أصداء

مصر.. الإخوان يخطفون الثورة وتركيا ستخطف العروبة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

تتجه مصر " أم الدنيا " مصر العروبة، إلى طريق يقصي دورها الرائد، على الصعيد العربي، الإقليمي، والدولي، وتجعل منها لاعب من درجة رابعة أو خامسة، أو حتى تضعها خارج اللعبة، بعد أن كانت في ريادة القرار في المنطقة، والطرف الذي كان له دور فعال وأساسي في اتخاذ اي قرار بخصوص الدول العربية والغير عربية في الشرق الأوسط وأفريقية.

بدأت هذه اللعبة المركبة، في تهميش الدور المصري وإخراجها من إطارها المصري والعربي، إبان الثورة المصرية، فبعد نجاح الثورة، وضِعوا الإخوان في الخط الأول، بوصاية تركية ودعم أمريكي، وتمويل قطري، وركبت "الجماعة " المركب، متسلقين على اكتاف شباب مصر البواسل، الذين صنعوا هذه الثورة، بمعارك سلمية ( بدون اللجوء إلى العمل العسكري )، معارك خاضوها للوصول إلى دولة مدنية، ترفع من شأن المواطن المصري.. إلى دولة تحفظ حقوق المصريين، وتوفر لهم الحياة الكريمة، وتخرجهم من نظام الحكم الشمولي، كما تضمن المساواة بين جميع افراد ومكونات المجتمع المصري، الاجتماعي، السياسي والديني، في دائرة الحرية والديمقراطية حيث يمتثل الشعب في مصر، ومصر في الشعب... ولكن هل هذا حصل؟

بيتروس بيتروسيان لن أخوض في تفاصيل كيفية وصول " الإخوان المسلمين " لسدة الحكم، ومن هم الاطراف التي دعمتهم، أو أوصلتهم، لما هم عليه اليوم، بات كل مصري وحتى العربي، يعرف تفاصيل هذه اللعبة... اصبحت الأمور اكثر وضوحاً، بعد تسلمهم زمام الأمور.

ولن أتكلم عن ضخ الأموال والوعود بالاستثمارات، اثناء الثورة، اليوم، والخطط المستقبلية، من المثلث التركي، القطري والامريكي، ما سيجعل مصر، مرتبطة بهم، وما يعني سيطرتهم على قرار الحكم فيها... وكما قلت في مقالات سابقة، ان السيطرة على أشخاص، او دول، اقتصادياً، يعني السيطرة على كيانهم، عقلهم، قرارتهم، بالتالي، السيطرة على الجسد أي الدولة.

إن اقحام مصر من البوابة التركية، هي لعبة سياسية تسعى لتحجيم، والأصح، إلغاء الدور المصري في اتخاذ القرارات المفصلية لرسم سياسة المنطقة، استراتيجياً، سياسياً، وعسكرياً، إلى ما هنالك من أدوار من الممكن أن تقوم بها، لتحديد مستقبل بلادها، والمنطقة.. إن السياسة التركية العثمانية واضحة لمن يعرف التاريخ التركي، وسعيهم بعد سقوط العثمانيين، لإقامة امبراطورية جديدة، بداية من العالم العربي.. حلم تركي لم ولن يموت، إلا بتحقيق هذا الحلم، أو بتقسيم تركيا.

إن دخول الرئيس محمد مرسي تحت جناح اردوغان، سيجر مصر إلى هاوية تغيير الهوية العربية، وهذا ما تسعى إليها تركيا، وتعمل وتصرف المليارات مع شركائها، لتحقيق هذا الهدف، بدءً من مسرحية اردوغان الرخيصة المصطنعة في دافوس 2009، والوصول إلى فيلم قافلة الحرية، لكسب الرأي العام للشارع العربي والسياسي ايضاً، فالشعب العربي كما نعرف، يتعامل بالعواطف وبالأخص فيما يخص القضية الفلسطينية..

اما الساسة العرب؟؟!! السياسيون العرب فهم بعيدون عن المفهوم السياسي تماماً، فمن السهل ( اقناعهم ) بجدية تركيا بتعاملها مع العرب، أو الخوف على مصالحهم يجعلهم ينغمسون في هذه اللعبة... كما اتخذت تركيا من الدين الإسلامي، دافعاً، توصلها لغاياتها، فهم ابناء الدين الواحد!! وهذا كاف لوضع العرب تحت مظلة الأتراك.. فنسي العرب وبسرعة، الظلم العثماني وما فعلوه معهم عبر قرون.

بعد زيارة الرئيس المصري محمد مرسي، تركيا، في ظل ما يحدث اليوم في المنطقة العربية، من اقتتال وتدمير لدول عربية كانت شريكة مع مصر في اتخاذ القرارات الهامة في الشرق الأوسط، سياسة تعمل على خلق أزمات عربية عربية، وهذا يأخذ الإخوان إلى ما هو ابعد من حل الصراع، وكان واضحاً أن دعوة الرئيس مرسي إلى مؤتمر حزب العدالة والتنمية، هو إظهار لقوة اردوغان، وضمان وضع الإخوان و مرسي تحت الجناح التركي، وتحويل مصر من دولة قرار إلى دولة ذو تبعية، والتبعية السياسية ترافقها تبعية اقتصادية ومالية وبالتالي تبعية اجتماعية، وإن كان الإخوان على غير دراية بالمخطط التركي على مصر والمنطقة العربية، فهذه مصيبة، وإن كانوا على دراية بكل ما هو مخطط فإنهم يجرون مصر إلى كارثة حتمية، مصيرها التقسيم، وهذه مصيبة أكبر بكثير.

وهناك هدف آخر من تبعية الإخوان لهذا المثلث، الوصاية التركية، الدعم الأمريكي، والتمويل القطري، ألا وهو إيقاف المد الشيعي الإيراني في مصر، من دون اللجوء(على الأقل حالياً) أو الخوض في صراعات سياسية أو دينية داخلية ما بين الإخوان، والشيعة، من خلال توسيع المد التركي، وبحسابات الجماعة، أن هذا كفيل على الحد من انتشار الشيعة في مصر، وضرب المخطط الإيراني.

هناك عملية تتريك ممنهجة تحصل، بدأت منذ سنوات، قبل ما سمي (بالربيع العربي)، من المسلسلات التلفزيونية التركية، وتستكمل اليوم، وليس مستبعداً تدريس اللغة التركية في المدارس العربية والمصرية، بموافقة من وزارة التربية وإدخالها في المنهاج السنوي، وإن لاقت رفضاً من الشعب المصري، فالبديل، المدارس النموذجية المدعومة من حكومة اردوغان لتدريس اللغة التركية، والتي يُصرف عليها الملايين في الكثير من الدول لإنجاح هذه الخطة، من تأمين رحلات مجانية للطلاب للسفر إلى تركيا سنوياً، وغيرها، وغيرها.. والمطلوب هو الوصول إلى الهدف.. التتريك.

إن السياسة التركية، الخليطة ما بين العلمانية والإسلامية، تستعمل الشقين في تحقيق اهدافها وتطلعاتها، فالإسلاميين يستعملون العلمانيين، والعلمانيين يستعملون الإسلاميين، والمهم هو الوصول للرغبة التركية في السيطرة على المنطقة، ولكن هل هم قادرون.. هنا يكمن السؤال.

هل ستصل تركيا لتحقيق ما تسعى إليه، أم إرادة الشعب ستنتصر في النهاية؟
وهل ستبدأ حقبة جديدة للاحتلال العثماني التركي، تحت شعار تحرير الشعوب، والدولة المدنية الإسلامية؟
أم ستستفيق الشعوب العربية، والشعب المصري على الخصوص، ليكون هناك ربيعاً جديداً؟

بروكسل
p.petrossian@gmail.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
غير منطقي
lina -

يعني هذا التحليل غير منطقي لكي يصدر من صحفي،،،، انا لست مع الاخوان ولا مع الأتراك،،، بس كمان في شي اسمه منطق و واقعية،، ان تصف تصرف اردوغان بانه مسرحية في دافوس وان قافلة الحرية مجرد فلم!!!!!! هذا لاننا نحن العرب نغار من يسبقنا لعمل الخير واخذ موقف محترم،،،، عيب هذا الكلام يا استاذ يا صحفي

غير منطقي
lina -

يعني هذا التحليل غير منطقي لكي يصدر من صحفي،،،، انا لست مع الاخوان ولا مع الأتراك،،، بس كمان في شي اسمه منطق و واقعية،، ان تصف تصرف اردوغان بانه مسرحية في دافوس وان قافلة الحرية مجرد فلم!!!!!! هذا لاننا نحن العرب نغار من يسبقنا لعمل الخير واخذ موقف محترم،،،، عيب هذا الكلام يا استاذ يا صحفي

عدو الاسلام عدوالعرب
وفاء قسطنطين -

يبدو أنه لا مانع لديك إذا خطفت أمريكا وروسيا وبريطانيا وإسرائيل (العروبه) ، ولكن لديك إعتراض كبير على وحدة المسلمين ، من المطلوب من وجهة نظرك ان يتحد اليهود والنصارى والهندوس والبوذيون...إلخ ، ولكن ان يتوحد المسلمون فهي مصيبه كبرى ، مقالك مليء بالعداء للاسلام والمسلمين ، دين الاغلبيه الساحقه من العرب ، فلا يمكن ان تكون مع العرب وضد الاسلام.

عدو الاسلام عدوالعرب
وفاء قسطنطين -

يبدو أنه لا مانع لديك إذا خطفت أمريكا وروسيا وبريطانيا وإسرائيل (العروبه) ، ولكن لديك إعتراض كبير على وحدة المسلمين ، من المطلوب من وجهة نظرك ان يتحد اليهود والنصارى والهندوس والبوذيون...إلخ ، ولكن ان يتوحد المسلمون فهي مصيبه كبرى ، مقالك مليء بالعداء للاسلام والمسلمين ، دين الاغلبيه الساحقه من العرب ، فلا يمكن ان تكون مع العرب وضد الاسلام.

عقدة الأرمن
اتاتوووورك -

التركي عقدة الأرمني ؟!

عقدة الأرمن
اتاتوووورك -

التركي عقدة الأرمني ؟!

مصر أصغر من قطر
غندور -

صوت مصر أصبح مجرد صدى لصوت دول الخليج وتركيا خصوصا في الأزمة السورية. لم تعد القاهرة هي التي تصنع الحدث والموقف ويتبعها الآخرون في مواقفها كما حصل في تأميم قناة السويس وإنشاء حركة عدم الانحياز وقيادة النضال الأممي ضد الاستعمار القديم والجديد.. هذه القيم النبيلة التي صنعت التاريخ المجيد لمصر وقع التخلي عنها في عهدي السادات ومبارك وجاء مرسي ليزكي هذا الخيار ويعمقه. مصر تحولت إلى دولة تابعة لدول تابعة نظير بقشيش تحصل علبه من هنا ومن هناك. انهض يا عبدالناصر فدولة قطر أصبحت أكبر من مصر وتقودها..

مصر أصغر من قطر
غندور -

صوت مصر أصبح مجرد صدى لصوت دول الخليج وتركيا خصوصا في الأزمة السورية. لم تعد القاهرة هي التي تصنع الحدث والموقف ويتبعها الآخرون في مواقفها كما حصل في تأميم قناة السويس وإنشاء حركة عدم الانحياز وقيادة النضال الأممي ضد الاستعمار القديم والجديد.. هذه القيم النبيلة التي صنعت التاريخ المجيد لمصر وقع التخلي عنها في عهدي السادات ومبارك وجاء مرسي ليزكي هذا الخيار ويعمقه. مصر تحولت إلى دولة تابعة لدول تابعة نظير بقشيش تحصل علبه من هنا ومن هناك. انهض يا عبدالناصر فدولة قطر أصبحت أكبر من مصر وتقودها..

عجيب غريب
عربي -

شو دخل واحد اسمه بيتروس بيتروسيان جاي من مجاهل ارمينيا بالعرب والعروبة !!

عجيب غريب
عربي -

شو دخل واحد اسمه بيتروس بيتروسيان جاي من مجاهل ارمينيا بالعرب والعروبة !!

الأرمن
عربي أرمني -

ليس كل الشعب الأرمني مثل كاتبنا ... وأرمينيا التي انفصلت عن الروس الحقراء كانت جزءاً من دولة هرون الرشيد ..وقائده المشهور يحي الأرمني . الأرمن ليسوا غريبين عن العرب . وأنا أشد المعجبين بالكاتب الأمريكي من أصل أرمني ( وليم سارويان )

الأرمن
عربي أرمني -

ليس كل الشعب الأرمني مثل كاتبنا ... وأرمينيا التي انفصلت عن الروس الحقراء كانت جزءاً من دولة هرون الرشيد ..وقائده المشهور يحي الأرمني . الأرمن ليسوا غريبين عن العرب . وأنا أشد المعجبين بالكاتب الأمريكي من أصل أرمني ( وليم سارويان )

تيار انعزالي
باسم -

التيار الانعزالي في المسيحيين سبب نكبة المسيحيين في المشرق انبذوا هؤلاء ودعونا نعيش في سلام

دور تركيا الخبيث
مراقب -

لاشك أن دور تركيا خبيث.. فعندما اندلعت الثورة الليبية أصطفت مع القذافي وحينما أيقنت أن القذافي سيسقط بدلت موقفها. والحال الآن مع سوريا.. حالما ترى أن نظام الأسد باقي ستغير موقفها ليس حباً للعرب كما يتوهم البعض من عرب البادية بل من أجل مصالحها الأقتصادبة التي تأثرت بسبب تدخلها في الشأن العراقي والسوري والأيراني.. الخ.. متوهمة أنها القوة العظمى في المنطقة وحليف الغرب الذي لاينازع!!

اطلع منها يابتروسيان
عبدالله حمدي -

اطلع منها يا بدرسيان :خمسة قرون او نحوها لم يفلح الاتراك في اختطاف العروبة . مشكلتك ارمنية صرفة . لاانت معني بعروبة ولا بما يعني العرب وشؤونهم . اذا كان لديك قلق على عروبة مصربة وغيرها من الدول العربية فاكتب عن محنة الشعب السوري . ان ارمينيا متحالفة مع عصابة الاسد عصابة القتل والتدمير ،وانت تروج وتحكي لنا قصص اختطاف العروبة ..! حليفكم الاسد يحرق ويدمر ارث سوريا وتاريخها ومستقبل اجيالها. احقادكم دفعتكم لصنع حزب العمال الكوردستاني لقتل الاكراد وتخريب الدولة التركية . لامشروع لديكم الا الانتقام من العرب والمسلمين