدائي"؟
باعتقادي، علينا أن لاندخل أنفسنا في دائرة الخوف من المستقبل، على اعتبار الشعب السوري أوعى مما هو متصور، ويعرف جيداً كيف سيقرر مصيره بنفسه، وكيف سيقدم على صناديق الاقتراع، ويعرف من سينتخب؟.

إن جماعة الإخوان، وكل من هو مرتبط بهم من الناس في سوريا، يشكلون حجماً محدوداً، أما بقية الشعب، وبالرغم من تدين الكثيرين منهم، لكنهم يبقون مسلمين وسطيين، ولا يريدون أن يكون شكل دولتهم، مثل إيران على سبيل المثال. النموذج التركي، هو أقرب إلى سوريا، في حال نجاح الإسلاميين في الانتخابات، بعد رحيل بشار الأسد ونظامه.
ما المطلوب؟:

المطلوب منا جميعاً، وبعد رحيل النظام ورموزه من سدة الحكم، التوجه إلى فئات الشعب السوري كافة، وإعلامهم بأن القادم هو للجميع، وأن نركز على قيام الدولة المدنية، وأن المجتمع السوري سيقوم على العدالة والمساواة، وأن نسعى جميعاً إلى العمل في سبيل دفع البلد إلى مصافي الدول الديمقراطية في تعاملها مع الإنسان والمجتمع، كما شرع ذلك القوانين الدولية في مجال حقوق الإنسان، وأن نركز أيضاً على أن فصل الدين عن الدولة لايعني بالمطلق أن شريعة الإسلام سوف لن تكون مصدراً من مصادر الدولة، بل سيأخذ الإيجابي منها، وسيتغير السلبي وفق منظور وطني، يلائم العصر ومدنية الدولة.

في الختام، أتمنى للمؤتمر النجاح، وأتمنى أن يكون مؤتمركم هذا واحداً، من أهم اللبنات الأساسية في نجاح الثورة السورية، وشعلتها في المستقبل، للوصول إلى الدولة المدنية المنشودة في سوريا.

هذه الكلمة القيت في مؤتمرالإئتلاف العلماني الديمقراطي السوري لدعم الثورة، في العاصمة الفرنسية، باريس، يومي 17-18 من شهر أيلول 2011


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
من المعروف
محمد السوري -

من المعروف أن الشعب السوري بأكثريته التي تحدث الكاتب عنها ذاق الأمرين والإذلال والتهميش طوال أربعين سنة , ومن المعروف أن الدم المراق اليوم في سورية على أيدي البرابرة الأسديين وشراذمهم الحشاشين يدافع عن كل السوريين وعن حرية كل السوريين مهما كان طيفهم وانتماؤهم , وهذا هو دور الاكثرية وواجبها فهي المنوط بها تاريخيا احتضان الجميع والعدل بين الجميع , لكني أريد من الكاتب أن يسرد تاريخ اي شخص ممن حضر مؤتمرهم دافع عن هذه الاكثرية ولو بكلمة طوال أربعين سنة من الظلم والقتل ,وإذا كان مؤتمرهم لإثبات الوجود في المستقبل فأين كانوا في الماضي ؟ وذلك حق الجميع , انا شخصيا أؤيد عارف دليلة رئيسا ومحي الدين لاذقاني رئس حكومة ووحيد صقر وزيرا للدفاع بشرط محاسبة من سفك دماء السوريين منذ عام 1963حتى تاريخ سقوط عصابة الأسد !

من المعروف
محمد السوري -

من المعروف أن الشعب السوري بأكثريته التي تحدث الكاتب عنها ذاق الأمرين والإذلال والتهميش طوال أربعين سنة , ومن المعروف أن الدم المراق اليوم في سورية على أيدي البرابرة الأسديين وشراذمهم الحشاشين يدافع عن كل السوريين وعن حرية كل السوريين مهما كان طيفهم وانتماؤهم , وهذا هو دور الاكثرية وواجبها فهي المنوط بها تاريخيا احتضان الجميع والعدل بين الجميع , لكني أريد من الكاتب أن يسرد تاريخ اي شخص ممن حضر مؤتمرهم دافع عن هذه الاكثرية ولو بكلمة طوال أربعين سنة من الظلم والقتل ,وإذا كان مؤتمرهم لإثبات الوجود في المستقبل فأين كانوا في الماضي ؟ وذلك حق الجميع , انا شخصيا أؤيد عارف دليلة رئيسا ومحي الدين لاذقاني رئس حكومة ووحيد صقر وزيرا للدفاع بشرط محاسبة من سفك دماء السوريين منذ عام 1963حتى تاريخ سقوط عصابة الأسد !

حقوق الأقليات
كردي سوري -

وأخيراً اعترف اخواننا العرب بإن هناك شعب في سوريا أسمه الكرد ومن حقه حسب قوانين حقوق الإنسان في تقرير مصيره،.. الآن يمكننا ان نقول بإن السوريين بدأؤ يتفهمون القضايا الوطنية العالقة في سوريا، أحيي المؤتمر والمؤتمرين على هذه الخطوة الجبارة.

حقوق الأقليات
كردي سوري -

وأخيراً اعترف اخواننا العرب بإن هناك شعب في سوريا أسمه الكرد ومن حقه حسب قوانين حقوق الإنسان في تقرير مصيره،.. الآن يمكننا ان نقول بإن السوريين بدأؤ يتفهمون القضايا الوطنية العالقة في سوريا، أحيي المؤتمر والمؤتمرين على هذه الخطوة الجبارة.

اخوتي ثوار سوريا
و علمانية سورية -

الكاتب سليم مطر :ان الحل الوحيد امامكم من اجل تجنب مخاطر التعصب القومي والطائفي والانقاسمات التي ستجعلكون مستقبلا تتأسفون من قيامكم بالثورة وتتحسرون على حكم الاسد، انكم تتمسكون بالقرارات التاريخية التالية:اولا، الرفض القاطع والجازم والمطلق لكل المشاريع والشعارات والاحزاب الانعزالية القومية والطائفية، التي تدعوا الى خلق مناطق حكم ذاتي او كانتونات او غيرها. بل يكون الشعار الوحيد المرفوع: (كل سوريا للسوريين، ودولة سورية واحدة ومركزية على كل الوطن السوري)!ثانيا، الرفض الجازم والقاطع والمطلق، لكل الاحزاب التي تحمل تسمية او علم او هوية او قومية او طائفية. بل يجب ان يكون هنالك شرطا مقدسا مفروضا على كل الاحزاب: انها يجب ان تمثل كل الشعب السوري، وان شعاراتها واهدافها وبرامجها تمثل كل الشعب السوري. طبعا مع حق أي حزب بالاختلاف والتخصص بعقائد وبرامج سياسية واجتماعية وثقافية مختلفة. يعني مثل غالبية بلدان العالم، يكون الانتماء لكل الوطن شرطا مقدسا ومقرورا في الدستور والاعراف .اياكم اياكم، التسامح وتقبل الاحزاب القومية الكردية التي ترفع اعلام كردية قومية وتدعوا بكل صراحة وفي كل برامجها الى فصل شمال سوريا وضمها الى مشروع(كردستان الكبرى). بل انهم يرفضون تماما اعتبار الاكراد ضمن شعب سوريا بل هم قومية محتلة، وان شمال سوريا هي(كردستان الغربية)!!اكرر، اياكم التسامح والتخاذل امام الضغوط القومية والطائفية، لانكم سوف تتأسفون كثيرا وتعيشون من الشقاق والتشرذم، كما حصل في العراق، ما يجعلكم تشتاقون الى حكم البعث والاسد..مع تمنياتي لكم ولثورتكم كل النجاح والسلام..

اخوتي ثوار سوريا
و علمانية سورية -

الكاتب سليم مطر :ان الحل الوحيد امامكم من اجل تجنب مخاطر التعصب القومي والطائفي والانقاسمات التي ستجعلكون مستقبلا تتأسفون من قيامكم بالثورة وتتحسرون على حكم الاسد، انكم تتمسكون بالقرارات التاريخية التالية:اولا، الرفض القاطع والجازم والمطلق لكل المشاريع والشعارات والاحزاب الانعزالية القومية والطائفية، التي تدعوا الى خلق مناطق حكم ذاتي او كانتونات او غيرها. بل يكون الشعار الوحيد المرفوع: (كل سوريا للسوريين، ودولة سورية واحدة ومركزية على كل الوطن السوري)!ثانيا، الرفض الجازم والقاطع والمطلق، لكل الاحزاب التي تحمل تسمية او علم او هوية او قومية او طائفية. بل يجب ان يكون هنالك شرطا مقدسا مفروضا على كل الاحزاب: انها يجب ان تمثل كل الشعب السوري، وان شعاراتها واهدافها وبرامجها تمثل كل الشعب السوري. طبعا مع حق أي حزب بالاختلاف والتخصص بعقائد وبرامج سياسية واجتماعية وثقافية مختلفة. يعني مثل غالبية بلدان العالم، يكون الانتماء لكل الوطن شرطا مقدسا ومقرورا في الدستور والاعراف .اياكم اياكم، التسامح وتقبل الاحزاب القومية الكردية التي ترفع اعلام كردية قومية وتدعوا بكل صراحة وفي كل برامجها الى فصل شمال سوريا وضمها الى مشروع(كردستان الكبرى). بل انهم يرفضون تماما اعتبار الاكراد ضمن شعب سوريا بل هم قومية محتلة، وان شمال سوريا هي(كردستان الغربية)!!اكرر، اياكم التسامح والتخاذل امام الضغوط القومية والطائفية، لانكم سوف تتأسفون كثيرا وتعيشون من الشقاق والتشرذم، كما حصل في العراق، ما يجعلكم تشتاقون الى حكم البعث والاسد..مع تمنياتي لكم ولثورتكم كل النجاح والسلام..

حصص وهمية
احمد -

فرنسا ساركوزي وبرنار ليفني لاتشرف اي مؤتمر يعقد فيها.

حصص وهمية
احمد -

فرنسا ساركوزي وبرنار ليفني لاتشرف اي مؤتمر يعقد فيها.