أصداء

نحن والكويتيون، مرة ثالثة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

كتب أحدهم مقالا عن التقارب الكويتي العراقي المطلوب، باعتباره ضرورة وليس ترفا، فأعلن، جازما وبالإطلاق، "عدم وجود أطماع عراقية في الكويت، لا رسمية ولا شعبية، بل إن معظم العراقيين يُكنّون كل الود للكويت وشعبها ويحترمون سيادتها ".

وقال مستدركا، " لكن الكويتيين، مع ذلك، ما زالوا قلقين من بعض الآراء العراقية المشكِّكة بالكويت التي تطرح في وسائل الإعلام أحياناً. والمشكلة أن بعضهم يعتقد أنها تمثل رأي غالبية العراقيين، بينما الحقيقة هي غير ذلك".

إن هذا النوع من التجهيل (المثقف) لا يخدم أحدا، لا الكويتيين ولا العراقيين. فالهرب من الحقائق، وتزوير الوقائع، ومداهنة أحد الطرفين، وتصغير المخاطر المحدقة بعلاقتهما الآنية والمستقبلية، لا يؤدي إلى إطفاء نار الحقد المتبادل، ولا يستأصل نزعات الثأر المتزمتة المقيمة في النفوس، بل ينصح بإبقاء نارها مشتعلة تحت رمادها الخادع المخيف.

إن جميع الصحفيين والكتاب الكويتيين والعراقيين المستفيدين من حالة الشك المتبادل بين حكام الكويت وحكام العراق، خصوصا فيما بعد سقوط نظام صدام حسين، لا يمثلون الغالبية في الشعبين، وبالتالي فلا يحق لهم التحدث لا باسم العراقيين ولا باسم الكويتيين.

فالحقيقة التي لا نقاش فيها أن قلة قليلة من العراقيين تحب الكويتيين وتسعى إلى نسيان الماضي، خصوصا مع النفخ العدائي الخبيث من بعض حكام العراق وبعض دول الجوار، جنبا إلى جنب مع إصرار الحكومات الكويتية المتعاقبة على معاقبة الشعب العراقي كله، والثأر منه، والسعي لإذلاله، بحجة التعويض عن الأضرار التي ألحقها بها الديكتاتور. وهي، والدنيا كلـُـها، تعرف أن الذي قام بغزوها ليس الشعب العراقي، وأن الفئة التي نفذت الغزو وارتكبت الموبقات، ليست سوى فئة شاذة قليلة زال سلطانها ودفعت ثمن جرائمها بحق أهلها العراقيين، قبل غيرهم من الجيران والأشقاء والأصدقاء.

ويغيب عن الأشقاء الكويتيين أن العراق لم يكن بالأمس نوري السعيد ولم يكن عبد الكريم قاسم ولا صدام حسين. ولن يكون اليوم نوري المالكي. بل هو عراق علمائه وأدبائه وشعرائه وفنانيه، ولكنه أيضا عراق فلاحيه وعماله ومواطنيه البسطاء، وفيهم المتحضر وفيهم المتخلف. وفيهم عزيز النفس وفيهم الرخيص.

كما أن الكويت لم تكن أحدا من أمرائه ولا وزرائه ولا سفرائه، بل هو شعبٌ فيه طيبون كثيرون مسالمون متسامحون، ولكنْ فيه أيضا غلاةٌ متزمتون وجهلة وموتورون.

ومرارا وتكرارا دعونا أشقاءنا الكويتيين وأهلنا العراقيين إلى طي صفحات الماضي الأليم، والتخلي عن الرغبات الثأرية الخائبة، والعمل على إعادة بناء علاقات جديدة، بين الشعبين أولا، قبل الحكومتين، وبدء حياة جديدة تقوم على التسامح والرغبة في الأخوة الصادقة والنزيهة بين شقيقين. ولكن ليس كل ما نتمناه ندركه مع الأسف الشديد.

ولابد هنا من الصراحة والاعتراف بأن في الكويتيين جيوشا من الحاقدين الباغضين لكل ما هو عراقي، تعشش لغتها وفكرها وآثارها في كل منزل ومسجد وومدرسة وسوق ووزارة.

وفي العراق متطرفون متعصبون، قوميا ودينيا وطائفيا، ما زالوا يعيشون على فكر الماضي المتخلف وشعاراته البائسة التي تقول بتبعية الكويت للعراق، تعشش في قلوبهم ونفوسهم أحقاد الأمس وأحقاد اليوم على الكويت والكويتيين.

ويختم كاتبنُا مقاله بهذه النصيحة الغالية: " إن ما يتمناه العراقيون والكويتيون من حكومتيهما هو عدم الإنصات إلى المتطرفين في الجانبين، بل المضي في اتخاذ خطوات جريئة وعاجلة لتطوير العلاقات التي ستفتح أبواب الخير على الجميع".

هكذا بكل بساطة. بجرة قلمه الذهبي الصقيل تصحو السماء الماطرة، وتنبت الزهور مكان الشوك والصبير، وتتدفق عيون الماء من الصخر الأصم.

لم َيطلب من الفئة الكويتية القليلة الضالة الجاهلة الحاقدة المخربة، مثلا، وهو الناصح المخلص الأمين، أن تتخلى عن رغبتها الثأرية غير المبررة وغير المعقولة في الانتقام من جميع العراقيين. ولم يقترح على حكومتها أن تعترف بأن ما أخذته وما تأخذه من تعويضات، وهي مبالغ تافهة بالقياس لما تملكه من أموال طائلة، لا يؤدي إلا إلى ترسيخ القناعة الشعبية لدى بسطاء العراقيين بأن الكويت، كلها، شعبا وحكومة، تريد تركيعهم والانتقام منهم لمعاقبة حاكم ذهب وذهب أعوانه، ومن حاكم جديد سيذهب هو الآخر وتذهب أيامه ولياليه، كذلك.

فهذا الزمن هو زمن الشعوب التي تموت من أجل حريتها وكرامتها وحق مشاركتها الفاعلة في تقرير مصير وطنها، دون شبيحة ولا كتائب ولا جواسيس مخابرات يأتون مع الفجر حاملين العصي والخناجر لاغتيال الرأي المخالف لرأي الحكومة والرئيس أو الأمير.

وللأمانة، ينبغي أن نعترف بأن بين الكويتيين والعراقيين من فرص الأخوة والمودة والتفاهم والتسامح والنظر إلى الغد الجميل أكثرَ كثيرا جدا من نقاط الاختلاف والكراهة والحقد وطلب الثار.
وما علينا اليوم، في العراق والكويت، سوى أن نطوي صفحات العداوة السابقة، ونكون متحضرين، وأن نحسن قراءة طبيعة العصر الجديد وقيمه ومفاهيمه، ونجلس على طاولة مشتركة، بمقاييس المصالح المشتركة وحدها، وليس بمصالح حزب أو حاكم أو طائفة، بروح الأخوة والجيرة والكياسة والذوق والخلق الحسن، بدل قرع طبول حرب نحن غير قادرين عليها ولا راغبين في آلامها وأحزانها التي ذقنا منها كل مرار.

وليس خاطئا ولا عميلا ولا مرتشيا ولا خائنا للوطن من يدعو إلى أن نجنح للسلم ونمارس السياسة بالعقل، وليس بالعضلات.

فلولا الكويت، ولولا دورها في إسقاط نظام الديكتاتور لكان عدي وقصي وعلي كيمياوي وعبد حمود ما يزالون يركبون على ظهورنا، ويستبيحون دماء أبنائنا ويبعثرون أموال دولتنا، ويمنعون علينا السفر والموبايل والستلايت والهمبرغر والهوت دوغ والمحابس المشذرة.

ولولا الكويت أيضا لما قفز أقطاب المعارضة السابقة، فجأة، من مقاهي لندن وطهران ودمشق والرياض إلى قصور برزان وعدي وقصي وعبد حمود وعزت الدوري وطارق عزيز. ولما أصبح الرؤساء رؤساء ولا الوزراء وزراء ولا السفراء سفراء، ولما ملك الحاكم ومعارضوه الملايين والعمارات في لندن ودبي والقاهرة والسيدة زينب وعمان.

لا سبيل للكويت لجبر كسور قلوب المواطنين العراقيين، قبل حكامهم، سوى أن تكف عن مشاكسة العراقيين، ووضع العصي في عجلات قطارهم المتكسر الممزق الهزيل، وأن تتعود، شيئا فشيئا، على فعل الخير والتسامح ونسيان الماضي والنظر إلى عراق الغد، فهو وحده الباقي، من الآن وإلى أن يشاء الله، وليس وعاظ السلاطين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الحلو ما يكملش!!
احمد الواسطي -

الحقيقة ان المقال عجبني وعندما اردت ان ارسل تعليقي قلت معقولة هذا المقال للزبيدي فرجعت وتأكدت من الاسم!! ولكن لو ذكر الزبيدي اسم الكفائي صراحة افضل من ان الاشارة له بأحدهم فهذه الاشارة فيها التقليل من الشان!! وخصوصا ان الكفائي زميل الزبيدي في المعارضة والصحافة!! تحياتي 

تكريت والسياسة
برهان -

من تقصد ايها الكاتب ب(نحن)؟؟ اتقصد انتم التكارتة ؟؟فنحن العراقيين ليس لنا خلاف مع الكويت... اذا كان كذلك فالكويت تعرفكم جيدا!!! فبعد ان خربتم العراق ودول الجوار واساءتم للعراق وعلاقاته الخارجية ولم تبقى دولة جارة الا وقمتم بمحاربتها وجعلتم الاسطول الامريكي يدخل الخليج بسبب السياسة للارعن صدام .. تريدوا الان ان تظهروا بمظهر حمامات سلام.. وتجبروا الخواطر.. لم يكفيكم كل ما عملتوه من جرائم وبعد ان صفح الشعب العراقي عنكم وبما قمتم به من جرائم لا تعد ولا تحصى تريدون اليوم تقسيم العراق ..اهذا هو رد الجميل؟؟

لمن تنادي
هتلر -

اولا للرد ........... لولا الحرب العراقية الايرانية لاصبحنا حديقة خلفية لاايران المقدسة منذ 1980 ومقالة اعجبتى لكاتب عراقى قال نفس الموقف الذى عملته الكويت مع العراق عند انتهاء معركة القادسية كما يحلو ان يسموها اغرقو السوق بالنفط لتنزيل الاسعار مما ولد رد فعل عراقية وحصل ماحصل فالكاتب يقول للكويتيين كونو رجال ولو لمرة واحدة واغرقو السوق بس ميسووهة لان ايران هددتهم وايران مو مثل العراق وصدام شيمة واخذ عباتة فلا تنتظر خيرا يااستاذ الزبيدى ارجع لمقالات النائب طباطبائى عن اتهاهمه الحكومة الكويتية بمحاباة ايران واشتراكهم بجريمة تدمير العراق مع بوش وكذلك عدم ارسالهم قوات للبحرين خوفا من ايران

صوت العقل
حميد -

ما أحوجنا الى صوت العقل والمنطق ، وما أحوجنا لهكذا نداءات وخطابات ، الكويت عربية ومسلمة ومستقلة وشقيقة ، نتمنى لها كل الخير والرقي والتقدم ، وليعرف الأشقاء في الكويت أن هنالك الكثير من العراقيين من ضحى بنفسه وعياله وعانى مرارة المنافي والغربة لا لشئ إلا لكي ننأى بأنفسنا عن ازهاق حياة حتى حيوانا سائبا في أرض الكويت ، أو تخريب شجرة ، أو شارع أو مبنى جميل ، فيكف من يتجاوز على حياة شقيق له ، وجار له؟ وخير ما نختم به تعليقنا نعيد ما أشار اليه الأخ الكاتب المحترم ، ( إن ما يتمناه العراقيون والكويتيون من حكومتيهما هو عدم الإنصات إلى المتطرفين في الجانبين، بل المضي في اتخاذ خطوات جريئة وعاجلة لتطوير العلاقات التي ستفتح أبواب الخير على الجميع".

ابن صبحة
ابن الرافدين -

بعد ما انفخوا ابن صبحة بدو الخليج وجعلوة الفارس الهمام ومنا المال ومنك العيال ابن صبحة ماصدك خبر كل هذا الاطراء ومن هناك قوم.... وجدوا فرصة في الغنيمة من العراق فساقوا شباب العراق الى محرقة حارس البوابة الشرقية وقادسية صدام واعلام واموال وملايين المصريين يلعبون بيها ايتام وارامل ومعوقين ومفقودين لعيون اهل الخليج المهم النتيجة رجعنا صفر على الشمال لا شط العرب رجع ولا سيف سعد ولا زين القوس هذة العناوين لقادسية ابن صبحة بعدين ما مرت فترة وابن صبحة روحة على الكويت والنتيجة شنو الغنائم اللي حصلها العراق بعد ما انقسم الاعراب على انفسهم اللي استفادوا من صدام كااليمن والسودان والاردن والفلسطنين بعد شنو حصلنا من ظم المحافظة 19 على الارض ظم قسم من الاراضي العراقية وابار نفط وقسم من ميناء ام قصر للكويت ويصيح ابن يصيح انتصرنا بعدين يارفيق زبيدي انت تستكثر الجماعة جلسوا في قصور صدام وقصي وعدي وعبد حمود هولاء سرقوها واللة شنو صدام اصلا كان حافي وما شابع بطنة خبز بعدين اهل العوجة حسب ما تقول رغد خيرهم ياللة معلم الحمد اللة الذي قصم ظهور الظالمين ويقصم الباقين من قتلة شعب العراق .

الحل في اتحاد الدولتين
واحد عراقي -

الحل لكل المشاكل القائمه بين العراق والكويت هو ان يتحد العراق مع الكويت وان تحكم عائلة الصباح الدوله الموحده ولا اعتقد ان هناك عراقي عاقل يعترض على هذا الحل خصوصا اذا قارنا المستوى المعاشي الذي وصل اليه المواطن الكويتي تحت حكم عائلة الصباح مع المستوى المعاشي التعيس للمواطن العراقي تحت حكم الحكومات العراقيه المتعاقبه والتي تسير من سئ الى اسوء واعتقد لو جرى استفتاء بهذا الشان اليوم فان 99% من الشعب العراقي سيقول نعم لحكم آل صباح.

كلام انشائي
Dolord Augustin -

نقول للكاتب هل مطلوب منا الكذب على انفسنا, نحن العراقيون قد نختلف على جميع الامور الا موضوع عراقية الكويت فالجميع متفق عليها. ومما زاد الطين بلة تصرفات و سلوكيات حكام الكويت في العقود الثلاثة الماضية . و عليه فهم وانت معهم بحاجة الى تذكير و تاديب عراقي كل ستة اشهر . و ننصح اصحاب ركضة 2 اب الشهيرة بالمزيد من التمارين الرياضية تحضيرا للمشاركات القادمة ..

الاعتراف بالحقيقة ضرورة
علي المصطفى -

حينما قرأت العنوان فكرت ان المضمون مطابقا للعنوان لكني وجدت العكس ،مقال سردي لم افهم منه الا لغة الملاينة والمقاربة بين الامرين.ان الامر بين البلدين يا اخ ابراهيم يحتاج الى اولا الاعتراف بالثوابت الوطنية وضرورة تخلي الكويت عن المكتسبات الباطلة بموجب القرار الباطل833 والمياه الاقليمية والتعويضات الباطلة التي الصقت بالعراق في ظروف الهزيمة لصدام مخرب الوطن.ومالم تعترف الكويت بالحقوق المتبادلة ستبقى النار تحت الرماد تنتظر الأيقاد.

أبو السبح
صكبان -

جاي متحمّل و حالف على تدمير العراق و سحق الشعب العراقي.. . موقف مسؤول وحازم ضد عملاء ايران نأمل هكذا مواقف من حكام العرب وحكام المسلمين لتطويق عملاء ايران واولهم حكومه المالكي القذره واسقاطهم وجزا الله السيد أردوغان خير الجزاء على موقفه المشرف . ووالله اسباع الاتراك وغيورين على دينهم، ولكن القومية عندهم فوق كل شئ، وتنقصهم الجرأه، عكس الايرانيين فهؤلاء الشياطين وما تسمى بالحكومه العراقيه يخططون وينفذون مخططهم على قدم وساق، واما الاتراك بالرغم من ان اردوغان قوي ولكن عنده اعداء كثيرين بالداخل وخاصة من العسكريين العلمانيين، ولذلك لايمكن التأمل كثيرا على تركيا، ماعدا ممكن ان يساندون السنة سياسيا او ممكن انهم تنبهوا للخطر الايراني الصفوي القذر وحكومة العراق المنصبه .. وبالنسبة لهم فان الخطر الصفوي خطرا تاريخيا لايمكن ان يبقوا متفرجين.ونتمنى من الله العلي القدير ان يهديهم ويساعدوا السنة علنيا وبدون تخوف او مجاملة، اسوة بما يفعله الايرانيين مع الشيعةاتباع ايران في العراق، وتبقى هذه امنيات طبعا ولايعلم الغيب الا الله.

مقال رائع و صحيح
زياد العراقي -

مقال رائع و جيد... أجمل من كل مقالاتك السابق يا أبراهيم!! تحياتي