أصداء

حرب غزة.. أسرار وخفايا

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك



لا يختلف اثنان من أبناء شعبنا وامتنا وأحرار العالم على شجب العدوان على غزة وعلى الشعب الفلسطيني، ولا يوجد أدنى شك بالفرحة والاندهاش التي حققتها صواريخ المقاومة بغزة وما ترتب عليها من مشاهد الذعر التي دبت في أوساط الكيان الصهيوني.
واعتقد هنا وبعد أن هتف الهاتفون للانتصار ووزعت الحلوى ورفع العدوان عن غزة وحقنت دماء الأبرياء والأطفال والنساء من أبناء شعبنا، فلابد لنا أن نقف ونعيد قراءة المشهد من زوايا أخرى ومن أبعاد مختلفة.
وهنا تتراكم علينا التساؤلات التي نجد لبعضها إجابة ويبقى البعض الآخر بحاجة لمزيد من الزمن لإماطة اللثام عن إجاباته وحقائقه :
-وتتركز علامة الاستفهام الأولى الكبيرة وراء المرامي والدوافع الأساسية من وراء العدوان؟
-ولماذا اختارت إسرائيل العودة للعدوان من جديد بعد أربع سنوات رغم التجربة القاسية التي اختبرتها في العدوان السابق؟.
-ولماذا تعلن إسرائيل وعلى لسان الصف القيادي الأول بأنها ستمحي حماس عن الوجود، رغم قناعتها المطلقة بأن حكم حماس بغزة خارج احتمال قدرتها في هذه المرحلة!!
-ولماذا تخوض إسرائيل حربا معلومة النتيجة العسكرية سلفا؟؟
-وهل سنسّلم بالتفسير العربي للحرب بان نتنياهو يخوض الحرب لأغراض انتخابية؟ رغم أن فوزه بالانتخابات حقيقة مسلم بها بحرب أو بدونها !
ومن متابعات على الأراض بات من الواضح أن ما خفي في الاتفاق أكثر مما ظهر، لأنها المرة الأولى التي ترعى فيها الولايات المتحدة مثل هذا النمط من الاتفاق..
وفي خضم هذا الكم الكبير من الأسئلة المفتوحة لابد لنا من عبور محطات المصالح والفوائد والمنافع لجميع أطراف اللعبة محليا وإقليميا وعالميا المترتبة على إعلان الهدنة :

حماس :
-تمكين حماس كحركة سياسية تقود الشعب الفلسطيني
-ترسيخ نجاح مشروع حماس في (دولة غزة )
-كسر الحصار وفتح المعابر ووقف اغتيالات قيادة حماس
-الاخذ بنشوة الانتصار والتراخي
-تمكين الصقور بحماس من رفض خيارات المصالحة

اسرائيل :
-التمتع بهدنة طويلة الامد مع غزة..وتركيز الطاقات والإمكانيات نحو الضفة..
-اخراج حماس وفصائل المقاومة من المقاومة
-ترسيخ واقع الكيانين الفلسطينيين (ضفة وغزة ) المنفصلين اصلا جغرافيا وسياسيا..
-اخذت فرصة لاختبار منظومة الردع الصاروخي لديها (القبة الفولاذية )
-اخذت علما وتقديرا استراتيجيا بالقدرات العسكرية لحماس وفصائل المقاومة
-اخذت تقديرا لواقع الجبهة الداخلية..
-اخذت تقديرات وتحليلات امنية لردود الافعال الممكنة لسكان الضفة..
-خسرت هيبت جيشها من خلال سقوط حقيق القدرة على الردع وحماية الامن الاستراتيجي للعمق الاسرائيلي..

مصر :
-شرعنة العلاقة الأمنية والسياسية مع الكيان الصهيوني.
-ارضاء سيد البيت الابيض وما يترتب عليه من تحقيق مكاسب خاصة لدى واشنطن
-حماية المشروع الحمساوي...على اعتبار حماس الفرع الفلسطيني لحركة الاخوان العالمية
-عودة مصر وبقوة كأكبر جهة لعقد الاتفاقيات الاقليمية وضمانتها..
امريكا :
-ترويج تسويات إقليمية جدية للمنطقة
-اخراج حماس من معادلة الصراع الفعلي مع اسرائيل
-خسارة نتنياهو لقوة الضغط التي يمارسها على الرئيس الامريكي تجاه ارغام واشنطن على المشاركة بعمل عسكري ضد ايران

السلطة :
-مزيد من الاحراج للسلطة في ضعف الخيار السياسي السلمي للحل (شبه الفاشل )..مقابل الحل العسكري المدوي لحماس بغزة
-مزيد من الاستيطان والتهويد وقضم الارض الفلسطينية بالضفة والقدس..
-مزيد من القلاقل الداخلية
-مزيد من العزلة العربية والإقليمية لصالح حماس

ايران :
-اخراج حماس من محور ايران سيعود ليضفي على ايران صفة الطائفية التي تسعى جاهدة للخروج منها
-تنكر حماس لإيران سيكون بمثابة تقليم اظافر للدور الايراني بالقضية الفلسطينية والمنطقة
-حسم خروج الورقة الفلسطينية الرابحة من الحضن السوري
-زيادة مخاوف (امريكا وإسرائيل )من مغبة المضي قدما في تبني الحل العسكري مع ايران خوفا من المفاجئات المتوقعة.

تركيا وقطر:
-اضعاف النفوذ الايراني بالمنطقة وتقوية محور عرب الاعتدال على حساب محور الممانعة بقيادة ايران..

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ماذا بعد
احمد حسان -

من الواضح ان الكاتبة وضعت يدها على بعض الخفايا غير المعلنة فمن غير المعقول ان نسلم بان الامور سهلة زيادة عن المنطق ، اخشى ما اخشاه ان اليهود وكعادتهم سينقلبون على الهدنة لفرض حسابات جديدة وطبعا الخاسر دوما الشعب الفلسطيني لان الحكام العرب لم يعد الدم الفلسطيني بصلب اهتماماتهم بقدر ارضاء سيد البيت الابيض بانهم الحراس والمناء على المشروع الصهيوني ، ومصر الاخوان اليوم بحاجة للباسبور الامريكي للعبور لمعادلة المنطقة والبقاء بالحكم ولايجاد البديل السني لمواجهة الوحش الايراني الشيعي ، وهنا لا بد ان يدرك الفلطينيون ان قوتهم الحقيقية بوحدتهم وصمودهم ..

اصغر كاتبة
مدون فلسطيني -

مقال ممتاز لكاتبة ولدت اواسط التسعينات.

اللهم أحمى فلسطين وأهلها
محمد صادق العديني -

بورك فيك وفي قلمك المتميز أيتها الياسمين الحره

قراءة لقراءة ياسمين
محمد شنيني -

لقد فتحت الكاتبة ابواب الأسئلة المفصلية خصوصا بما يتصل بواقع التشظي الفلسطيني ( ضفة وقطاع )حقيقة تبرز اسئلة ياسمين بصيغ الالحاح الذي لابد ان تستوعبه حماس وفتح بالدرجة الاولى الأمر الذي ل يغيب معه الأثر الرجعي اللازم استيعابه من جنوح الكيان الصهيوني الى العدوان واهادافة التي استطاعت ياسمين ان تفرز قدرا مهماً منهابارك الله ياسمين ونضج رؤيتها المبكر وهدى الشمل المتشظي للالفة والالتحام والله المستعان

إغتيال الجعبري ؟
أحلام أكرم -

ظهر جليا أنه كان هناك شكل من أشكال المفاوضات السرية ما بين الجعبري (حماس) وبين إسرائيل ..؟؟؟ تصريح جيرشن بان الجعبري كان وراء صقفة تبادل الأسرى الفلسطينيين مع جلعاد شاليت وأنه كانت هناك مفاوضات سرية أخرى يضع اسئلة أكبر بكثير مما طرحته الكاتبة المتميزة .. خاصة ومع الوجود المصري على الساحة .. إضافة بأن إيران كانت موجودة بقوة من خلال صواريخها وأيضا من خلال الشكر الكبير الذي قدمه كل من خالد مشعل وزميله على الشبكات الإعلامية..

حرب غزة
المتعجب -

من اهم خفايا الحرب على غزة هو حاجة اسرائيل الى هدنة مع حماس وبكفالة مصررية وذلك بسبب ان اسرائيل تعد العدة لتوجيه ضربة عسكرية لإيران ...هذا هو اهم مافي الموضوع..الحرب كانت مفتعلة ورد حماس كان متوقع من قبل اسرائيل

شعب فلسطين سينال حقوقه
مواطن عربي مهاجر -

الكاتبة: ياسمين غسان شملاوي. العمر: 17 عام. الهوية: فلسطينية الدم والهوى والملامح. العنوان: مدينة عصية على الكسر والغياب - نابلس جبل النار. وتكتب مقالة موضوعية شاملة متكاملة ولا الحكواتي محمد حسنين هيكل المغرم بالوثائق والتحليلات الإستخباراتية والعَوَر والحَوَل؟؟؟!!! لاحظ أنا لا أُقارنها بالكتّاب المبرمجين على موجات معيّنة واللي ضررهم أكثر من نفعهم؟؟؟!!! فعلا: شعب لديه مثل ياسمين لن يذهب لغياهب المجهول ابدا. الزبدة: بغضّ النظر عن رأي الكاتبة ياسمين شملاوي وتحليلها، أنا أفتخر بهذه الروح الشاملة والصياغة الراقية. شكرا للكاتبة وحيّا الله زهرات فلسطين. برافو ياسمين وإيلاف.