فضاء الرأي

الغرب والمعضلة الشرقية

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

نقصد بالغرب هنا العالم الحر الذي يتركز أساساً في أوروبا وأمريكا الشمالية، ونقصد بالشرق منطقة الشرق الأوسط المتحدثة بالعربية، والتي قد تتسع لتشمل ما يعرف بالشرق الكبير، الذي يبدأ من باكستان وينتهي عند المملكة المغربية على شاطئ الأطلنطي، ونقصد بالمعضلة العلاقة الإشكالية بين الطرفين، وما يبدو للمراقب الخارجي وكأنه تخبط وتناقض في مواقف الغرب من الشرق، وكأنها تتأرجح يمنة ويسرة دون ضوابط مفهومة، علاوة على تناقضها أياً كانت مع مبادئ الحداثة والحرية وحقوق الإنسان التي تعيش عليها وترفع راياتها شعوب الغرب.
بدا الغرب بقيادة الولايات المتحدة حليفاً لأنظمة المنطقة الديكتاتورية، تلك التي لا تعترف بديموقراطية ولا بحقوق إنسان، وظل الوضع كذلك حتى بدايات ثورات ما سمي بالربيع العربي، حيث كانت ردود الأفعال الأولى التي صدرت عن أمريكا مثلاً هي التخوف من سقوط هذه النظم، رغم رفع الجماهير الثائرة لشعارات الحرية والكرامة الإنسانية، وفي حين أن العالم الغربي كان حريصاً طول الوقت على الظهور بمظهر من يستحث هذه النظم على الالتزام بهذه القيم، وعلى القيام بخطوات إصلاحية باتجاهها، ثم سرعان ما انقلب الغرب ليؤيد هذه الثورات، بعد أن لمس جديتها وقدرتها الفعلية على تغيير الواقع الذي بدا ردحاً من الزمن وكأنه أبدي، ليدخل الغرب مرحلة جديدة يبدو فيها داعماً للجماعات الإسلامية التي أنشبت مخالبها في الشعوب وقفزت على كراسي الحكم.
هناك تصور سهل وطريف لرؤية هذه الإشكالية أو المعضلة وتفسيرها، وهو تبني نظرية المؤامرة، وبمؤداها نرى الشعوب الغربية كارهة للإسلام والمسلمين، وتعمل بشتى الطرق على إضعافهم، فتارة تلجأ تحقيقاً لهدفها إلى الاستعانة بالنظم الديكتاتورية لتقهر الشعوب وتدخل بها إلى مجاهل التخلف الاقتصادي والعسكري، وتارة أخرى تستعين بالجماعات الإسلامية لترجع بالشعوب إلى قرون عديدة خلت، وتمزق وحدتها الوطنية بالفتن الطائفية، ربما أيضاً تمهيداً لمخطط التقسيم الذي تضمره لدول المنطقة!!
جميل هو وممتع استشعار الاستهداف والظلم الذي يهبط علينا من سماوات دول وشعوب حاقدة كارهة لنا نحن الأنقياء الأطهار الطيبين، وبالتأكيد من الألطف والأظرف أن يكون وصول الإخوان أو من هو أسوأ منهم للسلطة هنا وهناك نتيجة مؤامرة أمريكية صهيونية قطرية سعودية، لنظل إلى الأبد نحارب طواحين الهواء، بالتوازي مع تمكن الظلاميين من تخريب سائر بلاد المنطقة تماماً، فمحاربة طواحين الهواء سهلة وميسورة، ولا تقتضي أكثر من تدبيج المقالات، والظهور على شاشات الفضائيات التليفزيونية، نتقمص فيها دور العالمين بالخفايا وبواطن الأمور، فنسرح في تأويلات وتحليلات وتهويمات، كلما كانت أكثر شذوذاً وسفاهة كلما دلت على قدرتنا الفائقة على التحليل، وامتلاكنا لرؤية ثاقبة لا يقدر عليها إلا من يماثلنا في العبقرية، بجانب العبارات الحارة المفلفلة على مواقع التواصل الاجتماعي بالشبكة العنكبوتية.
صعب علينا الاعتراف بالحقيقة المُرَّة، أن ماتبدى حتى الآن نتيجة ثورات الربيع أو الخريف العربي وكأن شعوبنا لديها الاستعداد لقبول الجهالات والعزوف عن العلم الذي تعجز عن استيعابه واستساغته، وكأنها تميل لاعتناق الكراهية وتعجز عن الحب حتى لنفسها، وأن حجم الخِسَّة والنذالة في شخصياتنا وسلوكياتنا مهول، أي أننا في ذاتنا المشكلة التي أعيت الشعوب الحرة في مداواتها، وأن ما يبدو منهم من تخبط أو تناقض إنما يعكس حيرتهم كيف يتعاملون معنا، وكيف يحافظون على مصالحهم، وفي نفس الوقت يدرأون عن أنفسهم شرورنا التي تفاقمت إلى حدود كان يصعب تصورها قبل بضعة سنين قليلة مضت.
نستطيع بالطبع أن نصب اللوم على من يرى "صورتنا" قبيحة أو يتصور فينا القبح، دون أن نفكر في "الأصل" الذي هو المصدر الأول (على الأقل) لهذه الصورة التي نعدها مشوهة، فلاشك أن الرؤية تختلف باختلاف هدف الرائي، فإذا ما غابت الموضوعية أو انتفت من القاموس، فإن الهدف يمكن أن يكون هو التخلص من عبء ما يجري من خيبات ونكبات، والبحث عن شماعة نلقي عليها بما يقض مضاجعنا وننوء بحمله، في هذه الحالة سنفترض بداية الفروض التي تريحنا وتحقق هدفنا، ثم نبدأ بعد ذلك في تأويل وتفسير الظواهر وفق هذه الرؤية، منتقين ما يدعمها مهملين ما يناقضها أو لا يخدم غرضنا في تبريرها وإثباتها، أما إذا التزمنا بالموضوعية، فإن الهدف سيكون هو محاولة تشخيص الحالة، كخطوة أولى نحو البحث عن علاج لاختلالاتها، واضعين نصب أعيننا أن التشخيص الصحيح يحتل أغلب المسافة بيننا وبين الحل المنشود لمعضلاتنا وإشكالياتنا، وفي هذه الحالة سوف نشرع بدرس حقيقي لمكونات الواقع وعناصره، دون انتقاء أو إغفال، معطين لكل عنصر وزناً يتفق مع حجمه الواقعي في التأثير على مجريات الأحداث، لنبدأ بعدها في رسم خريطة للتيارات والعلاقات التي تشكل الصورة، وبهذا نكون قد أوشكنا على العثور على الحلول المطلوبة، مادمنا قد وضعنا أيدينا على منابع الخلل.
في مقابل التفسير التآمري الذي سقناه أعلاه، والذي يكاد يجمع عليه الكل، نخباً وشعوباً في شرقنا الغارق في تهويماته وظلماته، نسوق رؤية أخرى تقول أن الغرب أو العالم الحر "احتار دليله معانا"، وأن ساسته وإداراته قد اقتنعت منذ فترة ليست بقليلة أن لا فائدة ترجى من محاولة إلحاق الشرق الأوسط وشعوبه بالعصر وقيمه وحضارته، وأن هذه الشعوب لا تستسيغ هذه الحضارة، كما تعجز عن مجاراتها، وأن الأسباب التي تجعل هذه الشعوب تتخذ هذا الموقف أقوى من أن يتم التعامل معها والتغلب عليها بإبطال مفعولها، فربما يرجع البعض منها لمقدسات أقوى من أن تقهر، وربما أيضاً هناك ما يمت للطبيعة الجغرافية والديموغرافية، وكذا الصفات البيولوجية للأعراق التي تستوطن هذه المنطقة، المهم أن الغرب ربما استخلص من محاولاته خلال العقود الماضية، ومن بعد الحرب العالمية الثانية حتى الآن، أنه لا أمل فينا في أن نصير جزءاً من منظومة الإنسانية المعاصرة.
لو صح هذا لكان من الطبيعي أن يحدد الغرب لنفسه هدفاً أكثر تواضعاً، هو الحفاظ على مصالحه، ووقاية نفسه قدر المستطاع مما قد يلحق به من الشرر المتطاير أو الموجه من حرائق تخلفنا، فصار ينشد الاستقرار والانضباط في المنطقة كحد أدني ضروري ولا غنى عنه، سواء جاء هذا الاستقرار على يد قوى عسكرية ديكتاتورية، أو عن طريق التيارات الدينية باعتبارها الخيار المفضل للجماهير في سائر دول المنطقة، وكلا الخيارين بالطبع مُرُّ بالنسبة للغرب، فكلاهما يتناقض مع نوعية الحياة الغربية ومثلها وقيمها، علاوة على العداء الصريح للتيارات الدينية تجاه الغرب المسيحي، لكن ربما كان لسان حال الساسة الغربيين إزاء هذا هو أن ترديد المقولة المصرية الشائعة "ما باليد حيلة"، لابد من الاستقرار الذي يحققه من يقبض على زمام الأمور، فإذا انصاعت الشعوب لديكتاتوريات العسكر فهم لهم حلفاء، وإن قلبت العسكر وجاءت بمن هم أكثر منهم همجية وتخلفاً وعداء، فلا محيص أيضاً من التعامل معهم، ورغم عداء هؤلاء الأيديولوجي للغرب، إلا أن اختيار الشعوب لهم بكامل حريتها سيكون بالتأكيد عاملاً مساعداً على تحقيق الاستقرار المنشود، ويمكن في هذه الحالة وبدعم تمكين هؤلاء الظلاميين من السلطة، أن يسهل دفعهم وتحريضهم على احترام الحريات وحقوق الإنسان، وأياً كانت درجة استجابتهم في هذا الاتجاه، إلا أنه سيخلق بالتأكيد حالة أفضل من العداء لهم، تخوفاً من أن يتكرر نموذج إيران في سائر دول المنطقة.
لو صح هذا التصور فإن هذا يعني أنه "لا يحك جلدك مثل ظفرك"، بمعنى أن الغرب لن يجلب لنا التحضر والتقدم ليسقيه لنا في كأس بلوري، وأن علينا أن نسعى نحن لتعديل ما بأنفسنا، وأن نجد طريقة لتنمية وعي جديد، وعي يختار الحداثة والحضارة، ويفارق إلى غير رجعة ماض متخلف غير مأسوف عليه، فإن تحقق هذا وصار واقعاً سياسياً واجتماعياً، فسوف يسارع الغرب والشمال والجنوب بالتحالف معنا ودعمنا، هو قانون طبيعي أن يزداد الأقوياء قوة، وأن يذهب الضعفاء إلى الجحيم!!
صحة ما ذهبنا إليه في هذه السطور ستكون إذن على المحك الآن، وقد قام الشعب المصري ثانية ليعدل مسيرة ثورته، وليسترد بلاده ممن اختطفوها، فبمجرد أن تثبت الجماهير المصرية التي تنتفض الآن ضد هيمنة الإخوان والسلفيين، أنها جادة في رفض التخلف وفي السعي لتأسيس دولة وطنية حديثة منفتحة على العالم، سنرى كيف يقف معها العالم الغربي شعوباً وحكومات، وذلك بأضعاف أضعاف ما رصدنا من مساندتها لإخوان الظلام والتخلف حين نجحوا في الوصول إلى السلطة، وحينها سندرك أن المعضلة الشرقية التي ظللنا طوال الوقت ننوح على ما تجلبه علينا من ديكتاتورية وتخلف كان حلها وفك شفراتها طوال الوقت بين أيدينا نحن، وليس بيد من تصورناهم وصورناهم وكأنهم أعداء أبديين لنا!!
kghobrial@yahoo.com

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
اسلامية رغم انف العلمانية
مصر -

الشعب المصري ليس الفلول وليس الكنيسة الأرثوذوكسية الخائنة وليس الفصيل العلماني العميل مصر أسلاميه أسلاميه رغم انف الكنيسة والعلمانية

الله ينور
السيد نصر الدين السيد -

عزيزى الأستاذ كمال ... تحليل فى السوادة ... الله ينور

مش حكاية اخوان
برسوم الرشام -

ا لحكاية مش حكاية اخوان او سلف الحكاية حكاية هذا العداءمن المسيحيين الارثوذوكس. المختفين تحت أقنعة العلمانية واللبرالية والالحادية أحذروهم يا اهل مصر الاسلام .

من ثمارهم تعرفونهم
مصري مش أرثوذوكسي -

لاحظوا كيف يشتم الكتاب الارثوذوكس الذين يدعون التحضر والتقدم مصر والمصريين وراقبوا مفرداتهم التي تنز بالإساءة والاحتقار والعنصرية والبذاءة ضد المصريين المسلمين ؟!!

من ثمارهم تعرفونهم
مصري مش أرثوذكسي -

لاحظوا كيف يشتم الاخوانيون الذين يدعون التحضر والتقدم مصر والمصريين وراقبوا مفرداتهم ضد المصريين؟!!

حكاية اخوان
برسوم الرشام -

ا لحكاية مش حكاية علمانيين الحكاية حكاية هذا العداء من الاخوانيين. المختفين تحت أقنعة الدين والتقوى والسلف الصالح أحذروهم يا اهل مصر الطيبين.

مصر
علمانية رغم انف الإخوانية -

الشعب المصري ليس الإخوان والتيار السلفي الخائن وليس الفصيل الإسلاموي العميل مصر علمانية علمانية رغم انف الإخوان والسلفية

الي الاقباط بدون لف
ابو الرجالة -

لن ينصلح حال مصر بدون لف ولا دوران واي حكومة تفشل ها يعملوا فتنة مسيحي ومسلم لالهاء الشعب وهي سياسة انجليزية اتبعها مبارك ومستمرة للان كل فشل يعمل فتنة طائفية لكي يتلهي الناس وهو ما يحدث الان والحل هو سرعة ترك مصر يفولون ان التحقيق مع المعتدين من هم المعتدين ؟ من سوف يحقق لكي يعرفوا من قتل الثوار الاسبوع الماضي هل جيش مرسي ام نيابة مرسي ام نائب عام مرسي ام مليشيات مرسي ام قضاء مرسي او شرطة مرسي من سيحقق في تعذيب المواطنية المسالمين وقد رايناهم كلنا مظاهرة حضارية مسالمة ولكن الاخوان انقلبوا وحولوها الي دم وقتل واعتداات واخذوا وظيفة الشرطة علنا امام الكل وامام الشرطة انفسهم ولا حل الا اقصاء مرسي بصفتة الان اصبح اسؤا من مبارك بل الة نفسة تاليها ومسنود بمليشيات القتلة المليشيات الخاصة بة يا اقباط من الاخر كدة اتركوا مصر ووفورا فلوسكم ومجهودكم في بناء بلد لا تريدكم ماذا في مصر الان الا الاخوان ومسيطرين تماما ومن ينعيش اقتصاد مصر هم الاقباط وفلوس اقباط المهجر هي التي تعطي مصر طعاما ولولاها لقفز الدولار الي عشرة جمنيهات تعالوا الي اي بلد ابنوا فيها وحققو نجاحات انتم واطفالكم وكما قلت الف مليون مرة ان فشل الاخوان وهو امر اكيد سوف يحولوة الي فتنة طائفية لكي يلهوا الشعب وهو ماقعلة مبارك وما سيفعلة اي رئيس فاشل ومن يتوقع ان اي حكومة في مصر سوف تحقق العدالة والمساواة هوواهم لا ترسلوا مليم لمصر بل كونوا وبسرعة بنك عالمي لة افرع امريكية واوربية وافريقية بساهم من اقباط المهجر لمساعدة اهلنا علي بيع املاكهم بسعر عالمي ومن حقنا ان نطالب الامم المتحدة بتعويضات والقضاء العالمي موجود افتحوا مجالات في افريقيا مثل جنوب افريقيا وامريكا التي سبب في كل مشاكل المسيحيين في العغالم كلة واوربا واستراليا ونيو زينلدا الجميلة كل هذة البلاد لو ساهمنا في اقتصادها سوف تفتح الابواب لنا تحركوا واول شيئ هو جامعة عالمية في افريقيا مثل جنوب افريقا او اديس ابابا وفكروا شوية فكروا شوية فكروا شوية كل املا ككم لو دعمتم مستندتكم سحصلوا علي ثمنها بالدولار غصبا عنهم والا فسيتم مقاطعة مصر عالميا واقتصاديا وصلوا وفكروا صلوا صلوا من فضلكم ولا تفكروا ان البلد سوف ينصلح حالها نحن الحلقة الاضعف وكل خيبتهم سوف يلقوها علينا فكروا من عبر قناة السوييس من استشهد ومن دافع عن مصر وما هو الجزاء ؟؟

السيد مصري مش ارثوذوكسي
اسعد -

واسمائه المئتين والخمسة وعشرين, فقط لو تدلنا على اي مكان قرات تلك الشتائم المزعومة, الشتائم والمسبات وقلة الادب في تعليقاتكم غير المهذبة , والتي تنشرها إيلاف دزن منتجة بينما تمتنج ودون رحمة تعليقات الباقين.

من دستور مصر المقترح؟؟!!
مواطن عربي مهاجر -

[ديباجة وثيقة الدستور] واستمرارا لثورتنا الطاهرة التى وحدت المصريين على كلمة سواء، لبناء دولة ديمقراطية حديثة ؛ نعلن تمسكنا بالمبادئ التالية: أولا: الشعب مصدر السلطات؛ يؤسسها، وتستمد منه شرعيتها، وتخضع لإرادته.. ومسؤولياتها وصلاحياتها أمانة تحملها، لا امتيازات تتحصن خلفها. ثانيا: نظام حكم ديمقراطى؛ يرسخ التداول السلمى للسلطة، ويعمق التعددية السياسية والحزبية، ويضمن نزاهة الانتخابات، وإسهام الشعب فى صنع القرارات الوطنية. ثالثا: كرامة الفرد من كرامة الوطن.. ولا كرامة لوطن لا تكرم فيه المرأة؛ فالنساء شقائق الرجال، وشريكات فى المكتسبات والمسئوليات الوطنية. رابعا: الحرية حق، فكرا وإبداعا ورأيا، وسكنا وأملاكا وحلاً وترحالاً، وضع الخالق أصولها فى حركة الكون وفطرة البشر. خامسا: المساواة وتكافؤ الفرص بين الجميع: مواطنين ومواطنات؛ فلا تمييز، ولا وساطة، ولا محاباة، فى الحقوق والواجبات. سادسا: سيادة القانون أساس حرية الفرد، ومشروعية السلطة، وخضوع الدولة للقانون؛ فلا يعلو صوت على قوة الحق، والقضاء مستقل شامخ, صاحب رسالة سامية فى حماية الدستور وإقامة موازين العدالة وصون الحقوق والحريات. سابعا: الوحدة الوطنية فريضة، وركيزة بناء الدولة المصرية الحديثة وانطلاقتها نحو التقدم والتنمية؛ ترسخها قيم التسامح والاعتدال والوسطية وكفالة الحقوق والحريات لجميع المواطنين دون تفرقة بين أبناء الجماعة الوطنية. ثامنا: الدفاع عن الوطن شرف وواجب؛ وقواتنا المسلحة مؤسسة وطنية محترفة محايدة لا تتدخل فى الشأن السياسى، وهى درع البلاد الواقى. تاسعا: الأمن نعمة كبرى؛ تسهر عليه شرطة تعمل فى خدمة الشعب وحمايته, وفرض موازين العدالة، فلا عدل بلا حماية، ولا حماية بغير مؤسسات أمنية تحترم كرامة الإنسان وسيادة القانون. عاشرًا: الوحدة أمل الأمة العربية؛ نداء تاريخ ودعوة مستقبل وضرورة مصير، يعضدها التكامل والتآخى مع دول حوض النيل والعالم الإسلامى الامتداد الطبيعى لعبقرية موقع مصر ومكانها على خريطة الكون. حادى عشر: ريادة مصر الفكرية والثقافية، تجسيد لقواها الناعمة ونموذج عطاء بحرية مبدعيها ومفكريها، وجامعاتها، ومجامعها العلمية واللغوية ومراكزها البحثية، وصحافتها وفنونها وآدابها وإعلامها، وكنيستها الوطنية، وأزهرها الشريف الذى كان على امتداد تاريخه قوّاما على هوية الوطن، راعيا للغة العربية الخالدة، والشريعة الإسلامية ال

اي المشكله؟
Omar Ben Ali -

لقد اصاب الكاتب عندما وصل الى نقطه او خلاصه مفادها ان الغرب ايقن ان شعوب الشرق الاوسط من الصعب جدا ان يلتحقوا بركب الحداثه والعولمه كون المساله مرتبطه بالجيناث والبيئه وهذا الامر صحيح فمتوسط الذكاء لسكان المنطقه لايتجاوز ال 85 نقطه فى حين لكى تتخطى تحدياث الحداثه يلزمك ان تسجل متوسط اعلى من 100 نقطه ولكى تكون فى وضع مقبول يتيح لك الالتحاق بركب العالم الديمقراطى يجب ان تسجل متوسط ذكاء يفوق ال 90 نقطه الامر الذى يعنى ان شعوب المنطقه ستعانى لبعض الوقتغير ان الكاتب قد اخفق تماما عندما وصف القوه المناوئه للاسلام السياسى هى الحل للخروج من هذه الورطه للاتحاق بركب العولمه والحداثه حيث قد نسى بان البيئه التى انتجت الاسلام السياسى هى نفسها التى انتجت التيار اليسارى اى ان المسئله مجرد تغيير اقنعه لاغير فكيف للتيار اليسارى والذى حكم المنطقه لمدة تزيد عن الخمسين عاما ان يقدم نمودج اكثر رقى من النمودج الاسلامى وهو جزء لايتجزا عن هذا التخلف ..كيف للتيار اليسارى والذى يسمى نفسه احيانا بالقومى واخرى بالتقدمى ان يغير من خريطه الطريق وهو الذى يقضى جل وقته فى الاضرابات والاعتصامات!؟فالذى يريد ان يقدم نمودج ناجح عليه ان يعمل ويجتهد لا ان يقضى جل وقته يلعن الظلام والحظ والزمن ولا ان يبرر فشله بنظريه المؤامره اما قول الكاتب والكثير غيره بان الثورات قد سرقها الاسلاميين فهذا كلام مردود عليهم فالثورات لكى تنجح يجب ان يكون ورائها عقول مؤادلجه تستطيع ان تنظم صفوفها وتقدم تضحيات جسام وهو الامر الذى تفتقده الشعوب عموما ولا يتوفر الا عند فئه المؤدلجين العقائديين اى كان نوع هذه العقيده وبما ان المنطقه لايوجد بها الا العقيده الاسلاميه بعد ان تفككت وانهارت العقيده الشيوعيه اذا ليس هناك قوه فى الساحه لها استعداد ان تقدم القرابين والتضحيات امام الانظمه القائمه سوى القوه او العقيده الاسلاميه والاسلاميين من خلال خبرتهم الطويله يدركون ان رفع شهارات الاسلام علنا سيفسد كل مخططاتهم لهذا كان كل شى يعمل بصمت مستفيدين من نقمة الشعوب على الانظمه كما حياديت الغرب امام اى تغيير فى المنطقه كون المنطقه ميؤس منها والغرب سيوافق على اى تغيير مدعوم شعبيا ...لقد اجتهد الاسلاميين واستعملوا واستغفلوا الجميع ولقد نجحوا فى ذلك والان بات يلوح فى الافق الوجه الحقيقى للاسلام السياسى الامر الذى يزعج التيار

الغرب الستيريوي
مواطن عربي مهاجر -

للغرب نفس الموقف الاستعماري الستيريوي تجاه المشرق، فهو يريده محكوماً من سلطات فاشية ولا فرق ان كانت عسكرية أو دينية حيث يسهل التحكم بأمورها من خلال كائنات غبية، وإلا فما معنى أن تساند أمريكا دكتاتوراً صغيراً لا قيمة تذكر له في مصر، وعلى وشك أن يصبح بحجم مبارك، لا بل يمكن أن يتجاوزه لأن الفاشية الدينية أعتى وأسوأ من العسكر.