أصداء

الثيوقراطيات المنتخبة!

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أيها المصريون اطيحوا به قبل ان يتغول عليكم ويصبح فرعوناً آخراً في سلسلة الفراعنة الجدد في مصر الجريحة. انظروا الى قصة معبرة ومشابهة لقصتكم حدثت في العراق، رئيس حزب اسلامي تأسس اثناء الحرب الباردة للوقوف بوجه الحزب الشيوعي العراقي الذي كان يتمتع بشعبية كبيرة انذاك، مما اقلق المعسكر الغربي برئاسة الولايات المتحدة الامريكية والتي اوعزت لحليفها الاكبر في المنطقة آنذاك، شاه ايران للبدأ بمسلسل تسييس المذهب الشيعي في ايران والعراق وباقي الدول الشيعية، كما سيسوا المذهب السني في مصر وباقي الدول السنية، اي ان حزب الدعوة الاسلامية هو النظير او التوأم لحزب الاخوان في مصر، كونهم ينافقون بادعائهم للديموقراطية التي هي تتعارض مع ثيوقراطية الاسلام الذي يمتهنوه (انما الحكم لله)، والاهم هو انهم خارجون من ذلك الرحم المبارك!

فشاءت الاقدار ان يعاد تصنيع وتكرير ذلك المنتوج الغير صديق للبيئة والمضر للاستهلاك البشري، فنراه عاد وبقوة في تونس وليبيا ومصر وغزة والعراق وقريبا في سورية وبنجاح ساحق! فالصانع انتج بضاعتين وفي وقت واحد خلال حربه الباردة مع الخصم ( المعسكر الشيوعي )، المنتوج الاول هو القومية المسيسة والمتمثلة بالاحزاب الناصرية والقومية والبعثية وغيرها من التيارات العروبوية المسيسة، والتي انتهت مع انتهاء تلك الحرب بتفكك الاتحاد السوفيتي في مطلع تسعينيات القرن الماضي، اما البضاعة الاخرى التي هي مجال بحثنا اي الاسلام السياسي، فهي كالموضة التي يعاد العمل بها بعد ثلاث او اربع عقود من الزمن، من اجل المغالاة في البيع والربح الفاحش من قبل تجارها. ومن مفارقات الشبه بين المنتمين الى المنتوج الاسلامي بشقيه السني والشيعي، هو انه بمجرد الوصول الى سدة الحكم (من خلال الانتخابات طبعاً ) يتغول ذلك الحزب الديني "الشديد الحب للفقراء" ويتغير مفعوله تجاه حتى من انتخبه على الرغم من جودة الصناعة الامريكية، من خلال تجربتنا مع سيارات شيفروليه وجيب وغيرها ناهيك عن الايفون والايباد الرائعين.

فمالكي العراق ومن خلال تجارب مريرة خاضها متعثراً بحكم ذلك البلد الذي كان صعباً حتى على امير المؤمنين الامام علي ابن ابي طالب (ع)، وصل الى نتيجة براكماتية ميكافيلية بحتة وهي الاقتداء والسير على نهج معاوية! وان كان يدعي الولاء للامام علي (ع)،

فنراه بالاضافة الى الاغتيالات السياسية بالجملة التي قام ويقوم بها، لجأ الى التسقيط والتشهير بمناوئيه السياسيين من خلال تسييس القضاء في العراق، مستغلاً ضعف القاضي الاول وخوفه من ان تناله يد اعوان المالكي، فأصبح لا يتقن سوى ان يوقع على احكام صادرة من قبل المالكي ومكتبه، كما كان يحدث في عراق الطاغية صدام.

فنجح بذلك في التخلص من الكثيرين من معارضيه بحجة الارهاب السائد في عراق حزب الدعوة الاسلامية وعلامته المميزة، والتي بدأت رائحة الظلم والفضائح تفوح من مطابخ المنطقة الخضراء في بغداد، فبعد ان كشفت مصادر اوروبية محايدة براءة عضو البرلمان محمد الدايني وعفوه عن مشعان الجبوري، ومن يدري ربما غداً يحمل لنا صلحاً قريباً مع طارق الهاشمي المحكوم بالاعدام مرتين؟؟

لذلك نرى تركيا وقطر لم يهتموا بالقرارات القضائية العراقية الصادرة عن محاكم المالكي وحزبه، ولم يسلموه الى العراق رغم النداءات الكثيرة الصادرة عن ازلام المنطقة الخضراء، ولهم الحق في ذلك حيث انعدمت الثقة بكل ما تقوله حكومة الولاء الايراني، وفقدت مصداقيتها داخلياً وخارجياً، فلا نستغرب يوما ان يبرأ محمد يونس الاحمد او عزت الدوري او حتى رد الاعتبار لصدام واعتباره شهيداً! فالمالكي (النوع) هو الناطق بإسم السماء وهو من يزكي الانفس!!

ولكن النسخة السنية من ذلك المنتوج القديم والمتمثلة في اخوانجية مصر تسرعت كثيراً عندما قام ممثلهم محمد مرسي بانقلابه السريع جداً على السلطة القضائية، واعطاء صلاحيات اكبر لرئيس الجمهورية وهو لم يكمل الستة اشهر من حكم مصر. فيا مصريون هذه هي الخطوة الاولى على طريق التغول والاستبداد بحلته الجديدة والمتمثلة "بالانتخابات"، فحذاري ان تسكتوا عليه فتصبحوا كاخوانكم العراقيين الذين بقدرة قادر تخلصوا من دكتاتور لينتخبوا آخر بأيديهم!

فكيف تكون الدكتاتوريات اذن؟

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
احزاب ميكافيلية
محمد الصكر -

الاحزاب الدينية الشيعية والسنية لا تمت للدين بصلة ولا بروح الاسلام انما عندها الغاية تبرر الوسيلة ولو وصلت حد القتل وانتهاك الاعراض ..وكما قيل " عقائد تغلف المصالح" فهم يتخذون العقيدة الدينية وسيله لكسب السلطة والمال والجاه. فهذا حزب الدعوة او حزب النهب والفرهود يتخذ من ال البيت والمصاب الاليم في كربلاء مطية للسيطرة على ملايين الشيعة العراقيين وسرقه اموال العراق وتحويل العراق الى محافظة ايرانية كرد الجميل لاحتضان ايران لهذا الحزب الطائفي الصفوي.وبالمقابل يقوم الاخوان المسلمون باتخاذ الدين كوسيلة للقفز على السلطة واحتكارها بايديهم بشتى الاساليب الملتوية وكانهم احدى عصابات المافيا للسيطرة على البلاد والعباد وهم ابعد خلق الله عن دين الاسلام الحنيف والمضحك ان اغلبهم يخرجون بجباهم الموسومة او المصبوغة بعلامة السجود الكاذبة ..فذاك يمسك في قضية اخلاقية واخر يقوم بعملية تجميل واخر في قضية نصب واحتيال وهلم جرا ...والنتيجة لا تتطور الامم وترتقي انسانيا الا بابتعاد الدين عن الدولة وغير ذلك كله كلام فاضي وضحك على الذقون. ونقطة اخرى تجد الاغلبية من مدعي الدين واصحاب العمائم اما من خلفيات عائلية متدنية المستوى او خلفيات فكرية وثقافية فاشلة فيجدون الدين هو الملاذ الوحيد للحصول على المال والجاه الذي لا يحلمون به ولو بعد مئة عام ..

فوائد الباذنجان
سلام -

لا تلومون امريكا .. بالعكس فانها خدمتنا من حيث لا نحتسب ، فهي كشفت دجلهم وخداعهم للشعوب التي كانت مخدوعة بهم بعد ان اوصلتهم الى الحكم لتعرية مشروعهم النفاقي . فعلامات السجود يا اخي رقم 1 هي ليست بالصبغ الذي طاح من زمان ! بل هي بيتنجانة محروقة تلصق على الجبين ! وتعاد العملية كم مرة من اجل ان يبقى هذا التشويه الاخلاقي الى الابد ،فهم كالمتسولون في الدول الفقيرة يقطعون اعظائهم من اجل الاسترزاق بالدجل .

لم ولن نتبع ملتهم
الناصر صلاح الدين -

ونتعجب على غضب السماء علينا ! مقال تكفير وتشهير بدين الله ، فهو لم يرضى لا على السنة والجماعة ولا على الشيعة كأضعف الايمان فماذا يريد ان نغير ديننا ليرضى جنابه عنا ؟(لا ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم ) فالف تحية للاخوان المسلمين اينما وجدوا فهم امل الامة الوحيد .

نظرة على التاريخ
مهتم -

التاريخ يعاد من جديد ، فتركيا العثمانية المستبدة راعية الاسلام السني هاهي تعود وبقوة لاحياء امجاد الماضي الاليم .وايران الصفوية الحاقدة التي عادت منذ اكثر من ثلاث عقود لتقود العالم الشيعي مرة اخرى وبقوة تزداد يوما بعد اخر . فهذا هو زمن عودة الامبراطوريات من ثاني كما وصفها الكاتب بعودة الموضة.فكل هذا يحدث بالاتفاق الامريكي المسبق مع العثمانيون والصفويون الجدد ، والضحية كالعادة هم نحن الشعوب التي لا حول لها ولا قوة حتى بالله ! فالله تعالى لا يحب عبده الخنوع المستكين وان كان مسلما ، بل يحب العبد المثابر القوي وان كان غير مسلم .الحمدلله على وجود هذا المنبر الاعلامي الحر ايلاف التي يخدم الدين الحنيف ويساهم في صحوته وعودته ناصعا حقيقيا .

لا نريد ارانبكم
مظلوم -

نعم والله لقد ضَلَمَنا الاسلاميين كما ضَلَمَنا القوميين ، يذهب جمال وصدام واسد وخميني ليأتي مرسي ومشعل وغنوشي ومالكي ! الله يلعن ابو امريكا ، تريد ارنب اخذ ارنب..تريد غزال اخذ ارنب !يعني في كل زمان ومكان ارانب امريكا وارانا . 

هوليوود
توم كروز -

ما هذه المقالات يا اخوة الايمان في ايلاف ؟ فكاتبكم سينياريست سينمائي بارع تبارك الله ، سؤالي هل كتب شيئاً الى هوليوود ؟ ماهذا الربط بين عقيدتين بعيدتين الواحدة عن الاخرى بعد السماء عن الارض .فأين هو القاسم المشترك بين حزب الاخوان العريق المؤيد من قبل مئات الملايين في العالم الاسلامي ، والذي اسسه الامام البناء رحمه الله وبين حزب صغير غير معروف اسسته المخابرات الامريكية بواسطة شاه ايران آنذاك كما ذكر تم،ولا مضر للبيئة سوى العلمانية التي اوصلتنا الى ما نحن عليه اليوم .فالاسلام لو ترك وشأنه سيبني الامة ويعيد اليها امجادها الاصيلة .انظروا الى الاسلام كيف يعود بقوة ليقضي على كل ما يمت للانحراف العقائدي بصلة .بدأ الاسلام غريبا وسيعود غريبا .. وطوبى للغرباء .

حرام
محمد أمين -

حرام تشبيههم بالايفون والايبات الجميلين والله حرام ! قتلة .. لصوص .. كذابين لم يقدموا لنا الا الدمار والدماء والفقر والمرض والخوف والاحباط .لعن الله الاسلام السياسي بكل اصنافه كونها تمتاز بالكذب شعاراً وبالنفاق قدوة وبالدم المراق هدفاً وبالتجويع حلماً وبالاذلال املاً ، فهل عبئاً على سمعة الخالق قبل سمعة الرسول الكريم اثقل منهم .

الربيع الحقيقي قادم
متذمر -

ان ما حدث في العالم العربي مؤخراً لم يكن ربيعاً عربياً بقدر ماهو اسلامياً متطرفاً ، كان يتربص بنا بعد ان ضعف الطغاة وملت الشعوب منهم .لذلك فان الربيع الحقيقي والدائم هو بخلاصنا من حكم المنافقين اللصوص الذين وصلوا اليها على دمائنا وآلامنا .

العدالة المفقودة
ناصيف -

الحقيقة تمعنت في قراءة مقالكم فرأيت فيه نوعا من الاجحاف بحق الاسلاميين، فأنتم حملتوهم وحدهم كل الاخطاء والمشاكل ، وهنا اطرح سؤال هو ما دوركم انتم النخب الليبرالية في عالمنا العربي ؟ ماذا قدمتم ؟ فقط جعجعة الكلام وقلة الافعال . وما هو الفرق بينكم وبين الاسلاميين وانتم تدعون العدالة في حكمكم لو آلت لكم ، وهذا هو نفس ما قالوه قبل حكمهم ولم ينفذوه ، فهل تستطيعون اقناع الشارع (بالفعل لا بالكلام) على انكم احسن من اولائك الذين تقتلون بانتقاداتكم الاذعة لهم كل يوم وكل ساعة وكل دقيقة ،انا قصدي ما هي اجندتكم الحقيقية ، وكيف تطبقونها ان وصلتم اليها ؟ الم تعترفوا بهزيمتكم في شارعكم العربي والاسلامي ؟ باختصار شديد شارعكم رفضكم بانتخاب خصومكم الاسلاميين ، فعليكم احترام تلك الاراء وان كنتم لا تتفقون معها .

مخاصمين للصدق
صادق ان شاء الله -

كيف تنتخب الثيوقراطية ؟ والله لا اعرف الحاكم العلماني الغربي يقول انه يطبق القانون الوضعي المدني والديموقراطية جزء منهاوالتي معناها حكم الشعب ، والتي تترتب عليها القوانين المعمول بها حالياً واغلبها مشتق من القانون المدني الفرنسي ،مثل تأشيرات الدخول وتقنين دخول الاجانب وترسيم الحدود مع دول الجوار وغيرها من الامور المعروفة ، اما الحاكم الاسلامي وخصوصاً المنتمي لحزب ايديولوجي مثل الاخوان في كل الدول العربية او حزب الدعوة في العراق ،الذي نشأ على عقيدة متطرفة مبدأها هو لا شرعية لحكم غير حكم الخلفاء تعلمها من اشياخ متطرفين ، او لربما ارهابيين ، كيف يطبق حكم غربي وضعي كافر او يتكلم عن الانتخابات وكأنه اوباما او ساركوزي فهذا لا يمكن الا بالنفاق والكذب على نفسه اولاً كونه لا يعتقد بها .لذلك نراه يعيش مجموعة من العقد النفسية والتي تجعل منه مريضا ولئيما وساديا يغالي في الاستبداد من اجل البقاء في الحكم ،كون كل ذلك في نظره هو في عين الله ! فبعقيدته ان حكمه فيه الكثير من مرضاة الله ، فبسبب تلك العلاقة الغريبة والملتوية التي يتبعها مع الخالق ، ولدت مآسينا ان كان في الماضي في عصر الخلافات الامبراطورية او عصر الثيوقراطيات الهجينة .