القصيدة الشاميّة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
أحيانًا، هنالك لحظات يبتعد فيها المرء عن الخوض في تحليل الأحداث التي تجري على الساحة، ويبتعد فيها عن اللغة التقريرية التي يتطلّبها مقال سيّار من هذا النّوع. أحيانًا، هنالك لحظات يكون فيها للعاطفة دور غالب. فما بالكم، ونحن نرى كلّ هذا التّقتيل اليومي للبشر في منطقتنا؟
لقد كان ذكر قديمًا، طرفة بن العبد، شاعرٌ عربيّ حكيم من السّلف الصّالح أنّ rdquo;ظلم ذوي القربى أشدّ مضاضةًldquo;. وها هو ذلك الظّلم، وها هم ذوو القربى، وها هي تلك المضاضة من ذلك الماضي تظهر جميعًا الآن على الملأ وبجلاء، بفضل وسائل الاتّصال الحديثة. إنّها بارزة بكلّ قتامتها أمام أعين من لا يزال يمتلك ذرّة من بصر أو بصيرة.
ولأنّ للعواطف مكانًا في هذا الفضاء العربي الدّامي، فقد آن أوانُ هذا القريض الذي يسير على خطى القصيد العربيّ:
*
القصيدة الشاميّة
نَدًى بِعَيْنِكَ، أَمْ دَمْعٌ بِهِ نارُ؟
أَمْ فَارَقَتْ سِرْبَهَا فِي الجَوِّ أَطْيَارُ؟
وَمَنْ تَرَجَّلَ جُنْحَ اللَّيْلِ عَنْ فَرَحٍ
إذْ رَجَّعَتْ حُزْنَهَا فِي الأُفْقِ أَسْحارُ؟
لا زِلْتَ لَيْلَكَ أَرْضَ الشّامِ تَرْقُبُها
شَعْبٌ تَمَلْمَلَ مِنْ ظُلْمٍ، لَهُ ثارُ
فَالظّالِمُونَ تَمَادَوْا فِي مَظَالِمِهِمْ
لا يَأْبَهُونَ بِطِفْلٍ قَامَ يَخْتارُ
عَيْشًا كَرِيمًا وَحُلْمًا فِي مَرابِعِهِ،
حُرِّيَّةً نُقِشَتْ فِي النَّفْسِ، فَاحْتارُوا
إنْ أَخْمَدُوا وَلَدًا شَبَّتْ مَلائِكَةٌ
لا يَعْرِفُونَ بِأَنَّ الجَمْرَ سَعَّارُ
لَنْ يُطْفِئُوا أَمَلاً فِي نَفْسِ مَنْ نَبَتَتْ
فِيهِ حَمِيَّةُ أَبْرارٍ، بِهِ نَارُ
لِلظّالِمِينَ دِيَارٌ عِنْدَ مِزْبلَةٍ
كَيْ يَخْلُدُوا مَثَلاً فِيها وَيَعْتَارُوا
لا يَفْقَهُونَ أُصُولَ الحُلْمِ مُذْ دُحِيَتْ
أَرْضٌ لِعَيْشٍ، بِأَنَّ الدَّهْرَ دَوَّارُ
مَهْمَا تَغابَى سَراةُ الضَّيْمِ فِي بَلَدٍ
وَاسْتَأْسَدُوا عَمَهًا فَالشَّعْبُ صَبَّارُ
وَإنْ تَأَخَّرَ بَلْجُ الصُّبْحِ عَنْ مَهَلٍ
لا بُدَّ تَعْقُبَهُ فِي التّوِّ أَنْوارُ
***
نَدًى بِعَيْنِكَ أَمْ كَلْمٌ يُؤَرِّقُها
غَداةَ طَلَّ عَلَى الشّاشاتِ أَحْرارُ
هَبُّوا فَرَادَى فَهَبَّ النّاسُ خَلْفَهُمُو
حَتَّى أَتاهُمْ إلَى المَيْدانِ غَدَّارُ
فَاسْتَلَّ مِنْ جُعْبَةِ الشَّيْطانِ عُدَّتَهُ
يَغْتالُ فِي شَغَفٍ أَحْفادَ مَنْ سَارُوا
وَراءَ حُلْمٍ تَنامَى بَعْدَمَا انْعَتَقَتْ
فِي النّاسِ أُغْنِيَةٌ تَعْلُو وَأَنْظارُ
إنَّ الغَمامَ الّذِي يُرْخِي ضَفائِرَهُ
ناحَتْ بَوَارِقُهُ مِنْ فِتْيَةٍ ثَارُوا
فَاسْتَقْبَلُوا حِمَمًا مِنْ نَارِ غاصِبِهِمْ
لَمْ يَنْجُ مِنْ لُؤْمِها الأَهْلُونَ وَالجارُ
***
نَدًى بِعَيْنِكَ أَمْ دَمْعٌ تُكَفْكِفْهُ
لَيْلاً عَلَى نَفَرٍ فِي النّهْرِ قَدْ صَارُوا
لَوْلا الهَوانُ الّذي أَخْنَى عَلَى عَرَبٍ
لاسْتَنْفَرَتْ رَبْعَهَا فِي الشَّرْقِ أَخْيارُ
لكِنَّنَا هَمَجٌ مِنْ أُمَّةٍ دَثَرَتْ
لا يَنْفَعُ القَوْلُ فِي مَنْ زَيْتُهُ قَارُ
يَا سَامِعَ الصَّوْتِ لا تَبْخَلْ عَلَى وَلَدٍ
مِنْ بَعْضِ ما حَمَلَتْ فِي اللَّيْلِ أَذْكَارُ
وَارْحَمْ بِعَطْفِكَ طِفْلاً غَابَ فِي عَفَرٍ
أَلْغَتْ جَوارِحَهِ الأَحْقَادُ وَالعارُ
عارٌ عَلَى عَرَبٍ مِنْ أُمَّةٍ حُسِبَتْ
فِي قَوْلِهَا نَسَبٌ، وَالفِعْلُ أَغْيَارُ
عارٌ عَلَى حَجَرٍ، عارٌ عَلَى شَجَرٍ
عارٌ عَلَى بَشَرٍ فِي الشّامِ بَشّارُ
*
كانون الثاني 2012
***
موقع الكاتب rdquo;من جهة أخرىldquo;
http://salmaghari.blogspot.com
ــــــــ
التعليقات
....
الهدهد الشامي -مخالف لشروط النشر
....
الهدهد الشامي -مخالف لشروط النشر
برسم الطاغية بشار
هيفاء من حلب -قصيدة رائعة وتصف الحال السوري المأساوي.. شكرا لك استاذي الكريم.
برسم الطاغية بشار
هيفاء من حلب -قصيدة رائعة وتصف الحال السوري المأساوي.. شكرا لك استاذي الكريم.
نفاق إيلاف
الهدهد الشامي -أرسلت تعليق من 10 كلمات فقط أرد فيه على سلمان مصالحة ولكن لم يتم نشره بينما إيلاف تنشر وتشجع على البذاءة والألفاظ السوقية عن طريق بعض المقالات وأغلب التعليقات .... نعرف ان إيلاف تُعتبَر من الموالين للمعارضة السورية أو بالأصح أنها جزء لا يتجزأ من المعارضة السورية ولكن أن تقوم إيلاف (التي تنادي بالمصداقية) بالإنجرار الكامل وراء كتَّاب موتورين كالذي أعلاه وغيره وتدافع عنهم باستماتة فهذا هو بحق ما يمكن أن نسميه (الإعلام الأعور)...
نفاق إيلاف
الهدهد الشامي -أرسلت تعليق من 10 كلمات فقط أرد فيه على سلمان مصالحة ولكن لم يتم نشره بينما إيلاف تنشر وتشجع على البذاءة والألفاظ السوقية عن طريق بعض المقالات وأغلب التعليقات .... نعرف ان إيلاف تُعتبَر من الموالين للمعارضة السورية أو بالأصح أنها جزء لا يتجزأ من المعارضة السورية ولكن أن تقوم إيلاف (التي تنادي بالمصداقية) بالإنجرار الكامل وراء كتَّاب موتورين كالذي أعلاه وغيره وتدافع عنهم باستماتة فهذا هو بحق ما يمكن أن نسميه (الإعلام الأعور)...
الى الهدهد العلوي
بشار -بما أنك تنتقد موقع ايلاف,روح شوف لك شي موقع لحزب اللاة أو شي موقع ايراني, لا أحد يحبكم أنتم العلويين ولا أحد يحب بشار أُثدكم (أسدكم), حلوا عنا وأريحونا .قريبا سوف نحرر سوريا من احتلالكم ولسوف نلاحقكم الى ضيعكم ونفعل فيكم تماما تماما كما فعلتم بدرعا وحمص وادلب وبانياس والبيضا ودوما وحرستا, العلين بالعين والسن بالسن
الى الهدهد العلوي
بشار -بما أنك تنتقد موقع ايلاف,روح شوف لك شي موقع لحزب اللاة أو شي موقع ايراني, لا أحد يحبكم أنتم العلويين ولا أحد يحب بشار أُثدكم (أسدكم), حلوا عنا وأريحونا .قريبا سوف نحرر سوريا من احتلالكم ولسوف نلاحقكم الى ضيعكم ونفعل فيكم تماما تماما كما فعلتم بدرعا وحمص وادلب وبانياس والبيضا ودوما وحرستا, العلين بالعين والسن بالسن
شكرا لسلمان مصالحة
بشار -شكرا لك سلمان مصالحة لوقفتك الدائمة مع الحق, السوريين الأحرار ممن سيطيحون ببشار أسد واحتلاله العلوي البغيض قريبا جدا, لن ينسوا وقفتك الدائمة معهم. وحتى لا يتهمك أذناب النظام العلوي من عناصر المخابرات العلوية الأغبياء أنك أخوان مسلمين وارهابي سلفي نبين لهؤلاء الأغبياء أنك أخ مسيحي من كرام عائلات فلسطين.
شكرا لسلمان مصالحة
بشار -شكرا لك سلمان مصالحة لوقفتك الدائمة مع الحق, السوريين الأحرار ممن سيطيحون ببشار أسد واحتلاله العلوي البغيض قريبا جدا, لن ينسوا وقفتك الدائمة معهم. وحتى لا يتهمك أذناب النظام العلوي من عناصر المخابرات العلوية الأغبياء أنك أخوان مسلمين وارهابي سلفي نبين لهؤلاء الأغبياء أنك أخ مسيحي من كرام عائلات فلسطين.
للسيد بشار .
abboud -الشاعر سلمان مصالحه ، فلسطيني من اراضي ١٩٤٨ من منطقة الجليل وهو من الطائفة الدرزيه ، وهو مناضل علماني ، حتى انه دخل السجون الاسرائيليه لرفضه الخدمة في الجيش الاسرائيلي ،
للسيد بشار .
abboud -الشاعر سلمان مصالحه ، فلسطيني من اراضي ١٩٤٨ من منطقة الجليل وهو من الطائفة الدرزيه ، وهو مناضل علماني ، حتى انه دخل السجون الاسرائيليه لرفضه الخدمة في الجيش الاسرائيلي ،
بيروت
محمد خليل -أكثر من رائع لأن الكلام صادر من القلب و من رحم الثورة الشعبية ضد الديكتاتور ،،، يوم النصر بات قريباَ,نشد على أياديكم وإلى الأمام
بيروت
محمد خليل -أكثر من رائع لأن الكلام صادر من القلب و من رحم الثورة الشعبية ضد الديكتاتور ،،، يوم النصر بات قريباَ,نشد على أياديكم وإلى الأمام
Not a poem
Dr. Ibrahim -I am one of your readers for long time..You wrote creative articles. I remember the one about comparison between Bashaar bin Burd and Bashaar Al-Asad. I hope you republish it in Elaph these days. I read your poem but I should say it is far from what poem should be. It is lacking the creativity. You just tried to queue the words according to rhyme in cost of meanings....the intentions would not give you any excuse that this is not a poem. Stuck to prose. With respects. Thank you Elaph.
Not a poem
Dr. Ibrahim -I am one of your readers for long time..You wrote creative articles. I remember the one about comparison between Bashaar bin Burd and Bashaar Al-Asad. I hope you republish it in Elaph these days. I read your poem but I should say it is far from what poem should be. It is lacking the creativity. You just tried to queue the words according to rhyme in cost of meanings....the intentions would not give you any excuse that this is not a poem. Stuck to prose. With respects. Thank you Elaph.