بين انتخابات أمريكا وانتخابات إسرائيل.. حان وقت الحرب!!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
جاء نبأ خرق الكيان الإسرائيلي للهدنة الهشة مع فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة، قبل مضي أربع وعشرين ساعة على التزام كلا الطرفين بها، ووجهت الآلة الحربية الإسرائيلية ضربتها الأولى إلى قائد كتائب القسام في غزة، ورجل "صفقة الأحرار" الذي أذاقها عسكرياً وسياسياً فيما بعد، عذابات وويلات جعلته من أوائل المطلوبين على قائمة الاغتيال الإسرائيلي.
شحذت فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة سيوفها للمبارزة الجديدة، وأعلنت كل من كتائب القسام المفجوعة بقائدها، وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، التي أظهرت أسلحة نوعية في الرد على التصعيد الإسرائيلي، ومعهما كافة الأجنحة العسكرية استعدادهما للرد على العدوان الجديد، بعد إعلان "إسرائيل" الحرب على كامل قطاع غزة، وهو الأمر الذي "ضللت" به "إسرائيل" الجميع مع إعلانها قبيل ساعات أنها تراجعت عن القيام بأي عمل عسكري، أو بالأصح، عمل عسكري بري، بضغط من مصر وبسبب سوء الأحوال الجوية التي منعت الطيران عن تنفيذ غاراته على غزة.
اللافت في الأمر، أن بين إعلان الكيان الإسرائيلي الحرب على قطاع غزة عبر اغتيالها لرئيس أركان كتائب القسام، كما سمته في إعلانها، أحمد الجعبري، وقبل ذلك إعلان وزير الحرب إيهود باراك أن جميع قرى الجولان السوري تقريباً باتت تحت يد الجيش السوري الحر، وقبله إعلان نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، أن اجتماع الدوحة كان بمثابة "إعلان حرب" بما تمخض عنه من نتائج، لم يمض سويعات قليلة، وهو ما يعني تصعيداً كبيراً للعمليات العسكرية في المنطقة، قد تشمل إشعال حرب إقليمية، دون أن ننسى الضوء الأخضر الذي منحه رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان لجيشه بإسقاط أي طائرة سورية قد تنتهك المجال الجوي لبلاده أو تقترب من الحدود المشتركة أقل من خمسة كيلومترات، كما هو متفق عليه بين الطرفين.
الانتخابات الأمريكية التي انتظرها العالم على أحر من الجمر، وأجل معها الجميع كافة ملفاته إلى ما بعد انتهائها، والوعود والآمال المترتبة عليها، والتي أفضت إلى عودة الرئيس أوباما إلى سدة الحكم مرة ثانية، يليها زمنياً انتخابات إسرائيلية برلمانية يتمخض عنها حكومة إسرائيلية لا تشير المعطيات إلى احتمالية مغادرة نتنياهو لأروقة الحكم فيها أيضاً، وبين المعركتين الانتخابيتين يدير كلا الحليفين معركته الانتخابية بأسلوب مختلف، فبينما تلجأ الولايات المتحدة إلى الهدوء والحذر والترقب وتجنب أي فعل عسكري "طائش" أو أي استفزاز خارجي أو تورط في ملف دولي شائك، تتعامل "إسرائيل" مع ذات الملف بعدائية وتهور عسكري قد يصل إلى حد خوض حرب إقليمية أو محدودة بحسب الاحتمالات وتحت الطلب السياسي لغرفة إدارة الأزمات في الكبينت الإسرائيلي.
كل المؤشرات تدل على قرب مواجهة عسكرية كبيرة بدأت سحبها تتكثف في الأفق، لكنها هذه المرة قد تبدأ من غزة باغتيال قائد كتائب القسام، وربما لا تتوقف عند حدودها، مع تخزين كافة أقطار المنطقة لمشاكل عويصة لا يمكن استعصت على الحلول السياسية، ولم يتبق سوى المغامرات العسكرية "مخرجاً" لأزمة إقليمية فضحت ضعف المجتمع الدولي عن إيجاد حل لها و"تبريد" مفاعلات تفجرها مؤخراً.
... كاتب وباحث
hichammunawar@gmail.com