فضاء الرأي

سوريا: الرقم الصعب في عام 2012

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

سقوط النظام السوري بدأ يقلق (في العمق) الولايات المتحدة وروسيا وإسرائيل معا، الولايات المتحدة التي أعلنت موقفها مبكرا من نظام " بشار الأسد " الدموي - علي العكس تماما من تأرجحها إزاء نظام مبارك أو زين العابدين - تخشي اليوم من حليفتها " تركيا " التي تحاول استعادة نفوذها المفقود في سوريا.
فقد كانت سوريا في البداية جزءا من الأمبراطورية العثمانية، واليوم بدأت تركيا بقيادة رجب طيب أردوغان، تتحول إلى دولة عظمى خاصة تراودها أحلام الخلافة الإسلامية مع صعود الإسلاميين في كل من تونس وليبيا ومصر، وقد تستعيد بالتدريج أمجاد الامبراطورية العثمانية.
وبعد أن كانت على علاقة قوية مع النظام السوري، حيث أمسك " أردوغان " بواحد من أشد الملفات تعقيدا في الشرق الأوسط وهو ملف السلام السوري - الإسرائيلي ولعب دور الوسيط بإقتدار، لم يتردد لحظة في الانقلاب علي نظام الأسد، حيث تحولت أنقره في لمح البصرمن صديقة لبشار إلى أكثر وأشد الأطراف الدولية نقدا له ولنظامه، بل وراحت تحتضن المعارضين السوريين على أراضيها.
أما روسيا فهي أيضا تتوقع الصدام مع طموحات تركيا في سوريا بعد سقوط الأسد، لأن سواحل البحر الأسود الروسية ابتداء من مدينتي "سوتشي" و "عنابا" وما بعدهما، كانت في الماضي تحت السيادة التركية، ولن تنسي تركيا ذلك أبدا. تركيا اليوم تملك ثاني أكبر جيش في منظمة حلف شمال الأطلنطي " الناتو "، وأهم قاعدة عسكرية في البحر المتوسط لعمليات الولايات المتحدة في أفغانستان، فضلا عن حدودها الممتدة مع إيران وسوريا والعراق.
القلق الروسي ترجم إلي إرسال عدد من السفن الحربية إلى الشواطئ السورية، ليس لاعتراض السفن التي تقوم بتهريب أسلحة إلى الثوار المعارضين لنظام الأسد، كما هو معلن في وسائل مصافي وسائل الإعلام، وإنما لمنع أي عمل عسكري آخر للناتو يهدف للإطاحة بنظام الأسد، والأهم من ذلك: الاعتراض علي إقامة الولايات المتحدة والناتو " درع دفاع صاروخي " في جنوب أوروبا، وحسب الجنرال " نيقولاي ماكاروف "، رئيس الأركان العامة في القوات المسلحة الروسية، فإن: " توسيع أعمال الناتو باتجاه الشرق يهدد بنشوب " صراعات إقليمية قد تتطور إلى حرب شاملة تُستخدم فيها أسلحة نووية ".
نشر تركيا صواريخ هوك التي تعتبر بمثابة المظلة الواقية لحماية منطقة الشرق الأوسط بالقرب من قرية قلعة التابعة لمدينة هطاى الحدودية مع سوريا، تسبب في أزمة من نوع آخر مع إسرائيل. رغم أن هذه الخطوة جاءت ردا - حسب صحيفة " ميلليت " التركية - على نشر سوريا بطاريات صواريخ سكود الروسية الصنع فى " قامشلى وعين دور" وهى مناطق حدودية مع تركيا.
سقوط نظام الأسد يمكن أن يشكل تطورا إيجابيا (فقط) بالنسبة لإسرائيل، إذا أدى ذلك إلى قطع علاقات سوريا مع كل من إيران وحزب الله وحركة حماس. فقد حافظ الأسد (الأب والإبن) علي موقفه المعادي في الظاهر لإسرائيل في نفس الوقت الذي ضمن للإسرائيليين " هدوء الحدود " لسنوات طويلة ! وهو ما كان المطلوب إثباته بالنسبة لإسرائيل وأمريكا.
بيد أن المخاوف من سقوط النظام السوري وآلية هذا السقوط وكيفية تنفيذها تتخذ أبعادا متناقضة اليوم رغم الاتفاق علي الهدف. بالنسبة لإسرائيل تتمثل هذه المخاوف في وقوع الأسلحة التي يمتلكها، بما فيها الصواريخ المضادة للطائرات في أيدي حزب الله وغيره من المنظمات الإسلامية الراديكالية، وهو ما يجعلها تلح علي ضرب إيران أولا، بينما تمثل الإطاحة بنظام الاسد أولا - الحليف القوي لنظام الملالي - قبل ضرب إيران، أمرا في غاية الأهمية بالنسبة لدول الخليج العربي.
الأهم من ذلك، أن التركيز علي ما يجري داخل سوريا أو في محيطها الإقليمي، صرف الأنظار بعيدا عن صراع (آخر) حقيقي بدأ يلوح في الأفق وله تبعات مأساوية علي العالم كله وليس فقط علي " أهلنا في سوريا " أو حتي منطقة الشرق الأوسط، حيث تنخذ العلاقات بين القوى العظمى في العالم - مطلع العام الجديد 2012 - (الولايات المتحدة وروسيا والصين)، منعطفاً خطيراً نحو الأسوأ.
وبعد أن أستخدمت روسيا والصين حق الفيتو ضد قرار مجلس الأمن في فرض عقوبات على سوريا بسبب قمعها للمتظاهرين والثوار العزل، تعمقت الصراعات فجأة وبسرعة أزيد من اللازم، وكأننا على حافة حرب باردة جديدة، أو بالأحري، حرب " عسكرية " بين القوي العظمي.
وللحديث بقية....

dressamabdalla@yahoo.com


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
لعبة وليست حرب
متابع -

مايحدث حالياً هو لعبة بين الدول أو الأمم وهدف كل أمة هي أن تبقى في اللعبة وأن لاتخرج منها وأدوات هذه اللعبة هي الإقتصاد والسياسة والدبلوماسية بهدف الحفاظ على المصالح وتحقيق أكبر المكاسب أماأن تدخل الحرب كأداة في هذه اللعبة فمستبعد تماماً في الوقت الحالي .

death for assad
Tarek Abo Hamid -

الشـــــــــــــــــــــعب الســـــــــــــــوري يطالــــــــــــب بالحمــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــاية الدوليـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــة الشعب السوري يطالب بحـــــــــــــــــــــــــــــــــــظر الطيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــران الشعـــــــب الســــــــــــــــــــــــوري يذبح الشعب السوري يقتــــــــــــل الشـــــــــــــعب الســـــــــــــوري مل من كذب المجتمع الدولــــــي والعــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــربي

death for assad
Tarek Abo Hamid -

نعم الاسلحة المهترئة التي لا تخيفﺍﻟﺷﻌﺏﺍﻟﺴﻭﺮﻱ. اريد ان اوجه رسالة الىﺑﺛﺎﺮ ﺪﻟﻮﻉ ﺃﻧﻴﺴﻪ ﺍﻟﻤﺠﺮﻤﻪ والى كل من يقف معه وانهم لقليلون ... اقول لهم : لقد سقطتم وذهبتم الىﻤﺯﺑﻟﻪالتاريخ . والتاريخ والشعب المعذب لن يرحمكم ..فادلب الان شبه محررة وستحرر هي ومعظم الاراضي السورية من هذا الاحتلال ﺍﻟﻌﻟﻮﻱ ﺍﻟﻤﺟﺭﻡ الذي جاء عنوة وسيذهب عنوة مكسور الراس بإذن الله . وان الله لمع الصابرين .

death for assad
Tarek Abo Hamid -

أن شاء الله سترحل بفضيحة يا بشار أنت وعائلتك الطائفية الحرامية المجرمة قاتلة الأطفال وسارقة قوت الشعب السورى وخائنة العرب والمسلمين والله الذى لا أله ألا هو:: ستكون نهايتك مدويه أنت وعائلتك حتى لو أجتمع الشرق والغرب وحتى الجنوب لحمايتك ** فغضب الله عليك وعلى عائلتك أن شاء الله نافذ ﻮ ﺍﻟﺪﻟﻴﻝ ﻤﻮﺖ ﺇﺛﻧﻴﻥ ﻤﻦ ﺇﺧﻮﺗﻚ ﺑﺎﺴﻞ ﻭ ﻤﺟﺪ ﻮ ﺃﺑﻭﻚ ﺍﻟﻬﺎﻠﻚ ﻔﻲ ﻧﺎﺭ ﺟﻬﻧﻡ ﻫﺫ ﺍﻟﻴﺱ ﺼﺪﻔﻪ ﻭ ﺍﻟﺪﻭﺭ ﻋﻟﻴﻚ ﻭ ﻋﻠﻰ ﻤﺎﻫﺭ ﻮ ﻋﻟﻰ ﺃﻧﻴﺴﻪ ﻮ ﻻ ﺃﺣﺩ ﺴﻮﻑ ﻴﺘﺭﺤﻡ ﻋﻟﻴﻜﻡ ﻷﻧﻜﻡ ﻤﺟﺭﻭﻤﻭﻦ ..

في الصميم
عماد -

مقال دقيق , يحاول قراءة الحقائق بحيادية , بعيدا عن العواطف والارتزاق من قبل بعض الاشخاص المحسوبين على الكتاب

الرقم الصعب
Saddek -

I agree with Emmad comment No 5 .Above article states an accurate and good analysis of the present situation in Syria

مقال منصف
عراقي جريح -

انصف الكاتب فيما كتب ولعل بعض الطبالين والمزمرين سوف لن ينصتوا لصوت العقل الذي نطق به الكاتب الا انها تبقى الحقيقه وللبعض الحقيقه مره

إذا عرف السبب
مواطن عربي -

خالف شروط النشر

بردا وسلاما على شعب سوريا
احفاد البابليين -

ربنا شاهد على كلامي عندما ادخل الى سوريا احس بالامن والامان وكنت اتمنى للشعب السوري الكريم ان لاتطيله يد الارهاب .... مثلما حصل في العراق .....