أصداء

أم سعيد "الغسالة" و آيفون "الخياطة"

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك


وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيراً. صدق الله العظيم. لا يوجد أعظم و لا أجل من تلك الاية في علاقة الابناء بابيهم و أمهم.

و لقد تقصدت الكتابة عن حالات العقوق التى باتت واضحة في المجتمعات العربية تحت مسميات مختلفة و باسباب عدة منها الافلام و النقل عن الغرب و شيوع الفساد و الانحلال الاسري و غياب دور الام وغيرها، مع تزايد ظاهرة البعد عن القيم و الدين.

أم سعيد الغسالة
و لعل من القصص و المشاهد التى مررت بها، هي من الحكمة ان اذكرها لانها عالقة في ذهني بعد اكثر من اربعين عاما و نيف، منذ ان كانت "ام سعيد " الغسالة تأتي كل يوم ثلاثاء الى البيت عندنا، لم يكن هنالك غسالات فل اتوماتيك و لا نص اتوماتيك و لا غسالة من اصله. بل ان اول غسالة حصلنا عليها تم احضارها بالباخرة "سوريا " من بيروت، و كانت اعجوبة في نهاية الستينات.

فصل الالوان و التمريغ (النقع في الماء ) و الضرب و التنقية و الغسيل في المياة الساخنة و الشطف في المياه البارده ثم النشر على الاسطح في الشمس و مشابك خشبية و حبل الغسيل و الهواء و بعدها الطي و الكوي..كانت تلك عمليات تستغرق يوما كاملا من الجهد و العرق و التعب تقوم به ام سعيد التى تغسل و تعصر على يدها و هي تتجلس امام "الطشت "التى غنت له عفاف راضي، تجس ام سعيد على كرسي خشبي صغيرارتافعه لا يزيد عن عشرين سنتميتر في الحمام بين وابور الكاز و الاخر، و صوت النار و اللهب مخيف. كان يبدء عملها السادسة صباحا لتتمكن من غسل كل الملابس و الشراشف و اوجه المخددات و القمصان و الملابس بانواعها ثم تنشر الغسيل و تطويه و تكويه، ينتهي دوامها السابعة مساءً ان لم يكن بعد ذلك، لتلتف بالملاية السوداء و تضع اجرها في صدرها بعد ان تشكر الله و تقبل الخمسين قرشا !!!!."ام سعيد لم تدرس في امريكا، لم تكن ابنه اسرة ثرية، لم تذهب الى السيربون، ام تكن طبيبة او محامية، لكنها كانت اما بكل معاني الكلمة، احسنت التربية و صمدت لانها تعرف الله و تشكره و لسانها مليء بالشكر لا بالتمرد.

بالمناسبة كانت تذكرة الترام في الدرجة الاولى قرش صاغ و الدرجة الثانية نصف قرش، وكان بالامكان شراء سندوتش الفلافل مع زجاجة الكولا المصرية بقرش و نصف و تذكرة السينما في الصالة سبعة قروش و نصف في سينما متروقبل ان ترتفع الى تسعة.

لم تكن الغسالة التى انتجت عام 1691 بدون كهرباء وصلت الى الدول العربية، و لم تكن جنرال الكتريك اخترعت الغسالة الكهربائية 1949 بعد، و من مهام "ام سعيد " ان تقوم باشعال "وابور الكاز " و نفخه لترتفع السنه اللهب، و عددهم اثنان و كل منهما يحمل صفيحة (تنك من صفائح السمنة ) مليئة بالماء الساخن المغلي و الذي يتم وضع فيه "الزهرة الزرقاء " و كانت اشهر الماركات "زهرة النيل " لتبيض الملابس، حيث لا يوجد كلور او داوني او برسيل او تايد. الصابون المبشور العادي و فلقة صابون مكعبة هو السائد.

د. عبد الفتاح طوقان

يدان في الماء الساخن، و ملقط لرفع و انزال الغسيل بحذر، كانتا بلا واقي، حيث لم يكن هنالك بعد "جوانتيات " حامية للايدي، و يد ام سعيد في المياة الساخنة و هي تجلس بين نيران وابور الغاز و كأنها في موقعه حربية، و بلا شك في حالة غير امنه امام اللهب، تقوم بكل نشاط بغسيل ناصع البياض. سيدة استمرت اكثر من عشرين عاما، في كل البيوت، مع كل صباح الى كل مساء تعمل و تكد و تتعب، و تعرض نفسها للخطر لاجل ان تعلم ابنها "سعيد " و الذي كان يأتي كل يوم و قبل ذهابة الى المدرسة معها لتناول الافطارقبل بداية العمل، و ما تيسرمن حليب و فول، ثم يقوم بتقيبل يدها و يذهب الى دراسته.. لا يمكن ان انسى منظر"سعيد " و هو يدق باب منزلنا و يطلب والدته ام سعيد، و عندما تخرج مسرعة قائله له "كم مرة يا سعيد قلت لك ما تجيش وقت الشغل، ده اكل عيش "، فيصرخ سعيد فرحا و هو يقبل يد امه قائلا : ياامي لقد قبلت في كلية طب الاسكندرية.دموع الفرح مبتلة بماء ساخن و صابون الغسيل و حضت الام الحنون و دموع اغرورقت بالدموع، و عملت ام سعيد سنوات الى ان اصبح سعيد طبيبا، و لم يتوقف عن تقبيل يد امه و عندما ذهبنا الى سرادق العزاء عندما توفت بعد ان اصبح طبيبا شهيرا، قال و الدموع في عينيه لقد افتقدت اما غسلت في كل بيت لاجل ان اكون طبيبا، و انا اليوم افتقد تلك اليد النظيفة و الام "الغسالة " التى افتخر بها و تعرفونها جميعا. انني مدين لها، لم يتكبر، لم ير انها شيئا مخزيا، لم ير انها تقلل من قيمته، على العكس كانت النقطة المضيئة،و استمرت حتى بعد ان اصبح طبيبا تأتي سرا و تقوم بالغسيل لانها مهنة شريفة و احبها الناس و احبتهم و شكلوا معا طريق النجاح لطبيب يشع من وجهه الاحترام و الادب.

آيفون الخياطة
أما "أم جورج " فكانت تأتي في يوم من ايام الاحاد بعد صلاة الكنيسة لانها مؤمنة متدينة، و تقوم بالتفصيل و الخياطة في منزلنا، لم يكن هنالك ملابس جاهزة بالمعنى المتعارف عليه، و كانت امي تحضر من مجلة البوردا القصات و الموديلات، و تساعدها في قص قطع القماش، و منها عرفت ان الفستان العادي يحتاج الى ثلاثة يارد الا ربع، و كيف يمكن قص القماش بالعرض او الطول لتطابق الرسومات.كانت لدينا ماكينة خياطة كهربائية، سنجر، و اخرى تدار باستخدام الارجل، و كنت ارى قمصاني يتم استبدال "الاساور و الياقة "، حيث كانت القمصان تأتي و معها ياقة و اساور اضافية، و بعد استخدامهما لفترة يتم قلبهم حفاظا على المال و عدم التبذير.

كانت "ايفون " خياطة لا تترك دقيقة دون ان تعمل، تحضر كل شيءقبل الجلوس الى الماكينة باتقان، الدبابيس، الكوشان، المقصات، الابرة و الفتلة لعمل سروج الفساتين و السرفلة، و كانت تحدثني عن علاقة الخياطة و الموديلات بالهندسة و كيف ان ابنها يقدم امتحانات التوجيهي و يرغب في دراسة الهندسة. كانت تشكو من عرق النساء لانها تستخدم رجلها في تشغيل الماكينة لساعات و لديها نظارة سميكة من كثرة السهر و استخدام الابر الرفيعة و "لضم الخيط "، اي ادخال الخيط في خرم الابرة.

و فعلا نجح ابنها و حصل على شهادة التوجيهي و التحق بكلية الهندسة قسم الكهرباء و تفوق و اصبح معيدا ثم ذهب للعمل في الكويت، و لم ينقطع عن والدتة و فتح لها محل خياطة ومن ثم اتيليه. شاهدت ايفون تسقط من الاعياء في منزلنا لانها استمرت في العمل من السادسة الى العاشرة مساء دون توقف، تريد ان تنهي فساتين عيد الاضحى لاكثر من اسرة، و كانوا من صديقات والدتي، و الاهم انها كانت بحاجة الى عشرة جنيهات اضافية لشراء كتب جامعية لابنها..منتهى التضحية و الايمان بضروة الكفاح، و مع كل مساء كان ابنها يأتي و يساعدها في ترتيب اغراضها، و مع كل مساء كان يقبل يديها. كانت ايفون سريعة في التفصيل و الخياطة و لديها امكانية تجهيز فستانين في يوم واحد و ثلاثة بمساعدة و الدتي.

أم سعيد و ايفون، كلاهما نماذج من حسن التعامل، من الاخلاق، من الشرف، في نوعية العلاقة بين الابن و الام، لم يكن هنالك مقاطعة في الحديث، لم يكن هنالك مخارج لفظية سيئة، لم يكن هنالك صراخ، لم يكن هنالك تذمر، لم يكن هنالك تنكر و انكار لما تقوم به الام او الاب.

تلك نماذج من الحياة، لولا الزعيم جمال عبد الناصر لما دخلت الجامعات، و لما قدم لها العلم المجاني و الدراسة لانها كانت حصرا على طبقة معينة من الاثرياء.
اليوم، هنالك حالات مختلفة مع ارتفاع رسوم التعليم الى حد لا يطاق، و الابن يتنكر لابيه و يكذب ليخفي اصله و اهله، مثلما شاهدنا في فيلم " انني لا اكذب و لكن اتجمل " لاحمد زكي، حقا اننا نعيش زمن التنكر والانكار لكل ما هو جميل ولكل ما تربينا عليه.

اقصد القوا انه لا اهمية في الحصول على شهادات الدكتوراه من اعرق جامعات بريطانيا و فرنسا و امريكا اذا ما غاب الادب و لاحت السلوكيات المزعجه و غير اللائقة.
ام سعيد، ام جورج، ابو محمود، ابو عيسي نفتخر بهم لحسن تربيتهم و فعلا سلمت يداهم على عظمة سلوكيات ابنائهم، انهم درسا واقعيا، تخزينا في الذاكرة للتربية، وهم عظة للابناء في كل المراحل و حتى لحاملي شهادات الدكتوراه.

" اللهم ارحمهم كما ربيا ابنائهم "

عقوق الأبناء نهايته الندم
كل من نسى ان الانسان يكبر بعرفانه بالجميل لاهله، وتناسى انه يكبر بالتواصل مع ابيه و امه، و يتندر و يعيبه ان كان ابيه فقيرا او في وظيفة دنيا او علما اقل، و كل من يحقر اباه او امه او يعتقد انه حقق نجاحا منفردا او اكثر منهما او شهادات او اموالا و يضعهما في مقارنة مع نفسه و الاخرين هو انسان واطي، سيء التربية و لو حصل على نوط الامتياز من هارفرد الامريكية و حقق الملايين.

الاهتمام بالثروات و تحقيقها على حساب ادبيات التعامل مع الاهل وعدم احترامهما، و المساخر و التعالي عليهما، و الالفاظ النابية تحت مسمى الحريات الشخصية تخطت الحدود و المسموح و غير المسموح في ظاهرة تعمقها مجتمعات ابتعدت عن القيم و الدين، و لم يعد احد يهتم بتوجيه المجتمع، و تراجع دور وزارات التربية و التعليم و تلك افة و ستشكل اذي خطير على المستقبل الاسري.

تمرد الأبناء على الآباء عقوق بدايته تأفف ونهايته الندم، مما يدفعنا الى قصيدة العلم و الاخلاق لشاعر النيل حافظ ابراهيم و الذي قال:
والمـال إن لم تدخره محصنا بالعلــم كـان نهايـة الإمـــــلاق
والعلــم إن لم تكتنفه شمائــل تعليه كان مطيـــة الإخـفــــاق
لا تحسبن العلــم ينفع وحـــده مـا لم يتـوج ربــــه بخــــــلاق
من لي بتربية النساء فإنهــــا في الشرق علة ذلك الإخفــــاق
الأم مــدرسـة إذا أعــددتـهـــا أعـددت شعبا طيب الأعــراق

aftoukan@hotmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
التاريخ الاجتماعي
مراقب لسلوك الانسان -

قطعة جميلة من التاريخ الاجتماعي. أمك محظوظة لكي تستفيد من خدمات غسالة بشرية. الآن الاجهزة الكهربائية تقوم بالمهمة. كم من ملايين النساء قمن بالمهمة انفسهن ومعهن 6 او 7 او اكثر من الاطفال وعشن حياة الشقاء والتعب والفقر وزوج غبي وعنيف ومدخن ليس فقط في اواخر الستينات بل في 2012. وكم من العائلات تعيش في خشش بين القبور في مناطق القاهرة بسبب التكاثر السكاني والازدحام. كنت تتحدث عن فترة ذهبية بالمقارنة مع الآن. أذكر فياواسط الستينات في أحد ضواحي القدس (سلوان) وكانت جميلة في ذلك الوقت بساتين ومياه ينابيع وافرة كان الغسيل في الطشت والتنشيف على الحبل البلاستيكي والطبخ على ببابور الكاز او البريموس او الحطب وكانت الجارات يتناوبن اللقاء في البيوت للف ورق الدوالي المعروف بورق العنب والملفوف الخ الخ. وكانت السيدة بهية تأتي من منطقة رام الله لأخذ الأقمشة من اجل تطريز الصدر واعادته حسب مقاس المرأة مقابل مبلغ زهيد. وكان ابو نجلة يجول المنطقة كبائع متجول للقماش وملحقات مثل مناديل وموسلين وغيرها من اللوازم على ظهر حمار ويقبض السعر بالتقسيط كانت حياة بسيطة وشبه بدائية ولكنها لم تكن معقدة ومليئة بالضغوط والقلق وغياب الراحة النفسية.

التاريخ الاجتماعي
مراقب لسلوك الانسان -

قطعة جميلة من التاريخ الاجتماعي. أمك محظوظة لكي تستفيد من خدمات غسالة بشرية. الآن الاجهزة الكهربائية تقوم بالمهمة. كم من ملايين النساء قمن بالمهمة انفسهن ومعهن 6 او 7 او اكثر من الاطفال وعشن حياة الشقاء والتعب والفقر وزوج غبي وعنيف ومدخن ليس فقط في اواخر الستينات بل في 2012. وكم من العائلات تعيش في خشش بين القبور في مناطق القاهرة بسبب التكاثر السكاني والازدحام. كنت تتحدث عن فترة ذهبية بالمقارنة مع الآن. أذكر فياواسط الستينات في أحد ضواحي القدس (سلوان) وكانت جميلة في ذلك الوقت بساتين ومياه ينابيع وافرة كان الغسيل في الطشت والتنشيف على الحبل البلاستيكي والطبخ على ببابور الكاز او البريموس او الحطب وكانت الجارات يتناوبن اللقاء في البيوت للف ورق الدوالي المعروف بورق العنب والملفوف الخ الخ. وكانت السيدة بهية تأتي من منطقة رام الله لأخذ الأقمشة من اجل تطريز الصدر واعادته حسب مقاس المرأة مقابل مبلغ زهيد. وكان ابو نجلة يجول المنطقة كبائع متجول للقماش وملحقات مثل مناديل وموسلين وغيرها من اللوازم على ظهر حمار ويقبض السعر بالتقسيط كانت حياة بسيطة وشبه بدائية ولكنها لم تكن معقدة ومليئة بالضغوط والقلق وغياب الراحة النفسية.

عارف ايه الفرق؟
محمد الاسكندرانى -

مكنش لسه فيه أغانى أحمد عدوية و لا مسرحية مدرسة المشاغبين - فرفشنا و ضحكنا و اتغيرنا و نسينا نفسنا و دمرنا شخصيتنا و دخلنا عالم الجهل و البعد عن العلم و العمل الجاد و القناعة و الاحترام - فكرتنى يا سيدى الفاضل بدنيا غير الدنيا و ناس غير الناس

عارف ايه الفرق؟
محمد الاسكندرانى -

مكنش لسه فيه أغانى أحمد عدوية و لا مسرحية مدرسة المشاغبين - فرفشنا و ضحكنا و اتغيرنا و نسينا نفسنا و دمرنا شخصيتنا و دخلنا عالم الجهل و البعد عن العلم و العمل الجاد و القناعة و الاحترام - فكرتنى يا سيدى الفاضل بدنيا غير الدنيا و ناس غير الناس

مقال حلو كتير
قارئة ايلافية -

أكثر المواضيع قراءة في تصنيف ايلاف مبروك.

مقال حلو كتير
قارئة ايلافية -

أكثر المواضيع قراءة في تصنيف ايلاف مبروك.

عايدة الشاعر لا عفاف راضي
عبد الفتاح طوقان -

اعتذر عن الخطاء غير المقصود ، حيث افادتني طبيبة الاسنان السورية االمتواجده في دبي عبر تعليق لها على المقال في صفحتي على فيسبوك ، الدكتورة ساميه ان من غنت للطشت كانت المطربة "عايدة الشاعر " في اغنية بعنوان " الطشت قال لي .و ليست المطربة عفاف راضي . لذا وجب التنويه لمن يهتم بالتوثيق ، اعتذر .

عايدة الشاعر لا عفاف راضي
عبد الفتاح طوقان -

اعتذر عن الخطاء غير المقصود ، حيث افادتني طبيبة الاسنان السورية االمتواجده في دبي عبر تعليق لها على المقال في صفحتي على فيسبوك ، الدكتورة ساميه ان من غنت للطشت كانت المطربة "عايدة الشاعر " في اغنية بعنوان " الطشت قال لي .و ليست المطربة عفاف راضي . لذا وجب التنويه لمن يهتم بالتوثيق ، اعتذر .

الماضي والمستقبل فرق شاسع
ن ا س - لندن -

اتفق مع تعليق 1 ان الشقاء والبؤس لا يزال معنا رغم مرور 40 او 50 عام على القصة التي وردت في المقال. ربما بعد 40 أو 50 عام سيكتب احدهم ويتندر على الموبايل والستلايت وقنوات الفضاء والانترنيت والبرود باند والآي فون والتي خلال 20 عام ستكون دقة قديمة (دئة أديمة) أي موضة عتيقة وتكنولوجيا بدائية مقارنة مع ما سيكون عام 2060 او 2070. في الخسمينات والستينات من القرن الماضي لم يسمعوا بهذه الأجهزة التي تبهرنا الآن. ولو قلت لأي شخص عام 1956 او 1960 انهم سيرسلوا مركبة للمريخ لترسل صور ومعلومات للأرض ستتهم بالجنون وستحال الى مستشفى الأمراض العقلية واذا قلت لآخر انك تجلس في تورنتو وتتحدث من استوديو وتظهر في محطة تلفزيونية في لندن صوتا وصورة حية متحركة سيقولوا انك تهلوس. كم تغير العالم وكم سيتغير في المستقبل.

الماضي والمستقبل فرق شاسع
ن ا س - لندن -

اتفق مع تعليق 1 ان الشقاء والبؤس لا يزال معنا رغم مرور 40 او 50 عام على القصة التي وردت في المقال. ربما بعد 40 أو 50 عام سيكتب احدهم ويتندر على الموبايل والستلايت وقنوات الفضاء والانترنيت والبرود باند والآي فون والتي خلال 20 عام ستكون دقة قديمة (دئة أديمة) أي موضة عتيقة وتكنولوجيا بدائية مقارنة مع ما سيكون عام 2060 او 2070. في الخسمينات والستينات من القرن الماضي لم يسمعوا بهذه الأجهزة التي تبهرنا الآن. ولو قلت لأي شخص عام 1956 او 1960 انهم سيرسلوا مركبة للمريخ لترسل صور ومعلومات للأرض ستتهم بالجنون وستحال الى مستشفى الأمراض العقلية واذا قلت لآخر انك تجلس في تورنتو وتتحدث من استوديو وتظهر في محطة تلفزيونية في لندن صوتا وصورة حية متحركة سيقولوا انك تهلوس. كم تغير العالم وكم سيتغير في المستقبل.

سلاماً أيها ألزمن ألجميل
هانى شاكر -

سلاماً أيها ألزمن ألجميل نبكى دماً ودموعاً على ذاك ألزمن ألجميل .. عندما كانت لنا أماً فى كل بيت من بيوت جيراننا مثل أم ألسعيد وأيفون وأخا من عينة سعيد وجورج .. أٌنظر رفيقى إلى حالنا ألأن وتحسر ... فى مصر وفى كل تجمع سكانى عرفاه ألتاريخ وألجغرافيا .. تتوقف علاقات ألبشر داخل أى تجمع على قيمة ألأنسان ألفرد داخل ألتجمع .. ويعتمد حال ألتجمع كله على علاقاته بمحيطه ألخارجى --- كمثال : ألأنسان ألفرد عالى ألقيمة جداً فى سويسرا .. وأسرائيل سوف تبادل أى أسير لها بالف ممن تعدون ... --- ليس كذلك أليمنى ألفقير .. أو ألعراقى أو مؤخراً ألسورى .. --- عندما أهلك ألمماليك ألبلاد وقتلوا ألعباد ... كادت مصر أن تخلو من ألسكان .. وفطن محمد على (وأولاده من بعده) أن ألأنسان ألمصرى مهم لتطلعاته فى خلق دولة حديثة .. فارسل رفاعه أبن ألفلاحين إلى باريس .. وأعطى ألمصريين ألرتب حتى وصل سعد زغلول (إبن ألفلاحين) إلى منصب رئيس ألوزراء .. وفطن ألحكام أن مصر ألقوية تحتاج إلى ١٠ ملايين مواطن .. كى تبنى وتزرع وتُصدر وتستورد وتُدافع .. --- مع وصول أنقلاب ألأبالسة ٥٢ وألأنحراف ألتدريجى ثم بعد ذلك ألأنحراف ألسريع نحو .. تناكحوا وتناسلوا .. أنقلبت دفة ألأمور ووصلنا إلى خرابة تئن تحت ثقل ألتكاثر ألحشرى وأقتربت قيمة ألأنسان ألمصرى من ألصفر .. --- مالحل أذن وما هى خطوط ألمستقبل ؟ --- مصر ألأن تشبه ألدولة ألبيزنطية قبل ألأكتساح ألعثمانى بربع ساعة .. فعندما أكتسح آل عثمان بيزنطة وحرقوا ألقسطنطينية .. صحا من نجوا من أهل بيزنطة ليجدوا أمر واقع جديد .. شعب ينافس شعب .. واحد أعزل وألآخر مدجج .. فبقى منهم ألف نفر .. وغادر ١٠ ملايين إلى ألبندقية وجيرانها .. وبنوا جداراً منيعا أمام بنى عثمان فلم تسقط أوروبا (بعد) أمام طرقهم ألشديد .. --- فى مصر ألأن تسع شعوب (حجم كل منها عشرة ملايين تقريباً) كلها تشعر بالتغريب ألشديد .. و هى تتراوح فى قوتها ألأقتصادية وألفكرية تراوحا شديداً ... ألقبطى غريب بين هياج ألعامة وتخاذل وضعف ألحكومات ... وألسلفى متغرب فى مجتمع سايب وعالم غارق فى ألكفر .. هكذا أيضا باقى ألفرق ألسبع ألأخرى بألمحروسة (سابقاً) .. --- خفض سكان مصر من ٩٠ مليون إلى ١٠ ملايين سيستغرق بعض ألوقت .. كما هو ألحال فى سوريا أليوم .. وألعراق غداً --- هنيئا للسلفيين إذن ألفوز بألجائزة .. لأنهم أشرس فرقة .. وحماسهم يفوق حب

سلاماً أيها ألزمن ألجميل
هانى شاكر -

سلاماً أيها ألزمن ألجميل نبكى دماً ودموعاً على ذاك ألزمن ألجميل .. عندما كانت لنا أماً فى كل بيت من بيوت جيراننا مثل أم ألسعيد وأيفون وأخا من عينة سعيد وجورج .. أٌنظر رفيقى إلى حالنا ألأن وتحسر ... فى مصر وفى كل تجمع سكانى عرفاه ألتاريخ وألجغرافيا .. تتوقف علاقات ألبشر داخل أى تجمع على قيمة ألأنسان ألفرد داخل ألتجمع .. ويعتمد حال ألتجمع كله على علاقاته بمحيطه ألخارجى --- كمثال : ألأنسان ألفرد عالى ألقيمة جداً فى سويسرا .. وأسرائيل سوف تبادل أى أسير لها بالف ممن تعدون ... --- ليس كذلك أليمنى ألفقير .. أو ألعراقى أو مؤخراً ألسورى .. --- عندما أهلك ألمماليك ألبلاد وقتلوا ألعباد ... كادت مصر أن تخلو من ألسكان .. وفطن محمد على (وأولاده من بعده) أن ألأنسان ألمصرى مهم لتطلعاته فى خلق دولة حديثة .. فارسل رفاعه أبن ألفلاحين إلى باريس .. وأعطى ألمصريين ألرتب حتى وصل سعد زغلول (إبن ألفلاحين) إلى منصب رئيس ألوزراء .. وفطن ألحكام أن مصر ألقوية تحتاج إلى ١٠ ملايين مواطن .. كى تبنى وتزرع وتُصدر وتستورد وتُدافع .. --- مع وصول أنقلاب ألأبالسة ٥٢ وألأنحراف ألتدريجى ثم بعد ذلك ألأنحراف ألسريع نحو .. تناكحوا وتناسلوا .. أنقلبت دفة ألأمور ووصلنا إلى خرابة تئن تحت ثقل ألتكاثر ألحشرى وأقتربت قيمة ألأنسان ألمصرى من ألصفر .. --- مالحل أذن وما هى خطوط ألمستقبل ؟ --- مصر ألأن تشبه ألدولة ألبيزنطية قبل ألأكتساح ألعثمانى بربع ساعة .. فعندما أكتسح آل عثمان بيزنطة وحرقوا ألقسطنطينية .. صحا من نجوا من أهل بيزنطة ليجدوا أمر واقع جديد .. شعب ينافس شعب .. واحد أعزل وألآخر مدجج .. فبقى منهم ألف نفر .. وغادر ١٠ ملايين إلى ألبندقية وجيرانها .. وبنوا جداراً منيعا أمام بنى عثمان فلم تسقط أوروبا (بعد) أمام طرقهم ألشديد .. --- فى مصر ألأن تسع شعوب (حجم كل منها عشرة ملايين تقريباً) كلها تشعر بالتغريب ألشديد .. و هى تتراوح فى قوتها ألأقتصادية وألفكرية تراوحا شديداً ... ألقبطى غريب بين هياج ألعامة وتخاذل وضعف ألحكومات ... وألسلفى متغرب فى مجتمع سايب وعالم غارق فى ألكفر .. هكذا أيضا باقى ألفرق ألسبع ألأخرى بألمحروسة (سابقاً) .. --- خفض سكان مصر من ٩٠ مليون إلى ١٠ ملايين سيستغرق بعض ألوقت .. كما هو ألحال فى سوريا أليوم .. وألعراق غداً --- هنيئا للسلفيين إذن ألفوز بألجائزة .. لأنهم أشرس فرقة .. وحماسهم يفوق حب

.......
صديق قديم -

في الستينيات كنت تسكن مع أسرتك في عمان في الأردن والغسالات الكهربائية البرميل كانت متوفرة في غالبية البيوت....معقول يا طوقان تدعي إنه لم يكن لديكم غسالة في الستينيات وإنه كان وجود الغسالة الكهرباء أمر شحيح؟؟ نساء غسالات في الأردن؟ ....

.......
صديق قديم -

في الستينيات كنت تسكن مع أسرتك في عمان في الأردن والغسالات الكهربائية البرميل كانت متوفرة في غالبية البيوت....معقول يا طوقان تدعي إنه لم يكن لديكم غسالة في الستينيات وإنه كان وجود الغسالة الكهرباء أمر شحيح؟؟ نساء غسالات في الأردن؟ ....

معلومات غير صحيحة
عبد الفتاح طوقان -

تحياتي ، اود ان اعرف من انت لتقول صديق قديم ، لانني مع كل تقديري و احترامي لك عشت و نشأت في مدينة الاسكندرية ، في كلية فيكتوريا ، لم ادخل عمان نهائيا ساعة واحدة منذ ولادتي في عمان 1958 سافرت الى اليونان و فرنسا و لبنان ثم استقريت في مصر ..اول مرة عدت الى الاردن كان في السبعينيات ، لذلك لا اعتقد انك صديق قديم و لا اعرفك و بالمناسبة الاردن دوما متطور عن غيره خصوصا مع قربه من لبنان و باعتباره تابع لبريطانيا ، عذرا.

معلومات غير صحيحة
عبد الفتاح طوقان -

تحياتي ، اود ان اعرف من انت لتقول صديق قديم ، لانني مع كل تقديري و احترامي لك عشت و نشأت في مدينة الاسكندرية ، في كلية فيكتوريا ، لم ادخل عمان نهائيا ساعة واحدة منذ ولادتي في عمان 1958 سافرت الى اليونان و فرنسا و لبنان ثم استقريت في مصر ..اول مرة عدت الى الاردن كان في السبعينيات ، لذلك لا اعتقد انك صديق قديم و لا اعرفك و بالمناسبة الاردن دوما متطور عن غيره خصوصا مع قربه من لبنان و باعتباره تابع لبريطانيا ، عذرا.

comments 7 and 8
ميكانيكي غسالات - سمكري -

والله العظيم كنت افكر انك ولدت في نابلس ثم ذهبت للأردن بعد حرب 1967 وبعد ذلك الى مصر. ربما الصديق القديم تعرف عليك في عمان في السبعينات ولكنه نسي او غلط في حساباته بس حرام تنكر صداقة شخص يقول انه صديق قديم وربما تعرف عليك واعتبرك صديقك فلا ترفضه بهذه الطريقة يا راجل. ويا ليته وضع اسمه الكامل على التعليق لما حدثت هذه الخربطة والبلبلة وارتباك. انسى الغسالات الميكانيكية والنووية والبشرية وحاول تتذكر صديقك. اتخصص في تصليح غسالات General Electric, Electrolux, Hotpoint, Zanussi, Indesit, Toshiba and Bendix.

comments 7 and 8
ميكانيكي غسالات - سمكري -

والله العظيم كنت افكر انك ولدت في نابلس ثم ذهبت للأردن بعد حرب 1967 وبعد ذلك الى مصر. ربما الصديق القديم تعرف عليك في عمان في السبعينات ولكنه نسي او غلط في حساباته بس حرام تنكر صداقة شخص يقول انه صديق قديم وربما تعرف عليك واعتبرك صديقك فلا ترفضه بهذه الطريقة يا راجل. ويا ليته وضع اسمه الكامل على التعليق لما حدثت هذه الخربطة والبلبلة وارتباك. انسى الغسالات الميكانيكية والنووية والبشرية وحاول تتذكر صديقك. اتخصص في تصليح غسالات General Electric, Electrolux, Hotpoint, Zanussi, Indesit, Toshiba and Bendix.

الغنى
ع/عطاالله -

؛وجلال ما تدعي لأغسلنهما وامامهما بالكحول ولأكفننهم بالجبس ولأدفننهم في مقبرة خرسانية سرا الا من جاءك في غر يسعى.نصف عشر وقتكم الآن لغيركم.

الغنى
ع/عطاالله -

؛وجلال ما تدعي لأغسلنهما وامامهما بالكحول ولأكفننهم بالجبس ولأدفننهم في مقبرة خرسانية سرا الا من جاءك في غر يسعى.نصف عشر وقتكم الآن لغيركم.

10 طلاسم
قاريء -

لم افهم كلمة واحدة من تعليق ع ع رقم 10. اكتب عربي باسلوب ولغة يفهمها القاريء. انت في واد والعالم في واد. ماذا تقول بالضبط.