العراق.. مشاكل أكبر وأعمق في الأيام المقبلة؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تفجيرات يوم 2011 / 10/ 28 في بغداد وغيرها من محافظات العراق لا تبشر بخير، ليس لأنها تكشف عن هشاشة الاجهزة الأمنية وعدم قدرتها العلمية والعملية على التعامل مع معضلة الإرهاب والارهابيين في العراق، بل لأنها تكشف عن أن مستقبل الأمن في العراق ما زال في خطر، فإن وجبات التفجيرات الاسبوعية ــ تقريبا ــ تؤكد أن معالجة المشكلة مؤجَّلة، وأنْ لا أمل في عراق آمن مستقر، وهذه مقدمة عن فقدان الامل بعراق مزدهر، لاتفاق الأراء إن كل خير في اي بلد يتوقف على مستوى الامن فيه...
مهتمون جادون بالشان العراقي يتوقعون اياما اكثر صعوبة تنتظر العراق في المستقبل القريب والمتوسط، وفيما يوعز بعضهم ذلك إلى ضعف الاجهزة الامنية بطبيعة الحال فإن هناك من يمد بالاسباب إلى خارج هذا العامل الذي اصبح واضح المعالم،ولا يحتاج إلى تمعن فكر، بل هذا ما يحكي به وعنه المواطق العراقي مهما كان مستواه العُمْرِي.
هؤلاء المهتمون بالشان العراقي يقولون : إن من الأسباب المهمة في هذا المجال عزلة العراق الاقليمية، فالعراق شبه محاصر من بعض دول الجوار حتى وإنْ كانت له مع هذه الدول علاقات دبلوماسية، ولماذا لا يعدُّ حصاراً أن تستضيفَ بعضُ هذه الدول ( معارضين!)عراقيين يعملون علنا للاطاحة بالحكومة الحالية، ليس على مستوى فرد أو فردين، بل على مستوى جماعات واحزاب وقادة اثبتت الوقائع اشتراكهم بشكل وآخر فيما يحصل داخل العراق من عمليات ارهابية مفزعة؟
آخرون مهتمون بالشان العراقي ايضا يوعزون سبب ذلك إلى عدم التوافق بين أفرقاء العملية السياسية في العراق، وارتماء الكثير من صناع القرار السياسي في احضان اجندة أقليمية، هي الاخرى تتصارع على العراق وفي العراق، فإن اي بلد عندما تكون نخبته السياسية أو صناع قراره السياسي بشكل مباشر أو غير مباشر بيد دول جوار او دول بعيدة يكون بمناى عن الاستقرار بالمعنى الحقيقي، ومثال لبنان واضح، والعراق اليوم يشبه لبنان على نحو مقارب في مثل هذا المجال.
لا ينسى هؤلاء المهتمون بالشان العراقي ان يشيروا بأن القاعدة لم تمت في العراق، ولم تضعف، بل هي قوية نشطة، وربما موجودة حتى في المناطق التي يُفتَرض إنها خاليه منها، وبصريح العبارة موجودة حتى في المحافظات والاقضية والقرى ذات الاغلبية الشيعية، ولا يستبعد مراقبون أن تكون القاعدة تملك أجندة في هذه الامكنة من العراق، بواسطة المال أو بسبب الحقد على الدولة أو لاسباب أخرى، وذلك عكس ما يروج له بعض المسؤولين العراقيين، حتى على مستوى مسؤولين ليسوا على وئام مع الحكومة بشكل من الاشكال.
المعضلة السورية كما يبدو ليس على طريق الحل، المحللون الدوليون يؤكدون إنها مستمرة، وسوف تزيد من حدَّة الاصطفاف الطائفي في المنطقة،تداعيات استمرار الوضع السوري ينعكس على العراق، وربما أكثر من انعكاسه على لبنان، هكذا يرى محللون متابعون، ولا ينكر مراقب أن هناك تعاونا بين بعض مكونات الشعب العراقي والمعارضة السورية عبر الحدود، وكلما طالت المحنة السورية كلما تزداد فرص انتعاش القاعدة في العراق، بل تزداد حدة الاصطفاف الطائفي في العراق، بعضهم يكابر لينفي مثل هذا الاصطفاف، فيما هو نار تحت الرماد، بل هي حقيقة في طور الخفاء، مجرد أن تتهيا عوامل خروجها بشكل سافر سوف تخرج بكل مضاعفاتها الخطيرة.
تفتيت الكتل الكبيرة يصبُّ لصالح احتدام الازمات في العراق بما في ذلك الازمة الامنية، فالبلد الذي تتشظى كتله الكبيرة يتعرض هو الآخر إلى التشتت والتشظي، وهذا بدوره يساعد على خلق فجوات في جسم المجتمع، ومن شان ذلك تعريض الامن لاهتزازات خطيرة.
هل الحل بحكومة أغلبية سياسية؟
يشكك كثيرون أن تكون فرصة حكومة أغلبية سياسية في العراق متوفرة، بحكم طبيعة المجتمع العراقي المتعدد الاطياف المذهبية والقومية، ولان الكتلة الوطنية العابرة لتقاسيم المحاصصة المذهبية / الطائفية والقومية /العنصرية شرط في مثل هذه الحكومة وهي فرصة لم تتوفر ظروفها بعد، وفيما يصرح بعض صناع القرار السياسي في العراق إن مثل هذه الحكومة سوف تسهم في تنشيط وتيرة الارهاب والعمل المسلح هناك رفض معلن لمثل هذه الحكومة من قبل كتل عراقية ذات وزن ليس بالهين، ومن ابرزها كتلة الاتحاد الكردستاني، وكتلة العراقية، فهل تحذير البعض من مثل هذه الحكومة يشير إلى رفض كلا الكتلتين؟ إذا كان الامر كذلك، فإن أوضاع العراق في المستقبل القريب في غاية الخطورة....
وربما سؤال ملح...
هل من حل؟
التعليقات
معقولة
Avatar -ومتى كانت احوال العراق ليست في غاية الخطورة .........احوال العراق انزرب بيها من يوم استلمها اخو هدلة ومن قبله الى استلمها الطائفيون........العراق يحتاج الى معجزة والمعجزات لم تعد تحدث في هذا الزمن..........!!!!!!!!
لقد فهمت المقال
مجنون -لقد فهمت المقال! بصعوبه افهم عنوان مقال لكنني فهمت العنوان بعد قراءتي للمقال!! عزيزي كاتب المقال موضوع الامن وسلامة المواطن لا يحتاج الى شرطه وامن مخابرات وجيش شعبي لا اعرف هل تتذكر الجيش الشعبي!! سلامة المواطن والوطن والشعب مسؤلية المواطن والله لو كان عندك جيش جرار بالامكان اختراقه لو كان عندك شخص واحد متخاذل!! بالمناسبه ذهبت الى قبرص صيف ٢٠٠٩ وبقيت اسبوعين لم اشاهد شرطي او جندي واحد بعيني في قبرص بربك هل سمعت بانفجار وقع في قبرص كافي فلسفه ياكاتب المقال نفسي لو مره واحده اقرا لك مقال عقلاني وواقعي!!!!!
جا شنسوي
سيد كلاش الموسوي -لماذا التشاؤم ايها الدعوي العظيم اغا غالب شاه بندر , فبعد ان من علينا ال بيت الحسين بفضل السلطة والجاه والمال والحكم لا ارى العراق الا من احسن الى الاحسن , كيف لا وقد ولينا امورنا لاتباع ال بيت الحسين من امثال نوري والاديب و الخزاعي والصدر والحكيم , قوم صدقوا ما عاهدوا الله عليه, سيماهم في جيوبهم وكروشهم , لقد اصبح العراق اليوم مثالا للعدل والمساواة والتطور والامان يا رجل. لقد اثبت اتباع ال بيت الحسين حسن اخلاق ال البيت بعد ان اقتدوا بهم ورضعوا ونهلوا من الفكر الحسيني , والعباس عندما راى ساستنا اليوم كاني ارى علي بن ابي طالب بزهده وورعه وخلقه وعلمه الديني الرباني حيث انه اعلم بطرق السماء كما تعلم مولاي . ادعو كل جامعات العالم العريقة ان صح التعبير حبيبي مثل هارفارد وكمبرج واكسفورد ومن لف لفها ان تنهل العلم من تجربتنا في العراق نحن ال بيت الحسين وشيعته ومن سراديب النجف وكربلا فهي والعباس تعطي العلم واي علم ! علم من لا علم له , علم المنطق والكلام والتفلسف في القول والفعل وحفظ اموال الشعوب واللطم وشق الجيوب. نعم نحن من علم البشرية حفظ كرامة الشعوب وحقوقها افلا ترى ما حل بشعبنا من ترف ويسر يارجل فلم التشاؤم؟ احمد الله ان الجارة الحبيبة ايران الاسلام سندنا وعزنا وعمقنا وحامية مذهبنا وادعو الله ان يغنيها من دمائنا وراحتنا وثروتنا ولقمة اطفالنا وتناقضات شعبنا و ظروف بلدنا . اللهم اغنهم وافقرنا واعزهم واسبغ علينا الذل. قدرنا سنبقى حديقتهم الخلفية حتى يرضى ولينا الفقيه يزدجرد الجديد
إلى من يهمه الأمر
ن ف -ما يُحزن حقاً هو أن الطغمة الحاكمة في العراق غير قادرة على الحكم بعد مضي أكثر من تسعة أعوام على سقوط الصنم! ولا أظنّها ستكون قادرة على ذلك بعد تسعة قرون. إنّ عدم قدرتها على الحكم هو لأنها غير مؤهلة لذلك. الحكم فنٌّ وعلم أيضاً. وقد قلت هذا، لا أظنُّ أن الكتل أو الأحزاب السياسية الاخرى، هي أيضاً، قادرة على الحكم للسبب آنف الذكر. وأما بالنسبة للمشاكل فمصدرها ((الأجهزة الامنية والمخابراتية لحزب البعث العربي الاشتراكي)) التي حكمت البلد لأكثر من ثلاثة عقود. إذ هي تعرف مداخل ومخارج البلد أفضل من غيرها علاوة على أنها تمتلك المال الكافي للقيام بالتفجيرات والأعمال الانتقامية. كما لا أظنّ أن للقاعدة وجود في العراق. العراقي صعب المراس بطبيعته ولا يحب مَن يُملي عليه ويّسيّر حياته. دول الجوار هي التي تلعب ((جوله أو شاطي باطي)) بالعراق، لا سيما إيران، سوريا، السعودية والكويت. ولكل من هذه الدول أجندتها. وأستبعد أنّ للاردن أو تركيا نوايا غير حسنة اتجاه العراق. بعد كل حساب، العراق بحاجة إلى ثورة لتغيير الواقع الفاسد.
من يضع الحق في نصابه؟؟؟
Sami Alhajaj -قيل إن عمر بن عبدالعزيز اصطحبه الخليفة سليمان بن عبد الملك يوماً لزيارة بعض معسكرات الجيش وأمام معسكر يعج بالعتاد والرجال، سأله سليمان في زهوه: "ما تقول في هذا الذي ترى يا عمر؟" فقال: "أرى دنيا، يأكل بعضها بعضاً وأنت المسؤول عنها والمأخوذ بها" فقال له بعد أن بُهت: "ما أعجبك!!" فقال عمر: "بل ما أعجب من عرف الله فعصاه، وعرف الشيطان فاتبعه، وعرف الدنيا فركن إليها
تعليق
ن ف -تحية صادقة للمعلق السيد كلاش على تعليقه الجميل.
تعليق
ن ف -تحية صادقة للمعلق السيد كلاش على تعليقه الجميل.