الوطنية ملاذ الأوغاد من حُكّامنا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
بجاء حافظ الأسد ومضى، وهو "السوري الأول" و"الوطني الأول" و"القومي الأول". وفي كل شيءٍ هو أولٌ، والسوريونَ، في محلٍ أخير.
وهكذا كان توأمُهُ وشبيههُ الحافر بالحافر: صدام حسين. ومن بعدهما: زين العابدين بن علي، ومعمر القذافي، وحسني مبارك، وعلي عبد الله صالح، وبقية السلالة المستنسَخة من مسخٍ واحدٍ، في أربعة أركان الغبار العربي.
فهؤلاء حكام وطنيون بالدرجة الأولى. ومن أي منطلق. أما المعارضون لهم، مهما قلّ تأثيرهم (حتى لو كانوا شاعراً وحبيبته في المنفى) فخونة ولاوطنيين، ومن أي منطلَق أيضاً.
هكذا عشنا زمن الأسود والأبيض في السياسة العربية المعاصرة، رغم أننا فارقناه في السينما والأفلام منذ عقود.
فهل كان حافظ الأسد الذي دمّر حماة ولبنان وشقَّ الصف الفلسطيني، بدهائه الخشن، وطنياً وقومياً ومنتمياً لسوريا؟ وهل كان صدام حسين الذي دمّر العراق بغبائه الخشن وطنياً ومنتمياً لبلده العراق؟ وهل كان مبارك بغبائه البليد الذي قزّم مصر وجعلها في آخر المطاف حذاءً في قدم إسرائيل وطنياً حقاً؟
وهل كان الأسد الشبل وسواه وسواه من سلالة المسوخ وطنيين؟ كلا بالطبع. فالوطني الحقيقي من يبني بلاده ويراعي مصالحها ويأخذ بيدها نحو التقدم والرفاه لا العكس.
لقد كان هؤلاء وطنيين، على شاكلة من قال فيهم أحد المفكرين الأوربيين ذات قرن قديم: "الوطنية ملاذ الأوغاد".
فقد كانوا، قولاً وفعلاً، بداياتٍ ومآلات، تجربةً وعياناً، أوغاداً. محض أوغاد.
وإذا استكثر قارىء ما هذا الوصف عليهم (فثمة الكثير من القرّاء مصابون بالعمى وفضلاً عن ذلك، معدتهم ضعيفة لا تهضم البديهيّات) فلينظر لما فعله هؤلاء الحكام في ترابهم الوطني وفي شعوبهم، بعيداً عن نظرية المؤامرة، وبعدها فليحكُم.
من هذا المدخل، أنظر الآن إلى المأساة السورية. أنظر وبي شعور عميق لا يبرح، بأنّ بشار الجزار سوريٌّ مزوّر. سوري دخيل. سوري لا ينتمي لسوريا الوطن والشعب، الحضارة والتاريخ. وإنما ينتمي لقصورٍ معزولة ولعائلة صغيرة فقط.
عائلة أمضى في كنفها سنوات عمره، معزولاً عن نبض ووعي السوريين، ومنشغلاً بتفاهات رفاهيته اللامحدودة في دمشق ولندن وسواهما من العواصم.
ومع كل هذا الكلام المكرور، يظل حالي حالَ القائل " إني لأفتح عيني حين أفتحها/ على كثيرٍ ولكنْ لا أرى أحدا". ويا ليت هذا حالي فقط، لهان الأمر. ولكنه حال شعب بقضّه وقضيضه. شعب يصل تعداده إلى 24 مليون نسمة، بعد 16 شهراً من التضحيات الجسام والمقتلة وبراميل المتفجّرات ومخيمات اللاجئين والتنكيل بالبشر والحجر وحتى الهواء.
شعب محاط بالعرب والمسلمين العاجزين. بالغرب والشرق القويّ، ولكن لا أحد منهم يراه وهو يدفع الثمن الأبهظ لهذا الربيع العربي الذي لطالما حلمنا به وانتظرناه.
لا أحد يراه. لقد تركوه وحيداً ـ وهو الأعزل ـ أمام ألاعيب القادرين، وعنف وعسف تلك العصابة التي تحكمه وتتحكّم في أنفاسه، منذ أربعين عاماً ونيّف.
هل نقول: أللعنة؟ سنقولها لا شك، ونحن نعرف لاجدواها. سنقولها من القهر والألم، كنوع من التنفيس الفردي لا أكثر. وسنقولها أيضاً، كتأكيد إضافي، على يأسنا القديم من مسيرة وسيرة ومسعى النوع البشري الضالّ.
النوع الداخل في ألفية ثالثة، بأقبح وأعتى من دخوله سنوات ما قبل الميلاد.
لقد تُرك الشعب السوري كالذبيحة لسواطير الطاغية. بينما العالم كله يجلس على كنبة في الصالون، ويتفرّج.
عموماً، وفي كل الأحوال، فهذا الجلوس، ليس ابن ساعته، بل جلوسي تاريخي بأتمّ معنى الكلمة.
وعليه، يمكن القول: لا جديد تحت شمس المجازر والإبادات الجماعية. في عالم لا تحكمه أيُّ غبارة من المبادىء والقيَم. لا جديد أبداً: قديماً كانت الإبادات تحدث والعالم يجلس على جذع شجرة أو مصطبة بيت أو صخرة ناتئة في الدرب ويتفرّج. والآن، بحكم التطوّر الحضاري "العظيم"، صارت الإبادات تحدث والعالم يجلس على كنبة في الصالون وبيده موزة ويتفرّج.
هذا هو الفرق فقط. الفرجة هي هي. الضحية هي هي. والجالس المتفرّج هو هو. فقط المجلوس عليه يختلف أنواعاً وألواناً وأشكال ..
أللعنة على زمن الأوغاد!
التعليقات
جيل الحصاد المر
معاوية -نصحونا فعققناهم، حذرونا فتجاهلناهم، قالوا لنا أن الغدر شيمتهم والحقد طبعهم ولا أمان لهم، قلنا إنهم شركاؤنا في الوطن ومن حقهم أن يأخذوا فرصتهم فغدروا بالوطن وقتلوه ودمروه ليشفوا غليلهم وحقدهم،غرر بنا القومجيون والثورجيون والعربجيون فزاودوا عليهم ظاهرا وزادت نصيريتهم باطنا فتحوا الباب على مصراعية للنصيرية والباطنية والصفوية والمجوسية حتى أصبح اللطم ولعن الامويين مشهدا مألوفا في عاصمتهم، أبعدونا عن ديننا وعقيدتنا وضمنوا دستورهم النصيري الحكم بالاعدام على كل مسلم سني، لدرجة أن المواطن أصبح يقدم للمخابرات مشروبات روحية ليبعد شبهة الاسلام عن نفسه، فهل نمد أيدينا لهم بعد كل هذا وذاك، بئس ما زرعوا والبؤس الابدي ما سيحصدون. الآباء ينصحون والأبناء يُسْتَغفلون والأحفاد يُقتَلون
جيل الحصاد المر
معاوية -نصحونا فعققناهم، حذرونا فتجاهلناهم، قالوا لنا أن الغدر شيمتهم والحقد طبعهم ولا أمان لهم، قلنا إنهم شركاؤنا في الوطن ومن حقهم أن يأخذوا فرصتهم فغدروا بالوطن وقتلوه ودمروه ليشفوا غليلهم وحقدهم،غرر بنا القومجيون والثورجيون والعربجيون فزاودوا عليهم ظاهرا وزادت نصيريتهم باطنا فتحوا الباب على مصراعية للنصيرية والباطنية والصفوية والمجوسية حتى أصبح اللطم ولعن الامويين مشهدا مألوفا في عاصمتهم، أبعدونا عن ديننا وعقيدتنا وضمنوا دستورهم النصيري الحكم بالاعدام على كل مسلم سني، لدرجة أن المواطن أصبح يقدم للمخابرات مشروبات روحية ليبعد شبهة الاسلام عن نفسه، فهل نمد أيدينا لهم بعد كل هذا وذاك، بئس ما زرعوا والبؤس الابدي ما سيحصدون. الآباء ينصحون والأبناء يُسْتَغفلون والأحفاد يُقتَلون
إياكم والانزلاق
خوليو -هذا نظام ديكتاتوري دموي يعزف على أوتاره كثير من المستفيدين منه : تجار سنة حصلوا على ليلة القدر منه ، مشايخ ومفاتي سنة جاءهم النبي في الأحلام أكثر من مرة ليقول لهم ادعموا بيت الأسد ، اشترك مع عصابات السرقة والنهب فئات من جميع الأعراق والأديان، توجيه الثورة نحو حرب سنة علويين أخطر من البراميل المتفجرة ، هذا النظام يقتل كل من يقول له كلا لن تمروا، السلفيون السنة الجهاديون المدمرون لللأوطان خطرون على الوطن مثل أو أكثر من بني أسد وطفيلياتهم الذين يلعقون من فتاتهم ، الشعب السوري الذي يعرض صدره لبراميل بني أسد يطالب بالحرية للجميع، والجميع بنسب متفاوتة يشترك بالثورة فبحق المستقبل الذي ينشده الشعب السوري لاتقتلوا الثورة بطائفية لن تأت إلا بالدمار على كل من استخدمها قديماً وحديثاً ، صحيح أن المكون السني هو الأكثر تعرضاً للدمار ولكن إن استخدم نفس الأسلوب الطائفي الذي استخدمه الحكم فما هو الفرق بينهما إذاً ؟ حافظوا على شعار الثورة منذ البدء: واحد واحد واحد الشعب السوري واحد ، العدو هو النظام وزبانيته من سنة وشيعة ومسيحيين ودروز وعلويين ، فئات طفيلية تعيش على الدماء ، القسم الأكبر من الشعب :سنة ووعلويين ومسيحيين ودروز وأكراد هم نسيج الشعب السوري وعليهم سيبنى وطن الحرية .
إياكم والانزلاق
خوليو -هذا نظام ديكتاتوري دموي يعزف على أوتاره كثير من المستفيدين منه : تجار سنة حصلوا على ليلة القدر منه ، مشايخ ومفاتي سنة جاءهم النبي في الأحلام أكثر من مرة ليقول لهم ادعموا بيت الأسد ، اشترك مع عصابات السرقة والنهب فئات من جميع الأعراق والأديان، توجيه الثورة نحو حرب سنة علويين أخطر من البراميل المتفجرة ، هذا النظام يقتل كل من يقول له كلا لن تمروا، السلفيون السنة الجهاديون المدمرون لللأوطان خطرون على الوطن مثل أو أكثر من بني أسد وطفيلياتهم الذين يلعقون من فتاتهم ، الشعب السوري الذي يعرض صدره لبراميل بني أسد يطالب بالحرية للجميع، والجميع بنسب متفاوتة يشترك بالثورة فبحق المستقبل الذي ينشده الشعب السوري لاتقتلوا الثورة بطائفية لن تأت إلا بالدمار على كل من استخدمها قديماً وحديثاً ، صحيح أن المكون السني هو الأكثر تعرضاً للدمار ولكن إن استخدم نفس الأسلوب الطائفي الذي استخدمه الحكم فما هو الفرق بينهما إذاً ؟ حافظوا على شعار الثورة منذ البدء: واحد واحد واحد الشعب السوري واحد ، العدو هو النظام وزبانيته من سنة وشيعة ومسيحيين ودروز وعلويين ، فئات طفيلية تعيش على الدماء ، القسم الأكبر من الشعب :سنة ووعلويين ومسيحيين ودروز وأكراد هم نسيج الشعب السوري وعليهم سيبنى وطن الحرية .
مواطن عربى
bo hamed -كل الحكام العرب نفس التفكيرفمثلا فى دبى الحاكم الاول فى كل شىء حتى رقم السياره
مواطن عربى
bo hamed -كل الحكام العرب نفس التفكيرفمثلا فى دبى الحاكم الاول فى كل شىء حتى رقم السياره
الوطنية الشتيمة
عابد -يقول باسم النبريص في مقاله هذا: (( الكثير من القرّاء مصابون بالعمى وفضلاً عن ذلك، معدتهم ضعيفة لا تهضم البديهيّات. فلينظروا لما فعله هؤلاء الحكام في ترابهم الوطني وفي شعوبهم))، كلام النبريص المشار إليه يتضمن رغبة لدى صاحبه في مصادرة حق القراء في أن يكون لديهم الموقف الذي يبدو لهم مناسبا من كل الحكام والأزمات التي تعيشها منطقتنا. فمن من القراء يساير النبريص ويوافق هواه فإنه جيد وله رؤية متبصرة، ومن يخالفه الرأي والقراءة للواقع السياسي الراهن فإنه مصاب بعمى الألوان. يا سيادة الكاتب ما حل بهذه المنطقة سواء في العراق أو ليبيا أو سورية الآن، ليس فقط من مسؤولية حكامها الأوغاد والوطنيين كما تسميهم، المسؤولية يتحملها معهم أيضا آخرون. الحكام الذين يكرهون الوطنية ويحاربونها في عالمنا العربي أياديهم هم أيضا ملطخة بدماء الأبرياء الذين تم نحرهم كالخراف في هذه الدول. من أين انطلقت طائرات القوات الأمريكية والناتو لتدمير كل من بلاد الرافدين وليبيا؟ من الذي يمول السلفيين والإرهابيين وعصابات ما يسمى بالجيش الحر ويزودها بالسلاح لحرق بلاد الشام تماما كما فعلوا بالعراق؟ أليسوا هم قادة مشيخات الزيت الأسود؟ أظن هؤلاء لا يجرؤون على القول عن أنفسهم إنهم وطنيون، ولكنهم مساهمون بقسط وافر جدا في كل التراجيديا التي تعيشها منطقتنا، وإلا رجاء قل لي في أي دفيئة يختبئ زوج ليلى الطرابلسي متنعما بكل الأموال التي نهبها من التونسيين ومحميا من كل الجرائم التي اقترفها ضدهم؟؟ لم يلتجئ في ليبيا التي كان نظامها لم يسقط بعد، كما أنه لم يقصد سورية أو العراق..
اما لي واما خراب
رمضان عيسى -شعار الرؤساء العرب : اما لي واما خراب " ، اما أن يكون رئيسا ويملك مسمى الوطني الأول ، واما خراب للوطن . وهو رئيس يلغي كل القوانين ويستخرج قوانين خاصة به يقتل بموجبها الوطنيين الحقيقيين ويطاردهم في عيشهم وينغص عليهم حياتهم . متى نخلص من الوطني الأول ونسمع صوت الوطن ، الشعب .
خلط الأوراق لا يفيد
مدافع عن المنظمات المتطرف -الكاتب في مقالته يخلط الأوراق حين يضع من يسميهم بالمنظمات المتطرفة الغربية سواء القومية او الدينية في نفس الميزان مع المنظمات الاسلامية المتطرفة فالأولى هي في حالة دفاع عن نفسها و عن قوميتها و دينها و شخصيتها الحضارية من الغزو التي تتعرض له اوروبا من هجمات اثنية و حضارية عليها في عقر دارها و لم تبادر تلك المنظمات على الهجوم على الدول الإسلامية او لنشر دينها و عقيدتها لم تطالب بإحتلال اي دولة انها تواجه اعتى قوة تقودها الماسونية ( اليهود)التي تريد محو اي طابع ديني و قومي من اوروبا و تذويب الأعراق ومحو اي تأثير للدين في الغرب لأن الشعور القومي و الديني للأوروبيين يقف حجرة عثرة امام مخطط الماسونية في سعيها للسيطرة على مقدرات الدول و لذلك عملوا بكل جهد للقضاء و تشويه سمعة التيار الدينية و القومية وعملوا على مساعدة هجرة الناس من مختلف الأعراق و الأديان الى اوروبا و الغرب و اجبروا الدول الأوروبية على سن قوانين تلزم دولها بفتح ابوابها لمن هب و دب بالهجرة الى تلك البلدان بحجة الدفاع حقوق الانسان و غيرها من القوانين و عملوا على تسهيل حصول المهاجرين على الجنسية لتلك الدول و هذا تكتيك انطلى على الاوروبيين البسطاء و صدقوا مزاعم الماسونية حول دوافعهم الإنسانية و لم يدر ببالهم ان هذا الهدف سامي وراءه غايات خبيثة و اريد به باطل الغاية منه هو حتى لا يبقي عرق قومي مسيطر في اوروبا و الماسونيين منعوا استعمال الرموز الدينية المسيحية بينما المنظمات الاسلامية هي في موقف هجومي