فضاء الرأي

فحولة الرأسمالية والنهود الفنزويلية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

الرئيس الفنزويلي "هوجو شافيز" تفوق علي الرئيس الكوبي "فيدل كاسترو" والمرشد الأعلي للثورة الإيرانية الإمام الخوميني في الكراهية والعداء لأمريكا، وأتهامها بكل الموبيقات في الدنيا والآخرة فهي سبب البلاء في العالم و"الشيطان الأعظم" وزعيمة قوي الاستكبار والاستعمار الجديد.
شافيز لا يترك شاردة أو واردة تصدر في أمريكا أو الغرب الموالي لها، إلا ويعقد مؤتمرا صحفيا أو يخطب في برنامجه التليفزيوني، وأحيانا يستعجل الفرصة (لا يتحينها) وربما يختلقها ويصنعها بنفسه، حتي يعلن أمام وسائل الإعلام للعالم كله كراهيته لأمريكا ويظهر بوصفة البطل المغوار المعارض لسياسات الولايات المتحدة.
قبل فترة صرح بأن واشنطن تقف وراء إصابة عدد من قادة أمريكا اللاتينية بالسرطان بمن فيهم شافيز نفسه، وهم رئيس الباراغواي فبرناندو لوغو ورئيس البرازيل السابق لويس إغناسيو دا سيلفا ومن خلفته في المنصب ديلما روسيف، ورئيسة الأرجنتين كريستينا فرنانديز دي كيرشنر، وجل هؤلاء يُحسبون على تيار اليسار، ثم تراجع عن تصريحاته - حتي لا يقع تحت طائلة القانون - وقال أنا فقط "أفكر بصوت عالي"؟
أحدث اتهامات شافيز كانت من نصيب "الدعاية الرأسمالية الأمريكية"، التي ساهمت في تنامي شعبية عمليات تكبير (نهود) أثداء الفتيات والنساء عن طريق زرع السيلكون. وحذر في التليفزيون المركزي من شغف الفنزويليات بهذه العمليات، محذرا اياهن من الخضوع لها في ظل فضيحة عالمية أثارتها شركة "بولي امبلانت بروتيسيس" (الفرنسية) المصنعة لسيلكون الثدي الصناعي، نظرا لكون السيليكون المزروع بنوعية غير مناسبة للاغراض الطبية، مما أدى في عدد من الحالات الى تمزقه وتسلله داخل الجسم، الأمر الذي شكل خطرا على صحة صاحبات الاثداء الصناعية.
شافيز ندد بالرأسمالية الأمريكية المتوحشة ودعايتها الاستهلاكية الموجهة، خاصة دمية "باربي" التي تحرض الفتيات علي إجراء مثل هذه العمليات، كما تمنح البنوك هناك قروضا لدفع أثمانها لمن لا تستطع سد التكاليف، وأصبحت الهدية المميزة للفتيات المراهقات في بلاده هي زراعة السيلكون، ومعروف أن فنزويلا حاضنة لأجمل الفتيات في العالم، وفازت ممثلاتها أكثر من مرة في مسابقات "ملكة جمال العالم" و"ملكة جمال الكون".
لا يختلف اثنان في مطلع الألفية الثالثة علي نقد "مجتمع الاستهلاك"، لكن الفكر التسويقي التقليدي المتمثل في زيادة عدد المستهلكين وفتح أسواق جديدة في أركان العالم الأربعة - عبر الشركات المعددة للجنسيات والعابرة للقارات - تطور إلي أقصي درجة، حيث داعبت فكرة "الفحولة" الاستهلاكية أذهان أصحاب هذه الشركات وأسفرت عن أمر جديد تمثل في خلق عشرات المستهلكين داخل المستهلك الواحد، الذي لن يكف عن الرغبة في الاقتناء والامتلاك والشراء، فقد أبتكرت فكرة (السوبر ماركت) ثم (المول) ثم (الهايبر)... والبقية تأتي.
المنطق المتحكّم في ترويج البضائع هو منطق الشّوق والرغبة لا منطق الاستهلاك. إن جميع البضائع تعدنا اليوم بشيء مّا زائد فوق ما يمكننا استهلاكه، ومن هنا وجدنا عبارة مثل: "تجدون جوائز كثيرة في انتظاركم".. "اشتري زوجين من الأحذية وأحصل علي الثالث مجانا"، ومن هنا جاءت فكرة تكبير "النهود الصغيرة" للفتيات والنساء. فالنهد أو الثدي هو رمز الحب والعطاء والأمومة والأنوثة والمتعة والجمال والرغبة أيضا.
وحسب الفيلسوف المعاصر بسراب نيكولسكو، فقد أصبح مجتمع الاستهلاك الجديد هو المؤشر الأبرز علي "تنامي الذكورة في العالم"، ومن تجليات ذكورة العالم وفحولته، ظاهرة عبادة الشخصية (الصورة، القناع). أقنعة عدة لوجه واحد وأنياب كثيرة لشخصية واحدة، بحيث تؤدي تناقضاتها إلى انحلال الكيان الداخلي. وهو يعزو سُعار الاستهلاك في عصرنا إلى هذه التعددية، وبالتالي، كلما زادت شخصيات الفرد الواحد زاد استهلاكه، وكلما زاد الاستهلاك تقزمت كينونته.
ما يجمع بين هذا التزاوج "غير المقدس" بين أقصي اليمين وأقصي اليسار، الفاشية الدينية والأصولية الماركسية، متظاهري ول ستريت و"أحنلوا نيويورك" مع أقرانهم في روسيا "أحتلوا موسكو" هو العداء للرأسمالية المتوحشة، فقد صرح الرئيس الفنزويلى هوجو شافيز فى برنامجه الشهير "الو سيادة الرئيس" خلال زيارة الرئيس الإيراني الأخيرة إلي فنزويلا أن لديه الثقة الكاملة بأن البرنامج النووى الإيرانى لأغراض سلمية، كما أوصى إيران بتوخى الحذر والتحضير مع بلدان أمريكا اللاتينية لشن هجمات على "العدو المشترك" أمريكا.

dressamabdalla@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الرأسمالية اليسارية
محمد بوعزيز -

لا احد ينكر مفاسد الرأسمالية على الإنسان ولكن لا يجب على احد ايضا التهوين او التقليل من خطورة الأنظمة اليسارية والدينيةالقمعية التي احتكرت السلطة بالزيف والغش الديمقراطي لإنتاج احاديةالتفكير التي تستخدم محاربة الرأسمالية ايا كانت بدون تفريق لإنتاج الدولة الشمولية الاستبدادية والغاء الفرد وحقوقه التي تحققت في الخمسين سنة الاخيرة.

الرأسمالية اليسارية
محمد بوعزيز -

لا احد ينكر مفاسد الرأسمالية على الإنسان ولكن لا يجب على احد ايضا التهوين او التقليل من خطورة الأنظمة اليسارية والدينيةالقمعية التي احتكرت السلطة بالزيف والغش الديمقراطي لإنتاج احاديةالتفكير التي تستخدم محاربة الرأسمالية ايا كانت بدون تفريق لإنتاج الدولة الشمولية الاستبدادية والغاء الفرد وحقوقه التي تحققت في الخمسين سنة الاخيرة.

Ibrahimelmasry
مواطن عربي -

فكرة تافهة ومقال رديء وعرض أسوأ. أنصح الكاتب أن يلجأ إلى مدرس ابتدائي ليصحح له أخطاءه الإملائية قبل النشر من أجل أن يتجنب الفضيحة على الملأ. لا يصح أن يكتب رجل متعلم كلمة موبقات بإضافة ياء فتصير موبيقات كما فعل الكاتب في مقاله. الكلمة على وزن مفعلات بكسر العين وليس مفعيلات مثلما أوردها الكاتب.

Ibrahimelmasry
مواطن عربي -

فكرة تافهة ومقال رديء وعرض أسوأ. أنصح الكاتب أن يلجأ إلى مدرس ابتدائي ليصحح له أخطاءه الإملائية قبل النشر من أجل أن يتجنب الفضيحة على الملأ. لا يصح أن يكتب رجل متعلم كلمة موبقات بإضافة ياء فتصير موبيقات كما فعل الكاتب في مقاله. الكلمة على وزن مفعلات بكسر العين وليس مفعيلات مثلما أوردها الكاتب.

عنوان مستفز مقال لا يستحق
كريم -

عنوان مستفز! لست ادري لماذا يعمد الكتّاب و الصحفيين الى استخدام اجزاء من جسم المراة او حتى الرجل للتعبير عن اراءهم؟ انا اقرا الواشطن بوست و النيويورك تايمز ولم اجد كاتبا واحدا استخدم تعبيرات مستفزة كهذهمن ناحية ثانية الراسمالية --مع كل الانتقادات التي وجهت ارحم الف مرة من انظمة دينية تركض وراء المواطن بالعصى و تحرمه لقمة العيش الراسمالية ببساطة هي اعمل حتى تاكل و تعيش. علما ان كل الدول الراسمالية تقدم مساعدات لمواطنيه المحتاجين من طبي مجاني تعليم اولي مجاني و الزامي بل و حتى تقدم لهم طعام مجاني و مبلغ نقدي بسيط للعيش فهل هناك دولة عربية او اسلامية تقدم مثل هذه الخدمات

عنوان مستفز مقال لا يستحق
كريم -

عنوان مستفز! لست ادري لماذا يعمد الكتّاب و الصحفيين الى استخدام اجزاء من جسم المراة او حتى الرجل للتعبير عن اراءهم؟ انا اقرا الواشطن بوست و النيويورك تايمز ولم اجد كاتبا واحدا استخدم تعبيرات مستفزة كهذهمن ناحية ثانية الراسمالية --مع كل الانتقادات التي وجهت ارحم الف مرة من انظمة دينية تركض وراء المواطن بالعصى و تحرمه لقمة العيش الراسمالية ببساطة هي اعمل حتى تاكل و تعيش. علما ان كل الدول الراسمالية تقدم مساعدات لمواطنيه المحتاجين من طبي مجاني تعليم اولي مجاني و الزامي بل و حتى تقدم لهم طعام مجاني و مبلغ نقدي بسيط للعيش فهل هناك دولة عربية او اسلامية تقدم مثل هذه الخدمات

مقال تافه
أحسان -

مقال تافه و بدون معنى احيانا لا افهم كيف تختار ايلاف المقالات التي تنشرها كما اويد المعلق الاخ كريم في رايه

مقال تافه
أحسان -

مقال تافه و بدون معنى احيانا لا افهم كيف تختار ايلاف المقالات التي تنشرها كما اويد المعلق الاخ كريم في رايه