فضاء الرأي

حسناً ستفعل يا أبا الوليد

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

(نسخة خاصة للسيد خالد مشعل)

لا أخفيكم أنني شعرت بالارتياح حين سمعت بالأخبار الواردة حول نية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل عدم التجديد لفترة جديدة في زعامة الحركة، وإفساح المجال لغيره للتقدم لهذه المهمة..
ذلك لأنني أرى في هذا الموقف مواكبةً للروح الجديدة السائدة في الوطن العربي المتعطشة إلى الديمقراطية والثائرة على أنظمة الاستبداد والاستفراد بعد أن سئمت الشعوب عبادة الأصنام وتقديس الأشخاص وكفرت بنظرية القائد الملهم والزعيم الأوحد الذي لا يجود الزمان بمثله، والذي عقمت أرحام النساء عن أن تأتي بنظير له في عبقريته وبطولته وكارزمائيته..
لا أتفق مع فريق من الناس سارعوا إلى الندب والبكاء وطالبوا مشعل بالعدول عن هذا القرار وأعلنوا مبايعتهم له قائداً أبدياً..فهؤلاء مع احترامي لأشخاصهم ينتمون لزمن الجاهلية وعبادة الأصنام، وهم قد تشابهت قلوبهم مع أولئك الغوغاء الذين يخرجون لمبايعة الحكام المستبدين عقب كل خطاب أو قرار يتخذه أولئك الحكام..
لكن والحمد لله أن هذا الفريق قليل، وغالبية من طالعت آراءهم رأيت منهم ترحيباً بهذه الخطوة مما يدل على نضج في الوعي وتجاوز لمرحلة تقديس الأشخاص..
على عكس الفريق الرافض فإنني أرى أن هذا القرار تأخر كثيراً، وكنت أتمنى أن يتخذه مشعل قبل عشرة أعوام، ولكن كما يقال أن تأتي متأخراً خير من ألا تأتي..
قرار مشعل يذكرنا بقرار المرشد العام للإخوان المسلمين محمد مهدي عاكف قبل أعوام قليلة بعدم التجديد له، وإفساح المجال لخليفته محمد بديع ليكسر بذلك الصورة النمطية بأنه لا يوجد مرشد سابق، إنما يوجد مرشد راحل..
هذا القرار من زعيم حركة إسلامية كان ضرورياً في زمن الثورات ليقنع الإسلاميون شعوبهم بأن لديهم نموذجاً مختلفاً، وبأنهم يقدمون بديلاً حقيقياً للأنظمة الاستبدادية الاستفرادية الشمولية التي أذاقت هذه الشعوب الويلات جراء تشبثها بالسلطة، واعتمادها نظرية "من القصر إلى القبر"..
مشهد بقاء الزعيم الإسلامي على سلم القيادة حتى الموت يمثل نكتةً سوداء في تاريخ الحركات الإسلامية، وهو بلا شك يعسر مهمة الإسلاميين في إقناع الجماهير بأنهم يقدمون بديلاً حقيقياً، إذ كيف يقتنع الناس بوجود فرق جوهري بين الأنظمة الاستبدادية والحركات الإسلامية وهم يرون أنه في كلا الحالتين يظل الرئيس رئيساً أو الزعيم زعيماً للأبد حتى يأتيه الموت أو يأتي الله بأمر من عنده، لذا فإن هذا القرار هو خطوة ضرورية في طريق التحول الديمقراطي وتجاوز مرحلة تقديس الأشخاص والزعامات إلى اتباع المبادئ والأفكار..
أسجل هذا الموقف المرحب بنية خالد مشعل مغادرة منصبه رغم أنني أكن في نفسي تقديراً خاصاً لهذا الرجل، وإعجاباً بكارزمائيته، وصدق إيمانه وإخلاصه، وبراعته الإعلامية، فلو كنت متبعاً للهوى في هذا الأمر لتمنيت أن يظل خالد مشعل هو الزعيم، لكنني أغالب هواي، لقناعتي بأن إحلال المفضول محل الفاضل في نظام ديمقراطي شوري خير من بقاء الفاضل مستفرداً بالزعامة إلى الأبد، فحين تكون هناك آليات صحيحة لتداول السلطة ولضخ دماء جديدة في القيادة، فإن في هذا ضمانة بارتقاء الحركة وتطورها حتى ولو لم يكن القائد القادم بكفاءة القائد الحالي، لأن هذه الدينامية تحرر الحركة من حالة الجمود وتقديس الأشخاص إلى حالة الحراك الدائم والتجديد المستمر ..
في الوقت الذي نرحب فيه بهذا القرار من قبل خالد مشعل فإننا نتطلع إلى مزيد من التطور والديمقراطية في بنية الحركات الإسلامية، فلا تظل مثل هذه القرارات رهينةً بالمبادرات الشخصية، بل يكون هناك قانون إلزامي بألا يمدد للمسئول أكثر من فترتين، وأن تكون هذه التغييرات شاملة في كافة مستويات الحركة ومؤسساتها لإفساح المجال لتقدم الكفاءات الشابة، وللتحرر من مرحلة تقديس الأشخاص والزعامات حتى ننجح في تقديم بديل حقيقي للشعوب العربية التواقة إلى التغيير والإصلاح..
والله الهادي إلى سواء السبيل.
abu-rtema@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
فاقد للمصداقية
عبد الفتاح غزة -

لا يوجد اي اهتمام بما يقوله او يصرح به خالد مشعل. مثل حسن نصر الله فقد مصداقيته بسبب دعمه لنظام القتل والجرائم السوري وتنفيذه للأجندة الايرانية في المنطقة. بامكانك ان تكتب له ولكن لا احد يعير الاهتمام.

لفتة طيبة
نوران -

نعم صحيح فالتغيير مطلوب حتى ولو كان لأجل التغيير وإعطاء فرصة للأخرين ربما يكون لديهم ما يقدمونه أفضل ولم يسنح لهم!! وخاصة أن الوضع الراهن لم يحسم أي من الأمور الأساسية بعد! كما أن الجلوس على رأس السلطة او القيادة مدة طويلة له عواقب وخيمة على المسئول والمحيطين! وحتى لو كان هنا إستثناءات فالتجديد يثري تجارب الشعوب! ولا يعني هذا أن يعزل القدماء عن المشاركة السياسية ويُلغى دورهم فالإستفادة من خبرتهم وإستشارتهم عند الحاجة أمر مهم ومفيد وبالتالي فهذا عرفان بما قدموه وربما يشجع المتمسكين بالمناصب والكراسي أن يحترموا أنفسهم ويتنحوا طواعية حتى ولو طالبوهم مؤيديهم بالبقاء! متى يأتي اليوم الذي تحل فيه هذه الدينامية في سلم المناصب وتصبح معمولاً بها عن طيب خاطر وبذا يكسب حب الناس واحترامهم؟ بدلا من أن يخرج من وظيفته مُقالاً أو حتى مقتولاً!!؟؟ كما ان هذا الحراك سيكون له أثراً طيباً في طريقة الأداء والتنافس والنزاهة والشفافية بين القيادات المتتالية من جهة ومع القاعدة الشعبية من جهة أخرى مما يساعد على رقي ونضج الوعي السياسي والوطني وكذلك إبعاد اشباح النمطية التي يتهمونا بها عنا!

فاقد للمصداقية
عبد الفتاح غزة -

لا يوجد اي اهتمام بما يقوله او يصرح به خالد مشعل. مثل حسن نصر الله فقد مصداقيته بسبب دعمه لنظام القتل والجرائم السوري وتنفيذه للأجندة الايرانية في المنطقة. بامكانك ان تكتب له ولكن لا احد يعير الاهتمام.

النقاب هو الحل
ام انس - غزة -

خالد مشعل رجل فاشل يمثل حركة فاشلة شعارها الحجاب والنقاب وشكرا.

النقاب هو الحل
ام انس - غزة -

خالد مشعل رجل فاشل يمثل حركة فاشلة شعارها الحجاب والنقاب وشكرا.

لا مصداقية
ابو داوود -

لا احد يصدق خالد مشعل فهو مراوغ ومناور ومتقلب وانقلابي ضد السلطة الشرعية بأوامر ايرانية. لا مصداقية لهذا الرجل.

لا مصداقية
ابو داوود -

لا احد يصدق خالد مشعل فهو مراوغ ومناور ومتقلب وانقلابي ضد السلطة الشرعية بأوامر ايرانية. لا مصداقية لهذا الرجل.

المشروع العلمي للثورة
أحمد نصار -

مواكبة للسرعة العاصفة التي تجتاح العالم واآلاف المصائب التي تتوالي علي اسماعنا قبل ان تحدث بالتفصيل الممل ويتناولها الوعي العام والأجهزة المفترض انها مسؤلة كأنها اخبار ومؤامرات خفية تدار وثقافة القطيع تجرف الكل في عشوائية تجلب المذيد من الأشمئزاز في النفس السوية من كثرة التنظير الا لعنة الله علي الجاهلين -يا امة ميتة تحيا كالديدان ليس لها من امر نفسها شيئا ليس لها في دائرة الفعل اي وجود وحتي رد الفعل لم يعد له وجود ايضا --ايها العقلاء الذين تتحاورون في اهمية التغيير في قيادات العمل العام اؤكد لكم ما تعرفونه جميعا وهو ان كل النخب الموجودة في كل المجالات والمفروضة علي الوعي العام وكل القيادات في كل مجالات حياتنا الآن يجب ان تتنحي لأنها اصيبت بالخصاء السيكولوجي بفعل فاعل ورسخت منظومات تنشر هذا الخصاء السيكولوجي بتلقائية وآليات لن تفرز الا مذيدا من البلاهة واعتياد المهانة والسفاهة العقليةواذكركم بصورة العقيد الراحل القذافي لقد قتلوا او قدر له ان يقتل بأدخال عود خشبي غليظ في مؤخرته -الحكمةوالمنطق العقلي وكلمات ثورية لمفكرين كبار اكدت اننا اذا لم يكن لدينا ممشروع علمي حضاري كبير ومؤثر دوليا وثورة في الأدارة وثورة التخطيط وثورة في تقيييم الواقع وبرامج ثورية في نسف قواعد الجهل والبلاهة وانحطاط قيمة البحث العلمي فليس امامنا جميعا الا مصير هذا الرجل وهذة الميتة المهينة التي تموتها نخوتنا وكرامتنا كل لحظة اليس منكم رجل رشيد نتحاور كثيرا ولا يوجد عشرة فقط في كل هذا الغثاء العفن يجمعهم دستور عمل ومنهج لبرنامج لمدة سنة واحدة دون اختلاف والله ولا شهر ولا اسبوع افيقوا ايها كلنا يجب ان نتنحي للأجيال الشابة ولكن يجب ان نعطيهم برنامج عليمي يحتوي ثورتهم برنامج نشهد الله فيه اننا اعطيناهم حقهم كاملا في تسليمهم اعظم ما حضارتهم من علوم وقيم عليا وبرامج تجعلهم يقودوا الأنسانية كلها الي الوجود الآمن المتحضر الذي يحترم قيمة الحياة في كل صورها وقيمة الأنسان اينما وكيف كان وهذا المشروع قد جمع كبار العلماء في مختلف التخصصات من دول كثيرة من العالم حول انتاج علمي تاريخي وغير مسبوق تقدمه حضارتنا للعالم وقد اعد كبار العلماء في مصر ودول اخري كثيرة كلمات سيتم توجيهها للرأي العام في العالم ستكون علامة بارزة في تاريخ العلم واخلاقيات البحث العلمي واسرار العلوم النوويية للحضارة المصرية القديمة والحلو