العراق.. أزمة تبحث عن حل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يعاني العراق اليوم من أزمات جوهرية أنتجها نظامه السياسي التوافقي الهش الذي تتعدد فيه مراكز القوة والقرار والنفوذ الخارجي، وليس هناك من محاولات جادة لفك شفرة الأزمات سوى تصريحات ومساع لم تثمر بعد ومنها اللقاءات المكوكية التي يجريها الرئيس الطالباني على أمل حلحلة الأزمة ووضع سيناريوهات مقبولة تضمن ولو الحد الأدنى من الوحدة الوطنية التي هي اليوم مهددة أكثر من أي وقت مضى.
المتتبع لما تطرحه القوى السياسية العراقية كحلول للخروج من المأزق يتمحور الآن حول ثلاثة سيناريوهات:
الأول، حكومة الأغلبية السياسية، هو سيناريو فيه مغالطة نظرية وغير ممكن عملياً وفق اشتراطات النظام السياسي الحالي، كيف؟ لأنه وببساطة حل لا ينسجم مع طبيعة النظام التوافقي العرقطائفي المعتمد، هو حل ينسجم مع طبيعة الديمقراطية التعددية التي تقوم على مبدأ الأغلبية السياسية المنتجة للحكم مع أقلية سياسية معارضة، في حين أنَّ طبيعة الديمقراطية التوافقية تقوم على مبدأ الشركة بين المكونات ولا تستثني أي من مكونات الدولة، فالحكم التوافقي حكم ائتلافي تشارك فيه قوى مجتمعيات الدولة، لذا فلا معارضة في الحكم التوافقي لأنه يعني استبعاد مكوّن أو أكثر من المشاركة في الحكم المصمم أساساً على أساس اشراك جميع المكونات في الحكم. إنَّ الأغلبيات والأقليات في ظل النظام التوافقي هي عرقية طائفية إثنية تدمج بين الهوية الفرعية والإعتراف السياسي السيادي بها، والإدارة السياسية للدولة التوافقية إدارة مشتركة، وأي استبعاد لقوى سياسية ممثلة لمكونها العرقطائفي يعني انهدام الشراكة وفقدان التوزان في الدولة.
عراقياً، يمكن الذهاب الى تشكيل حكومة أغلبية، ولكن سينظر إليها أنها حكومة شيعية أي حكومة أغلبية طائفية وليست حكومة أغلبية سياسية، من هنا نرى تصريحات بعض الساسة بعدم قبلهم وسماحهم بانفراد مكوّن بحكم العراق، لأنَّ طبيعة النظام السياسي العراقي الحالي هي طبيعة توافقية تقوم على اشراك كافة المكونات بحكم الدولة.
الثاني، حل مجلس النواب واجراء انتخابات مبكرة، وهو سيناريو ممكن نظرياً ومشروط النجاح جزئيا،.. نعم، إذا انسد أفق الحياة السياسية واستحال حل الأزمة يمكن اللجوء عندها الى حل البرلمان لإعادة رسم الخارطة السياسية من خلال انتخابات جديدة تغير من خارطة القوى الفعلية،.. هذا ممكن نظرياً، ولكن عملياً هو غير منتج، فما دام النظام السياسي العراقي توافقياً فإنَّ إجراء الإنتخابات وبقاء قوى الدولة أو تغييرها بقوى أخرى لا يحل جوهر الأزمة، فالقوى الجديدة ستجد نفسها مقعدة على وفق خارطة النظام التوافقي العرقطائفي من جديد، فيجب ألاّ ننسى طبيعة الدولة التي نتكلم عنها في خضم إيجاد مخرج للحلول، فحل البرلمان واجراء انتخابات مع بقاء النظام التوافقي لن يحقق شيئا، وسنعيد إنتاج ذات الأزمات،.. وحتى لو تصورنا تحقيق اختراق ضمني أو بسيط في بنية النظام التوافقي من خلال بروز قوى وطنية مدنية تؤمن بوحدة الأمة والدولة على أمل تفكيك بنية النظام التوافقي شيئاً فشيئا.. حتى هذا الإحتمال يحتاج تحقيقه الى إجراءات أولية تضمن نجاحه ولو جزئياً، منها سن قانون للأحزاب وقانون آخر للإنتخابات وتشكيل جبهات وطنية عريضة قافزة على حدود الطوائف والأعراق.. وهي اجراءات غير متوافرة حالياً.
الثالث، تطبيق مبدأ الشراكة الحقيقية بين القوى السياسية، هذا ما تنادي به معظم قوى الدولة،.. وهو سيناريو شكلي للأزمة، ترقيعي للمشكلة، حل يبقي الواقع على ما هو عليه بانتظار الفرج!! حل تستفيد منه الإمبراطوريات الحزبية التي أنشأها النظام التوافقي، هو حل الإقطاعيات السياسية التي ابتعلت المكوّن المجتمعي والسلطة والدولة،.. هو حل يبقي على النظام التوافقي المستند الى حكم المكونات وشراكة القوى العرقطائفية مع محاولة ايجاد شراكة حقيقية بينها لإدارة الدولة، وهو ما أثبتت التجربة السياسية فشله منذ انهدام الدكتاتورية في 2003م وإلى يومنا هذا،.. فالذي حال دون تحقيق الشراكة الحقيقية هو ذاته سيحول دون تحقيقها الآن ومستقبلا،.. إنه النظام التوافقي الإفتراضي والمعقد الذي يحول دون انسجام أمة الدولة وتحقيق مشاركة فعالة بين قوى الدولة. أيضاً نفتقد عراقياً لبنى مجتمعية وسياسية واقتصادية مدنية متطورة قادرة على تلطيف سلبيات النظام السياسي التوافقي بما يحقق قدر معقول من انسيابية وسلمية الصراع على الدولة.
ليس في جعبة القوى السياسية العراقية اليوم من حلول غير هذه، وهي حلول أقل ما يقال عنها أنها عقيمة لا تنجب حلاً حاسماً لأزمات الدولة. لكن، يبقى الحل الرابع قائماً على أمل تبلور كتلة تاريخية عراقية قادرة على تبنيه وحمله، حل يكمن باجراء تغييرات جوهرية في بنية العملية السياسية بما يفضي الى إنتاج الدولة الوطنية المدنية الديمقراطية الموحدة،.. وبخلاف ذلك فطوفان الصراعات الدموية والتقسيم والتشرذم هو القادم.
التعليقات
ديمقراطية أم تعددية؟
الحسناوي -بالتعريف فأن الديمقراطية هي ليست التعددية وهنا يخطئ الكثيرون. بموجب النظام الديمقراطي في الحكم وأكرر الحكم هو لمن له الأكثرية من الأصوات ولكن هذا لايعني أن من لم يفز سوف يسحق ويستأصل كونه أقلية أو معارضة لاتتفق مع أفكار الفائز بل أن الخاسر يمارس السلطة من خلال معارضته. في الحقيقة هذا هو تفكير الأقلية ليس في العراق فحسب بل في معظم الدول المتخلفة وقد تكون الأقلية محقة في ذلك حيث أن الأكثرية الفائزة قد تستبد لأنها ببساطة قد لا تمثل وطناً بل تمثل طائفة أو عنصر معين. من هنا جاء الخوف في الإنقلاب وجاء حل التعددية في الحكم أي توزيع البلد بين فئات معينة. أن السبب الأساسي في كل ذلك هو إنعدام الثقة بين الفائزين والخاسرين على حد سواء. عدا ذلك ففي تجربتنا العراقية نجد أن هناك الملايين من الأصوات قد سرقت وجيرت للكبار دون إستحقاق عن طريق التدليس والإلتفاف على القانون وهذا ماصححته المحكمة الإتحادية العليا مشكورة. إذن فإذا ماتبنينا هذا التعريف فأنه لاتوجد ديمقراطية في النموذج العراقي بل تعددية تتنازعها المصالح والأوهام. يمكن للمرء أن يرى كيف أن المستولين على الحكم بجميع أكثريتهم وأقليتهم قد أكلوا اكبر قطعة من الكعكة العراقية. النموذج التعددي في العراق حري بالتحليل بصورة أعمق حيث أن الجميع بيدهم السلطة وأصبح الصراع ليس بين من هو خارجها وداخلها بل بين الداخل فقط وكان الله في عون الذين في خارجها. تحياتي وشكري للأستاذ العادلي.
افلام أنتخابية
سلام -فقط ١٩ نائباً حازوا أصوات تؤهلهم الدخول الى البرلمان والأخرين " بالواسطة " حيث النظام الأنتخابي ، المُسنّْ من قبل الأسلاميين ، الغير عادل حرم اشخاص حازوا اصوات اكثر بعشرةآلاف وأكثر من دخل البرلمان بغطاء القائمة المبنيةْ على أسس طائفية دينية أو قومية !!!!أذا كان النظام الأنتخابي عادلاً و يعتبر العراق دائرة أنتخابية واحدة و ا لمعدل الأنتخابي الواحد عند ذاك على القائمة الفائزة بأكثر المقاعد ان تتقدم لتشكيل الحكومة .الشعب العراقي تعرض للتهجير منذ النظام الملكي حتى بعد الأحتلال 2003!!!هل نوري جواد كامل من مواليد و في سجل نفوس بغداد ١٩٥٧ او من سكن بغداد أو أشتغل أو خدم في بغداد قبل الأحتلال 2003!!!تدخل المراجع الدينية في الأنتخابات السابقة لصالح القوى السياسية و هذا يتناقض مع أصول العملية الديقراطية هناك دولة في الشرق الأوسط شعبها مكوّنْ بكثير من الطوائف وألأعراق وهي دولة أسرائيل تعتمد الدائرة الواحدة و التمثيل النسبي للقوائم كلُ من حصل على ٢% من الأصوات يحصل على مقعد والكتل تحصل على المقاعد بهذه الطريقة و أترك لجنابكم الكريم أيهما أكثرُ عدلاً من قوانيين الأنتخابات من قبل اليهود ( الكفارّ ) في أسرئيل أو المؤمنيين ( أصحاب الجنةّْ ) في العراق . تغيير نظام الانتخابات الى العراق دائرة واحدة ثم من حق القائمة الحاصلة على المقاعد الأكثر أن تشكلْ حكومة أغلبية !!!
التشرذم قادم
ابن المنتفك -ايها الكاتب ومن علق - كل له وجهة نظر - اي حل لمشكلة ما هي بالرجوع الى اصل المشكلة وما وصلت لطريق مسدود وهي تنخر بالجسم العراقي في مختلف الاتجاهات وكانها ظهرت من فراغ ؟؟يحاول كل من لدية قوة ايا كانت ان يستغلهالنفسه الضيقة بكل الاشكال - مشكلة العراق هي رفض العودة الى اصل المشكلة التي فرقت بين ابناء وطن على اساس العرق اولا باختراع الاقليم الوحيد - وثانيا بالتفصيل الطائفي الشيعي السني - وثالثا تهميش البقية - ولنكون صريحين وواضحين لان الامر لا يقبل بالغموض - اذا قدر للاكراد الذين هم 17 بالمائة فهل ال83 الباقين لهم ما يوحدهم ويفصل لهم الحقوق سواسية ؟ الباقي منهم 52 بالمائة شيعة حسب ما قرره الجهابذة في اجتماع صلاح الدين الذي عقدته امريكا ووافقوا على ارائها - فيبقى 31 من السنه العرب - واذا نقصنا منهم 5 بالمائة من الاقليات - المسيحية والايزيدية والصابئة والتركمان والشبك - فسيبقى 26 بالمائة - هذا اذا اخذنا العدد بنظر الاعتبار - ونسال هل هؤلاء قد اخذوا حقوقهم في العمل والوظائف حسب الكفاءة والنسبة لو فرضنا بان الامر هكذا ؟؟ اي جواب سيكون العكس - والسبب هو فقدان هيبة القانون - والعدالة - والقضاء - والمساواة - سيقول المتقولون هناك من رفض المحتل وقاومه ؟ ونسال من يستحق جدارة الحكم الذي خنع وساعد المحتل ؟ ام الذي قاوم ورفض من اجل تربة بلاده ؟؟ اما النظام الانتخابي فهو نكته العالم وكاننا في بلاد يحكمها لصوص - فالناخب لايعرف من ينتخب ؟ وتحول الاصوات كيفما يشاء ؟ فاي حرية انتخاب نتحدث او منتخبين ؟ اما الاجتثاث والاتهامات المسبقة فهي بدعة المحتل ضد من سيقاومونه ؟ فلماذا لاتترك الامور للشعب ليقرر من ينتخب ومن يريد ايا كان اما المسيء ومرتكب الجرائم بحق الاخرين وتقع تحت طائلة القانون فلياخذ جزاءه _ لا ان نرى القانون والعدالة المفترضة مسروقة بغفلة من الزمن باسم العدالة الجديدة التي ليست اقل من انتقام فقط ؟؟ والامر الاخر كل جاء بعد الاحتلال يعرف حق المعرفة بانه منبوذ بحكم الطبيعة التي تقول بمحاربة المحتل ورغم وجهات نظرهم فان النتيجة الحالية لاتبررها الاسباب لاننا امام حالة شعب وبلد ومستقبل ؟؟ ولا نتدخل بالواقع المرير من قتل وتجويع وترهيب وتغييب وتجير وتغير -فهي الاداة المثلى لقمع الراي الذي بسببه جاء الاحتلال حسب مقولاته - والكل يذكر قتل المتظاهرين في ساحة التحرير وكي
التشرذم قادم
ابن المنتفك -تتمة -- التشرذم الذي نقصده يتبادر الى الذهن فورا باته تقسيم العراق الى اقاليم وهذا امر سهل بالمقارنة الى مشاكلة التي اصبحت لاتقهر - وكانه سيكون الحل السحري - وقد حاولت محافظات التمسك به واعلانه عملا بالدستور القائم الذي وافقوا عليه كل من جاء بهم الاحتلال- الا انه رفض ذلك لحد الان لابل اعطى قسما من الداعين للاقاليم حياتهم ثمنا - اقليم البصرة - اما التشرذم الذي قد يكون الاكثر ايلاما وهو الحاصل حاليا حيث معاناة كل من ليس من طائفة الشيعة بمختلف احزابها ومكوناتها سي- مع الاسف للقول ذلك لكن الحقائق لاتغطى بالغربال - فالوظائف المهمة لهم واجهزة الدولة الامنية والعسكرية والسياسية وحتى الاقتصادية وكل وظتئف المجتمع - حتى القبول بالجامعات والمناهج التربوية والتعليمية - فاي شرذمة ابشع من ذلك ؟؟ واي مجتمع سليم وخال من الامراض سنخلق ؟؟ وحدث بدون حرج عن بقية الممارسات التي اصبحت شبه طبيعية باسوا من ذلك والشعب صابر ولكن الى متى ؟؟ هل فكر من جاء بعد الاحتلال - المرحلة الفاصلة - بشعب العراق وعمل على هذا الاساس ؟ ام عمل ويعمل لمصلحته الطائفية والشخصية - والا لماذا كل الممارسات التي تعمل ضد التجانس الوطني واللحمة الشعبية ؟؟ هل ان زواج العراقيين السنه والشيعة كانت خطا ؟؟ هناك من اعتبرها ذلك وظهر الخبثاء من الجانبين يبررون منعه وفك الموجود منه ؟ فما بالكم هل تعتقدون بان العراقيين لم يئنوا من كل الممارسات ؟ ام هناك من يتصور بعقله المريض بانه بالقمع والتخويف سيتمكن من فرض ارادته على الاخرين حتى وان كانوا اقليه صغيرة ؟ هل نسوا من اين جاؤوا وكيف كانوا ؟ ام يعتقدون بان الدهر يوم واحدفقط؟ وليس يومان ؟؟ واخيرا نريد ان نذكر الجميع بالقول الحكيم - تستطيع ان تخدع بعض الناس كل الوقت - وكل الناس بعض الوقت - ولكن لاتستطيع ان تخدع كل الناس كل الوقت - وان الاجهزة الدعائية التي لها حكمتها في تاييد هذا والسكوت عن ذاك قد تتغير بين الحين والاخر عندما تتغير مصلحة من يقوم عليها - وكما قال احدهم - هذا الحكم الذي منحناه بعد 1200 سنه قد ناخذه بجرة قلم - فاذا كنا نخاف من جرة القلم تلك - فالاولى ان نعود الى نقطة البداية هكذا تقول الحكمة ونعمل من اجلها وليس من اجل مصالحنا الضيقة فقط - وسبحان مغير الاحوال بين عشية وضحاها ولا تنسون ما حصل في تونس ومصر والان سوريا التي كان نظامها يتصور بان كل ال