فضاء الرأي

النزعة التنويرية في فكر المعتزلة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

ان تشكيل الوعي الاجتماعي والهوية الدينية بمختلف رموزها وبخاصة العلاقة بين الانسان والله وبين الفرد والجماعة وبين العقيدة والمسؤولية وكذلك تشكيل صورة الرسول من خلال القرآن والسنة لم تحدث مرة واحدة، وانما تطورت مع الاحداث التي رافقت انتشار الاسلام في الامصار المختلفة. وقد ارتبطت هذه التطورات بوحدة الامة ووحدة الفكر الاسلامي واثرت بدورها على تطور علم الكلام،الذي ارتبط منذ نشأته الأولى بمشاكل المجتمع المتعدد الثقافات وازدهر في البصرة ثم في بغداد، مثلما اثرت على تطور المعارف والفلسفة والعلوم. وحسب محمد أركون فقد انتج التطور الفكري "انثروبولوجيا اسلامية" كما عند ابن هذيل العلاف وكذلك تطور منظومة الفكر المعتزلي, كأول حركة عقلانية في الاسلام.
وبالرغم من التشابه بين النزعة التنويرية التي ظهرت في اوربا ابان عصر النهضة وبين النزعة التنويرية التي ظهرت عند مفكري العرب والمسلمين في العصر الوسيط، علينا التفريق بين تيارين فكريين ما زالا يتصارعان منذ القرون الوسطى حتى اليوم. يتمثل التيار الاول بالنزعة اللاهوتية المركزية، و الثاني بالنزعة الانسانية المتمركزة على الذات. وقد تجسد التيار الاول لدى المفكرين المسلمين واتخذ من النصوص الدينية المقدسة مرجعية له. اما الثاني فقد تجسد لدى الفلاسفة العرب والمسلمين واتخذ من افلاطون وارسطو طاليس مرجعية له. غير ان عصر النهضة الاوربية هو وحده الذي تجرأ على احداث قطيعة مع علم اللاهوت وحقق للفلسفة استقلاليتها الكاملة، في حين لم تستطع النزعة الانسانية العربية ـ الاسلامية تحقيق استقلاليتها كاملة من المرجعية الدينية. فالفلاسفة الكبار، كالفارابي وابن رشد بقيا خاضعين في نهاية المطاف الى المرجعية الدينية. ولذلك، كما يقول أركون، فان عصر التنوير الاوربي هو اول عصر حقق الاستقلالية الكاملة للعقل بالقياس الى النقل.

اشكالية العقل العربي
ان الاشكالية المركزية التي تتحكم بالفكر او العقل العربي هي عدم التعارض مع النصوص الدينية أي كانت. ولذلك علينا التفريق بين ثلاثة تيارات اساسية حددت هذه الاشكالية المركزية وهي:
اولا ـ التيار التقليدي الذي يقول بأولوية النقل على العقل.
ثانيا ـ التيار العقلاني الذي يقول بأولوية العقل من دون ان ينفي النقل او يتجرأ على اعلان الخروج عليه.
وثالثاـ التيار الصوفي الذي يقوم على التجربة الروحية والاستبطان الداخلي والتأويل الرمزي للنصوص.
يتمثل التيار الاول في جميع المبادئ الاسلامية التي تخضع للموقف التقليدي حيث يكون العقل بالنسبة لها اداة طيعة في خدمة النص، وهي بعيدة عن النزعة الانسانية، ولذلك ضعفت عندها الثقة بالانسان وبفكرة الابداع والتقدم وبقيت في تدهور وانحطاط حتى القرن التاسع عشر واستيقاظ العرب والمسلمين على صدمة الحداثة الاوربية.
اما التيار الثاني الذي يقول باولوية العقل على النقل فقد مثل حركة التنوير العربية ـ الاسلامية في العصر الوسيط، تلك الحركة التي تحتاج الى قراءة متأنية لمسيرة العقل والعقلانية في الاسلام وكيفية تشكل هذا العقل وتطوره وانشغالاته وتأثيره في تطور الحضارة العربية ـ الاسلامية وازدهارها. ففي عصر التنوير الاسلامي كان للعقل مكانة خاصة في الفكر الاسلامي لا مثيل لها في النصوص المتأخرة. فبالرغم من ان الصياغة اللغوية الخاصة بالقرآن تختلف كثيرا عن الصياغة التي جاءت بها الاحاديث في علم الكلام والفلسفة، فان مفهوم العقل في القرآن "هو عقلي تجريبي " و "ليس عقلا باردا تأمليا او استدلاليا برهانيا". وما جاء في القران من عبارات من نوع "افلا تنظرون" او "افلا تعقلون" لا تعني الدعوة الى استخدام العقل، او التحليل المفهومي، او المنطقي للظواهر، لان مثل هذا التحليل انما ظهر لاحقا، اي بعد دخول الفلسفة الاغريقية الى العالم الاسلامي، وهي المرحلة الثانية التي شهدت نشوء العقلانية وازدهارها، عندما دخل العقل الاسلامي ولاول مرة في مواجهة مباشرة مع العقل الفلسفي والعلمي الاغريقي، الذي انبثق من خلال الصراع مع المعرفة الاسطورية وضدها. وهو ما جسده فكر المعتزلة التحليلي المستقل الذي اسس البدايات الاولى لنشوء الفلسفة الاسلامية.(3)

المعتزلة والمسألة الدينية
ان صياغة المعتزلة للمسألة الدينية صياغة عقلانية واضحة لا تقتصر على وحدانية الله وحسب، بل تناولت النبوة والايمان والاخلاق، ولم يعد النقل محور المعرفة، وانما العقل، الذي شكل في الحقيقة، تحولا حاسما في تاريخ الفكر العربي الاسلامي حيث اخذ المرء مذاك يجروء على ان يخضع الوجود كله لمقاييس العقل واحكامه وينظم العالم الديني والارضي تنظيما عقليا. وقد ارتبط التوكيد على العقل بالتوكيد على الحرية، فلا عقل دون حرية ولا حرية دون عقل، والعقل يفهم الواقع، والحرية تغيره اوتعيد تشكيلة وفقا للعقل.(4)
وهذا القول يعني مبدأ استقلال العقل، الذي يستطيع الانسان بموجبه التمييز بين الحق والباطل وبين الخير والشر.
ان اعطاء العقل هذه الاهمية الأولية، انما يعني ردا مباشرا على الذهنية التقليدية التي تقول بعجز الانسان عن بلوغ الحق والخير بعقله او بقدرته الانسانية وحدها. وبهذه الصيغة فصل المعتزلة بين الدين والسياسة، بالرغم من انهم رأوا بانه لا يوجد بين العقل والدين تناقض. وكان التوحيدي نموذجا للمثقف المتحرر من كل وصاية الذي عبر عن مساحة كبيرة عن الراي الحر وأسس "لحداثة" نشأت في مناخ عقلي فيه كثير من الحرية والجرأة، وكانت له قناعة تامة، بان استبداد السلطة ينبع في كثير من الاحيان من خنوع الناس وخضوعهم وخصوصا طبقة الكتاب الذين يمثلون انتلجنسيا ذلك العصر. وكان التوحيدي قد انتمى الى احدى الحركات السرية في بغداد وشارك في كتابة "رسائل اخوان الصفا" التي كانت محاولة تنويرية تهدف الى تغيير المجتمع بواسطة الثقافة والعلم والفلسفة. وبهذا مثلت رسائل اخوان الصفا، الصيغة المثالية للمثقف الفيلسوف الذي لم يتورط في خدمة السلاطين.
اما ابن حزم فقد رأى بان استخدام العقل في الامور الدنيوية بطريقة منطقية كفيل بحل اكبر المشكلات واعقدها وذلك لان الانسان امتاز على سائر المخلوقات بعقله، الذي بموجبه يستطيع طرد الهموم من تفكيره والسيطرة على انحراف الانسان هو الطريق القويم.
ويعد ابن مسكويه المتوفي عام 1030 فيلسوفا ومؤرخا كبيرا جمع معارف عديدة في علوم القرآن والحديث الى فلسفة ارسطو وافلاطون، اضافة الى معرفته بالتراث الادبي والفلسفي الايراني القديم. ويعتبر كتابه "تهذيب الاخلاق" الأهم بين كتبه لانه حصيلة سنوات طويلة من الدرس والبحث والتأمل، وشكل نظاما في البناء الفلسفي الرصين، الذي تمخض عن برنامج تربوي يؤسس لعلم اخلاق يقوم على الميتافيزيقيا وعلم الكون.
ان امثال هؤلاء الفلاسفة عملوا جاهدين على تعميق الفكر الانساني المتفتح على العلوم الدنيوية والعقلانية و توسيع دائرة نشرها عن طريق منهجية ادبية جمالية جذابة، مثلما فعل ابو حيان التوحيدي الذي سمي " بفيلسوف الادباء واديب الفلاسفة" فهو لا يتحدث عن الفلسفة بشكل جاف، كما فعل ابن رشد او الفارابي، وانما تحدث بشكل حي ومنعش وباسلوب ادبي رفيع.(5)
اما التيار الثالث فهو التيار الصوفي الشعبوي الذي نشأ وتطور في تربة سياسية متمردة وكرد فعل روحي واجتماعي على الاوضاع الاجتماعية السائدة ومحاولة لتحدي السلطة، التي حرفته بضغوط سلطوية تسلطية وحولته الى زوايا وحلقات دروشة معزولة عن تيار الحياة الاجتماعية. وقد انتشر التصوف الشعبوي في العالم الاسلامي ونشأت فرق وانظمة وطرائق صوفية عدة، لكل منها طريقتها الخاصة في مجاهدة النفس. غير ان الانحطاط التدريجي في الفكر والممارسة، حول التصوف الفلسفي الى مجرد طقوس جامدة ممزوجة بكثير من البدع والشعوذة والخرافات.
وقد ظهر التأثير السلبي للدروشة بصورة واضحة في فترة الانحطاط الحضاري عندما اتخذت بعض الفرق الصوفية، مواقف سياسية ومصلحية مؤيدة للحكومات المستبدة، ومن ثم للسلطات الاستعمارية، كما حدث في نهاية الدولة العثمانية وكذلك في المغرب العربي.(6)
ان فشل حركة التنوير العربية ـ الاسلامية لا يرتبط بالظروف الاجتماعية والاقتصادية والسياسية فحسب، وانما بانفصال النظرية عن الممارسة العملية التي حملتها الطبقة الوسطى والمثقفة التي كان من المفروض ان تحمل على اكتافها مبادئ التنوير والعقلانية وتواصل مسيرتها بدون هوادة او كلل، ولكنها حالما وصلت الى السلطة،كما حدث في زمن المأمون، تنكرت لمبادئها وافكارها الثورية، واخذت تقمع بدورها خصومها وما تحمله من مبادئ وما قالته في خطبها وما دونته في كتبها. وكان محمد بن عبد الملك الزيات، الذي قال بافكار المعتزلة وتبنى مقولاتهم، انقلب انقلابا كبيرا عندما وصل الى السلطة وتحول الى جلاد مستبد لم تعرف الخلافة مثيلا له.(7) ويعود ذلك الى ان العقل ظل ايمانا ينطلق من مقدمات شرعية لا شك فيها، بمعنى انه ظل اسطوريا وبعيدا عن التجربة والممارسة العملية و التساؤل المستمر.( 8)

من تمنطق فقذ تزندق !
ان انتقال الحضارة العربية ـ الاسلامية من المشرق الى المغرب والاندلس، الى جانب العوامل الاخرى التي تحدثنا عنها، ساعد على أفول النزعة الانسانية والعقلانية وتغير المواقف الفكرية والفلسفية، وبخاصة بعد الانتكاسة التي واجهتها الفلسفة العقلانية بعد هجوم الغزالي في كتابه " تهافت الفلاسفة " على دور العقل والعقلانية في التراث الاسلامي وسيطرة النص الجامد وتأصيله وكذلك سيطرة التيار اللاعقلاني الذي كان من شأنه تحجيم قيمة العقل والعقلانية واعادة الاعتبار الى المنطق الارسطي الذي تم تجاوزه وترجيح الموقف الديني الذي يرى بان العقل قاصر على الاستقلال الفكري ولا بد له ان يكون خادما للنص الديني الذي لا يقبل النقاش والنقد، لانه يمثل الوحي، وانتشرت مقولة السيوطي "من تمنطق فقد تزندق"، فالمنطق يؤدي الى تحريك الفكر والشك والتفكيرالفلسفي والنقد وهو ما يؤدي الى الكفر والالحاد.
كما ان اقفال ابواب التفكير العقلاني النقدي وكذلك القياس والاجتهاد، ادخل الامة في مأزق حضاري وحول الفقه الى اداة مدجنة بيد فقهاء البلاط ووعاظ السلاطين. وهكذا توقفت مغامرة العقل الاسلامي في مواصلة تحدي الظروف والشروط التي هيمنت على المجتمع انذاك، مما فسح المجال للطاعة العمياء والرضوخ، الذي رسخ الوعي الاسطوري وسهل الانحدار نحو عصر التخلف والظلام.

المصادر :

ابراهيم الحيدري، النقد بين الحداثة وما بعد الحداثة،دار الساقي، بيروت 2012
ابراهيم الحيدري، صورة الشرق في عيون الغرب، دار الساقي، بيروت 1996
محمد اركون، نزعة الانسنة في الفكر العربي/ دار الساقي، بيروت 1989
محي الدين اللاذقاني، آباء الحداثة، لندن 1996

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
أرجو التصحيح
حامد -

الفقرة الثالثة الخاصة بالمتصوفة أعتقد قفزت ونزلت الى الأسفل وحشرت سهوا ضمن فقرات المعتزلة بينما مكانها في الأعلى .

أرجو التصحيح
حامد -

الفقرة الثالثة الخاصة بالمتصوفة أعتقد قفزت ونزلت الى الأسفل وحشرت سهوا ضمن فقرات المعتزلة بينما مكانها في الأعلى .

بعد المقال
محمد -

قرات المقال ثم ذهبت لاتحقق من مسالة المعتزلة وارتباطهم بالعقل ووجدت ان فكرهم مثير للاهتمام خاصة في مايتعلق بالعدل ووجوب الامر بالمعروف والنهي عن المنكر .. لكني لم استسغ ولم اعتقد ايمانهم بمسالة خلق الانسان لافعالة, فالخلق كما افهم هو الايجاد من عدم وليس المخلوق بخالق. اعجبني الجزء من المقال حين تطرق الكاتب بمافعل المعتزلة لما اصبحوا في السلطة " ولكنها حالما وصلت الى السلطة،كما حدث في زمن المأمون، تنكرت لمبادئها وافكارها الثورية، واخذت تقمع بدورها خصومها وما تحمله من مبادئ وما قالته في خطبها وما دونته في كتبها. وكان محمد بن عبد الملك الزيات، الذي قال بافكار المعتزلة وتبنى مقولاتهم، انقلب انقلابا كبيرا عندما وصل الى السلطة وتحول الى جلاد مستبد لم تعرف الخلافة مثيلا له.(7) ويعود ذلك الى ان العقل ظل ايمانا ينطلق من مقدمات شرعية لا شك فيها، بمعنى انه ظل اسطوريا وبعيدا عن التجربة والممارسة العملية و التساؤل المستمر.( 8)" ياترى هل يسير الاخوان ويسلكوا هذا المسلك ؟ الله اعلم

الاستبداد سبب الأزمة
حسين راشد -

إن سبب التردي الحضاري للامة يكمن في الاستبداد السياسي وليس الدين بدليل ان انظمة عربية ومسلمة ابعدت الدين من الفضاء العام بل حاربته بل فرضت الالحاد على المجتمع ومع ذلك لم تتقدم أنملة ؟! بل جاءت بالهزائم والقمع وبالفساد بكل اشكاله .

العقل لا يكفي
عبدالله -

لا يصلح العقل وحده كمرجعية للإنسان. لتفاوت الفهم والأمزجة والأهواء لابد للإنسان من مرجعية عليا وحكيمة ومحايدة وعادلة

جهاد التيار الصوفي
قاريء -

التيار الصوفي هو الذي قارع الغزاة الصليبيين المحدثين قديما وحديثا

الشريعة ضابط العقل
ناجي -

انما جاءت الشريعة لضبط العقل ومنعه من الانحراف والزيغ وفي هذا سعادة البشرية

العقل والنقل
خوليو -

في أدبيات النقل تشتق كلمة العقل من ألا تعقلون،مثل عدلهم من ألا تعدلون، بالنسبة لهم لاوجود للعقل خارج العقل الديني: أي انظر إلى الجبل واسأل نفسك كيف أتى ؟لا بد أن تصل إلى أن أحد ما أوجده، وهو إلههم ، بساطة وسذاجة لامثيل لها ، بينما العقل الذي حاول المعتزلة أن يستخدموه هو العقل الفكري الذي يحاول أن يستنبط أسباب وجود الأشياء، وهذا لا شك أنه جاء إليهم من الفكر الإغريقي ، الجعد بن درهم الذي قالوا أنه احتك بأهل حران السورية حيث كانت ترجمة الكتب اليونانية على أشد زخمها ،أراد أن يعقلن الدين بالفكر الحر ، فطرح مسألة خلق القرآن ، هل هومخلوق أم أزلي بأزلية الآلهة ، أو بعد أن وحدوها بأزلية الإله الواحد ؟ فإن كان أزلي فهناك مشكلة : كيف إذاً كانت آياته تنزل لحوادث معينة ؟ (فمثلاً خولة بنت ثعلبة التي جاءت تشكوا همها بأن الصامت زوجها لاينام معها ويظاهرها) ..وطالما نزلت لحوداث معينة ومنها من نسخت (حسب القرآن) ومن ثم نزل أحسن منها ، هذا يعني أنه مخلوق وليس أزلي ، المهم أراد الجعد أن يستخدم العقل الفكري الذي من خلاله قد يصل للحقيقة، وبدأ بنشر فلسفته هذه ، ولكنها لم ترق لأصحاب النقل، حيث التفكير في الذات الإلهية والتشكيك في مضمونها يعد من الأسباب الحق في القتل ، فذبحه خالد القسري والي العراق لبني أمية في أسفل منبر جامع الكوفة وفي أول يوم من عيد الأضحى (الجوامع للذبح)، وقال للمصلين لقد كفر الجعد حيث قال ان الله لم يكلم موسى ولم يتخذ من ابراهيم خليلا(قرآن) ، وبارك المصلون الذبح وكبروا كما يفعلون في يومنا هذا (دين السلام) ،قصة الجعد ومن جاء بعده من صفوان الجهمي وغيرهم ومن ثم قتلهم أيضاً، تدلنا أن أن العقل الديني لاعلاقة له بالعقل الفكري ، الأول يستخدم تعابير نابية (ملحد زنديق مشرك نجس كافر ويأمر بالقتل) والثاني يفكر بمنطق عله يقترب من الحقيقة ، الأديان بدون شك ،ضدالعقل والتفكير العقلي الحر.

زيد توفيقات الكاتب
ابومصطفي جلالي -

مرحبا باستادنا الكاتب فارجوا منه المزيد في تنوير المناهج في اوساط الفكر الاسلامي-العربي قبل مناقشة المسائل. فازيد، بان مسلمات العلم الحديث المجربة منها فقد وصلت ايضا الي مستوي العقل الحر فلامناص لانكارها بمبررات نصيه و بعبارة ادق، بمبررات تفاسير شايعه من بعض النصوصشكرا لاستازنا و لايلاف

منقول لاجديد
سالم حاجب -

المقال لا جديد فيه

ردا على الشماس خوليو
قاريء -

هههه قتل ستالين الملحد اربعة ملايين كافر ومرتد عن الشيوعية شكك في ازلية الشيوعية وقتلت الكنيسة عشرات الملايين من الكفرة والمرتدين والمفكرين والعقلانيين الذين رفضوا الكهنوت والرب المصلوب !

قارئ المسكين-10-
خوليو -

طيب نحن ندين ستالين وندين قتل الكنيسة للملايين للذين رفضوا صلب الرب كما تقول ، فهل تدين حضرتك قتل الجعد بن درهم الذي قال لم يكلم موسى تكليما ولم يتخذ من ابراهيم خليلا، وآلاف المعتزلة من بعده ؟ إن كنت قارئ بالفعل فتفضل جاوب ،فئات تائهة تسير نحو الهلاك في عصر الحقوق.

الدين والعقل ..
راكان بن سعود88 -

تعجبني تعليقات خوليو .. ايضا .. من المعروف ان تراجع اتجاه المعتزله وسيادة الاتجاه التقليدي اضرت كثيرا بالمسلمين .. فقد تأخر المسلمون حينما اسقط الفكر المعتزلي على يد التقليديين الذين الغوا العقل وتمسكوا بمقولة حدثنا فلان عن فلان .. مشكلة المسلمين تتمثل في هذا الركام الهائل من الآراء التقليدية التي تناقلوها عبر الازمان واصبحت قيدا وعبئا عليهم .. ومن ثم صار النهوض صعبا ان لم يكن مستحيلا ! وامأساة ان المسلمين رضوا بتخلفهم وتأخرهم .. لأن رجال الدين باعوهم اوهام تستحق الدفع بعد الموت !! فنحن المسلمين خير امة اخرجت للناس .. وبغض النظر عن تخلفنا ، فان الله سوف يكافئنا بالجنة .. ولكن .. بعد الممات ! والدين من خلال كهنتة لديهم اجابات لأي تساؤل يطرأ على بالنا .. وليس مهما اذا كانت الاجابات هذه بالغة السذاجه .. المهم ان نتشبع بالوهم وبأن واقعنا البائس سوف يتغير تماما بعد الموت ..! السؤال .. ماذا ننتظر من امة ومن حضارة كل شئ فيها يكون بعد الممات ؟!!

إعدام العقل المسلم
Ahmed Ahmed -

هنالك ثغرات عديدة في العقيدة الاسلامية التي نحملها اليوم. هنالك أحاديث هزيلة في الصحاح لا علاقة لها بالاسلام، هنالك أحكام شرعية تعود إلى عصور مضت، هنالك ايات نزلت في مواقف معينة وتم تعميمها على مجتمعاتنا وهي لاتمت إليها بصلة. بمعنى آخر نحن نعيش في الماضي وفضلنا أن نعيش إسلام القرن العاشر الميلادي بلا تساؤل أو نقد أو تحقيق. هذه التناقضات أدت الى التعصب والغلو والتنكر للحداثة والمعاصرة في الاقتصاد والسياسة والعلم والتقنية. الاسلام ليس مشكلة بحد ذاته لان قيمه الانسانية والروحية هي أفضل بكثير من المسيحية واليهودية. المشكلة هي النقل عن السلف وتفضيل السلف على أنفسنا ونحن أكثر علما واكثر تحضرا وأكثر ثقافة. لابد علينا أن ندرك أن السياسة والادارة والاقتصاد والتعليم تحولت الى إختصاصات دقيقة ومعقدة لا يمكن أن يحيط بها السلف الصالح فما بالك بمن يدعي أن تقليد السلف الصالح هو وحده الحل لاصلاح إقتصاداتنا المنكوبة أو نظمنا السياسية التي نخرها الفساد والبيروقراطية؟

أين "أبو المعتزلة"؟
عـــــــــــزت -

مقال جاد ومميز . يختلف عن سائر المقالات المسلوقة بسرعة التي نقرأها هنا وهناك . تحية للكاتب للدكتورإبراهيم ، ولسائر المعلّقين بمن فيهم صاحب التعليق رقم 9 ، الذي لم ير فيه أي شيء جديد ، وكذلك خوليو الذي فاجأني بما كتب هذه المرة . يبقى القول أنني كنت أنتظر أن أُطالع على رأس قائمة المصادر التي استند إليها الكاتب اسم الأستاذ زهدي جارالله ، "أبو المعتزلة " كما كان يُطلق عليه في العراق ، يوم كان أستاذا في كلية الملكة عاليه ببغداد أوائل خمسينات القرن الماضي ، فهو أولا أسبقهم وأوسعهم باعا في هذا التخصص ـ حسب اعتقادي ـ ، وهو ثانيا مؤلف كتاب " المعتزلة " الذي يُعتَبر أبرز مرجع للباحثين المهتمين بفكر المعتزلة ومدارسهم ، ولهذا اُعيدت طباعته بعد ذلك مرارا في بيروت ، ولا تخلو منه مكتبة عربية ثريّة من شرق الوطن العربي إلى غربه .

عرب ونبقى عربا
عــــــــــــزت -

مجرد ملاحظة على الماشي : لاحظوا عدد المهتمين بمثل هذا الموضع الجاد ، من من خلال تعداد عدد المعلقين عليه ، وقارنوهم بعدد المعلقين بالمئات على موضوع ماخور النمسا ، فكيف باللذين سيزحفون إلى هناك زرافات ووحدانا ؟ ! يا أمة ضحكت من جهلها الأمم !