أصداء

ما بعد ربيع الملك عبد الله الثاني في الاردن

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يعرف العديد، و انا منهم، بوضوح الإشارات الخطيرة التي تظهر الحراك الاردني في الشارع انه يتبنى نفس مسار الربيع العربي لتغيير النظام تحت مسميات الاصلاح و لكن التغيير عند البعض محكوم بالفشل كما فشلت جمهوريات عربية انتهى شتاؤها السياسي.

و يرى ساسة و اقتصاديون كيف أن المملكة الاردنية الهاشمية حيوية و جادة لتنفيذ السياسات الاصلاحية رغبة منها في الاصلاح اولا واحتواء وتجنب التغيير في الوقت الراهن ثانيا و ذلك لمنع الاردن من المصير نفسه الذي اودى بالجمهوريات و عصف باقتصادها و سياسيها بعد رحيل حكامها.

في عصر ثورات الربيع العربي يعتقد البعض ان الوضع في الاردن يمر في اسؤ اوضاعه التاريخية، و هذا وضع مقلق و مخيف و لا يحتاج الى نبؤة لمعرفة اين يتجه المتشددون و المتطرفون، فالخيار امامهم واضح بعد علو الصوت الاخواني و السلفي في دول عربية، ونجاح الشارع في اقصاء الحاكم و اجهزتة و ادواته.

على الشعب ان يعي الكارثة الاقتصادية و السياسية و الاجتماعية ان رحلت الملكية او استبدلت. و من المتداول للابقاء على الملكية ثلاث خيارات، اولها ان تتحول الى ملكية دستورية مع الابقاء على الملك عبد الله الثاني ملكا على البلاد، و ثانيها ان يحدث تغيير ياتي بالامير حمزة، و لي العهد السابق ملكا في ملكية دستورية، و الثالث ان يعهد الى الامير الحسن بتولي ولاية العهد مع تعهد بأن يصبح ولي العهد الحالي "الحسين " ملكا بعد عمر طويل، و هو خيار سبق للملك الحسين الحديث فيه مع الامير الحسن الذي رفض التعهد لمن يخلفه بعد ان يصبح ملكا !. و تبقى كل الاحتمالات مفتوحة، مع عين امريكية على الاردن وقودها وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون صديقة الملكة نور والدة الامير حمزة.

الكتابة عن رحيل المملكة " نظاما" صعب و يقع في الممنوع و لست مع "الرحيل " جملة و تفصيلا، بل مجرد الاقتراب منه يودي بحياة من يتعرض للفكرة تلك الى ما لا يحمد عقباه،و لكنها ليست نهاية العالم او بداية الجحيم و على المثقفين و الوطنيين ان يدلوا بافكارهم و ارائهم لاجل اردن امن و مستقر دون خوف او خجل من طرح ما يدور في خلد شارع مشتعل و حمى ربيعية، بعيدا عن غباء الخوف من كسر الخطوط الحمراء وتقربا بأمل الجرأة في الحديث حول المستقبل.

قد تكون بداية سقوط الملكية و الغاء الهاشمية مع الابقاء على الاردن" اسما" طريقا لنظام بديل عند البعض حيث يخدم اطرافا خارجية، و لكن اي اردن في عقد البدلاء و مخططات الوطن البديل و النظام البديل الفلسطيني الذي يسقط القدس و يلغي الدولة الفلسطينية ؟

ان الاردن، شاء من شاء و ابى من ابى، يواجه عاصفة نهاية الحكم الملكي المطلق، عاصفة استبدال الملكية، عاصفة نهاية الملكية الى حد كبير تحت المجهر. و يأتي الرد من رحم النظام على ذلك ضمن محاولات الابقاء على النظام من خلال تضخيم حجم الفاسدين و الاشتراك في اطلاق يد النهش في اسماء كبيرة و مسؤولة تقدم قربانا لمجموعات متشددة متطرفة، وهذا يشكل في حد ذاته تهديدا لاقدم ملكية في الشرق الاوسط و لابد من التحذير بخطورة ما يجرى وخطورة طريقة التعامل معه عن طريق الاشتراك الخاطيء في استرضاء مثيري الثورات الربيعية بذبح "اسود الوطن والنظام على طريقة خراف العيد " ظنا منهم ان ذلك يبقى على اسماعيل حيا.

مرحلة ما بعد الملك عبد الله، لا سمح الله، موشحة بوجود بلد مقطوعة الرأس مع ركام عشائري محترق و فتنة طائفية، وارض خصبة لظهور احقاد ويفصل الدماء الملتصقة وطنيا عبر سنيين و يهدد في النهاية الوحدة و يؤدي إلى حصر الاردن و عزلته عن العالم العربي.

اقصد القول انه قد فشل بعض المستشارين الحاليين في تقديم النصح للنظام كي يبقى قويا مستقرا، ان يستمر في قلب و احضان الشعب، و ان يستند في تلاحمه مع الشعب، الذي بايع الملك عبد الله الاول في مؤتمر اريحا و الذي وضع مع الملك طلال الدستور في عام 1952، الى الشفافية و الحوكمة الرشيدة.

لقد دفع بعض المستشاريين باتجاه الامالة على طول الطريق نحو انهيار اركان وجسر النظام بخيارات ضعيفة شوهت صورة الاردن، و جعلت المملكة على بعد اقدام من حافة هاوية رغبة منهم للراحة في اسفل الواد عوضا عن مكوث النظام في راس الجبل، و هذا التحذير الثاني الذي يجب ان يلتفت اليه.

و من الامثلة على تلك الاستشارات الخاطئة التى مررها مجلس نيبابي بناء على تداخلات و توجيهات من دوائر مختلفة، الغاء حقوق مليون مواطن اردني من المشاركة السياسية و حق اعتلاء كرسي المسوؤلية كونهم من حاملي الجنسيات الاخرى، و هذا اول خطاء جعل قرابة مليون مواطن يحملون الجنسية الاردنية اضافة الى جنسية اخرى في خندق غير عابيء بما يحدث ضد الدولة، بل جزءا منه اصبح في حالة عدم توافق مع النظام.

و ايضا من الامثلة تدخل الحكومات و الاجهزة و الدوائر المعنية في الانتخابات التى اصبحت مهدا ليس فقط للديمقراطية المسرحية بل للديمقراطية المفسدة للناخبين الذين تم شراء بعض منهم عن طريق الاقتراض من مستقبل وطنهم مقابل رشوة من بعض من تولوا مناصب عليا في الحكومات لاحقا. و اعتقد ان مرحلة ما بعد الملك عبد الله هي ديمقراطية اكثر فسادا و الحاقا بالاذى لمستقبل الشعب.

الاردن يعيش مرحلة معارك بين رؤساء حكومات سابقين مسلحين بمدراء مخابرات سابقين و تابعيهم من قلة لا تتعدى اصابع اليد من صحفي الدنانير، و هي ايضا تهتك عرض البلاد و تزيد الفرقة و النقمة و تهدد النظام و تضعفه.

ان الحكومة القوية هي من يكون اعضاؤها اقوياء علما و خلقا و اصحاب خبرة دولية و حنكة سياسية مشهود لهم بنظافة العقل و القلب و اللسان قبل اليد، لا يمسها تضارب المصالح الشخصية او الاهواء الافتعالية و المنافع، و هي الحكومة القادرة على تسيير امور البلاد امام مجلس نيابي منتخب لا يدار بعض منه بالريموت كونترول احد و لا يسبح بعطايها احد.

اذا ما لم يتم التعامل بحكمة و استقطاب ابناء الاردن في الداخل و الخارج و اشراكهم ضمن ايقونة متساوية لمحاربة الفاسدون الحقيقيون و ارساء قواعد و اسس الاصلاح ووضع خريطة اقتصادية و استثمارية واضحة المعالم و الغاء طبقية الانتقاء لمن يتحمل مسؤولية ادارة شؤون البلاد،فأن تشنجات كبيرة تنتظر الاردن، وفي النهاية قد يكون الاردن في عالم آخر مع منتصف شهر ابريل 2012، وغير ما هو متعارف عليه الان، لذا وجب الحذر و النصيحة و للحديث بقية.

aftoukan@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
كلام سليم
عراقي -

ايها الاردنيون لا تفرطو بالهاشميين. انظروا ما حل في سوريا والعراق قبل ان تقدموا على اي شي لا سامح الله. انا عشت في العراق وفي الاردن وفي ليبيا واقولها دون تملق الاردن البلد الوحيد الذي يشعر فيه الانسان بامان واحترام. يكفي الامن والاحترام . رجال الامن محترمون ويقدمون خدمات محترمه. الاردن يحتاج الى اصلاحات كما حصل بالمغرب يحتاج الى مكافحة الفساد ومعاقبة الفاسدين.

معارضة فاشلة
مراقب للملف الأردني -

أشاركك القلق على الأوضاع في الأردن ولا أثق ان المعارضة قادرة على ادارة شؤون البلاد حيث يتواجد معسكرين على الساحة وهما المعسكر الديني الطالباني الحمساوي السلفي والاخونجي وهذا المعسكر يفتقر لشخصيات تقنوقراطية قادرة على ادارة الوزارات سواء البلدية او المالية او الخارجية بسبب ولاءتها المشكوكة وأولياتها لا تشمل الحرية والديمقراطية بل الحجاب والنقاب. أما المعسكر الثاني معسكر الغوغاء اليسارية التي تطلب الاصلاح وترفض الاصلاح في سوريا وتعتبره مؤامرة صهيونية وترفض ادانة نظام دمشق البعثي الارهابي. لذا لا يمكن الائتمان لهذا التيار الذي لا يزال يترحم على القذافي وصدام حسين ويدعم عمر البشير مجرم دارفور. هذا التناقض لا ينتج معارضة مسؤولة قادرة على خدمة الوطن والمواطن.في هذه الاجواء لا اجد بديلا افضل من النظام القائم ولكن مع اصلاحات حقيقية وحملة للقضاء على الفساد.

ملك القلوب
خالد القراله -

للعلم كل الاردنيين يحبون جلاله الملك عبد الله الثاني بن الحسين - أكبر دليل على ذلك يتناول وجبات الطعام في مطاعم شعبية \

إحمدوا الله
عراقية -

إحمدوا الله أيها الأردنيون على ما أنعم به عليكم.. لا تتبطروا على ما أنتم فيه.. ولا تسمعوا لمن لا يريدون لكم الخير.. أنظروا إلى ما حل بنا بعد ملوكنا الهاشميين رحمهم الله.. فإذا أعجبكم حالنا، سيروا خلف الأشرار وخلف أفكارهم المريضة.. الهاشميون تاج على رؤوسكم فلا تفرطوا بهم..."بسم الله الرحمن الرحيم.. رب اجعل هذا البلد آمنا وارزق اهله من الثمرات.. صدق الله العظيم"

غير صحيح
فهد -

كالعادة غير موفق في تحاليلك كل ما تحدثت به غير صحيح

الأردن غير امن
سامي -

ابدعت بجرائتك ووطنيتك المدافعة عن الملكية التى هي في مهب الريح والتغيير قادم لا محالة بعد قضايا الفساد و الاراضي المسجلة باسم الملك التى تحدث عنها ليث شبيلات حمى الله الأردن من كل مكروه

رقم 2
اردني -

مع تأييدي لتعليق رقم 2 اضيف ان هناك عناصر عربية واردنية ناشطة سوف لا يرتاح بالهم الا اذا سالت الدماء في شوارع عمان وانتقلت الأردن لحالة من الفوضى والصراعات والتدخل الأمني والعسكري. وهناك من يحرض على ذلك بالكتابة او في الفضائيات وهم معروفين.

الملك ان اراد
علياء -

الملك له السلطة المطلقة وهو ان اراد حارب الفساد واصلح الامر واقنع الشعب لكن السؤال هل الملك يريد؟

الشعب
zaid -

الاردن الحديث القوي قادم لامحالة....جمهورية الاردن العربية

واين هو الشعب الاردني؟؟؟؟
سعودي وافتخر -

ملك يحكم شعب فلسطيني ..اين شعب الاردن؟؟؟؟ هذا الشعب عليه تقبيل يد الملك كل صباح ومساء لانه اعطاهم الجنسيه الاردنيه وانظروا كيف ينكرون هذه النعمه بعدما تشردوا بالعراء والان يريدون اصلاح وقشمريات انا لو مكان جلاله الملك اطردهم الى بلدهم واتخلص من هاي المصيبه بلا اخوان بلا بطيخ بسمر هؤلاء شعب لاولاء لهم وؤئهم للدرهم ومن يدفع اكثر والدليل انظروا الى الاخوان جلهم فلسطينيين

برئاسة من يا رقم 9
فارس -

يا رقم 9 برئاسة من هذة الجمهورية الاردنية العربية همام سعيد او حمزة منصور او علي ابو السكر او قل خالد مشعل او عدنان ابوعودة او غريب الرنتاوي او لبيب قمحاوي ام موسى برهومة او هيفاء ابو حلاوة او اسمى خضر او جهاد الخازن او مروان دودين دعاة تيار التخلي عن فلسطين الوقف الاسلامي الذي لا يجوز التنازل عنه ؟.

رئيس الجمهورية
ابو محمد -

ليث شبيلات او جمال الطاهات او احمد العبدللات

الاردن لكل شريف
احمد -

الاردن لكل شريف نظيق عربي اسلامي اخلاقه تأبى ان تشتم وتؤذي الغير شباب متعلمين وطنهم اهم من الجميع بلد اسلامي يحترم الجميع يغيث الملهوف والفقيررسالته رسالة الاخلاق والمحبه فيه الحريه وتقول ما تريد حرية التعبير في وقت منعت القيادات الاخرى بالدول الشقيقه الاخوان والحركات الاسلاميه كانت قيادتنا هي من ساهمت بوجودهم فقيادتنا تتواجد في كل مكان وقبل ما سمي بالربيع العربي منذ وجودها بين الناس وتسمع لهم بل تسعى لان يكون بلدها في قمة البلدان بالرغم من شح المواردالفساد موجود بكل مكان والضروف الاقتصاديه هي عالميه والاردن يسبر الى الامام وهناك من يريد تعطيله بحجج واهيه....فالاردن لا يحكمه الا الهاشميينوغير ذلك الضياع وعوده بالاردن الى ماقبل 1800سنهاتقوا الله جميعا الاردن الان ليس لديه نفط لكن قيادته تسير للامام من اجل الاجيال القادمه فلا تضعوا الفساد السبب لفساد اعظم وهو التخريب لكل المكتسبات لبلد رغم شح المكانات الا انه لديه طاقات بشريه هائله مدربه تستطيع ان تستثمر بها.....اتقوا الله جميعا بالاردن فهناك عدو يتربص بنا جميعا وهناك الاجندات والمصالح الخاصهالبعيده كل البعد عن التحليل الواقعي فاردن منيع قوي هو ذخر لكل الامه

مرتشوا صدام
عراقي -

مقالة رائعة مع تذكري صحفبي الدنانير المنافقين (من قمامة الشعب الأردني الأصيل) الذين سعدوا بمصائب العراقيين حينها وتغنوا بالطاغية المقبور وكانوا في منتهى الرخص . حفظ الله الأردن وأهله الطيبين من كل شر وسوء وخصوصا من أولئك المنافقين.