أصداء

الغاء البطاقة التموينية في العراق هل هي سرقة مقننة؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بحسب ما يتوارد من الاخبار، فان الحكومة العراقية الغت البطاقة التموينية واعتبارا من الاول من اذار 2013،علما انه تم البدء العمل بالبطاقة التموينية منذ فرض الامم المتحدة حصارا على العراق بعد احتلاله الكويت في بداية تسعينيات القرن الماضي.

ان فلسفة البطاقة التموينية تعني ان تقوم الحكومة بتوفير المستلزمات الاساسية للمواطنين كافة وبدون تمييز، بسبب تعرض الوطن لحالة او ازمة ما، لا تمكن غالبية المواطنين من توفير مستلزماتهم الاساسية. والبطاقة التموينية في اساسها محاولة لفرض المساواة على الجميع بغض النظر عن الامكانات المادية والموقع والمحتد، او هكذا يفترض فيها، الا انه لوحظ منذ البداية ان البطاقة التمونينة تم استحداثها لاسكات الطبقات الفقيرة والوسطى والتي انتقلت الى الفقر بفعل سياسيات النظام الصدامي الرعناء. ونتيج للضروف السياسية فقد احتلت البطاقة التموينية كوثيقة ايضا موقع مهما يكاد اويسبق الجنسية العراقية وهي اهم وثيقة لاثبات عراقية المواطن، من خلا ل المطالبة بابرازها في مختلف الانشطة السياسية والوطنية التي يتطلب اثبات مواطنية الفرد. ولذا فانه يمكن تفهم اعتراض البعض على الغاءها او حتى التفكير بذلك، الا ان الواقع الاقتصادي والتطلعات المستقبلية تقول بانه بدل من الدفاع عن امر استثنائي، يعتقد انه ساهم في حماية الطبقة الفقيرة او المعدمة، ولكنه استنزف موارد للبلاد كان يمكن الاستفادة منها، العمل من اجل اقامة نظام اقتصادي واجتماعي وسياسي يدعم الطبقة الفقيرة في التمتع بحياة سوية تتوفر فيها كل مستلزمات العيش الكريم، ووقف الهدر الاقتصادي على المستوى الوطني، ودعم كل الشرائح المحتاجة من اجل توفير العمل لها لكي تتخلص من نظام المساعدة وتعتمد على ذاتها في توفير مستلزماتها، اسوة بالدول المتقدمة.

لا يخفى ان العراق مر بمراحل سياسية صعبة للغاية منذ فرض البطاقة التموينية ولحد الان، مما لم يسمح لاي حكومة للقيام باي اجراء جدي لتغيير الواقع المعيشي للمواطن، ولقد كان الارهاب الذي هطل على العراق من كل صوب، بدعوة محاربة المحتل، والذي تحول الى قتل اقلياته وابناء الطوائف المختلفة مع طوائف الارهابيين، من اهم اسباب التخبط الاقتصادي، هذا ناهيك عن سيطرة الاحزاب الاسلاموية التوجه عل مقاليد القرار في البلد، هذه الاحزاب التي في الكثير من ممارساتها استنسخت ممارسات حزب البعث وقياداته المتنفذة، بالاظافة الى اعتمادها على الغيب وعلى المدد الالهية من جهة ومن جهة اخرى على المرائين ومداحيين ومنافقين في ادارة الدولة، ما ساهم في مفاقمة الاوضاع واهتراء النسيج الوطني وشيوع ثقافة الفرصة السانحة.

مما قلناه اعلاه فان الدولة قانونيا ملزمة، بتوفير مواد البطاقة التموينية لكل العراقيين مهما كان مستواهم المعيشي وموقعهم الوظيفي، وهنا نتذكر النكتة السمجة الت روجها عدي صدام حسين في اعلامه من ان بطاقته التموينية قد فقدت ويطالب من يجدها ان يعيدها له، في حالة من الاستهزاء بمصائب العراقيين والذين كانوا يدركون ان عدي وغيره يتوافر لهم كل شئ وهم فقط الذين يعيشون الضيم. فاذا ان العراق ملزم لتوفير مواد البطاقة لجلال الطالباني ونوري المالكي وغيره من مالكي ومقسمي ثروة العرق، الى الاجير والفلاح والعاطل وذوي الاحتياجات الخاصة، لانه في الحقيقة لم يتم وضع دراسة او خطة لتوزيع مواد البطاقة على مستحقيها، ونحن ندرك ان لا جلال الطالباني ولا نوري المالكي ولا المئات الالاف من النواب والوزراء ورجال الاعمال وتجار الحروب واعضاء وقيادات احزاب متنفذة بحاجة لمواد البطاقة التموينية، واذا تمنينا فيهم الخير فاننا نقول انهم يمنحون هذه البطاقات لاناس هم بامس الحاجة اليها، فهذا ايضا استنزاف لان البطاقة المفروض فيها ان توفر المستلزمات الضرورية لكل فرد عراقي وما ياتي من بطاقة اخرى يكون زيادة، بما معناه انه لو كان قد تقرر ان حصة الفرد هي خمسة كيلوغرامات من السكر شهريا، وبواسطة استعمال بطاقة اخرى صارت للبعض عشرة لان لهم معارف ممن لا يحتاجون لمواد البطاقة، فان الامر سيخلق توافت بين من لهم اقارب ومن ليس لهم، من جهة ومن جهة اخرى ستكون هناك حصة مضاعفة لشخص قد تستعمل لاغراض تجارية او غيرها وهو تجاوز للقانون ايضا بالاضاف الى خلق سوق سوداء بمساعدة الدولة.

ان الدولة بطرحها الساذج حول توفير مبلغ بسيط لكل مواطن مقابل الغاء البطاقة التموينية واليوم يقال انها ضاعفت المنحة في مزاد لا يدل الا على عدم دراسة مسالة الغاء البطاقة التموينية ولكنه يدل على المزاجية ليس الا. فهي اي الدولة لم تحدد من المستفيد من هذه المبالغ ومرة اخرى في محاول اشراك المتمكن والقادر في حصة المحتاج ولكن بطريقة لا يمكن للمتمكن من التنازل عن حصته لانها ستكون مبالغ مالية وليست مواد تموينية لا يبتغيها او لا تسمح مكانته باستعمالها، بل اموال يمكن صرفها او توفيرها، وتعني مرة اخرة مشاركة المتمكن الفقير لقمته، لا بل عملية سرقة ممنهجة وقانونية، واستنزاف للثروة الوطنية للفئات الغير المحتاجة.

لا خلاف على ان زمن البطاقة التموينة واسلوبها قد ولى، وعلى الدولة وضع نظام يحمي المحتاج من العوز، ويدفعه الى تطوير امكانياته للاعتماد على نفسه في ان واحد، وهذ لا يكون بالاسلوب المزاجي والاعلامي، بل بوضع دراسة تحدد الحد الادنى لاحتياجات الفرد العراقي من الاموال التي تجعله يتمكن بالعيش بكرامة وان يتم توفير كل الاحتياجات الضرورية الاخرى ايضا كالتامين الصحي والمستلزمات المنزلية وان يؤخذ التضخم الاقتصادي بنظر الاعتبار مستقبلا، سنويا او كل نصف سنة، مع وضع قوانين رادعة لمن يتجاوز على النظام ويحاول استغلاله بدون وجه حق، اضافة الى اقامة معاهد يتم فيها تدريب العاطلين على مهن يحتاجها الاقتصاد العراقي، لكي يعمل فيها العاطلين عن العمل. متمنين ان ياتي يوم لا يحتاج مل العراقيين لمساعدة الدولة من خلال البطاقة التموينية او من خلال نظام الحماية الاجتماعية.

teery.botros@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
the iraqi government
hamza -

this government is basically a group of thieves . it is a dirty mafia

حسبي الله ونعم الوكيل
Om Ahsen Alsade -

يعني الي فوك كاعدين ميحسون بالناس يعني الفقير هسة وين يروح بهل وكت وماعندة راتب وعندة اطفال ستة وثمانية انشاللة يعني يريدون العراق كلة يجدي بالشارع هاي واحنا بلد النفط والسياحة والخيرات حسبي الله ونعم الوكيل

غباء الحكومة !!
علي البصري -

هناك عجائب وغرائب في العراق فالبطاطة التمونية التي يعتاش عليها اغلب العراقيين تلغى في ليلة وضحاها وبهذه السهولة ويخرج لنا احد العباقرة ان بمبلغ 15 الف دينار يستطيع المواطن شراء 8 مواد بدل 4 مواد التي في البطاقة وان السبب الفساد المستشري والذي يزكم الانوف وهذا ليس في وزارة التجارة طبعا بل في كل مفاصل الدولة التي يجب ان تلغى لهذا السبب المشروع !!!فالرعاية الصحية شبه معدومة ومن يبلوه الله بالمريض يكون طعما للجشعين من الاطباء والصيادلة او القفاصين او يلجا الى شمال العراق او الهند هذا هو عراق دولة القانون وحين شعر دولة رئيس الوزراء ان قراره مرتجل وله تبعات قد تطيح براسه سارع الى زيادة المبلغ الى 25 الف دينار وكان الافضل ان تترك الحكومة الخيار للمواطن بين التجهيز او بدل نقدي مناسب وليس مبلغا تافها او ان تبقي مادة الطحين لفترة اخرى لان في مصر الفقيرة بسكانها الذين هم ضعف العراق الدولة تدعم الطحين والخبز ليس العتب على المالكي فقط بل على النكرات من مايسمون انفسهم بالوزراء .

البطاقة التموينية
هيمن -

اذكر الشعار القديم (البطاقة التموينية سلاحنا لمواجهة الحصار) ايام التسعينيات. . وبغض النضر عن صحة الشعار، الا ان احدا لاينكر ان البطاقة التموينية قد انقذت العراقيين من الانزلاق تحت خط الفقر ايام الحصار الظالم. لكن ما يفعله المالكي وربعه هو السير على خطى بريمر والامتثال الاعمى لاوامر طهران بالغاء كل ماهو جيد ومفيد بحجة انه من صنيعة النظام السابق. سترتفع اسعار المواد الغذائية لان البطاقة التموينية كانت الاحتياط المضمون لكل عراقي وكانت ايضا آخر أثر للرخاء في وطن غادره الرخاء والوطنية والصدق والاستقلالية منذ جاءت الطغمة الحاكمة الحالية الى سدة الحكم.

الفساد
احمد -

اذا كان السيد رئيس الوزراء يريد الغاء البطاقة التموينية بحجة الفساد فاقول له انها حكومتك يا دولة الرئيس الفاسدة ما ذنب المواطن لتحرمه من الطعام لو كنت حقا حريص على مصلحة الناس عليك ان تضع الفاسدين في السجون لا ان تدافع عنهم كما فعلت مع وزيرك عبد الفلاح السوداني الذي كان مؤسس الفساد في وزارة التجارة اليس السوداني هو من حزبك حزب الدعوه اين الاموال التي سرقها من قوت الشعب المسكين لذلك وبصراحة اما ا ن تحارب الفساد بما يرضي الله والشعب او تكون شجاعا وتعترف بانك رجل قد فشل في عمله وتستقيل وتترك منصب رئاسة الوزراء لمن هو اكفاء منك

ليس دفاعاً على صدام
مراقب -

ليس دفاعاً على صدام ولكن البطاقة التموينية كان الضمان للشعب العراقي بتوفير جزء من قوته اليومي أيام الحصار فكيف لاتتمكن حكومتنا "الرشيدة" بقيادة الدكاترة والبروفسورية من حل مشكلة البطاقة وللعلم حتى في أرقى الأقتصاديات كالولايات المتحدة توجد البطاقة التموينية (كوبونات) لدعم الفئات الفقيرة والعاطلين. أما أن يأتي الرفيق أبو أسراء بنظرية جديدة لدعم الفئات الفقيرة فهذه سابقة جديدة تضاف الى حكومته الفاشلة!!

مأسي العراق واللصوص
رائد -

من العجيب ان يكون حال العراق هكذا بلد ثري يستجدي ابناءه لقمة العيش وأسفاه ولكن حكومة المافيات والكواتم بارعة في الخراب بلا منازع ومن الجدير بالذكر فلقد تم في الهند المباشرة ببرنامج غذائي ومنذ سنين طويلة لتوزيع الطعام مجانا على طلبة المدارس يوميا حيث يبلغ عدد الطلبة المشمولين بهذا البرنامج مئة وعشرين مليون طالب . الهند هذا البلد الذي بفقره لا يظاهي خيرات العراق علما انه يطهى عدة اطنان من الرز واطنان اقل من الخضار الفرق بين العراق والهند ان الدين لا دخل له في السياسة ولي هناك منطة خضراء يتحصن فيها سارقي اموال الشعب و الدولة علما تتعاي كل الطوائف في الهند بسلام علما عدد الطلبة هؤلاء هو اربع اعاف نفوس العراقشئ محزن امر العراق الشعب فقط يتمكن من تغيير الزمرة الحاكمة ليضمنالمواطن حقه في العيش بكرامة فهل من منقذ

(32) مليار دولار ".
Rizgar -

دولة سايكس وبيكو بحاجة الى الاسلحة منذ ١٩٢١, فالغاء البطاقة التمونية يعني توفير بعض الملا يين لشراء الاسلحة الفتاكة .وكاننا اغبياء لا نعرف لمن يشتري ا لاسلحة . نحن نعيش فى عالم بات فيه من المستحيل أخفاء ما يدور وراء أبواب و كواليس السياسة و المال عن أنظار الرأى العام المحلى و العالمى لمدة طويلة كما كان الأمر فى السابق . قد يستطيع حاكم ان يتكتّم على بعض أسرار سياساته الداخلية و الخارجية لبعض الوقت و لكنه لن يستطيع أن يفعل ذلك الى الأبد ."ان اجمالى مبالغ صفقات الأسلحة العراقية- الأميركية المتعاقد عليها حتى الآن وتلك التى يجرى التفاوض بشأنها حالياً بين الطرفين ، ستبلغ خلال السنوات القليلة القادمة (32) مليار دولار ".

(32) مليار دولار ".
Rizgar -

دولة سايكس وبيكو بحاجة الى الاسلحة منذ ١٩٢١, فالغاء البطاقة التمونية يعني توفير بعض الملا يين لشراء الاسلحة الفتاكة .وكاننا اغبياء لا نعرف لمن يشتري ا لاسلحة . نحن نعيش فى عالم بات فيه من المستحيل أخفاء ما يدور وراء أبواب و كواليس السياسة و المال عن أنظار الرأى العام المحلى و العالمى لمدة طويلة كما كان الأمر فى السابق . قد يستطيع حاكم ان يتكتّم على بعض أسرار سياساته الداخلية و الخارجية لبعض الوقت و لكنه لن يستطيع أن يفعل ذلك الى الأبد ."ان اجمالى مبالغ صفقات الأسلحة العراقية- الأميركية المتعاقد عليها حتى الآن وتلك التى يجرى التفاوض بشأنها حالياً بين الطرفين ، ستبلغ خلال السنوات القليلة القادمة (32) مليار دولار ".