فضاء الرأي

العراق بين اردوغان وسليماني

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

"على السيد المالكي أن يدرك أنه في حال أطلق فترة من الصراعات في العراق على أساس طائفي، فليس مرجحا بالنسبة لنا أن نصمت"، تحذير اطلقه رئيس الوزراء التركي في سلسلة تحذيرات تركية سابقة عنوانها: "تركيا لن تسكت" بعث بها اردوغان للتنديد بقمع الاحتجاجات في سوريا، وتهديد اسرائيل ان قامت بحرب جديدة ضد لبنان وتحذيرها من اعادة احتلال غزة.
التصعيد التركي تزامن مع تصريحات اعلامية لقاسم سليماني قائد "فرقة القدس" الايرانية قال فيها "ان العراق وجنوب لبنان يخضعان لإرادة إيران وسيطرتها، وبإمكان جمهورية إيران الإسلامية تنظيم اي حركة تؤدي إلى تشكيل حكومات إسلامية هناك لغرض مكافحة الاستكبار".
يجادل البعض بصحة ما نقل عن الجنرال الايراني. التشكيك غير مهم، فالدور الايراني السيء في العراق ليس خافيا. وهم اليوم بحاجة لتصعيد التهديدات، بسبب ما تمر به ايران من ازمات اقليمية وداخلية.
ويجادل اخرون بأن التصريحات التركية ليست تدخلا، بل نصيحة. دفاع في غير محله، فهي تهديدات، واكثر من ذلك، "النصيحة" التركية بمعالجة الوضع الطائفي في العراق رسالة طائفية.
اضافة الى التدخل فإن التصريحين يعبران عن الصراع داخل العراق بين دولة تنزلق نحو الطائفية السنية ودولة طائفية شيعية، دولة يحكمها اسلاميون يتسلقون على نظام علماني بهدوء و"تقية" ويبحثون عن مجد امبراطوري ضائع، واخرى يحكمها رجال دين لا يترددون في القول ان هدفهم نشر ايدلوجيا الاسلام السياسي في العالم باحثين عن تطبيق فكرة مجنونة.
ومن جهة اخرى يبدو الصراع سباقا بين دولتين قلقتين، فالمتغيرات الاقليمية واوضاعهما الداخلية الملغمة تجعل النظامين في سباق مع الزمن لفرض الوجود، والحصول على اوراق تستخدم عند الحاجة، قبل فوات الاوان.
لعبت تركيا دورا مهما في دعم بعض الاطراف العراقية، تصاعد هذا الدور تدريجيا منذ نهاية عام 2006 بعد مؤتمر عقد في اسطنبول بعنوان مؤتمر "نصرة العراق" دعيت اليه شخصيات واحزاب اغلبها معارضة، وبعضهما من المسلحين، غير ان الازمة السياسية الاخيرة تعد اكبر تحد يواجه هذا النفوذ.
على الجهة الاخرى يزداد نفوذ ايران، والتصريحات الاخيرة تحصيل حاصل. الدور الايراني ليس تدخلا في الشأن العراقي فحسب، بل محاولة لتوظيف العراق في معركة اقليمية. غير ان الخشية الايرانية هي من انقلاب حلفائها او بعضهم بفعل الضغوط او الاغراءات الامريكية في ساعة الحسم.
الاخطر في هذا الصراع انه يحصل بيد عراقية. فبات معروفا ان الفرقاء السياسيين هم من سهل المهمة. تركيا وايران تستخدمان اغلب التيارات السياسية في الصراع الداخلي، وهذه التيارات تستقوي بهما للحصول على المكاسب.
الفرقاء السياسيون يتعاملون مع الدول الاقليمية وكأنها منبع دعم لا ينضب. انهم مخطئون، تطورات الحدث الاقليمي والداخلي كشفت عن ان حبل الاعتماد على الاجندات الاقليمية قصير.
واخر مؤشر على ذلك المؤشر التركي نفسه. تركيا ومحورها "المعتدل" لم تستطع حماية حلفائها في الداخل العراقي. وهناك تسريبات تتحدث عن ان امكانية تخلي تركيا عن الاوراق المحترقة لصالح اخرى رغم التصعيد الاعلامي.
والصفعة التي تلقاها الموالون السابقون لـ"بعث سوريا" مؤشر قريب اخر. فالقوى السياسية العراقية التي استفادت من الدعم السوري التركي الخليجي وجدت نفسها مؤخرا مضطرة الى اختيار تركيا والخليج ضد سوريا، ما جعل الاخيرة تكشف الكثير من اوراق مواليها السابقين.
ويتذكر المراقب لتطورات الحدث العراقي بعد ان تغيرات موازين القوة في الانتخابات كيف ادارت ايران ظهرها لأكثر حلفائها "دلالا" لأن نتائجه كانت ضعيفة.
هذه المؤشرات وغيرها تدل على ان العلاقة بالدول الاقليمية محكومة بما يشبه قانون المافيا المشرعن لقتل اعضائها المنشقين او غير المفيدين، او تتقاتل فيما بينها عند حصول مشكلات بين خلاياها.
دول العالم معنية بمصالحها، لا تنتظر كثيرا لالتقاط الاوراق الساقطة. وليس المطلوب ما يروج له البعض من مقاطعة تركيا وايران وغيرهما، خطاب المقاطعة منفعل وتاريخيا كان فاشلا، فالعراق مرتبط مع هذه البلدان بشبكة مصالح متبادلة. على العكس ان وضع حد لتدخلات دول الجوار ليس بالمقاطعة والتهديد، بل بطمأنتها ولعب دور الشريك الند لها. وفي الوقت ذاته المطلوب ان يكف الداخل عن تنفيذ اجندة الخارج.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
منصف
الحلي -

مقال منصف لكن اين هو الدور السعودي والامريكي أليس الاثنين يلعب في العراق

منصف
الحلي -

مقال منصف لكن اين هو الدور السعودي والامريكي أليس الاثنين يلعب في العراق

من قتل المليون؟
احمد الفراتي -

لقد نسي الكاتب ايضا التدخل العربي الارهابي الطائفي واستمرار المفخخات العربيه بقتل العراقيين حيث الى الان تمكن العرب بقتل المليون عراقي برئ ولاغراض طائفيه بحته

من قتل المليون؟
احمد الفراتي -

لقد نسي الكاتب ايضا التدخل العربي الارهابي الطائفي واستمرار المفخخات العربيه بقتل العراقيين حيث الى الان تمكن العرب بقتل المليون عراقي برئ ولاغراض طائفيه بحته

ارهابيين سعوديين
Rizgar -

كشفت نائبة في مجلس النواب عن ان ثلاثة من أعضاء العائلة المالكة بين السعوديين المحكومين بالاعدام في السجون العراقية. وذكرت النائبة كميلة الموسوي لـجريدة"الصباح"، ان "هناك ارهابيين سعوديين من المحكومين بالإعدام اتضح أنهم من العائلة المالكة, وتسعى السعودية الى ابرام صفقة مع الحكومة العراقية لتبادلهم مع سجناء عراقيين محكومين بالإعدام في المملكة". وأوضحت ان الحكومة العراقية، وفي اطار سعيها لمنع تنفيذ أحكام الإعدام بحق مواطنين عراقيين يقبعون في السجون السعودية، تلقت رسائل سرية من السلطات السعودية تطالب باستبدال السجناء العراقيين بنظرائهم من السعوديين المدانين بعمليات ارهابية محكومين بالإعدام، مشيرا الى ان هناك ستة سعوديين، بينهم ثلاثة من الاسرة المالكة محكومين بالاعدام في السجون العراقية

ارهابيين سعوديين
Rizgar -

كشفت نائبة في مجلس النواب عن ان ثلاثة من أعضاء العائلة المالكة بين السعوديين المحكومين بالاعدام في السجون العراقية. وذكرت النائبة كميلة الموسوي لـجريدة"الصباح"، ان "هناك ارهابيين سعوديين من المحكومين بالإعدام اتضح أنهم من العائلة المالكة, وتسعى السعودية الى ابرام صفقة مع الحكومة العراقية لتبادلهم مع سجناء عراقيين محكومين بالإعدام في المملكة". وأوضحت ان الحكومة العراقية، وفي اطار سعيها لمنع تنفيذ أحكام الإعدام بحق مواطنين عراقيين يقبعون في السجون السعودية، تلقت رسائل سرية من السلطات السعودية تطالب باستبدال السجناء العراقيين بنظرائهم من السعوديين المدانين بعمليات ارهابية محكومين بالإعدام، مشيرا الى ان هناك ستة سعوديين، بينهم ثلاثة من الاسرة المالكة محكومين بالاعدام في السجون العراقية

الى 1 و2
محمد -

لو قال تركيا فقط لصفقتوا له ولكن لانه قال تدخل معبودتكم الايرانية اسرعتم لتقولون التدخل العربي التدخل العربي سبحان الله ماادهى الفرس الذين اخترقوا قلوبكم حتى صرتم ترون سيئاتهم حسنات

الى 1 و2
محمد -

لو قال تركيا فقط لصفقتوا له ولكن لانه قال تدخل معبودتكم الايرانية اسرعتم لتقولون التدخل العربي التدخل العربي سبحان الله ماادهى الفرس الذين اخترقوا قلوبكم حتى صرتم ترون سيئاتهم حسنات

الهاشمي او النجيفي
صحفي -

التدخل التركي في العراق يريد بديل عن الهاشمي، والبديل هو النجيفي. دائما تنافس الهاشمي والنجيفي على دعم تركيا لكن الهاشمي بسبب انه من الحزب الاسلامي سابقا وبسبب اندفاعه وعلاقته بالمسلحين حصل على اولوية تركية وبقى النجيفي محصور بدوره في الموصل الان الظاهر تركيا ستعود الى النجيفي فهو رئيس مجلس نواب وشخص مقبول عند الاكراد وايضا من خلفية اسلاميةبس اكيد ان الدور التركي مو بنفس قوة الايراني لان تركيا اصبحت مكشوفة بطائفيتها

الطائفية في العراق
النورس -

تصريح اردوجان حقيقي الامور تذهب لانشقاق طائفي وما قالته تركيا صحيح، نتمنى لو المالكي يناقش كيفية منع الدكتاتورية في العراق بدل ان يتعامل متشنج مع الموقف التركي. التدخل التركي ليس ابن اللحظة تركيا تتدخل في الشأن العراقي منذ الانتخابات، والان تركيا تخاف من حرب تحرقها هي ايضا، وكل العقلاء يحذرون من الطائفية، الغرب واسرائيل والقاعدة المستفيد الوحيد.نحن نريد قطع يد الاجنبي العربي والتركي والايراني من العراق معا وليس جهة واحدة فقط

هراء
موالي -

هراءايران اولا تصارع امريكا في العراق وليس لها اجندة غير ذلك تركيا فقط من لديها اجنده تبحث عن الذين يساعدونها على تمرير مشاريعها والموافقة على اغلاق الانهار عن العراق ومن يبصم لها بالعشرة على ضرب الاكراد