أصداء

حرية جمهورية جنوب اليمن.. الخيار الممكن

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

مع تطور الأحداث الدموية في اليمن ووصول محطة الثورة الشعبية الشاملة لمرحلة الحسم مع إندحار الدكتاتورية العائلية العشائرية وإنحسارها التدريجي عن مسرح الدراما اليمنية الزاعقة، تبدو الثورة الشعبية في جنوب اليمن سواءا من خلال الحراك الجنوبي السلمي أو بقية الحركات السياسية و الشبابية الأخرى في حالة إشتعال و تواصل مع مطالب جماهير جنوب اليمن ولكن في ظل صمت دولي وإقليمي مريب حول مستقبل الجنوب اليمني الذي تحول للأسف في وسائل الإعلام الدولية لملاذ آمن للجماعات الأصولية المسلحة كالقاعدة و أخواتها بسبب سياسة التهميش و التجهيل و الخبث التي إتبعتها سلطات إحتلال علي عبد الله صالح الذي فرض القهر و الموت على شعب جنوب اليمن الذي بقرار قيادته السابقة بالمضي قدما في طريق تحقيق الوحدة اليمنية الشاملة كان يتصور بأن ذلك سيكون مدخلا للتنمية و الإستقرار و بناء الدولة على أسس عادلة وعصرية قبل أن يكتشف الخديعة الكبرى وكيف تحولت الوحدة لإحتلال إستيطاني فئوي غاشم توج بالدم و الفناء و التدمير في حرب صيف عام 1994 التي رسمت جدران الدم و أجهضت الوحدة اليمنية بمفهومها الحضاري بالكامل و تحولت بعدها قضية شعب جنوب اليمن لواحدة من أشد و أعمق قضايا الشعوب المضطهدة و المنكوبة، لقد كان لنا شرف متابعة و تسليط الضوء على قضية شعب جنوب اليمن قبل الإنتقاضة الثورية الشعبية اليمنية الأخيرة و تحملنا ما تحملنا من إتهامات ظالمة بإثارة ما أسموه بقضايا الإنفصال و التفكيك و لكن الديكتاتورية أساسا هي مشروع تفكيكي و الحالة الحضارية المتميزة لشعب جنوب اليمن المعروف بالأمانة و التسامح و البأس النضالي قد حاول النظام الشمولي اليمني المتهاوي تخريبها بالكامل وهو يؤسس لمشروعه الدكتاتوري الذي أراد توريثه للأبناء و الأحفاد و العشيرة الذهبية ولكن يقظة و صمود و نضال شعب الجنوب اليمني بقيادة زعاماته التاريخية القائدة للحراك الشعبي لم تيأس أبدا.

و لم تركع لحالات الإحباط، بل ظلت على العهد تخوض النضال وفي أصعب الظروف التي تبعث على الإحباط و اليأس لإعادة إحياء جمهورية جنوب اليمن بشكلها الحضاري و المؤسسي البعيد عن إشكاليات الطائفية و الفئوية و العشائرية الرثة، من حق شعب الجنوب اليمني اليوم المطالبة و العمل الحثيث من أجل إعادة حريته السليبة التي سرقتها أوهام الوحدة المتسرعة وغير المدروسة و التي أنتجت فطائعا دموية مؤسفة و أضاعت التراث النضالي الحافل و المجيد لشعب جنوب اليمن المصر إصرارا لا يعرف الهوادة على إنجاز مهمة الإحياء الوطني و المشاركة الفاعلة و الحقيقية في بناء اليمن الحضاري الجديد و على أسس حضارية مختلفة عن كل ممارسات ورؤى الماضي، فالتجربة الصعبة السابقة قد صقلت الإرادة النضالية للجنوب اليمني صاحب التراث الحافل بالمقاومة و المجد و البناء، وشعب جنوب اليمن يرفض التحول لمستوطنة ظلامية أو طائفية جديدة فهو أعلى قدرا و أسمى مقاما من أن يتخلف عن مهمته الحضارية، اليوم يمارس بقايا نظام علي عبد الله صالح الكسيح إرهابا دمويا واسع النطاق لكسر إرادة الجنوب اليمني من خلال إكتساح قطعانه لإنتفاضة ساحة الحرية في خور مكسر في عدن، وهو إرهاب سيتلاشى و يتضاءل إمام الإرادة و الإصرار النضالي لشعب الجنوب الذي لا يعمل اليوم إلا لتحقيق الإنبعاث الوطني الشامل من المهرة شرقا و حتى جزيرة ميون غربا، وإعادة إحياء جمهورية جنوب اليمن بات بمثابة خيار ستراتيجي لشعب الجنوب لا تراجع عنه و لا نكوص عن حتميته، لقد إنبثق فجر الحرية اليمنية الشاملة التي كان لشعب الجنوب شرف تفجيرها و إشعال الأرض من تحت أقدام الطغاة، ومسيرة و تضحيات آلاف شهداء الجنوب لا يمكن أن تتوقف عند محطة النكوص، التجاهل الدولي مريع، و التواطؤ مروع، ولكن عزيمة الشعوب الحرة لا تعرف الكلل و لا الملل، فمرحى بشعب الجنوب العربي وهو يطرز بدمائه العبيطة و المقدسة عقد حريته الجديد و يرسم راية الإستقلال الوطني الناجز... جمهورية جنوب اليمن الجديدة على أبواب فجر الحرية اليمني..

تلك هي الحقيقة الخالدة.


dawoodalbasri@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
نتمنى لشعب الجنوب
د. نعمان -

شكراً للاستاذ البصري على هذا المقال الرائع. الفرق الحضاري الهائل بين شعب الجنوب والشمال تحت قيادةعلى عبد الله صالح لا يقاس بالسنيين بل بالقرون.فالتطورالذي كان في جنوب اليمن قبل الهجمة الظلامية الهمجية على الجنوب كان كبيرا جدا وكان الجنوبيون يتمتعون بتقافة عالية وامن وقوانيين كانت حقوق المرأة مصانة وكان التعليم متقدماً بالنسبة الى مستوى دول المنطقة وكان الفن راقياً ومستوى المعيشةلا بأس به رغم شحة موارد البلد وبعد الاحتلال بما يسمى الوحدةاليمنية وحكم الطاغيةالمخلوع علي عبد الله صالح احال الجنوب الى خراب. نتمنى لشعب الجنوب الانفصال ويناء دولته المدنية الديمقراطية.

تحية لك ايها القلم الحر
جنوبي الهوية -

مشكور اخي لتسليطك الضوء على قضيتنا العادلة(القضية الجنوبية) في الوقت التى تتعرض لتعتيم اعلامي عربي ودولي مقصود

ايام زمان يا عدن
قطري لا يجامل -

كانت جمهورية اليمن اليمقراطية الشعبيةاكثر وعيا وثقافة وتطور واكثر رقيا-الان وبعد الوحدة--انهارت قيم التحضر--لقد شفت صور على النت لعدن ايام الخمسينات الى السبعيناتكانت متطورة والنساء يلبسن الازياء العصريةكانت راقية اكثر من الخليج-الان عدن مع احترامي للجميع-معظم النساء يلبسن الخيمه السوداء وفكر الشعوذه والرجعية-لا اصدق قبل 60 سنه كانوا راقيين--لايصلح لليمن الجنوبي الا حكم يساري علماني-...

الحقيقة ورقم 3
ملحد خليجي -

نتمنى رجوع عهد الرقي والمدنية والدولة المتحضرة الاشتراكيةوليس فكر المشعوذين الدجالين الرجعيين

شكراوتقدير
صحفيه نسيم الديني -

شكراللاستاذ داود البصري .. على قول كلمة حق تستحق ان تقال .. 17 سنه من الجهل والفقر والاقصى وتزيف الحقائق حتى كاد العالم لا يعرفنا اجد نفسي اقول لكم الف تحية من قلب الجنوب

ما يحصل في الجنوب احتلال
علي بلفقيه -

اشكر الاستاذ الكاتب داود البصري على انصافه لشعب عربي حر يمارس ضده كل انواع الإحتلال تحت شعار الوحدة التي تحولت الى احتلال بعد اجتياح الجنوب عام94 ونقضهم اتفاقية الوحدة وتحويل ارض الجنوب الى ارض مستباحة لعسكر ومشائخ الشمال الهمجية وموظفي الجنوب مدنيين وعسكر تم طردهم الى الشارع وكأنهم لاجئين في ارضهم...المشكلة هي مع كل اطراف الشمال جماعة صالح وجماعة بيت الأحمر والإصلاح لانهم كلهم شركاء في احتلال الجنوب

واذا اكرمت اللئيم تمردا
sami Gorky -

اولا الشكر الجزيل لكاتب المقال الاستاذ داود البصري والى الصحيفة ,,,,,,, ان دولة الجنوب عندما دخلت في وحدة مع من يسمون انفسهم جمهورية وهم بالاصل حكم امامي .,,,, كان الغاية دولة مدنية تحترم المواطن كائنا من كان ,,,,, ولكن حول كرم الجنوب في التخلي عن اسم الدولة والرئيس والعاصمة والعملة وكل مايتعلق بالجنوب من اجل هذه الوحدة ,,,,, الى تمرد فقضوا على دولة الجنوب في نزوة فاجرة ,,,,,, واليوم التاريخ يكتب من جديد وشعب الجنوب سائر لا محالة الى طريق النور ,,,,, رغم ان اخواننا في الخليج ومن عليهم المعول في نصرتنا اخذوا جانب عدائنا لا سبب واضح الا لا جندات ضيقة ,,,,,,, ستنتهي عندما يفجر الجنوب ثورته وياخذ استقلاله بالقوة ,,,,,,, وعندها لا ينفع الندم

الف شكر
ابن الجنوب -

شكرا استاذ داود على ذكر الحقيقه.17 سنه و الجنوب تحت الظلم و القهر و التخلف و حكم القبيله, ولكن الشعب في الجنوب قال كلمته و عدن باتعود.

شكرا أستاذي العزيز
ابو محمد -

أستاذي العزيز هذه الكلمات لا تنبع إلا من رجل حر شريف لا يقبل الذل ولا المهانة ولا يبيع علمه وقلمه من أجل حفنة من المال أشكرك ويشكرك كل أحرار الجنوب المحتل قلت ولخصت الحالة الجنوبية بكاملها وأتمنى منك المزيد من هذه الدرر لان الشعوب المظلومة بحاجة لمثل هذه الأقلام الشريفة.

الحريه او الموت
جنوبي حر -

سوف نناضل اما العيش بكرامه واستعاده دولتنا او الموت

وحدة عادلة.. أو الانفصال!
الديمقراطية العلمانية -

فعلاً كان هناك فرق شاسع في التطور والانفتاح وحقوق المواطن والمرأة بين جمهورية اليمن الديمقراطية التي كانوا يشيرون إليها باليمن الجنوبية وبين الجمهورية العربية اليمنية التي كانوا يشيرون إليها باليمن الشمالية والتي كانت متخلفة واقطاعية تحكمها العشائرية. والوحدة لم تكن بالفعل إلا احتلالاً فرض بالقوة على اليمن الديمقراطية، مثلما كانت الوحدة المزعومة (احتلالاً) بين مصر وسورية. وأحب أن أشير هنا إلى أمر آخر جغرافي وليس سياسي وهو أن التسمية بيمن شمالي ويمن جنوبي هي تسمية شائعة خاطئة وغبية أيضاً لا أحد يتحدث عنها (كدول أو مسؤولين) لأنها في الحقيقة جغرافياً: يمن شرقية ويمن غربية (انظروا في الخارطة)، وفي الحقيقة فإن جمهورية اليمن الديمقراطية التي كانوا يشيرون إليها باليمن الجنوبية فإن القسم الشرقي منها أكثر شمالية من الجمهورية العربية اليمنية التي كانوا يشيرون إليها باليمن الشمالية. وهناك أيضاً خطأ غبي وشائع عالمياً وهو أن جميع وسائل الاعلام العالمية أعطت أهمية كبيرة بالغة لعام 2000 بأنه بداية القرن الـ21 وبداية الألفية الثالثة (لمجرد دخول أصفار على الرقم) والحقيقة هي أن: عام 2001 هو بداية القرن الـ21 وبداية الألفية الثالثة وليس عام 2000.

ايام زمان!
عاصم كامل(عراقي) -

ايام المرحوم الاتحاد السوفيتي, كان معنا طلاب من جمهورية اليمن الديمقراطية والله كانوا جدا مثقفين ومؤدبين ووعي سياسي عالي. كنا نختلط معهم ونتناقش معهم. الله يرحم هاي الايام الحلوة, الله يرحم الاتحاد السوفيتي, العالم كان منظم, وكل حركة من الناتو كانت محسوبة, وكانوا يخافون من الدب الروسي.كان اليمن الجنوبي متحضر وذو ارث ثقافي وسياسي متطور. كان اليسار العراقي مرحب به في اليمن, وكنا نلاقي شتى المساعدات الانسانية والسياسية والاقتصادية. اما الان فان البعث العراقي المنبوذ مرحب به في اليمن الشمالي. والله انا لحد الان اطلق تسمية اليمن الشمالي على يمن علي عبد الله صالح, والجنوبي على يمن الشهداء عبد الفتاح اسماعيل وعلي عنتر. واذا التقي باي يمني اول سؤال موجه له هو: هل انت شمالي ام جنوبي, ومع فائق الاحترام لشرفاء شطري اليمن الشمالي والجنوبي, لكني وحتى النخاع جنوبي, وافتخر بحبي لهذا الجزء الجميل من اليمن السعيد. وشكرا الى ايلاف