أصداء

في عام 2012 شهادة ميلاد جديدة للعرب

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


قبل أكثر من عقدين وتحديدا في تسعينيات القرن الماضي، كتب الشاعر السوري الراحل "نزار قباني" قصيدته الرائعة "متى يعلنون وفاة العرب"، ومن أبياتها: أنا منذ خمسين عاما..أحاول رسم بلاد تسمى مجازاً بلاد العرب.. رسمت بلون الشرايين حيناً وحيناً رسمت بلون الغضب.. وحين انتهى الرسم سألت نفسي :إذا أعلنوا ذات يوم وفاة العرب..ففي أي مقبرة يدفنون؟ ومن سوف يبكي عليهم؟ وليس لديهم بنات، وليس لديهم بنون، وليس هناك حزن، وليس هنالك من يحزنون.

رد عليه الشاعر السعودي الراحل "غازي القصيبي" قائلا: نزار أزف إليك الخبر.. لقد أعلنوها وفاة العرب..وقد نشروا النعي فوق السطور..وبين السطور وتحت السطور وعبر الصور.

المشهد تغير تماما عام 2011، ولو قدر للشاعرين الكبيرين أن يعيشا إلى اليوم لكتبا "شهادة ميلاد جديدة للعرب"، فالعالم العربي يولد من جديد، ويقدم للبشرية شهادة معتمدة بأن دوله ليست خارج التاريخ، وأن الصورة النمطية الكاذبة التي رسمت عن العرب من سلبية وكسل وخضوع وخنوع لثقافة الاستبداد والاستسلام ستتغير، فهم الآن يعيدون صياغة التاريخ، ويثبتون أنهم قادرون على المساهمة في الحضارة الإنسانية في ظل نظم جديدة تكفل للمواطنين الحرية والعدالة والمساواة أمام القانون، دماء سالت في تونس ومصر وليبيا واليمن وسوريا لتروي شجرة الحرية ومع مرور عام تقريباً على اندلاع هذه الثورات، لا تزال الدولة التي أطاحت حكامها تعيش مرحلة انتقالية تتفاوت صعوبتها من دولة لأخرى.
وعلى الرغم من صعوبة انجاز وفاق وطني بين القوى السياسية والثورية في دول الربيع العربي، وتصاعد الخشية من أن ينتهي هذا الربيع بشتاء قارص البرودة يقود إلى انحسار زخم الثورة، فإن تحقيق إرادة الشعوب قادم لا محالة، فالشعوب العربية تتوق إلى العيش الكريم، ودولة القانون، واحترام حقوق الإنسان، وحين يدخل الرئيس المخلوع "حسني مبارك" القفص، ويحاكم بإرادة شعبية، فهذا يعني ألا احد فوق القانون، لقد عززت الثورات العربية حق الإنسان في مقاومة الظلم والقهر وتغيير الحاكم عبر صناديق الاقتراع.

مع مطلع العام الجديد 2012 يقف العرب أمام تحد جديد، وهو عدم السماح للانتهازيين بخطف الثورة، وألا يسمحوا لأحد باغتصابها أو القفز عليها، وليكن العام الجديد عاما للانطلاق، وتحقيق مطالب الحرية والعدالة والكرامة، لا نريد أن نعود إلى الماضي، لا نريد أن نقول كما قال نزار : أيا وطني: جعلوك مسلسل رعب ٍ نتابع أحداثه في المساء، فكيف نراك إذا قطعوا الكهرباء.

نتمنى أن يحمل عام 2012 جديداً من سوريا واليمن والعراق وغيرها من بلاد عربية تكافح ضد الظلم، نأمل أن تهب رياح الثورة على دول غير عربية تثير القلاقل مثل "إيران"، على المستوى الدولي ستظل الأزمة المالية شوكة في خصر الاقتصاد العالمي، وسيظل هذا الاقتصاد في حالة مخاض وحيرة بحثاً عن أسس جديدة لنظام عالمي اقتصادي وسياسي أكثر عدلاً، لقد كشفت أزمة الديون في أوروبا، وقبلها في الولايات المتحدة عن مخاطر الرأسمالية المتوحشة التي تغيب عنها العدالة الاجتماعية بشكل دفع الناس في أكثر من90 مدينة عالمية في أمريكا وأوروبا وآسيا إلى التظاهر في الشوارع، احتجاجا علي أمراض العولمة، يطالب المحتجون الذين تحدوا برودة الجو والصقيع والثلوج بأنظمة أكثر عدالة ومراعاة للبعد الاجتماعي.

ما يهمنها أن الهوية العربية الآن يعاد رسم ملامحها من جديد، فالمواطن العربي كان يعاني الفقر في ظل نظم حكم مستبدة، ويعيش ذليلا صامتا لا يجروء على الكلام، الآن كسر هذا المواطن حاجز الخوف، وخرج عن صمته يصرخ، وتحول من مفعول به إلى فاعل، قد حان الوقت أن تتخلص شعوب بعض دول العالم العربي التي تعاني القهر والظلم والفقر ممن حاولوا خنقهم والنهوض لأخذ مكانة لائقة بين شعوب الأرض.

اهنىئكم جميعا وقراء إيلاف بالعام الجديد وفي الختام لن أجد كلمات احلي مما جاء في قصيدة "نزار قباني" :
أحاول رسم بلاد.. لها برلمان من الياسمين.. وشعب رقيق من الياسمين، تنام حمائمها فوق رأسي وتبكي مآذنها في عيوني، أحاول رسم بلاد تكون صديقة شعري ولا تتدخل بيني وبين ظنوني ولا يتجول فيها العساكر فوق جبيني.. أحاول رسم بلاد تكافئني إن كتبت قصيدة شعر، وتصفح عني إذا فاض نهر جنوني، أحاول رسم مدينة حب تكون محررة من جميع العقد فلا يذبحون الأنوثة فيها ولا يقمعون الجسد.
فؤاد التوني
إعلامي مصري

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
عام الامل
هشام الاحمد -

رغم ان عام 2011 مات فيه الاف البشر في الثورات والكوارث الطبيعية الا ان اهم شيء هو التخلص من الانظمة المستبدة 2012 عام التحدي واكمال تحقيق الاهداف للثورات العربية فيه اتمنى ان يقتل بشار الاسد واركان نظامه الفاسد وينعم شعب اليمن بالحرية ويحاكم صالح على الجرائم ويرحل العسكر الفاسدون يارب السلام يسود العالم والحب بين البشر يارب يكون عام حلو ننسى فيه مأسي العام الماضي .

رحم الله نزار
علي الاحبابي -

لو قدر لنزار ان يعيش اليوم ليرى القتل المنظم الذي ترتكبه شبيحة الاسد لرحل وصرخ باعلى صوته انقذوا شعب سوريا من شبيحة وامن وجيش الاسد .

عمر مديد
احمد سامي -

يارب الشهادة دي تستمر حتى يتحقق للعرب كل امنياتهم في العام الحالي فيد دول عندها فلوس متلتلة وفائض ضخم في ميزانياتها وتبخل على دول شقيقة تعاني المجاعة والفقر والاضطرابات السياسية تعاونوا على البر والتقوى .

شاعران عظيمان
نجلا -

نزار وغازي كانا فارسان لا يشق لهما غبار في عالم الشعر الحمد لله ان كتب الله للعرب عمر جديد حقا لقد هرمنا كما قال العجوز التونسي بعد الاطاحة بزين العابدين عشنا وشوفنا انظمة تتهاوي وفاسدين وراء القضبان هذه هر حركة التاريخ وسنة الله في ارضه

حياك الله
محمد علي -

لا فض فوك احلى كلام واحلى شعر كل سنة وايلاف بخير وكتابها بخير والعالم كلهى بخير

التغيير حلو
ام رحاب -

ياليت العالم المتخلف الخانع الكسول يتحول الى ناهض نشيط منضبط ده مهم جدا حتى لا نكون خارج التاريخ.

التغيير حلو
ام رحاب -

ياليت العالم المتخلف الخانع الكسول يتحول الى ناهض نشيط منضبط ده مهم جدا حتى لا نكون خارج التاريخ.

اين الاغنياء
سليمان العامر -

اذا كان الاغنياء معاهم مليارات ويقفون موقف المتفرج مما يحدث في مصر وتونس وين النخوة حين افلست اليونان وقفت كعها كل دول اوربا ولما تعثرت مصر تخلى عنها القريب والبعيد لم هذا الحقد ايها بكرة تموتوا وترموا في مذبلة التاريخ

اين الاغنياء
سليمان العامر -

اذا كان الاغنياء معاهم مليارات ويقفون موقف المتفرج مما يحدث في مصر وتونس وين النخوة حين افلست اليونان وقفت كعها كل دول اوربا ولما تعثرت مصر تخلى عنها القريب والبعيد لم هذا الحقد ايها بكرة تموتوا وترموا في مذبلة التاريخ

تجار ازمات
اسامة -

الجنزوري قال ان دول شقيقة وعدت بتقديم 10 مليار مساعدة لم يصل منها سوى مليار الدول الثماني وعدن مصر وتنوس في مؤتمرها الاخير 35 مليار لم يصل دولار منافقون وتجار ازمات

تجار ازمات
اسامة -

الجنزوري قال ان دول شقيقة وعدت بتقديم 10 مليار مساعدة لم يصل منها سوى مليار الدول الثماني وعدن مصر وتنوس في مؤتمرها الاخير 35 مليار لم يصل دولار منافقون وتجار ازمات

مصر يحفظها الله
ساميه -

الله عليك مصر كبيرة بحفظ الله لها ولن تضعف ابدا ولن تحتاج للاقزام بس عجلة الانتاج تدور وانت راج تشوف العجب يارب احفظ مصر .

مصر يحفظها الله
ساميه -

الله عليك مصر كبيرة بحفظ الله لها ولن تضعف ابدا ولن تحتاج للاقزام بس عجلة الانتاج تدور وانت راج تشوف العجب يارب احفظ مصر .