رئيس بجلد تمساح
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
كلما شبّهتُ سياسياً بحيوان، إنتابتني عقدة تأنيب ضمير. فالحيوانات على فطرتها بريئة، وصفاتها وجِدت فيها لضرورات. ومع إلمامنا بالتاريخَيْن معاً: تاريخ البشر وتاريخ الحيوان، نعرف كم هو ظالمٌ التشبيهُ بينهما.
لذلك، أعتذر مقدماً لحيوان التمساح، قبل البدء في هذه السطور. وأقول إنني مضطّر لـ"ارتكاب" هذه السفاهة، لأنّ خيالي قاصر ولا يسعفني على أمر آخَر.
الرئيس الأمريكي، في ولايته الثانية والأخيرة، تكشّف عن تمساح، بخصوصنا نحن الفلسطينيين، تماماً مثلما كان في ولايته الأولى. وتماماً مثلما كان قبله كلُّ رؤساء أمريكا.
إسرائيل أعلنت الحرب الجديدة علينا، واستعملت جبروت سلاح جوّها، المكوّن بالأساس من الطائرات والمقذوفات الأمريكية، وجُنّت تنكيلاً وإرهاباً وهي تشرب من دم غزة المنهكة بالحصار. ومع هذا، يخرج تمساح أمريكا، في ذروة الهول، ويقف "مع حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها". ولن أضع علامة تعجّب. فهذه العلامة صارت دليل سذاجة في زمن اليانكي الأمريكي.
الآن، وقد حلّت "التهدئة"، التي هي فسحة التقاط أنفاس بين حربَيْن، لنرَ حصاد "هذه الجولة" كما تسمّيها الصحافة العبرية.
164 شهيداً، أكثر من ربعهم أطفال. أما عن نسبة النساء فيهم، فلا تقلّ عن عشرات، وأغلب الباقي مدنيون.
1276 جريحاً ومُصاباً، غالبيتهم العظمى من المدنيين أيضاً.
1500 طلعة جوية لطائرات الإف 16، وحوالي 5000 صاروخ "غير بدائي مثل صواريخنا" اُلقيت ك "وجبات سريعة" على المباني السكنية ومقرات الوزارات وغيرها. (اختفت طائرات الأباتشي، لأول مرة في هذه الحرب، والفضل يعود لخوف الإسرائيليين من وجود مضادّات ناجعة).
أما عن الويلات والعذابات التي خلّفتها الحرب، فلا تسل. الآن فقط، ستبدأ محاولات المكلومين في لملمة الجراح وتضميد الأحزان.
باختصار: هذه حرب قامت في الأساس ضد مدنيين عزّل. كما هي سابقاتها وكما ستكون لاحقاتها. فقطاع غزة هو أكبر علبة سردين في العالم، وأينما تضرب فستضرب لحماً. أما خرافة "بنك الأهداف" التي تتخذها إسرائيل ذريعة لكل حرب، ويتنطّع قادة مخابراتهم ومستواهم السياسي بها، فهي، كما يعرف أهل القطاع على جلودهم: "مجرّد خرافة". ذلك أنك لست في مواجهة دولة لها جيش نظامي ومقرّات ومطارات وأماكن تخزين عتاد ..إلخ.
العدوان الإسرائيلي منذ اللحظات الأولى، شرع في قصف المباني السكنية والأراضي الزراعية الفارغة، لأنه يعرف جيداً أن لا وجود لأهداف عسكرية في "بنك الأهداف".
ومع كل هذا وما قبله وما سيأتي بعده، يخرج تمساح اليانكي الأمريكي، ويقف بحزم مع "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها" أمام هجمات البرابرة. أي دفاع أيها الأعمى؟ ومَن المعتدي؟ ومن البادىء؟ ومن القاتل ومن القتيل؟
لسوء الطالع، لا توجد إمبراطورية أخلاقية في تاريخ البشر المنكودين. لكنّ إمبراطوريتك التي نتمنى لها الزوال بأسرع وقت، فاقت التصوّر. فاقت التصوّر في: قلب الحقائق. احتقار الحقيقة. والإطاحة بكل ما راكمه الآدميون عبر التاريخ من محاولة الرقي بالبشرية من مرتبة القرد إلى مرتبة الإنسان.
أيها التمساح الآكل حقوق شعب محتل أعزل. الواقف ضدّ مسعانا حتى لنيل الاعتراف ب "دولة غير عضو لها صفةُ مراقب". يا قاتلنا بسلاحك ومالك ومواقفك. لا يوجد لدينا ردّ على ترّهاتك هذه غير ردّ وحيد: طي صفحة الانقسام البغيضة، والعودة لوحدة شعبنا وقضيتنا وهدفنا. ولتلك "الثوابت القديمة" التي يؤكّدها كل "واقع جديد"، وأوّلها: "المقاومة بجميع أشكالها". خاصة وأننا جرّبنا الجري خلف سلامكم السرابي عشرين سنة، فزاد عطشنا عن ذي قبل، وتشقّقت الألسنة!
التعليقات
الغرقد
عبد السلام -الغرقد هي شجرة في تفضح اليهود في الحروب، ونام القسام جنب الغرقد، لولا اوباما ومرسي لكان اكثر
الغرقد
عبد السلام -الغرقد هي شجرة في تفضح اليهود في الحروب، ونام القسام جنب الغرقد، لولا اوباما ومرسي لكان اكثر
إلى من يهمه الأمر
ن ف -يمكنك أن تتهم أي إنسان بالسذاجة إلا الشاعر! فهل شاعرنا الغزّاوي ساذج! الفلسطينيون يختلفون على موسم قطاف الزيتون فما بالك بالسياسة! فلسطين أصغر من أصغر ولاية أمريكية مساحة ولكن فيها حكومتين. وفيها أيضاً رئيسين ومرشد روحي. وكذلك جيشان وعشرات من الأحزاب التي تختلف على رؤية الهلال في شهر رمضان مثلما تختلف على شروق الشمس: هل ستشرق شمس فلسطين (غداً) من الغرب أم من الشمال؟! لقد تمخضت معاناة الشعب الفلسطيني (الذي احبّه) عن منظمة التحرير التي ترأسها يهودي ابن يهودي.. تنازل عن الأرض شبراً تلو الآخر حتى اكتفى بـ رام الله (ويا خوفي من الله). ثم جاء أبناء أحمد ياسين، الصنيعة الاسرائيلية العجيبة، ليؤسسوا إمارة قندهار الغزاوية التي تمكنت (بفضل الله عزّ وجلّ) أن تفرض على الغزاويات أنْ يُنجبن 12 طفلاً كحد أدنى عملا بالحديث الشريف (تناكحوا تكاثروا فإني مباهٍ بكم الامم يوم القيامة). وقد فات أهل غزّة أنّ الكثرة لا تعني شيئاً في تحرير البلدان! كَم من فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ! صدق الله. أعتقد أنّ الله يحب العلم والعلماء ويمتعض من الجهل وأهله. لقد آن الأوان لأهل فلسطين أن يغسلوا أيديهم من جمهورية رام الله الكاريكاتورية. ويغسلوا أيديهم أيضاً من إمارة غزّة القندهارية. لقد آن الأوان لشعب فلسطين أن يثور بوجه ديكتاتور المنظمة وطاغوت الاسلام السياسي. لقد آن الاوان لتحرير فلسطين على الطريقة الفلسطينية.
إلى من يهمه الأمر
ن ف -يمكنك أن تتهم أي إنسان بالسذاجة إلا الشاعر! فهل شاعرنا الغزّاوي ساذج! الفلسطينيون يختلفون على موسم قطاف الزيتون فما بالك بالسياسة! فلسطين أصغر من أصغر ولاية أمريكية مساحة ولكن فيها حكومتين. وفيها أيضاً رئيسين ومرشد روحي. وكذلك جيشان وعشرات من الأحزاب التي تختلف على رؤية الهلال في شهر رمضان مثلما تختلف على شروق الشمس: هل ستشرق شمس فلسطين (غداً) من الغرب أم من الشمال؟! لقد تمخضت معاناة الشعب الفلسطيني (الذي احبّه) عن منظمة التحرير التي ترأسها يهودي ابن يهودي.. تنازل عن الأرض شبراً تلو الآخر حتى اكتفى بـ رام الله (ويا خوفي من الله). ثم جاء أبناء أحمد ياسين، الصنيعة الاسرائيلية العجيبة، ليؤسسوا إمارة قندهار الغزاوية التي تمكنت (بفضل الله عزّ وجلّ) أن تفرض على الغزاويات أنْ يُنجبن 12 طفلاً كحد أدنى عملا بالحديث الشريف (تناكحوا تكاثروا فإني مباهٍ بكم الامم يوم القيامة). وقد فات أهل غزّة أنّ الكثرة لا تعني شيئاً في تحرير البلدان! كَم من فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ! صدق الله. أعتقد أنّ الله يحب العلم والعلماء ويمتعض من الجهل وأهله. لقد آن الأوان لأهل فلسطين أن يغسلوا أيديهم من جمهورية رام الله الكاريكاتورية. ويغسلوا أيديهم أيضاً من إمارة غزّة القندهارية. لقد آن الأوان لشعب فلسطين أن يثور بوجه ديكتاتور المنظمة وطاغوت الاسلام السياسي. لقد آن الاوان لتحرير فلسطين على الطريقة الفلسطينية.
تصحيح معلومات
متابع -بلغ عدد الشهداء حتى هذه اللحظة 174 شهيداً.والجرحى والمصابون 1400 بالضبط.الرحمة لشهدائنا, والشفاء العاجل لجراحانا.
تصحيح معلومات
متابع -بلغ عدد الشهداء حتى هذه اللحظة 174 شهيداً.والجرحى والمصابون 1400 بالضبط.الرحمة لشهدائنا, والشفاء العاجل لجراحانا.