أصداء

رسم على الهوية: رسام ماجدي مول

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

الحديث عن الهوية بضم الهاء،هو البحث في الانساق التي تحرك مجموعة بشرية تشترك في اللغة والعادات والتقاليد،لتؤسس لنفسها نسقا في العيش يختلف عن بقية الانساق والهويات الاخرى، والخصوصية التي تشكل هويتهم هي امتياز كثير من الشعوب التي تقترب من التنوع،ولكن الصراع الذي ينشط بين هذه الهويات بسبب جملة من المصالح لن تؤدي الا الى المزيد من الحروب الاهلية وخرق التعايش السلمي، لان القانون العام الذي يحكم هذا التنوع تم خرقه بسبب عدم احترام خصوصيات الهويات الصغيرة والمتفرعة او بسبب سيطرة القوانين الثانية على سلطة القانون الاول، فجاءت عدم القناعة بين هذه الهويات المتعددة، ونحن نرى من خلال جملة من التقارير الاخيرة التي تؤكد رغبة الدول الكبرى الى منح الاقليات الثقافية دورها في التمثيل،بعد غياب تم التأكيد عليه من قبل الدول القومية،ومع كل هذا بقيت تبعات الدولة القومية تلاحق الناس مع كل المتغيرات التي طرات على الساحة العربية والعراقية تحديدا، اذ ما تزال الاقليات تتحرك باطار المازوم،ونحن في هذا الزمن بنا حاجة الى عقل سياسي يعيد تربية الاجيال على اساس التعايش السلمي وقبول الاخر.

قبل اسابيع معدودة،خرجت فجرا مع اهلي الى محافظات العراق الشمالية ( يتحفظ الاكراد على كلمة شمال العراق،حينما اشارت اليّ الشاعرة الكردية ارخوان في مهرجان الجواهري الاول الى عدم قبولها قولي شمال العراق،بحجة انها تدل على شوفينية ورغبة باحتواء الاخر الذي يرفض ذلك)،كنت اسير في طريق كركوك/ بغداد (سايد واحد) الذي يذهب بسببه يوميا كثير من العراقيين للاحداث المرورية، وانت تتسال، من هو المسؤول عن هذا الطريق الذي اكل من العراقيين ما لا يستوعب،الحكومة المركزية ام الاقاليم،اليس من باب المسؤولية الوقوف بحزم اتجاه المحافظات المقصرة في تعبيد وانشاء السايد الثاني ومحاسبة من ابتعد عن الاهتمام به، تجاوزنا طريق الموت باعجوبة،دخلنا السليمانية،ثم انتقلنا الى اربيل التي عشنا فيها ايام عدة،منتقلين من شلال الى مصيف، ومن سوق الى مول، ونحن نقول مع انفسنا،نفط البصرة لازدهار الشمال،فيما الجنوب يغرق في وحل الفساد واللامسؤولية والخراب الروحي والثقافي، الغريب من كل هذا، قررنا الذهاب ليلا الى ماجدي مول، تجولنا فيه ونحن نرى العدد الكبير من السياح العراقيين،وهم يبتسمون ويتطلعون الى الانجازات التي يقدمها الاقليم،كنا نود المغادرة لولا رغبة العائلة العشاء في مطاعم المول،جلسنا في احد المطاعم، وكان ابن اختي جعفر الطفل الذي لا يتجاوز خمس سنوات يركض بفرح،في اروقة المول، ساعتها افتقدته...ورحت ابحث عنه،وقد وجدته في زاوية يبكي، قلت له: ما بك: قال لي :انظر الى ذلك الرسام الذي يخطط على وجوه الاطفال، قلت له نعم، قال: رفض التخطيط على وجهي، ذهبت اليه مستفهما، قال لي الرسام ( تصوروا الرسام) : لا اخطط على وجوه الاطفال العرب.

كانت دمعات جعفر تحفر في قلبي،قلت له: لماذا، قال : (ني عرب)،وهو يرغب بشتمي، وانا اقول له: ان اصدقائي من اساتذة الفن اغلبهم يدرسون هنا ويعلمونكم الدرس التشكيلي، كيف تسمح لنفسك ان تتصرف مع طفل بهذه الطريقة التي تنم عن عدم احترام.

سحبت جعفر من يده وذهبت الى العائلة وهم في ذهول.... لقد تسممت رحلتنا بسبب هذا اللانساني،كنت العن صدام واشتمه،وانا اقول ستبقى سلوكياتك تلاحقنا اينما ذهبنا...وسيبقى ضحاياك يلاحقوننا ويشتموننا.

مشكلة هذا الوطن اننا ضحايا انظمة استبدادية،ولكن السؤال الاهم من كل هذا، ألم يعلم القائمون في شمال العراق على اشكالية هذا الامر،كيف يمكن بناء وطن يتم التعامل مع بعضه بعض بهذه الحدية، وهل يعقل ان مولا بهذا الحجم يتعامل مع زبائنه على هذا النحو،لقد اخذ الحزن مني ماخذه وقلت ان الطفل برئ من كل الاشكاليات السياسية،فلماذا يتعامل المأزومون مع الاطفال على اساس الهوية،رسام يرمي ازمته على وجه طفل برئ...نحتاج الى المزيد من الحب في هذا الوطن يا شرفاء العالم.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
you right
Dr.Khalaf -

انا كطبيب كوردي اعتذر عن هذا الاسلوب اللا حضاري و بهكذا اساليب لا تتحرر الاوطان٠معاملته مع طفلك انما من تخلفه

متوهم
safin -

هناك العشرات من الاف العرب يعيشون في كوردستان العراق، ولم اسمع يوما عن حوادث مماثلة. في عام 1991، عند الانتفاضة الشعبية سلم الالاف من الجنود العرب انفسهم في كوردستان ولم يتلقى احدهم كلمة مؤذية تجرح مشاعره. ان يكن الكورد اي شئ ولكنهم ليسوا حاقدين على احد، حتى اولئك الذين حاولوا ابادتهم ودائما ما يحترمون الضيوف والغرباء. يبدو ان عيونك لم ترق التطور والرقي الذي رأيته في المدن الكوردية فتقوم باختلاق مثل تلك القصة التي تدل بوضوح على حقدك الدفين. ثم انه ليس نفط البصرة هو الذي يساهم في ازدهار الشمال، نفط وعقل الكورد وفدرات ابنائه هو الذب يبني كوردستان. ان كنت حاقدا على كوردستان الى هذا الحد، ارجو ان تفكر في زيارتها ثانية. مع احترامي لكل الطيبين

قصة حقيقية
عراقي فقط ... -

قبل حوالي الشهرين رقدت في مركز السليمانيه للقلب (اقليم كردستان) بغض النظر عن المعامله الطيبة للجميع هناك مرافقة كبيرة السن لمريض كردي كان راقدا بقربي وهي لاتتكلم العربية اطلاقا احاطتني بعنايه واهتمام كبير لعلمها باني عربي وغريب رغم ان حالة مريضها كانت اسوأ من حالتي ... المفارقة اني عرفت لاحقا ان عشرة من افراد عائلتها قتلوا في مجزرة حلبجة (بربكم لو ان الوضع كان العكس هل كنا سنسامحهم)الحقيقة كان الموت علي اهون من النظر اليها من شدة الخجل. قصة حقيقيه..

اتجاهين
منشار -

كلنا نرى الدنيا بأعيننا وليس بأعين غيرنا_ وان طريق كركوك بغداد_ ذي سايدين عدا المنطقة المحصورة من طوز بمعنى ان الاقليم ليس بمقدوره ذلك لانها لا تقع تحت سيطرته_المول اسمه مجدي وليس ماجدي

US
اوميد -

كما يقول المثل اصابع اليد غير متساوية لذا فهناك الصالح والطالح بين جميع بني البشر كما نعتذر للطفل جعفر السلوك الغير الحضاري الذي بدر من ذلك الشخص ، ولكن ليفهم كاتب المقالة بان غالبية الكورد ليسوا بهذاالشكل والدليل ان اقليم كوردستان كان وما يزال المناوىء للكثير من الأخوة العرب والمسيحين الذين هربوا نتيجة للعنف في باقي مناطق العراق ولجأوا للإقليم ، عدا وجود الكثيرين الذي يعملون وليست هناك اي حساسيات تجاههم.

ماجدي مول
Amedi -

السيد كاتب المقال, اذا كان ما تقوله صحيح و انا اشك في ذلك فانا اعتذر للطفل و عائلته عن هذه المعملة اللاانسانية من قبل الرسام ولكن اكثر من 80% من زوار مجدي مول هم من العرب و سكان المحافظات الأخرى و اذا كان الرسام لا يرسم الأ للكورد فقط فهذا يعني انه لايحصل على مال كاف من مهنته و ثم ان ما تقول لا يتطابق مع سياسة ادارة ماجدي مول و لا اية مؤسسة اخرى في كوردستان. بالرغم من المأسي التي حلت بنا و التي كانت تتكلم العربية الأ اننا لا نكن للعرب غير الحب و الأحترام ولاكن لا نقبل الظلم و الشتيمة. اما بالنسة للطريق فحكومتك المركزية لديها اكثر من 83 مليار دولار هذا العام لماذا لا يصرفونها على البنية التحية و الطرق؟ و لماذا لاتتظاهر في ساحة التحرير مطالبا بذلك؟

تصرف غير لائق
شيركو -

موقف مؤذي وغير لائق بالاضافة الى انه يثير الكراهية والعداء بين البشر والاجناس ومن حق الاخ الذي تعرض ولده لهذا الموقف ان يتقدم بشكوى اصولية وفي اعتقادي ومعرفتي ان ادارة المول تحاسب ذلك الرسام على سلوكه المشين !!ولان المكان يعتبر (محل عام ) !! ...والى التعليق 4 منشار ان اسم المول هو ماجدي وليس حسب ما ذكرت مجدي ! وذلك نسبة الى قرية ماجد اوة في قضاء مخمور ..

فکر قبل أن تکتب
سمکو -

ألعرب في کردستان يجدون کل أحترام و حب من قبل نحن ألاکراد، لکن لحد ألان لم نقرا مقالا عن حسن ألضیافة عندنا. حضرة ألکاتب ربما صادف هذا ألموقف ألشخصي بالرغم صعوبة تصدیق ألقصة، و لکنه‌ سمح لنفسه‌ بنشره‌ لتشویة ألشعب ألکردي. أخي، جنود من بني جلدتک رفضوا أن يعطوا قدح ماء للاطفال في سن ألربیع أثناء عملیات ألانفال و قتلوا ألالاف منهم، لکن نحن لن نتهم ألعرب بالشوفینية. فکر قليلا قبل أن تتهم ألناس و لا تنسی أن بیتک من ألزجاج

شعوب طيبة ومثقفين هراوات
جبار ياسين -

شعوب منطقتنا طيبة ، كردية كانت ام عربية ام بربرية او فارسية اوتركية . مشكلتنا مع من نسميهم بالمثقفين . شعوب منطقتنا طيبة لأن جذورها فلاحية بسيطة بعيدة عن التنظيرات القومية والدينية.اهل مدننا البسطاء في غاية الطيبة حينما لا يقرؤون ولا يستمعون لانصاف مثقفينا الذين يخلطون كل معارفهم الساذجة والمتخلفة والتي لاتقيم وزنا للأختلاف ولاتعرف التسامح ولا تعرف التاريخ بل الحقد الذي يخلفه الفشل في الحياة والمعرفة .هكذا الحال في العراق ومصر وتونس والمغرب وتركيا وايران ... الخ مشكلة الكثير من هولاء ، مثل هذا الرسام ، انهم يصحون على الحقد وينامون معه في الليل . تراهم ، عربا و اكرادا في كل مكان حتى في ساحة الرسامين بباريس عند على هضبة المونمارتر ؟ اكثرهم ثقافة لايعرف غير قصيدة راية العلم للزهاوي التي درسها في الصف الرابع الابتدائي والتي هي : لي غاية ابتغيها وقد يوفق مثلي ، ان لم تصل بي اليها فلا مشت بها رجلي ، فيا رجاء تعزز ويا مصاعب ذلي ، وانت ياراية الموطني ، اخفقي واظلي ، ليس الحياة بعز ، مثل الحياة بذلي . وهي نوع من الهريت من العنوان حتى أخر كلمة فيها . ومنذ 50 عاما وانا افكر في هذه القصيدة دون ان افهم شيئا منها . لانها هريت . وهذا الرسام ، غفر الله له من جماعة الهراتية بالتأكيد .شعب كردستان افضل من هذا بالتأكيد . اكرر شعب كردستان .

ماذا عن العرب
كردي يعيش في بغداد -

إلى كاتب المقال أتعجب أن تكتب مقالاً عن مثل هذه الحادثة ولا تذكر كم لاقى الكرد من الأهانات على يد العرب في باقي محافظات العراق و لا تقل أنها من أفعال صدام حسين وهذا أن دل على شيء فأنه يدل على مدى عنصرية العرب في العراق لقد عشت وما زلت في بغداد و دائماً أتعرض لهذه الأمور من العرب ولعى سبيل المثال عندما كنت أنوي الزواج من كانوا يقولون لي (كردي, ما أنزوج بناتنا لكراد)

مقال
جاكوج دهوكي -

ان جرح المشاعر تكون اشد الما من ضرب السيوف ان مافعله الرسام هو شخصي ولا يمثل غالبية سكان كردستان , ولكن بالمقابل الم يكن نعت الاكراد المخربيين والعصاة بالخطا الفادح

العين بالعين
امريكي من اصل كوردي -

اولا ارفض اسلوب ذالك الشخص الذي رفض ان يرسم الفرحة في وجه طفلك الغالي ، هذا الاسلوب غير مقبول من ( الرسام ) وكن على ثقة سوف لن يسمحوا له بالعمل هناك مرةآخرى . ثانيا اود ان اقول لكاتب المقالة مثل ما تدين تدان ، والدليل لم تذكر اسم كوردستان وانما قلت محافظات العراق الشماليه وهذه من اقوال الارعن صدام الدكتاتور وعليه رفض الرسام ان يرسم على وجه ابنك لكي ينبهك على ذكر اسم كوردستان .

برب الكعبة
هرهور -

عجيب أمر المعلقين الذين ينجرون للتعليق عن مثل هكذة مقالت السيد الكاتب يريد ان يجذب القراء لكلماتة المشحونة بالطائفية