أصداء

فضائح وزارة الدفاع العراقية، بين الموسوي والدليمي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

باستمرار وفي كل أزمة وكل مشكلة تواجه الوطن بسبب تصرفات هذه الحكومة يبقى المواطن كالأطرش في الزفة، لا يعرف الحقيقة، ولا يدري من الصادق ومن الكاذب في طوفان التصريحات والتكذيبات والتبريرات المتضاربة التي تتلاطم وتتناثر دون حساب.

ففيما يتعلق بصفقة الأسلحة الروسية الملغاة لم يفهم أحد حقيقة المشكلة. فهل يصدق المواطن وزير الدفاع أم مستشار رئيس الحكومة أم علي الدباغ أم حكومة روسيا ذاتها؟
طبعا لم يعودنا السيد المالكي على الظهور أمام أجهزة الإعلام لمصارحة المواطن بالحقيقة، في أي مشلكة وأي قضية، حتى ولو بنصف حقيقة أو حتى ربعها.

لا يمكن للمواطن أن يفهم لماذا تنفرد وزارة الدفاع، دائما، بالفضائح الكبرى التي لا تدور حول سرقة مليون أو ملونين أو عشرة ملايين من الدولارات، بل من مئة مليون وما فوق.
فمن أول وزارة تشكلت في العراق بعد رحيل مجلس الحكم سيء الصيت، برئاسة أياد علاوي، دشنت وزارة الدفاع مسلسل السرقات الكبرى (الملايينية) التي يتم التستر عليها ودفنها ومسامحة أبطالها وتركهم يغادرون الوطن على أجنحة الرحمة، وعفى الله عما سلف.

وقصة وزير الدفاع الأسبق حازم الشعلان، ومساعده زياد القطان ليست بعيدة. ولمن لا يعرف أحكي هنا الحكاية، من طقطق لسلام عليكم. كان حازم الشعلان زميلا لنا في المعارضة العراقية في لندن، وكان عضوا في (المجلس العراقي الحر) الذي شكله ورعاه وموله عميد المعارضة العراقية سعد صالح جبر. وكان حازم الشعلان لاصقا في منزل أبي صالح (سعد صالح جبر) باستمرار، ويتطوع دائما للرد على هواتف المنزل، وتسجيل أسماء المهاتفين.

يُفطر ويتغدى ويتعشى في منزل الزعيم. ويحمل الكليجة والشاي لزوار الزعيم. وقد ظل هذا الحال على حاله إلى أن غزت أمريكا العراق، وعدنا جميعا من المنافي. عاد أبو صالح، وعاد حازم الشعلان برفقة الزعيم، جنبا إلى جنب مع أم حيدر سكرتيرة أبي صالح ومرافقته الأمينة. ولم يفارق حازم الشعلان زعيمه إلا حين أفلح أبو صالح في وساطته وعينه محافظا في السماوة، تكريما للمجلس العراقي الحر وإسكاتا لابي صالح الذي نسيه رفاقه الغادرون عند اقتسام الغنيمة.

وذات يوم، وفي الأيام الأولى لمسرحية نقل السيادة التي كانت تدبر وراء الكواليس، عام 2004، تم تعيين أياد علاوي رئيسا للوزارة الانتقالية التي تقرر تشكيلها لتصريف الأعمال لحين إجراء الانتخابات الأولى في العراق. يومها أسر لي أحد المقترحين للمشاركة في الوزارة الجديدة، أن وزير الدفاع المقترح هو حازم الشعلان. لم أسال ذلك المسؤول عن علاقة حازم بالدفاع، ولكنني تناولت الهاتف وطلبت منزل سعد صالح جبر. ردت علي أم حيدر. أخبرتها بالنبأ. ضحكت واعتبرتها نكتة عابرة. قلت لها أبدا، إنها حقيقة، وسوف تسمعين تشكيلة الوزارة بنفسك، غدا أو بعد غد. سكتت أم حيدر طويلا، ثم قالت إنا لله وإنا إليه راجعون.
ولم تمض سوى أشهر قليلة حتى تسلل حازم الشعلان هاربا إلى عمان، ومنها إلى لندن، ومعه 800مليون دولار عدا ونقدا حسب التهمة الماثلة لليوم، مع رفيقه ومساعده الهارب زياد القطان الذي حمل معه، هو الآخر، حفنة أخرى من الملايين.
ومن يومها والفضائح تتوالى في وزارة الدفاع، والحكومة تلوذ بالصمت ولا تبذل جهدا حقيقيا في استرجاع الأموال المنهوبة ولا ملاحقة الهاربين.

ومع كل فضيحة يسأل المواطن عن سر هذا الصمت، خصوصا وأن الهاربين يقيمون في بلدان صديقة تغرف من أموالنا، باسم الإعانات أو الاستثمارات أو غيرها، وهي بالتالي مستعدة لتلبية طلباتنا دون تردد.
فلو أصر المالكي، أو أحد مستشاريه، على استعادة حازم الشعلان من بريطانيا، وعبد القادر العبيدي من الأردن، وغيرهما، لوجدهم مشحونين على أول طائرة تحط في مطارنا العتيد.

والآن، ونحن أمام (شليلة) أخرى بلا راس. فصفقة السلاح الروسي ألغيت، وقيل ما قيل عن أسباب ذلك. مستشار رئيس الوزراء الإعلامي علي الموسوي يقول إن هناك شكوكا في اختلاسات أو تلاعب. وزير الدفاع بالوكالة سعدون الدليمي يرفض ذلك بإصرار، ويقول إن الزمن المحدد لشحن الصفقة قد انتهى، ولابد من تفاوض جديد. فمن نصدق؟

والأكثر مرارة أن الدليمي يؤكد أن الروس لم يزودوا الوفد سوى بمخططات فقط عن الأسلحة المشتراة. أي أنهم لم يقدموا للوفد عرضا تجاريا أصوليا يتضمن صور الأسلحة وتفاصيل كل سلاح ومدة التسليم والشحن وطريقة الدفع وغير ذلك مما تعود تجار الأسلحة على اتباعه في الحالات المشابهة.

سؤال مهم يطرح نفسه بقوة، كيف قرر رئيس الوزراء أن يسافر إلى موسكو لتوقيع الصفقة قبل أن يقوم هو ومستشاروه، وهم بالعشرات، بدراستها بدقة والاطلاع على كل تفاصيلها؟ ثم أين كان هو ومستشاروه وجواسيسه حين تباطأ رئيس اللجنة وأعضاؤها، ومددوا إقامتهم على نفقة المصانع الروسية، أسابيع طويلة في موسكو، وهم يتفاوضون على العمولات أكثر مما انشغلوا بتدقيق تلك الأسلحة والتأكد من حداثتها وفاعليتها وقدرتها على خدمة العراق وحماية حدوده المُشرَّعة؟

وكيف يسافر رئيس وزاراء دولة من الدول مع جيش عرمرم من المرافقين والمستشارين والخبراء والمحاسيب إلى موسكو ليكتشف، فقط عند لقائه بالرئيس الروسي، أن الصفقة مشبوهة، وأن عمولات بقيمة 190 مليون دولار أضيفت إلى كلفة الأسلحة؟
ألم نقل إنها دولة بطيخ؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الحقيقة ليست كاملة
حميد -

الأستاذ الزبيدي تجنب عن قصد الإشارة الى أن وزير الدفاع الأسبق حازم الشعلان تمتع بحماية مسعود البارازني بعد هربه من العراق ، وسبب سكوت الأستاذ الزبيدي عن هذه القضية يرجع الى أن أحد أولاده يقيم حاليا في إقليم كردستان وتربطه علاقة مصالح بالأكراد ، أقترح على الأستاذ الزبيدي في حال لايستطيع قول الحقيقة كاملة عدم كتابة مقالة ناقصة .

حرامية الدعوجية
جواد -

لا نقول على مسلسل الكذب الذي يلفقه عصابة حزب العلوة أو اللغوة كما يحلو للعراقيين أن ينعتوا هذا الحزب الطائفي بجدارة، هو ورئيسه الذي لا يفقه سوى نهب خيرات العراق هذا الذي جاء بقدرة قادر من إيران ودمشق، خرج من حي بائس قذر بدمشق أفترش الجمبر لبيع المحابس والمسابح إلى أن يصبح تاجراً يساوم على بيع العراق وخيراته باسعار تغري طائفته وأسياده العجم. إلى من يحتكم العراقيون وهم أمام عصابة كوت جباهها بطمغة دلالة على العبادة والتقوى، وهم من أراذل الناس وساخة ودناءة أخلاق يحبون المتعة بكل انواعها لأنهم اصحاب تقية، عنصريون طائفيون بكل جدارة ؟ من يصدق من العراقيين هؤلاء الذين يتحكمون بالعراق اليوم من ما يسمى دولة، وهو أخس من ان يدعى بأدنى تسمية أو صفة تلحق به، فكيف لحرامي أن يصبح دولة ترافعه شعار القانون وهو وحزبه العفن أول من يخرقه ويفتعل الازمات بين مكونات الحكومة، أليس هو الدجال ألشر؟ لقد طغى الماء واستوى على الجُودين ولم يبقَ من ناصر لهؤلاء الشراذم الأعجمية الصفوية الصفراء الحاقدة على كل عربي اصيل، ولات ساعة ندم؟

دولة البطيخ والفرهود
محمد الصكر -

وماذا عن عبد الفلاح السوداني وايهم السامرائي وغيرهم بالالوف من عصابات النهب واللغف ...لا اعرف ماذا حل بالشعب العراقي وكانه ضرب بحقنة مخدرة ويعيش في عالم الهلوسات واللاوعي ..واين هي المرجعية التي تنادي بالحرص على مصالح الشعب المسكين واين رجال الدين من سرقة اموال هذا الشعب ..ولكن كلهم مشتركين بهذا التراجيديا الماساوية ..والنقطة المهمة الاخرى اين هم الكتاب الشرفاء الذين يوعون الشعب لما يحصل واين هم المثقفين الذين يصارعون الجهلة والمعممين الذي ياخذون الشعب الى مهاوي الجهل والتخلف والمسيرات المليونية الرايحة والجاية ..فقط نرى اكثرية المقالات في معظم الصحف الالكترونية وهم يردحون ويتملقون القائد الضرورة الذي حول العراق الى سويسرا الشرق والشعب في الواقع يبحث في المزابل عن قوت يومه ..لا و ماكفاهم اللغف يريدون يلغون الحصة التموينية عن هؤلاء المساكين ..ولكن بقاء الحال من المحال

He is jealous
Partizan -

The writer is jealous for not having being invited to take a piece of the cake (Iraq). That is the whole point.

السلاح الروسي والفساد الروسي!!
احمد الواسطي -

عندما صرحت الحكومة العراقية بانها ستشتري سلاحا روسيا قال الزبيدي انه سلاح خرده!!! واليوم يقول ان الروس ساعدوا العراقيين المفاوضين على الرشوة!! فهل يتفق هذا مع تاريخ روسيا الطويل في صناعة وبيع السلاح!!؟؟ أنا اعتقد ان الحقيقة هي ما قالها الخبير الروسي الذي معنى كلامه ان الصفقة لا تحوي علي اي مجال للفساد ولكن العراق استخدمنا ليحفز الأمريكان على تجهيزه بالسلاح!! وهذا ما تم فعلا فبعد ايام من الاعلان جاء الاعلان الامريكي بانها ستجهز العراق بما يحتاج من السلاح وبصورة عاجله والاعلان الامريكي كان غريبا في حينها لانه قال ان العراق يحتاج السلاح لمقاتلة الارهاب وكان الارهاب لم يكن منذ ال ٢٠٠٣!!! ولكن السؤال كيف ستتقبل روسيا هذه الإهانة وكيف سيكون ردة فعلها تجاه الحكومة العراقية ان كان كلام الخبير الروسي صحيح!!؟؟ هذا لا احد يعرفه لان الروس لم يردوا لحد هذه اللحظة!!! 

إلى المعلق حميد
منار -

أخي معلوماتك قديمة فولد الزبيدي ترك كردستان من زمن وهو الآن في عاصمة دولة القانون والنزاهة والولي الفقيه. صحح معلوماتك رجاء

قل الحقيقة كاملة !
ماجد -

السيد الزبيدي ..تحياتي اود الاشارة الى تعليق السيد حميد 1 ونرجو ان تعود الى صراحتك , فانا شخصيا من قرائك وكتاباتك الجميلة والمؤثرة ..

IRAQ
HAMID BAGDADY -

Haji Abdulha ‎سما العبيدي‎ ‎ماجد صالح لطيف الموسوي‎ ‎علي الحامد‎ ‎الصحفي علي البدري‎ Hamid Mohamadهل تعرفون لماذا ؟؟؟؟؟؟؟ المالكي لايفتح تحقيق بصفقة فساد الا سلحه الروسيه لان إبنه أحمد متورط وي هاي الشله ومنهم عمه سعدون الدليمي لآن حمودي ما خذ بنت سعدون الدليمي وعائلته هسه أخوان عرفتو السبب ؟؟؟؟؟إذن بطل العجب ولاوجود للتحقيق لان حمودي خطيه راح يخجل امام اصدقاءه لانه طلع حرامي على الوالد كما أخبرتنا العصفوره من داخل المنطقه الخضراء....!!

ابو إسراء الملتصق بولايته
عراقي مقهور -

استاذ زبيدي تعجبني دائماً مقالاتك فلكونك قد عايشت من كان في الحكم سابقا ومن هو بالحكم الان فنرجوا منك ان تفضحهم بماضيهم القذر والحاضر الأقذر ، فقط سؤال اليس إعفاء بوتين لوزير الدفاع الروسي مرتبطا بهذه الصفقة ؟ وهناك معلومات تفيد بان الروس هم من اكتشفوا أسرار هذه الفضيحة فأبو إسراء ليس لديه مشكله ان كانت هناك رشوة او اختلاس طالما هو باق بالسلطة ويگول يعني شنو ١٥٠ مليون دولار رشوة عمولات هذا بقشيش للربع

جبناء
سعد بن ابي وقاص -

لايوجد شعب في العالم اكثر جبنا منا نحن العراقيون , خضعنا للبعث وماقام به ولم ننطق بكلمة ضده وصفقنا له وغنينا كما رقصنا ووجدنا في الاميركان منقذا ولم نقاوم احتلالهم بالشكل الصحيح . نهبت ثرواتنا ولازال النهب مستمرا ولااحد منا احتج , حكومة الاحزاب اللااسلامية المرتبطة باميركا وايران تنهب وتدمر وتسرق وتاخذ العمولات ولا احد منا يحتج , سحقا لنا ولمثل هذا الشعب الجبان , متى ستصحون ايها العراقيون ومتى ستقولوا كلمة لالالالالالالالالالالالالالالالا قو ية وكبيرة لايران واحزابها الحاكمة في العراق سواءا كانت سنية ام شيعية او كردية ؟ العراق وفي ظل حكم الاحزاب اللااسلامية يعيش بلا كهرباء ولامياه صالحة للشرب ولا بنى تحتية ولا خدمات ولا تامين صحي لايوجد غير النهب واللطم والسحر والشعوذة يقودها اذناب بريطانيا ولميركا وايران

ابو إسراء الملتصق بولايته
عراقي مقهور -

استاذ زبيدي تعجبني دائماً مقالاتك فلكونك قد عايشت من كان في الحكم سابقا ومن هو بالحكم الان فنرجوا منك ان تفضحهم بماضيهم القذر والحاضر الأقذر ، فقط سؤال اليس إعفاء بوتين لوزير الدفاع الروسي مرتبطا بهذه الصفقة ؟ وهناك معلومات تفيد بان الروس هم من اكتشفوا أسرار هذه الفضيحة فأبو إسراء ليس لديه مشكله ان كانت هناك رشوة او اختلاس طالما هو باق بالسلطة ويگول يعني شنو ١٥٠ مليون دولار رشوة عمولات هذا بقشيش للربع

شبعوارزالة وما شبعوا فلوس
رامي ريام -

الرد غير مقهوم

شبعوارزالة وما شبعوا فلوس
رامي ريام -

الرد غير مقهوم

حارسهاحراميها
seen -

حارسهاحراميها